عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 11-10-2006, 05:27 PM
 
رد: الجواب الشافي لمن سأل عن الذكر الجماعي

سئل / سماحة الأمام العلامة الشيخ بن عثيمن يرحمه الله
السؤال: من جمهورية مصر العربية مستمع للبرنامج يقول في رسالته ما حكم الشرع في نظركم شيخ محمد في الدعاء الجماعي بعد أداء الصلوات؟



الجواب


الشيخ: نعم الدعاء الجماعي بعد أداء الصلوات ليس من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه الراشدين ولا من سنة الصحابة رضي الله عنهم وإنما هو عمل محدث وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب أحمرت عيناه وعلا صوته وأشتد غضبه حتى كأنه منذر جيشاً يقول صبحكم ومساكم ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة فهذا الدعاء الجماعي أو الذكر الجماعي بعد الصلوات محدث بدعة وكل بدعة ضلالة والمشروع في حق المصلي أن يدعو قبل أن يسلم لأن هذا هو محل الدعاء الذي أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال فيما صح عنه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه حين ذكر التشهد قال ثم يتخير من الدعاء ما شاء وهو دليل على أن محل الدعاء أخر الصلاة وليس ما بعدها وهو كذلك الموافق للنظر الصحيح لأن كون الإنسان يدعو في صلاته قبل أن ينصرف من بين يدي الله أولى من كونه يدعو بعد صلاته والمشروع بعد الصلوات المفروضة الذكر كما قال الله تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) وكما كان ذلك هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشروع أيضاًَ أن يجهر بهذا الذكر لأن هذا هو المعروف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما صح ذلك في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من الذكر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ألا إذا كان بجانبك رجل يقضي صلاته وتخشى أن تشوش عليه ففي هذه الحال فينبغي عليك أن تسر بقدر ما لا تشوش على أخيك لأن التشويش على الغير إيذاء له ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يصلون في المسجد ويجهرون نهاهم عن ذلك وقال لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن وفي حديث آخر قال لا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة فبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن جهر الإنسان بالصلاة لا يجوز فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن جهر الإنسان بالقراءة بحيث يؤذي غيره بل فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن جهر الإنسان بالقراءة أذية للغير إذا كان حوله من يتاذى به والخلاصة أن ما بعد الصلاة موضع ذكر وما قبل السلام في التشهد الأخير موضع دعاء هكذا جاءت به السنة وأن الذكر الذي يكون بعد الصلاة يشرع الجهر به ما لم يتاذى به إلى جنبه والله أعلم.


ومن كان عنده حجه خلاف هذه الحجه فمن الواجب ذكرها
حتي تبراء بها الذمة لا تراشق التهم
هذا الصحيح ونحن هنا إخوه يدل بعضنا بعض إلى الصواب
__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان

التعديل الأخير تم بواسطة سيف السنة ; 11-10-2006 الساعة 05:34 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-10-2006, 08:50 PM
 
Arrow هل الذكر الجهري جائز ؟؟؟؟ نعم جائز

هل يجوز الجهر بالذكر جماعة أو فردا ...؟؟؟

نعم يجوز الذكر الجماعي والجهر بالذكر وكذلك الجهر الفردي السيوطي بحثا في هذه المسالة .
وهذه بعض الأحاديث التي تدل على ذلك :
ذكر الأحاديث الدالة على استحباب الجهر بالذكر تصريحاً أو التزاماً

الحديث الأول: أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملا ذكرته في ملا خير منه" والذكر في الملاً لا يكون إلا عن جهر.

الحديث الثاني: أخرج البزار، والحاكم في المستدرك وصححه عن جابر قال: "خرج علينا النبـي صلى الله عليه وسلّم فقال: "يا أيها الناس إن لله سراياً من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة"، قالوا: وأين رياض الجنة؟ قال: "مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله".

