منذ أن التزمت العمل الأكاديمي وأنا أراقب واقع الجامعات العربية و واقع البحث العلمي فيها. وهدفي من هذا الوصول إلى واقع العرب من التطور و البحث والحضارة في مجال العلوم، والسبب وبدون خجل هو أننا متأخرون عن الحضارة العلمية العالمية. والسؤال الذي يتردد في أذهاننا هو: لما أصبح التطور العلمي عند العرب في طرف الذيل من التأخر؟ ... هل هو السبب في ندرة العقول العربية؟ إن كان ذا... إذاً من أين جاءت تلك العقول العربية المبدعة في الغرب؟...هل هو عامل فقر الجيوب العربية؟ إذاً لما تلك البنوك الغربية -وليس العربية- تغص بالمال العربي؟.... هل هو عزم و جَدِّية أصحاب القرار؟ إذاً أين ذلك المليار الذي تبدد بكلمه؟ إذاً من حقي أنا العربي أن أسأل: إلى أيِّ مدى وصلنا في العمل الأكاديمي و البحثي لنقدمه للأجيال القادمة؟ لقد تكرر هذا السؤال في ذهني تكراراً ومراراً. وها أنا أجد نفسي أمام إجابة من إحصائية عرضها احد الباحثين في المؤتمر الدولي الأول الشرق أوسطي للتعاون العلمي والذي عقد في عمان، مفادها أن جامعة هيدلبرغ الألمانية تُنتج أبحاث علميه بمقدار ما تُنتجه جميع الجامعات و المراكز البحثية في الدول العربية أجمع. عزيزي القارئ: ماذا سيكون واقعنا حينما نسمع إحصائية أخرى تعرض لنا حصيلة الإنتاج العلمي لجميع الجامعات الألمانية ثم نقارنها بجامعاتنا؟. اعتقد حينها ستنتابك الحيرة من أمرك وتعلم إلى أيِّ مدى وصلنا. ولكن دعنا نتساءل بالسؤال: أين نحن العرب من خارطة البحث العلمي في العالم؟ اعتقد هنا أنّ الحيرة اشد وقعاً وأكبر مصاباً. لكني أطمئنك أيها القارئ العربي بأنّ الأمر بسيط غير مُحبط، حيث مازلنا على حراك و الدم يجري و العقل يعمل و النفسُ بين شهيق و زفير والطعام وفير ممّا لذّ وطاب. ولكن... أهي القيود....؟ ربما....!!!. إذا هل الصمت أولى؟ ....
لعلي هنا كما قالها الصقر الجريء: لا أريد الصمت. أعزائي لابد من إدراك بأنّ وضع البحث العلمي والجامعات العربية في خطورة بعد تأخرها تأخراً كبيراً عن اللحاق في ركب الحضارة العلمية العالمية، ذلك من خلال واقع الإنتاج العلمي وانخراطها في هموم القضايا المالية من تسديد الديون وجلب الأرباح من خلال الأفواج الهائلة الملتحقة فيها، والتركيز بالدرجة الأولى على التدريس وحده والابتعاد عن الهدف البحثي. كل هذه الآراء شاهدناها ولمسناها، ولكن مازال السؤال قائماً، ما هو السبب في تأخر الأمة العربية في مواكبة الحضارة العلمية العالمية؟ هل هي الجامعات؟ ...هل هو الباحث؟ ... هل هي نوعية البحث؟ عزيزي القارئ إن الإجابة تنحصر بين ركنين أساسين هما المتطلبات والتحديات (بالترتيب)، وهي التي تواجه البحث والباحث ومكان البحث. حين ذاك تأخر البحث والعِلم العربي عن اللحاق بالعلوم العالمية، وذلك بتأخر الباحث العربي و انشغاله في التحديات التي جلبتها له البيئة المحيطة والمصنوعة من أصحاب القرار. ما نلمسه من التسارع الكبير في مجال البحث بأن التأخر عام واحد عن البحث العلمي في الدول العربية يكفي إلى حاجتنا إلى سنوات عده للحاق مره ثانيه. والسؤال الذي يطرح نفسه كم هي عدد السنوات التي تأخرنا فيها عن العلوم وحدها؟ وكم هي عدد السنوات التي نحتاجها للحاق مره أخرى؟ أسئلة متعددة تنتظر الإجابات، ولكن المُحصلة أن الباحث العربي ابتعد كل البعد عن خارطة البحث العلمي العالمية، فأصبح الباحث العربي دون قيمه عالميه. لذا نرى أن البحث العلمي العربي أمام تحديات كبيره من أهمها: التحديات التي تواجه الباحث والبحث نفسه و مكان البحث.
إن أهم التحديات التي تواجه الباحث هو أولاً: عدم مقدرة الباحث العربي على بناء شراكه بحثيه عالميه ومحاولة إيجاد شريك عالمي فعلي في مجال العلوم المختلفة وبالتالي بناء شبكه علميه عالميه في مجاله المتخصص بحيث يتم الارتقاء في مجال البحوث العلمية. ثانياً: ابتعاد الباحث العربي عن العلوم التطبيقية و عدم ربط هذه العلوم بالصناعة، حيث مازال الباحث العربي متقوقعاً على البحث التقليدي الأكاديمي دون النظر إلى هدف هذا العمل البحثي، وبالتالي بقي التعاون بين الأكاديميا و الصناعة على استحياء وليس موجها بالاتجاه الصحيح و مازال ذا اهتمام فردي ذاتي. ثالثاً: عدم مواكبة الباحث العربي للتسارع الكبير والقفزات الهائلة في تطور مجال البحوث العلمية، لذا على الباحث المتابعة اليومية للتطورات التي تحدث في مجاله المتخصص و محاولة توجيه خطته البحثية نحو هذا التطور، إذ أنّ فقدان التتابع يفقد هذه النوعية من الباحثين المقدرة على المواكبة وبناء واجهه علمية مستقلة تُسمى باسمه، إذ أن أبحاثنا مازالت تابعة بشكل تقليدي للأبحاث السابقة. وأخيراً عدم تقييد الباحث العربي بقيود تُعجزه عن مواكبة التطور، وذلك من خلال عدم وجود الدعم المالي والمعنوي للباحث لإنجاز هذا البحث، حيث مازال الاستهتار و الاستهزاء بمقدرات الباحث العربي على رأس الطاولة.
ومن أهم التحديات التي تواجه البحث هو أولاً: لا يمكن الحديث عن وضع البرامج للارتقاء بالبحث العلمي بدون وجود وحدة بحثية عربية و شرق أوسطية موحدة لدعم البرامج العلمية، وذلك من خلال قرار دولي موحد ومهتم بشكل جدي في قضية البحث العلمي. ثانياً: ليس هنالك تعاون حقيقي بين الحكومات و الباحثين والصناعة، وعدم وجود الثقة المتبادلة بينهم مما يسهم بعشوائية البحث العلمي. ثالثاً، عدم وجود أبحاث ذات الأمد البعيد لمواكبة التطور في المجال نفسه. إذ مازالت الأبحاث قيد الأجل القصير مما يؤدي إلى عدم كمال القصة المحبوكة من جميع الجهات، بالإضافة أنها تؤدي إلى عدم التركيز على البحث العلمي المُتخصص والمُرَكّز حول قضيه مُعينة. وأخيراً: ما نلمسه هو أن التطبيق يُنسج خيوطه على البحث و ليس البحث يُنسج خيوطه على التطبيق، بحيث أول ما تُنسج الأبحاث خيوطها حول بحث دون تطبيق ثم نبحث لها عن تطبيق، و الأصح أن نجد المشكلة ثم ننسج خيوط البحث حولها، ثمّ الاعتكاف عليها وعدم الاستسلام للمصاعب لتحقيق الهدف المنشود واقصد يا رؤساء الجامعات عدم الاستسلام مادياً و معنوياً.
و من أهم التحديات التي تواجه مكان البحث العلمي، أولاً: عدم وجود بيئة مناسبة لانجاز البحث مما يؤدي إلى تأخر البحث العلمي، وهذا يؤدي إلى عدم اكتمال البحث بالصورة التي يجب أن يكون عليها، وذلك بسبب عدم ترابط أجهزة ودوائر وأقسام الجامعات العربية مع بعضها البعض لتسريع الحصول على النتائج، بحيث أن وجود النزعة الشخصية ذات القرار الذاتي فيمن يقود البحث العلمي يؤخر وجهة البحث العلمي نحو التطور والمواكبة. ثانياً: فقدان المعاهد المتخصصة في مجال البحث العلمي، حيث مازلنا نتكلم عن واقع أهداف الجامعات الحكومية حول الربحية التدريسية بالشكل الرئيسي، ومازلنا نجامل البحث العلمي بخجل شديد و كأنها فتاة التاسع عشر من العمر في خدرها. ثالثاً: عدم تهيئة عولمة المعرفة البحثية بين الدول العربية والدول المتقدمة، حيث مازالت رابطة العلوم مفقودة في الدول العربية لقيادة البحث العلمي.
أخيرا وليس أخرا، لا أريد هنا أن اجلد الذات ولكن هي نقاط على حروف. و بهذا القدر كفاية لمن وعى وأدرك الغاية، لعل من قرأ حُجتي هذه بنى الوصف و أرسل الهِدايّه.د. محمد احمد العنبر
__________________

