عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2009, 11:48 PM
 
المثل العليا بقلم : عائض القرني

المثل العليا
بقلم : عائض عبد الله القرني
فن تأليف القلوب نستمده بسند صحيح من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن ميراثه ومن دعوته نتذاكره ونتعلمه ونتربى عليه، كما تربى عليه السابقون الأولون من سلفنا رضوان الله تعالى عليهم.
وسوف نذكر بعضاً من العناصر التي يقوم عليها بناء هذا الفن الجليل.

كظم الغيظ

ذكر الله عزّ وجلّ، في محكم كتابه أصول هذا الفن، وذكرها رسولنا صلى الله عليه وسلم بكلامه وبعمله، وبأخلاقه الشريفة العالية صلى الله عليه وسلم فقال المولى جلّت قدرته: ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)).

قال أهل العلم: ثلاث منازل: للمبتدئين والمقتصدين والسابقين بالخيرات.
المنزلة الأولى: من أسيء إليه فليكظم، وهذه درجة المقصرين من أمثالنا من المسلمين، أن يكظم غيظه ولا يتشفى لنفسه في المجالس، ولا يتعرض للأعراض.
المنزلة الثانية: فإن زاد وأحسن: ((وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)) فيذهب إلى من أساء إليه ويقول له: عفى الله عنك.
المنزلة الثالثة: فإن زاد وأحسن: ((وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))، يذهب بهديّة، أو يقوم بزيارة إلى من أساء إليه، ويصافحه ويقبله.
قال أهل السيرة: قام خادم على هارون الرشيد بماء حار -يسكب عليه- فسقط الإبريق بالماء الحار على رأس الخليفة أمير المؤمنين.. حاكم الدنيا!! فغضب الخليفة، والتفت إلى الخادم.
فقال الخادم -وكان ذكيّا-: والكاظمين الغيظ!
فقال الخليفة: كظمت غيظي..
قال: والعافين عن الناس!
قال: عفوت عنك..
قال: والله يحب المحسنين..
قال: اذهب، فقد أعتقتك لوجه الله!!

نزع الغل والبغضاء

في معركة الجمل خرجت عائشة و طلحة و الزبير .. وغيرهم، رضي الله عنهم أجمعين، وخرج الصحابة معهم بالسيوف وخرج علي رضي الله عنه ومعه بعض الصحابة من أهل بدر ، ومعهم السيوف يلتقون!
قيل لعامر الشعبي : الله أكبر! يلتقي الصحابة بالسيوف ولا يفر بعضهم من بعضٍ؟
قال: أهل الجنة التقوا فاستحيا بعضهم من بعض!
فلما قُتل طلحة في المعركة -وكان في الصف المضاد لعلي - نزل علي من على فرسه وترك السيف، وترجل نحو طلحة ونظر إليه، وهو مقتول -وطلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة- فنفض التراب عن لحية طلحة ، وقال: [يعز علي يا أبا محمد ، أن أراك على هذه الحال، ولكن أسأل الله أن يجعلني وإياك ممن قال فيهم سبحانه وتعالى: ((وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ))].
فانظر إلى الصفاء والنقاء، وانظر إلى العمق، وانظر إلى الروعة! وهم يقتتلون، والدماء تسيل وعلي يحتضن طلحة ويسلم عليه، ويذكره أنه سوف يجلس معه في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، حقّاً إنه مشهد رائع، وأنموذج باهر.
هذا الأنموذج الحي يدلنا دلالة واضحة على أن هؤلاء البشر لم يخرجوا عن بشريتهم، ولم يكونوا -يوماً من الأيام- ملائكة، ولكنهم كانوا في أروع صورة بشرية عرفتها الدنيا.
* مر على ابن السماك صاحبٌ له عتب عليه، فقال لابن السماك : غداً نتحاسب، يعني: غداً ألتقي معك أحاسبك وتحاسبني، وألومك وتلومني، ونعرف من هو المخطئ منا..
فقال ابن السماك : لا، والله، غداً نتغافر!
فالمؤمنون لا يتحاسبون، ولا يقول أحدهم للآخر: أنت كتبت فيّ كذا، وقلت كذا، وسمعت أنك تغتابني.. و.. إلخ..
لا.. هذا أسلوب خاطئ، والصحيح أن يقول له: غفر الله لك.