الحديث الثالث: أخرج مسلم، والحاكم واللفظ له عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "إن لله ملائكة سيارة وفضلاء يلتمسون مجالس الذكر في الأرض فإذا أتوا على مجلس ذكر حف بعضهم بعضاً بأجنحتهم إلى السماء فيقول الله: من أين جئتم؟ فيقولون جئنا من عند عبادك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك، فيقول : ما يسألون وهو أعلم؟ فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا يا رب، فيقول: فكيف لو رأوها؟ ثم يقول: ومم يستجيروني وهو أعلم بهم؟ فيقولون من النار، فيقول: وهل رأوها فيقولون لا،فيقول: فكيف لو رأوها، ثم يقول: أشهدوا أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوني وأجرتهم مما استجاروني، فيقولون: ربنا إنا فيهم عبداً خطاء جلس إليهم وليس منهم، فيقول: وهو أيضاً قد غفرت له هم القوم لا يشقي بهم جليسهم"." اهـ.


"الحديث الرابع: أخرج مسلم، والترمذي عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهماقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "ما من قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده".

الحديث الخامس: أخرج مسلم، والترمذي عن معاوية: "أن النبي صلى الله عليه وسلّم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده، فقال: "إنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة".

الحديث السادس: أخرج الحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبـي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون".

الحديث السابع: أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبـي الجوزاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مراؤون" ـ مرسل، ووجه الدلالة من هذا والذي قبله أن ذلك إنما يقال عند الجهر دون الإسرار." اهـ.



"الحديث الثامن: أخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: "حلق الذكر".

الحديث التاسع: أخرج بقي بن مخلد عن عبد الله بن عمرو: "أن النبي صلى الله عليه وسلّم مر بمجلسين أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه والآخر يعلمون العلم فقال: "كلا المجلسين خير وأحدهما أفضل من الآخر".

الحديث العاشر: أخرج البيهقي عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات".

الحديث الحادي عشر: أخرج البيهقي عن أبي سعد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: "يقول الرب تعالى يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: مجالس الذكر في المساجد".

الحديث الثاني عشر: أخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم لله ذاكر؟ فإن قال نعم استبشر ثم قرأ عبد الله: {لقد جئتم شيئاً إدّاً تكاد السموات يتفطرن منه}، الآية، وقال: أيسمعون الزور ولا يسمعون الخير؟.

الحديث الثالث عشر: أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس في قوله: فما بكت عليهم السماء والأرض، قال: إن المؤمن إذا مات بكى عليه من الأرض الموضع الذي كان يصلي فيه ويذكر الله فيه، وأخرج ابن أبـي الدنيا عن أبـي عبيد قال: إن المؤمن إذا مات نادت بقاع الأرض عبد الله المؤمن مات فتبكي عليه الأرض والسماء فيقول الرحمن: ما يبكيكما على عبدي؟ فيقول ربنا لم يمش في ناحية منا قط إلا وهو يذكرك. وجه الدلالة من ذلك أن سماع الجبال والأرض للذكر لا يكون إلا عن الجهر به." اهـ.



"الحديث الرابع عشر: أخرج البزار، والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "قال الله تعالى: عبدي إذا ذكرتني خالياً ذكرتك خالياً، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكثر".

الحديث الخامس عشر: أخرج البيهقي عن زيد بن أسلم قال: قال ابن الأدرع: "انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلّم ليلة فمر برجل في المسجد يرفع صوته قلت: يا رسول الله عسى أن يكون هذا مرائياً؟ قال: "لا ولكنه أواه" وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لرجل يقال له ذو البجادين، إنه أواه وذلك أنه كان يذكر الله"، وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله أن رجلاً كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل: لو أن هذا خفض من صوته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "دعه فإنه أواه".

الحديث السادس عشر: أخرج الحاكم عن شداد بن أوس قال: "إنا لعند النبي صلى الله عليه وسلّم إذ قال: ارفعوا أيديكم فقولوا لا إله إلا الله ففعلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد ثم قال: أبشروا فإن الله قد غفر لكم".

الحديث السابع عشر: أخرج البزار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: "إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم فيقول الله تعالى: غشوهم برحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم". "اهـ.

"الحديث الثامن عشر: أخرج الطبراني، وابن جرير عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو في بعض أبياته: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}الآية فخرج يلتمسهم فوجد قوماً يذكرون الله تعالى منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم".

الحديث التاسع عشر: أخرج الإمام أحمد في الزهد عن ثابت قال: "كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمر النبي صلى الله عليه وسلّم فكفوا فقال: ما كنتم تقولون؟ قلنا: نذكر الله، قال: إني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها ثم قال: الحمد الله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم".