__________________
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/59/18/1.png

عدم وجود الدعم المالي والمعنوي للباحث لإنجاز هذا البحث، حيث مازال الاستهتار و الاستهزاء بمقدرات الباحث العربي على رأس الطاولة.
اشكرك اخي الكريم
فعلا ماذكرته صحيح ومؤلم ويتطلب ارادة من جميع فعاليات الوطن العربي لاقلاع افضل

__________________
ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل

__________________

اخي الكريم اعتقد السبب وكما اشرت يرجع الى الفقر لاننا وببساطه لا نحتاج البحث العلمي !!!!!!!نعم وفي اى شيء نحتاجه ؟؟ اخي لا تستغرب ردي لان المراره تحول دون ان ارد على موضوعك .......ماذا اقول ؟اقول لك اننا قوم مستهلكون ننتظر ما ياتينا من الخارج حتى البحث العلمي !!وفي اى شيء نحتاجه ؟ليس عندنا صناعه الا صناعه البسكويت والبونبون فهل تحتاج لبحث علمي !! مشكووور اخي دوم في ود

__________________
هنعيش فــــــــــــــ الدنيا مره واحده بـــــــس

فــــــــــــ لازم نعيشها صـــــــــــح !

.

.

صدقت اخوي العزيز هدهد

__________________
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/59/18/1.png