بذل الأعراض والأموال في سبيل الله

لقد وصل هذا الجيل المبارك إلى حد أن يقوم أحدهم -وهو أبو ضمضم - يصلي في الليل ثم يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء قائلاً: [اللهم إنه ليس لي مال أتصدق به في سبيلك، ولا جسم أجاهد في ذاتك، ولكني أتصدق بعرضي على المسلمين.. اللهم من شتمني، أو سبني، أو ظلمني، أو اغتابني، فاجعلها له كفارة!!].
ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة ذات يوم، فقام علبة بن زيد فقال: (يا رسول الله! حثثت على الصدقة، وما عندي إلا عرضي فقد تصدقت به على من ظلمني.
قال: فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما كان في اليوم الثاني قال صلى الله عليه وسلم: أين علبة بن زيد ، أو أين المتصدق بعرضه، فإن الله تبارك وتعالى قد قبل ذلك منه) (1) .
فهذا هو التصدق بالأعراض، ولا بد أن يبذل الدعاة وطلبة العلم أعراضهم، كما بذلها محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه بذل عرضه وماله ودمه لهذه الدعوة الخالدة فعسى الله أن يجعل دماءنا وأنفسنا وأعراضنا وأموالنا وأبناءنا، وأهلنا فداء ل(لا إله إلا الله محمد رسول الله ).
تحمل زلات الغير
ذكر الغزالي -صاحب الإحياء - أن الحسن البصري رحمه الله جاءه رجل فقال: [يا أبا سعيد، اغتابك فلان!
قال: تعال.
فلما أتى إليه، أعطاه طبقاً من رطب، وقال له: اذهب إليه، وقل له: أعطيتنا حسناتك، وأعطيناك رطباً! فذهب بالرطب إليه!].
فالمقصود من هذا: أن الدنيا أمرها سهل وهين، وأن بعض الناس يتصدق بحسناته، فلا عليك مهما نالك حاسد، أو ناقم، أو مخالف، أو منحرف!
فاعتبر ذلك في ميزان حسناتك واعلم أن ذلك رفعة لك.
* ويروى في سيرة موسى صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا رب، أريد منك أمراً!
قال: ما هو يا موسى -والله أعلم به-.
قال: أسألك أن تكف ألسنة الناس عني!
قال الله عزّ وجلّ: يا موسى وعزتي وجلالي، ما اتخذت ذلك لنفسي إني أخلقهم وأرزقهم، وإنهم يسبونني ويشتمونني!!
سبحان الله!! الله الرحمن الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفُواً أحد، يُسبّ من الناس!!
هذا المخلوق الضعيف، الذليل الحقير الحشرة يخرج نطفة، ثم يسب الله، ويشتمه جلا وعلا؟
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: يشتمني ابن آدم، وما ينبغي له أن يشتمني، ويكذبني وما ينبغي له! أما شتمه فقوله: إن لي ولداً، وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني) (1) .
فما دام أن الواحد الأحد سبحانه وتعالى، يسبه ويشتمه بعض الأشرار من خلقه!! فكيف بنا نحن، ونحن أهل التقصير؟
إذا علم هذا، فإنه خير دليل على المثل العليا التي حملها أصحابه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، فتراضوا واختلفوا، كما يختلف البشر، وأتت بينهم نفرةٌ في أيام من حياتهم!
ولكنهم عادوا في صفاء، وفي عناق، وفي حبور، وفي محبة؛ لأن المبدأ الذي يحملونه مبدأ واحد، وليس مبادئ متعددة، فمبدؤهم: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وما حصل بينهم دليل على أنهم لم يخرجوا عن بشريتهم، ولم يصبحوا ملائكة، ولم يخرجوا من عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء) (1) .
ولم يصبحوا كذلك صفحات بيضاء، لا أثر فيها ولا نقيصة، كلاّ ما كانوا كذلك!
كانوا بشراً تعتمل في نفوسهم دوافع البشر، ويتحركون في الأرض بدوافع البشر، ولكنها دوافع البشر في أصفى حالاتها وأعلاها، دوافع البشر حين يتخففون إلى أقصى حدّ من ثلة الأرض، فيصعدون أقصى ما يتاح للبشر من الصعود.
كانوا يعملون.. فإذا هبطت بهم ثقلة عن المستوى السامق لم يستكينوا للهبوط، وإنما عادوا يعملون للصعود من جديد.. فيصعدون ويصعدون.
وفي سيرة أبي بكر رضي الله عنه، أن رجلاً قال لأبي بكر : [والله يا أبا بكر لأسبنّك سبّا يدخل معك في قبرك.
قال أبو بكر : بل يدخل معك قبرك أنت لا معي!!] .
صدق رضي الله عنه وأرضاه، فإن المسبوب لا يدخل معه السبّ، ولكن يدخل السبّ مع السابّ الذي سلط لسانه على عباد الله، أفيظن هذا الجاهل أنه إذا سب أو شتم أو نال من أبي بكر أن شتمه هذا سوف يدخل مع أبي بكر القبر؟
فهذا جهل، وأي جهل !!!
ثم انظر وتأمل جواب أبي بكر عليه: [بل يدخل معك قبرك ولا يدخل معي].
فقط كان هذا جوابه؟
ولم يقل له: بل سأسبك سبّا يدخلك قبرك! وسأفعل بك كذا!! وسأريك كذا!! إلخ، لا بل يدخل معك قبرك!
وقول أبي بكر وتصرفه، هو: الصحيح، فإن الكلمة العوراء، والكلمة الآثمة، والكلمة الجارحة تكون وبالاً وحسرة وندامة على من تجرأ وجرح ونال بها من أخيه.