الحديث العشرون: أخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبـي رزين العقيلي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال له: ألا أدلك على ملاك الأمر الذي تصيب به خيري الدنيا والآخرة؟ قال: بلى، قال: عليك بمجالس الذكر وإذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله".

الحديث الحادي والعشرون: أخرج ابن أبي الدنيا، والبيهقي، والأصبهاني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "لأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس،لأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من الدنيا ومافيها". " اهـ.




"الحديث الثاني والعشرون: أخرج الشيخان عن ابن عباس قال: إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم، قال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته.

الحديث الثالث والعشرون: أخرج الحاكم عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف أُلف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتاً في الجنة". وفي بعض طرقه: "فنادى".

الحديث الرابع والعشرون: أخرج أحمد، وأبو داود، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه عن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "جاءني جبريل فقال: مر أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير".

الحديث الخامس والعشرون: أخرج المروزي في كتاب العيدين عن مجاهد أن عبد الله بن عمر، وأبا هريرة كانا يأتيان السوق أيام العشر فيكبران لا يأتيان السوق إلا لذلك، وأخرج أيضاً عن عبيد بن عمير قال: كان عمر يكبر في قبته فيكبر أهل المسجد فيكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيراً. وأخرج أيضاً عن ميمون بن مهران قال: أدركت الناس وأنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهها بالأمواج من كثرتها."
__________________
المطر الأحمر القادم من سوريا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-10-2006, 08:58 PM
 
Arrow أدلة الدعاء الجماعي بعد الصلاة.....

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، والصّلاة والسّلام على أشرف السّادات ، سيّدنا محمّدوعلى آله وصحبه أولى جميل العادات،
أمّا بعد: فقد كثُر إنكار المتطرّفين دعاء الإمام للمأمومين بعد الصّلاة وجعلوا ذلك بدعة سيّئة لا دليل لها من الكتاب والسنة، وعابوا أئمة المسلمين المصلّين علىذلك وأطلقوا ألسنـتهم عليهم بالسّبّ والشّتم، والإزدراء سفاهة وجهلا وظنا منهم أنْ ليس هناك دليل من الشرع يدل على ما فعله هؤلاء الأئمة، ووقع أيضا تساهلهم في الدعاء بعد الصّلاة مطلقا ، وعلمنا أنّ أصل ذلك ما ذكره شيخهم ابن القيم الجوزية في كتابه: (( الهدي النبويّ)) من إنكاره الدعاءَ بعد الصّلاة وإن كان فرديا فألّفنا هذه الرسالة لنبين فيها أدلة الدعاء بعد الصّلاة سواء كان فرديّا أو جماعيّا، ونتعقّب على شيخهم المذكور كلامه في هذا الصدد، ونردّ عليه تلبيساته وتخليطاته ونعيد الحقّ إلى نصابه، وقسّمنا هذه الرسالة إلى فصول أربعة وخاتمة .
الفصل الأول في فضل الدعاء وآدابه
والفصل الثاني في أدلة الدعاء بعد الصّلاة مطلقا
والفصل الثالث في أدلة الدعاء الجماعي بعد الصّلاة
والفصل الرابع فيما نشأ عنه إنكار الوهابيّة الدعاءَ الجماعي بعد الصّلاة وتساهلهم في ترك الدعاء بعدها وإن كان فرديّا،
وهذا أوان الشروع في المقصود وبالله التوفيق والعصمة
فصل في أدلة الدّعاء الجماعي بعد الصّلاة
روى الترمذي ( )في أواخر كتاب الدعوات في "باب }83 {عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلّما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتّى يدعو بـهؤلاء الدعوات لأصحابه:
(( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنّتك ومن اليقين ما تـهوّن به علينا مصائب الدنيا اللهم متّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منّا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولاتسلّط علينا من لا يرحمنا )). قال الترمذي: حديث حسن، ذكر الإمام النووي هذا الحديث في أذكاره في "باب دعاء الجالس في جمع لنفسه ومن معه" ونقل تحسين الترمذي، قال ابن علان في الفتوحات الربانية على الأذكار النووية: قوله روينا في كتاب الترمذي وغيره: وقد سقط لفظ: وغيره. من نسخ متعددة قال في السلاح: رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك واللفظ للترمذي وقال: حسن،
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وزاد في أوّله (( اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني )) اهـ
وفي تحفة الأحوذي شرح الترمذي: وأخرجه النسائي والحاكم ، وقال: صحيح على شرط البخاري .وفي تعليقها "ووافقه الذّهبيّ"
أقول: وهذا الحديث صريح في دعاء الإمام للمأمومين لأنّ من مجالسه صلّى الله عليه وسلّم مجلسَه بعد الصّلاة وفي حديث كعب بن مالك الطويل الذي رواه البخاري ومسلم : وآتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصّلاة، قال ابن علان في "دليل الفالحين" }جـ115{ في شرح هذا الحديث: فيه الجلوس عقب الصّلاة في المصلّى للذكر والدعاء ونحوهما .
ومعلوم أن أكثر مجالس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تبتدأ من مجلسه بعد الصّلاة لأن النبي .صلّى الله عليه وسلّم. وأصحابَه yكانوا يأتون المسجد للصلاة ثم يجلسون بعدها للذكر والدعاء وغير ذلك من أمور الخير،

