عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده > ختامه مسك

ختامه مسك هذا القسم يحتفظ بالحوارات والنقاشات التي تم الانتهاء منها بشكل مميز.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2006, 12:17 PM
 
لا يجتمعان..!!

لا يجتمعان..!!
اثنان لا يجتمعان القبح والجمال، فإذا ظهر الجمال اختفى القبح وإذا ظهر القبح اختفى الجمال، فهما نقيضان والنقيضان لا يجتمعان ولا يلتقيان.
والإنسان من بين المخلوقات جميعا هو الذي لديه القدرة على معرفة الجميل من القبيح والتمييز بينهما، وما كان ذلك للإنسان إلا لأن حياته لا ينعم بها إلا بإيمانه بقيمة الجمال والإحساس به وسعيه الدائم نحو كل جميل ونفوره وابتعاده عن كل ذميم وقبيح.
ومن ثم كان الجمال في حياة الإنسان قيمة كبرى جاء الإسلام بتعاليمه وآدابه وتشريعاته يدعو إليها ويرغب فيها، ويحث الناس على التمسك بها والتعايش معها والتنعم بها، فإذا اختلت علاقة الإنسان بالجمال في الحياة أو انهارت فهذا معناه أن الإنسان فقد عنصرا مهما من مقومات الحياة الطيبة، وتخلى عن قيمة عليا من القيم التي تحكم العلاقة بين الإنسان والإنسان والأحياء والأشياء جميعا.
ذلك لأن القيم الإسلامية العليا وارتباطها بعقيدة الإسلام تجعل لكل قيمة خصوصيتها وذاتيتها واستقلالها عن قيمة أخرى في ثقافة مختلفة، وإن اتفقنا في الاسم والعنوان، فالجمال في الإسلام غير الجمال في الثقافة الغربية بتنوعها، أو المسيحية في تخصصها، ولا تنفصل القيم العليا عن بعضها البعض بل هي ترتبط ارتبطا وثيقا بالصلة بينهما والتصور العام الذي يظلها وتنتمي إليه.
ولقد اختلت واختلطت هذه القيم في مفهوم المسلمين وفي سلوكهم اليوم وصار التعامل معها انتقاءً، وحسب الظروف والمقتضيات، ودخلت هذه القيم عالم الشعارات بعد أن خرجت مطرودة من عالم التطبيق لعجز المسلمين وضعفهم، واختلال الرؤى، وعدم القدرة على التناول والممارسة، وانشغالهم بأفكار استوردوها أو كونوها حسب ما تمثل في ذواتهم من انهزام وتخلف ورغبة في الخروج من تلك الدائرة دون الأخذ في الاعتبار بالشروط المطلوبة التي لا تكون نهضة بغيرها، وكلها في كتاب الله عز وجل.
نظرة متميزة
والأمر الذي جعل القيم والأخلاق في الإسلام تختلف عنها في الحضارات غير الإسلامية هو أن الأخلاق والمبادئ والقيم في ديننا الإسلامي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقيدة والإيمان، فلا قيم بغير عقيدة ولا أخلاق بغير إيمان، ومن ثم تختلف نظرتنا الإسلامية للجمال عنها في الغرب.
الجمال عندنا آية من آيات الله في الكون والحياة، أما غيرنا فقصروه على الشهوة والجنس في الغالب.

فالقيم والمبادئ والأخلاق في حياتنا نمارسها ونؤديها طاعة وعبادة نرجو منها المثوبة من الله عز وجل، أما غيرنا فليسوا كذلك؛ إذ يتعامل مع هذه القيم من منطلق مادي مجرد من أي إيمان أو عقيدة، بل من منطلق نفعي حيواني يُفسد روابط الأسر، ويُحل قيود الأخلاق، وينتهي بالأمم في النهاية إلى البوار، فكل أمة أطلقت لنفسها شهوة عشق الجمال الجسدي والجمال الجنسي كانت نتيجتها واحدة في النهاية.. تحطمت وتغلب عليها غيرها من الأمم المتحدة.. من الأمم القوية المتماسكة التي لم تفسد بعد. وتلك تجربة التاريخ لا ينبغي أن نغفلها.
إذن فالجمال وكل قيمة من قيم الإسلام، لها جذورها وأصولها التي تذهب بها من مذاهب الحق والخير وتسمو بها بعيدا عن الحضيض والطين، وتحلق معها في عالم الخيال والرقي والبهاء، لا عالم الجنس والشهوة والطغيان.