إنهاء الخصام والسعي إلى الصلح

قال رجل لعمرو بن العاص : [والله لأتفَرّغَنّ لك!
قال عمرو : إذاً تقع في الشغل!].
وهذا هو الحق، فإن الذي يتفرغ لينال من الناس، ويشتم الناس، ويكيد للناس هذا لا يكون فارغاً أبداً! وإنما يشغله الله بالناس! وهذا يضيع عمره في الترهات والتفاهات وما لا ينفع!
وقول عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه هو: الصواب، وهو: الحكمة: ((وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)).
ويروي أهل الحديث أن عامر الشعبي -وهو من علماء التابعين المشهورين- قام أمامه، رجل وقال له: [كذبت يا عامر !
فقال عامر : إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك!!].
نعم، هذا هو الحل، فماذا يقول الرجل بعدها، يا ترى؟
سكت!!
لأن من استطاع أن ينهي الخصام، وأن يجعل للصلح موضعاً، وأن لا يستعدي الناس، خاصة أهل الفضل، وأهل المنزلة، وأهل الصدارة والمكانة، كان محسناً على نفسه، وعلى الإسلام، وعلى المسلمين.

محاسبة النفس

في سيرة سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين، [أن رجلاً زاحمه في منى فالتفت الرجل إلى سالم -وسالم علاّمة التابعين- فقال له: إني لأظنك رجل سوء.
فقال سالم : ما عرفني إلا أنت!!] لأن سالماً رضي الله عنه يشعر في نفسه أنه رجل سوء، وهذا صواب؛ لأن المؤمن يرمي نفسه بالتقصير، كلما رآها تعالت أو تطاولت أو نسيت، كما أنه يلوم نفسه ويحاسبها، لكن الفاجر والمنافق يزكي نفسه أمام الناس!
كان سعيد بن المسيب يقوم وسط الليل، ويقول لنفسه: [قومي يا مأوى كل شر!] .
سعيد بن المسيب يقول لنفسه هذا الكلام!! ونحن ماذا نقول لأنفسنا!! اللهم استرنا بسترك.
هذه هي المثل العليا التي حملها أصحابه صلى الله عليه وسلم، وهو الذي رباهم أصلاً على أسس العقيدة وأخلاق الإيمان، وإلاّ فهم أمة أمية خرجت من الصحراء؛ لكنه صلى الله عليه وسلم بناهم شيئاً فشيئاً، ورصّع مجدهم، واعتنى بهم، حتى أصبحوا قادة للأمم، وقدوة حسنة للناس!
وقالوا في المثل: (من لك بأخيك كلّه) تريد أخاً مهذباً كلّه، لا، هذا لا يكون.. خذ بعضه، خذ نصفه، خذ ثلثه، خذ ثلثيه.
فهل وجدت في المجتمع المسلم شخصاً -مهما بلغ من الرقي، وحسن الخلق- أن يكون كلامه، لا حيف فيه ولا نقص؟
كلا، هذا لا يكون.
((وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ)).
تجد هذا كريماً؛ لكنه غضوب! وتجد هذا حليماً؛ لكنه بخيل! وتجد هذا طيباً؛ لكنه عجول؛ لأن الله وزع المناقب والمثالب على الناس.
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلّها كفى المرء نبلاً أن تُعَدّ معايبُه
فإذا عُدّت معايب الإنسان فاعلم أنه صالح، ولكن بعض الناس لا تستطيع أن تعدّ معايبه أبداً مهما حاولت!!
لكن بعض الناس لخيره وصلاحه، تقول: ليس فيه إلا كذا، وهذا هو الخير، ومن غلبت محاسنه مساوئه، فهو العدل في الإسلام، ومن غلبت مساوئه محاسنه، فهو المنحرف عن منهج الله عزّ وجلّ؛ لأن الله يزن الناس يوم القيامة بميزان آية الأحقاف، يقول تعالى: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)).
فبين الله في الآية: أن لهم مساوئ، وأنه يتجاوز عنهم سبحانه وتعالى، وأن لهم خطايا، ولهم ذنوب ولكنهم كما في الحديث: (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث) (1) .
بعض الناس ماؤه قليل.. أي شيء يؤثر فيه، قطرة تؤثر فيه، ولكن بعضهم لمحاسنه، ومناقبه بلغ قلتين فمهما وضعت فيه لا يتغير أبداً، لكرمه، وبذله، وعطائه، وعلمه، وسخائه، وفضله، ودعوته، وخيره، وصلاحه، وصدق نيته .. إلى غير ذلك من الصفات.
وهذا تأتيه أحياناً نزعات من نزعات الشيطان، لكنها لا تؤثر فيه.
ولذلك يقول ابن تيمية : أما موسى صلى الله عليه وسلم، فإنه أتى بالألواح فيها كلام الله عزّ وجلّ، فألقاها في الأرض وأخذ برأس أخيه يجره إليه.
يقول ابن تيمية : أخوه كان نبيّا مثله، ومع ذلك جرّه بلحيته أمام الناس؛ ولكنه عفا الله عنه!
قال ابن القيم :