قال الإمام البيهقي في السنن الكبرى }جـ287{: باب الإمام يقبل على الناس بوجهه إذ سلم فيحدثهم في العلم وفيما يكون خيرا، ثم استدلّ على ذلك بأحاديث .
وروى البخاري عن أمّ سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّ النساء في عهد رسول الله r كنّ إذا سلمن من المكتوبة قُمْنَ ،وثبت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن صلّى من الرجال ما شاء الله
فإذا قام رسول الله قام الرجال، ذكر ذلك في باب إنتظار الناس قيام الإمام العالم (جـ156) .
ومعلوم أن مكث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن معه من الرجال بعد الصّلاة ليس إلا للذّكر والدعاء ونحوهما .
وفي ترجمة الإمام النووي في أذكاره حيث قال: "باب دعاء الجالس في جمع لنفسه ومن معه" أخذاً من الحديث المذكور. دليلٌ واضح على أن الإمام يدعو للمأمومين بعد الصّلاة لأنّ الإمام إذا سلّم من الصّلاة واستقبل المأمومين جالس في جمع فله أن يدعو لنفسه ولهم بل ذلك مستحب كما دلّ عليه الحديث المذكور
وعن أنس بن مالكt قال: دخل النبي صلّى الله عليه وسلّم علينا وما هو إلا أنا وأمّي وأمّ حرام خالتي فقال: (( قوموا فلأصلّي لكم )) في غير وقت صلاة فصلّى بنا
ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة، فقالت أمّي: يارسول الله خويدمك ادع الله له، قال: فدعا لي بكل خير وكان في آخر ما دعا لي به أن قال
: (( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه ))، رواه مسلم كماتقدّم وفي هذا الحديث مأخذٌ قويّ للدّعاء الجماعيّ لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا لهم بعد الصّلاة والدعاء مستحبّ بعدها سواء كانت مكتوبة أونافلة ،
وسيأتي في كلام الحافظ ابن حجر إن شاء الله تعالى في الفصل الرابع قولُ الإمام جعفر الصادق : "الدعاء بعد المكتوبة أفضل من الدعاء بعد النافلة كفضل المكتوبة على النافلة "
وأخرج الحاكم عن حبيب بن مسلمة الفهري سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ((لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابـهم الله تعالى)) ، قال الشوكاني في تحفة الذاكرين في فصل آداب الدعاء (1) أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد .وقال الحافظ الهيثمي في المجمع في الجزء الأخير من المجلد الخامس (73)
في باب التأمين على الدعاء: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة( ) وهو حسن الحديث .
وقال العلامة عبد الفتاح أبوغدة : والراوي عن ابن لهيعة في هذا الحديث: هو عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ. وهو أحد العبادلة الذين تعدّ روايتهم عن ابن لهيعة أعدل وأقوى .
وذكره الحافظ ابن حجر فيما ورد في فضل التأمين كما سنذكر قريبا إن شاء الله تعالى .
نقول أيّ اجتماع أكثر أو أفضل من إجتماع المسلمين في الصّلاة وبعدها فإذا دعا بعضهم كالإمام وأمّن بعضهم كالمأمومين
أليس ينطبق عليهم هذا الحديث إنطباقا واضحا جلّيا ليس فيه أدنى شك ولو لم يرد في الدعاء الجماعي الذي بعد الصّلاة إلا هذا الحديث لكفى ولم يحتج إلى دليل سواه لأنه عام لا يختصّ بحال دون حال بل يدلّ على عمومه حديث الترمذي السابق .
وجدير أن نذكر هنا ما رواه الطبراني عن سلمان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (( ما رفع قوم أكفّهم إلى الله U يسألونه شيئا إلا كان حقاً على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوا.
وقال الحافظ الهيثمي في المجمع في الجزء الأخير من المجلد الخامس في باب ما جاء في الإشارة في الدعاء ورفع اليدين (72) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .
وما رواه الطبراني أيضا عن قيس المدنيّ أن رجلا جاء زيد بن ثابت فسأل عن شيء فقال له زيد: عليك بأبي هريرة فبينا أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو ونذكر ربّنا U إذ خرج إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى جلس إلينا فسكتنا، فقالr: (( عودوا للذي كنتم فيه))، فقال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة وجعل النبي صلّى الله عليه وسلّم يؤمّن على دعائنا
ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني سائلك بمثل ما سألك صاحباي وأسألك علما لا ينسى،
فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم( سبقكما بـها الغلام الدوسيّ)) ، قال الهيثمي في المجمع في الجزء التاسع من المجلد الخامس (64) رواه الطبراني في الأوسط وقيس هذا كان قاص عمربن عبد العزيز لم يرو عنه إلاابنه( ) محمّدوبقية رجاله ثقات .
وروى الطبراني الحديث الأول في المعجم الكبير .
ومما يدل على فضل الدعاء الجماعيّ الذي بعد الصّلاة حضُّه صلّى الله عليه وسلّم النساء الحيّض على شهودهنّ العيدين ودعوة المسلمين .
وروى البخاري في باب شهود الحائض العيدين ودعوة المسلمين من كتاب الحيض عن أمّ عطية رضي الله عنها أنّـها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( تخرج العواتق وذوات الخدور أو العواتق ذوات الخدور. والحيّض ولْيشهدْن الخير ودعوةَ المؤمنين ويعتزل الحيّض المصلّى ))،
قال القسطلاني في إرشاد السّاري لصحيح البخاري، أي فيكنّ فيمن يدعو ويؤمّن رجاء بركة المشهد الكريم، وأعاد البخاري هذا الحديث في باب العيدين
روى . في باب التكبير أيام منى . عن أم عطية قالت: كنّا نؤمر أن نَخرج يوم العيد حتّى نُخرج البكـر من خدرها حتّى نُخرج الحُيّض فيكنّ خلف الناس فيكبّرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته .
وروى في باب اعتزال الحيّض المصلّى عنها أنـها قالت: "فأمّا الحيّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتـهم ويعتزلن مصلاهم" اهـ
وورد في فضل التأمين أحاديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والناس يستعملون التأمين كثيرا في الدعاء الجماعي سواء كان بعد الصّلاة أو لم يكن
ولذا قال بعض العلماء: آمين جواب لأنه في جواب الداعي. وإن كان الراجح عند العلماء أنه دعاء- ومعناه عند الجمهور اللهم استجب- ولذا يشترك فيه الإمام والمأموم والمنفرد في الذي بعد الفاتحة، ويستحب لكل داع ومجيب .
قال البخاري في باب جهر الإمام بالتأمين من كتاب الصّلاة، وقال عطاء: آمين دعاء . ثم استدل البخاري على ذلك بأحاديث ارجع إليه وإلى شرحه فتح الباري إن شئت ،
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (جـ1139) في باب التّأمين من كتاب الدعوات .
:وورد في التأمين مطلقا أحاديث منها حديث عائشة مرفوعا ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السّلام والتأمين رواه ابن ماجه وصححه ابن خزيمة ، وأخرجه ابن ماجه أيضا من حديث ابن عباس بلفظ ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين .
وأخرج الحاكم عن حبيب بن مسلمة الفهري سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابـهم الله تعالى )).
ولأبي داود من حديث أبي زهير النميري( ) قال: وقف النبي صلّى الله عليه وسلّم على رجل قد ألـحّ في الدعاء فقال: أوجب إن ختم فقال: بأي شيء ، قال بآمين، فأتاه الرجل فقال: يافلان اختم بآمين، وأبشر .