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنُه بألف شفيع
وفي حديث قال صلى الله عليه وسلم: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم) (1) .
قال ابن القيم : إلا الحدود، وهذه عبارة ثبتت في بعض الروايات من لفظه صلى الله عليه وسلم، فإن الناس متساوون في الحدود، لكن في المسائل التي ليس فيها حدود، فعلينا أن نقيل صاحب العثرة -من أهل الهيئات- عثرته، وأهل الهيئات، هم: الذين لهم قدم صدق في الإسلام، وفي الدعوة، وفي الخير، وفي الكرم، وفي الصدارة، وفي التوجيه، وفي التأثير، وهم وجهاء الناس، وأهل الخير، وأهل الفضل، فهؤلاء إذا بدرت منهم بادرة فعلينا أن نتحملها جميعاً، وعلينا أن ننظر إلى سجل حسناتهم، وإلى دواوين كرمهم، ومنازلهم عند الله وعند خلقه.
يقول بشار بن برد :
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
ويقول في بيت آخر:
إذا أنت لم تشربْ مراراً على القَذَى ظَمِئتَ وأيّ الناسِ تصفو مشاربُه
فصاحب أخاك، وتحمل منه الزلة، واغفر له العثرة، وتجاوز عن خطئه.
وكان ابن المبارك إذا ذكر له أصحابه قال: من مثل فلان، فيه كذا وكذا من المحاسن، ويسكت عن المساوئ.
وليتنا نتذكر حسنات الناس، فما أعلم أحداً من المسلمين مهما قصر إلا وله حسنات، ولو لم يكن من حسناته إلا أنه يصلي، ولو لم يكن من حسناته إلا أنه يحب الله ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
(يؤتى برجل يشرب الخمر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمر به فَجُلِد، وكان قد أتي به كثيراً.
فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به.
فقال المعلم العظيم صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه!! فوالله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله) (1) .
وفي لفظ: (قال رجل: ما له أخزاه الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم) (1) .
فأثبت له صلى الله عليه وسلم أصل الحب، وهي حسنة، وأثبت له بقاءه في دائرة الأخوة الإسلامية، وهذه من أعظم الحسنات، فلماذا لا نتذكر للناس محاسنهم، وبلاءهم في الإسلام؟
إنك لا تجد شريراً خالصاً إلا رجلاً كفر بالله، أو تعدى على حدوده، أو أعلن الفجور، أو خلع ثوب الحياء، أو عادى الأولياء والأخيار والصالحين، ونبذ الإسلام وراءه ظهريّا.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-08-2009, 01:50 AM
 
رد: المثل العليا بقلم : عائض القرني

ما أجمل مانقلتي يا لؤلؤة المستقبل ..آن الآوان أن نعفو عن من ظلمنا وأخطأ في حقنا لنرتفع لمنزلة المحسنين
شكرا لك لؤلؤه..انت رائعه فعلا
__________________
سبحان الله عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
أحلى من الشهد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-08-2009, 10:25 PM
 
رد: المثل العليا بقلم : عائض القرني

شكراً لك عزيزتي
أنت الرئعة يا أحلى من الشهد
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-09-2009, 12:01 AM
 
رد: المثل العليا بقلم : عائض القرني

مشكووووووور علي الموضوع الرائع
في انتظار المزيد

تقبلي مروري

__________________

|x| مظلة الامل |x|


(( .. لوحة حب عاشق صنعتها تحت ظلال الهوي .. ))


قرآن يتلي آناء الليل وأطراف النهار
لمعظم قراء العالم العربي ..
www.livequran.org

انشره ولنا ولك الثواب



I Alexandria
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البطاقة الشخصية للدكتور عوض القرني الذي أفتى "باستهداف المصالح الصهيونية" fares alsunna شخصيات عربية و شخصيات عالمية 5 06-24-2010 02:47 PM
على ساحل بن تيمية بقلم الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني fares alsunna نور الإسلام - 7 08-13-2008 06:34 PM
المثل العليا ام الورد حوارات و نقاشات جاده 8 01-24-2008 03:55 PM


الساعة الآن 04:29 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011