وكان أبو زهير يقول: آمين مثل الطّابع على الصحيفة اهـ
ولفظ حديث أبي داود في سننه في باب التأمين وراء الإمام هكذا قال أبو زهير خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألـحّ في المسألة فوقف النبي صلّى الله عليه وسلّم يستمع منه، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم أوجب إن ختم
فقال رجل من القوم: بأي شيء يختم ؟ فقال: بآمين، فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلّى الله عليه وسلّم فأتى الرجل فقال: اختم يافلان بآمين وأبشر، ولعل الحافظ اختصر الحديث ورواه بالمعني كما هو ظاهر .
قال القسطلاني في "إرشاد الساري" . هنا بعد هذا الحديث الأخير الذي ذكره الحافظ: فآمين طابع الدعاء وخاتم الله على عباده يدفع به الآفات عنهم كما أن خاتم الكتاب يمنعه من ظهور ما فيه على غير من كتب إليه وهو الفساد كذلك الختم في الدعاء يمنعه من الفساد
الذي هو الخيبة كما في مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا إذا دعا أحدكم لا يقل(اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم وليعظم الرّغبة )) أي في الإجابة .
وقال عبد الرحمن بن زيد: آمين كنـز من كنوز الجنّة، وقال غيره: آمين درجة في الجنّة تجب لقائلها اهـ
ومن أعجب ما ورد في فضل التأمين ما رواه أبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
(( ومثل الذي لا يقول آمين كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا فخرجت سهامهم ولم يخرج سهمه فقال: مالسهمي لم يخرج؟ قال: إنك لم تقل آمين )) .
وكلام النووي في مجموعه السابق ظاهر في دعاء الإمام للمأمومين حيث قال: " قد ذكرنا استحباب الذكر والدعاء للإمام والمأموم والمنفرد وهو مستحب عقب كل الصلوات بلاخلاف، وأمّا ما اعتاده الناس أو كثير منهم من تخصيص دعاء الإمام بصلاتي الصبح والعصر فلا أصل له بل الصواب استحبابه في كل الصلوات، ويستحب أن يقبل على الناس فيدعو والله أعلم ".
وقد ورد ما يدلّ على أن دعاء الإمام للمأمومين بعد الصّلوات كان معروفا في عصر السّلف الصّالح
ذكر ابن علان في الفتوحات الربانية (4/252) أن من مكروه الدعاء أن يكون سببا لفساد القلب وحصول الكبر والخيلاء كما كره مالك لأئمة المساجد الدعاء عقب الصلوات المكتوبات جهرا للحاضرين فيجتمع عليه التقدم في الصلوات وشرف كونه نصب نفسه واسطة بين الله وعباده في تحصيل مصالحهم على يده بالدّعاء فيوشك أن تعظم نفسه عنده فيفسد قلبه ويعصي ربّه وقد سأل بعضهم عمر رضي الله عنه في الدعاء لقومه فقال: لا . إني أخاف أن تنـتفخ حتّى تصل إلى الثُريّا اهـ
وإنما نقلت هذا الكلام لأن فيه أنّ الدعاء الجماعي الذي بعد الصّلاة كان معروفاً في أوائل هذه الأمّة ،
فأمّا إنكار الإمام مالك الجهر بذلك الدعاء فلأنه يستحب الإسرار بالدعاء والذكر بعد الصّلاة كما نقلناه عن الشافعي وأصحابه قال تعالى في سورة الأعراف:
]ادْعُوْا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِيْنَ { وهذه المسئلة- مسئلة الإسرار- متفق عليها بين الفقهاء المتبوعة قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في الجزء الثاني في باب الذكر بعد الصّلاة- بعد حديث ابن عباس أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم- وفيه دليل على جواز الجهر بالذكر عقب الصّلاة،
قال الطبري : فيه الإبانة عن صحة ما كان يفعله بعض الأمراء من التكبير عقب الصّلاة وتعقبه ابن بطال بأنه لم يقف على ذلك عن أحد من السلف إلا ما حكاه ابن حبيب في "الواضحة" أنـهم كانوا يستحبون التكبير في العساكر عقب الصبح والعشاء تكبيرا عاليا ثلاثا قال وهو قديم من شأن النّاس قال ابن بطّال: وفي العتيبيّة عن مالك أن ذلك محدث قال وفي السّياق إشعار بأن الصحابة لم يكونوا يرفعون أصواتـهم بالذكر في الوقت الذي قال فيه ابن عباس ما قال.
قلت: في التقييد بالصحابة نظر بل لم يكن حينئذ من الصحابة إلا القليل
وقال النووي حمل الشافعي هذا الحديث على أنـهم جهروا به وقتا يسيرا لأجل تعليم صفة الذكر لا أنـهم داوموا على الجهر به والمختار أن الإمام والمأموم يخفيان الذكر إلا إن احتيج إلى التعليم اهـ
قال الحافظ بدر الدين العينيّ في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: في هذا الموضع استدل به بعض السلف-يعني حديث ابن عباس المارّ- على استحباب رفع الصوت بالتكبير والذكر عقيب المكتوبة،
وممن استحبّه من المتأخّرين ابن حزم وقال ابن بطال أصحاب المذاهب المتبعة وغيرهم متّفقون على عدم استحباب رفع الصوت بالتكبير والذكر حاشا ابن حزم وحمل الشافعي هذا الحديث على أنه جهر ليعلمهم صفة الذكر لا أنه كان دائما
قال: واختار للإمام والمأموم أن يذكرا الله بعدالفراغ من الصّلاة، ويخفيان ذلك إلا أن يقصدا التعليم فيعلّما ثم يسرّا
وقال الطبري فيه البيان على صحة فعل من كان يفعل ذلك من الأمراء والولاّة يكبّر بعد صلاته ويكبّر من خلفه وقال غيره: لم أجد أحدا من الفقهاء قال بـهذا إلا ابن حبيب في الواضحة قال: كانوا يستحبون التكبيرَ في العساكر والبعوث إثر صلاة الصبح والعشاء وروى ابن قاسم عن مالك أنه محدث .
وعن عبيدة هو بدعة وقال ابن بطال: وقول ابن عباس "كان على عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم" فيه دلالة أنه لم يكن يُفعل حين حدث لأنه لو كان يُفعل لم يكن لقوله معنى فكان التكبير في إثر الصلوات لم يواظب الرسول .عليه الصّلاة والسّلام. عليه طول حياته وفهم أصحابه أنّ ذلك ليس بلازم فتركوه خشية أن يظن أنه مما لا تتمّ الصّلاة إلا به فلذلك كرهه من كرهه من الفقهاء اهـ
قال الإمام النوويّ في شرح مسلم (جـ55) باب الذكر بعد الصّلاة: بعد حديث ابن عباس: هذا دليل لما قاله بعض السّلف أنه يستحبّ رفع الصّوت بالتكبير والذكر عقب المكتوبة، وممن استحبّه من المتأخرين ابن حزم الظاهري ونقل ابن بطال وآخرون أن أصحاب المذاهب المتبوعة وغيرهم متّفقون على عدم استحباب رفع الصّوت بالذكر والتكبير وحمل الشافعي رحمه الله تعالى هذا الحديث على أنه جهر وقتا يسيرا حتى يعلمهم صفة الذكر لا أنـهم جهروا دائما قال: فاختار للإمام والمأموم أن يذكرا الله بعد الفراغ من الصّلاة ، ويخفيان ذلك إلا أن يكون إماما يريد أن يتعلم منه إلخ اهـ
والذكر والدعاء بعد الصّلاة سيّان عند الفقهاء في عدم استحباب رفع الصّوت بـهما وقد استدلّ الشافعي لعدم استحباب رفع الصوت بالذكر – بآية ولا تجهر بصلاتك التي قالت عائشة إنـها نزلت
في الدعاء- قياسا على الدّعاء كما سبق فيما نقلناه عن المجموع ولهذه الآية أسباب نزول أخرى وردت بـها الأحاديث كما في البخاري وغيره ارجع إن شئت إلى فتح الباري في تفسير سورة الإسراء من كتاب البخاري.
وإنكار الإمام مالك الجهر بالدعاء المذكور كإنكاره الجهر بالذكر بعد الصّلاة وجَعْلِه ذلك بدعة كما سبق في قول الحافظين العسقلاني والعينيّ ، ومراد الإمام من إنكاره الجهر ما يتولّد منه من الرّياء والتّكبر والإعجاب بالنفس كما سبق في قول ابن علان.
ويؤيد ذلك ما رواه الطبراني عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:
] وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِك َ { أي لا تصلِّ مراءاة للناس، ذكر هذه الرواية الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" في آخر تفسير سورة الإسراء .
ويؤيد ذلك أيضا ما قاله المفسرون في قوله تعالى
]ادْعُوْا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِيْنَ {
قال أبو جعفر ابن جرير الطبريّ التأويل في قوله تعالى
]ادْعُوْا رَبَّكُمْ { إلخ قال: ] تَضَرُّعاً { يقول تذلّلا واستكانة لطاعته ،
} وَخُفْيَةً { يقول بخشوع قلوبكم وصحة اليقين منكم بوحدانيّته فيما بينكم وبينه لا جهارا ومراءاة ثم قال الطبريّ: وأما قوله:
} إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِيْنَ { فإنّ معناه إن ربكم لا يحبّ من اعتدى فتجاوز حدّه الذي حدّه لعباده في دعائه ومسألته ربّه . ورفَعَ صوته فوق الحدّ الذي حدّ لهم في دعائهم إياه ومسألتهم وفي غير ذلك من الأمور ثم نقل الطبري عن ابن جريج أنه قال: إن من الدعاء اعتداء يكره رفع الصوت والنداءُ والصياحُ بالدعاء ويؤمر بالتضرع والإستكانة .
قال القرطبي: ومعنى } خُفْيَةً { أي سرّا في النفس ليبعد عن الرياء وبذلك أثنى على نبيّه زكريا عليه السّلام إذ قال مخبرا عنه: } إِذناَدَىْ رَبَّهُ نِدَاْءً خَفِيّا ً{ ونحوه قول النبي صلّى الله عليه وسلّم خير الذكر الخفي وخير الرّزق ما يكفي .
والشريعة مقرّرة أنّ السرّ فيما لم يفترض من أعمال البر أعظم أجرا من الجهر وقد تقدّم هذا المعنى في البقرة –يعني في قوله تعالى
: } وَإِنْ تُبْدُوْا الْصَدَقَاْتِ فَنِعمَّاهِيَ وَإِنْ تُخْفُوْهَاْ وَتُؤْتُوْهَاْ الْفُقَرَاْءَ فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمْ{- قال الحسن بن أبي الحسن: لقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض عمل يقدرون على أن يكون سرّا فيكون جهرا أبدا
ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء فلا يسمع لهم صوت إن هو إلاّ الهمس بينهم وبين ربّـهم وذلك أن الله تعالى يقول:
]ادْعُوْا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً { . وذكر عبدا صالحا رضي الله فعله فقال: ] إِذ نَاْدَ ىْ رَبَّهُ نِدَاْءً خَفِيّّا َ{ ثمّ
__________________
المطر الأحمر القادم من سوريا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-10-2006, 09:02 PM
 
باب النقاش حول الذكر الجماعي ماله وما عليه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابعت جميع المواضيع حول الذكر الجماعي
ووجدت ان تفرد كل موضوع في صفحة لوحده يؤدي إلى أمور نريد تفاديها
وليكون هذا الموضوع شامل وكامل لكل مسائله وأدله

قمت بجمع كل المواضيع المدرجه في هذا الباب

واطلب من المشاركين ان يدرجوا مواضيعهم عن هذا الباب في هذا الموضوع فقط

وليكن نقاش ذو فائده دون مساس احد بشخصيته

فقط استناد على الادله الشرعيه بعيد عن النظريات والآراء

والله الموفق
__________________
°عيون العرب°
°ملتقى العالم العربي°
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-11-2006, 01:59 AM
 
رد: باب النقاش حول الذكر الجماعي ماله وما عليه

الأدلة التي جئت بها في ردك الثالث سبق الرد عليها ويبدوا أنك لم تقرأ الموضوع من الأول حتى تدخل باب النقاش, وعلى ما يبدوا لي أنك متعصب فقط, حاول أن تحلل وتناقش واقرأ ما كتبته الأول هداني الله وإياك إلى الطريق المستقيم.

تم تعديل الرد من قبل ابوهايل
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:15 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011