أصل لا عارض
ومن الجميل أن نثبت هنا التصور الكلي للظاهرة الجمالية عند أحد الكتاب المسلمين المعاصرين وهو صالح الشامي إذ يقول:
"الجمال حقيقية ثابتة في كيان هذا الوجود، وهو قيمة من القيم العليا تعلو عن المنفعة واللذة، وهو سمة بارزة في الصنعة الإلهية، وإن وجوده فيها مقصود لا عرضي، وإن من خصائصه العموم والشمول، وهو الذروة دائما إذ به تستكمل القضايا والأشياء، وإن المنهج الإلهي واحد من ميادينه يقوم الجمال في مادته وفي أسلوبه.
وسمات المنهج هي المقاييس الجمالية الثابتة، وإن تطبيق المنهج يحقق الجمال في الحياة، وإن الطبيعة ميدان من ميادينه وإن وجوده فيما لا نبصر منها كوجوده فيما نبصر. والإنسان واحد من ميادينه".
نعم للجمال ظاهره وباطنه، فهو في ظاهرة حقيقة ووجود، وهو في باطنه فطرة واستعداد، والإنسان مدعو إلى تطبيق المنهج لكي يحقق الجمال في كيانه النفسي وفي سلوكه وفي إنتاجه… والفن بعض إنتاجه.
والظاهرة الجمالية لا تستمد وجودها من الفلسفة، إنما من المنهج الإلهي، ولذا كان التصور المسبق لهذا المنهج ضرورة لازمة إذا أردنا الوقوف على تصور كلي للظاهرة الجمالية، ذلك أن التصور الثاني للظاهرة الجمالية في مقام الظل من التصور الأول للمنهج الإلهي.
وفي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية نصوص تبرز قيمة الجمال وتدعونا إلى التنعم بهذه النعمة العظيمة والتأمل في قدرة الله تعالى من خلالها.. الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي صور فأجاد وأحسن… وصدق الله إذ يقول: "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج" ق 7،8.
ويقول: "وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة" النمل 60.
هذا مما يقوله القرآن الكريم عن جمال السماوات الأرض والنباتات. وفي جمال الحيوان يقول تعالى: "ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون" النحل 6.
أما جمال الإنسان فيقول عنه: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" التين 4.
وقوله تعالى: "وصوركم فأحسن صوركم" التغابن 3.
وقوله سبحانه: "الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك" الانفطار 7،8.
كن جميلا
يقول الشيخ القرضاوي: "وبهذا يحب المؤمن الجمال في كل مظاهر الوجود من حوله؛ لأنه أثر جمال الله جل جلاله، والمؤمن يحب الجمال كذلك لأن الجميل اسم من أسماء الله تعالى الحسنى وصفة من صفاته العلا، وهو يحب الجمال أيضا لأن ربه يحبه فهو جميل يحب الجمال، وهذا ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه.
وقد توهم بعضهم أن الولع بالجمال ينافي الإيمان أو يدخل صاحبه في دائرة الكبر المقيت عند الله وعند الناس؛ فقد روى مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر. فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال؛ الكبر: بطر الحق وغمط الناس". انتهي كلام الدكتور القرضاوي.
فيا أخي؛ كن جميلا تر الوجود جميلا، فالله جميل يحب الجمال في كل شيء، في بيتك وعملك، في ثوبك ونعلك، نربي أنفسنا على حب الجمال والتفاعل والتعامل معه، وكذلك ننشئ أبناءنا على حب هذه القيمة ومعايشتها.
ومن اليوم لنا أن ندخل منهج التربية الجمالية في أسلوب حياتنا، في بيعنا وشرائنا، وأخذنا وعطائنا، وفي إقامتنا وترحالنا، في مدارسنا وملاعبنا، في حدائقنا ومزارعنا، في حقولنا ومصانعنا… فالجمال قيمة عليا في حياتنا تدفعنا نحو التفاؤل والأمل وتزرع فينا روح الفرح والمرح، وتدعونا إلى التفكر والخشوع لرب الكون المعبود
م
ن
ق
و
ل

__________________
على كف القدر نمشي نواكب دفة الأحزان
وما ندري عن الأيام وش تخفي لياليها
كتبنا كل خواطرنا في قصة بلا عنوان
خواطر في زمن غامض عجزت أفهم معانيها
ما بين الصمت والحيرة وذكرى لفها النسيان
بدنيا غير دنيتنا غريب كلما فيها
ظروف الدنيا تقهرنا وتجبرنا على الكتمان
وفي الداخل ألم وجروح عن المجهول نخفيها
أخذت آمالي وجروحي أبوزنها على الميزان
وترجح كفة اجروحي ولاأقدر أداويها
وقلت ارسم معاناتي من الواقع من اللي كان
وأعاتب حظي الطايح والشكوى أعانيها
  #2  
قديم 09-03-2006, 12:55 PM
 
رد: لا يجتمعان..!!

يسلموو يا نور القمر على النقل
  #3  
قديم 09-03-2006, 01:28 PM
 
رد: لا يجتمعان..!!

يسلموو يا بو راكان عالرد
__________________
على كف القدر نمشي نواكب دفة الأحزان
وما ندري عن الأيام وش تخفي لياليها
كتبنا كل خواطرنا في قصة بلا عنوان
خواطر في زمن غامض عجزت أفهم معانيها
ما بين الصمت والحيرة وذكرى لفها النسيان
بدنيا غير دنيتنا غريب كلما فيها
ظروف الدنيا تقهرنا وتجبرنا على الكتمان
وفي الداخل ألم وجروح عن المجهول نخفيها
أخذت آمالي وجروحي أبوزنها على الميزان
وترجح كفة اجروحي ولاأقدر أداويها
وقلت ارسم معاناتي من الواقع من اللي كان
وأعاتب حظي الطايح والشكوى أعانيها
  #4  
قديم 09-04-2006, 11:13 PM
 
رد: لا يجتمعان..!!

يعطيك العافية على النقل
__________________
* هذا خطي فذكروني ... فلربما يأتي يوم لا تجدوني *

  #5  
قديم 09-05-2006, 09:22 AM
 
رد: لا يجتمعان..!!

الله يعافيك
__________________
على كف القدر نمشي نواكب دفة الأحزان
وما ندري عن الأيام وش تخفي لياليها
كتبنا كل خواطرنا في قصة بلا عنوان
خواطر في زمن غامض عجزت أفهم معانيها
ما بين الصمت والحيرة وذكرى لفها النسيان
بدنيا غير دنيتنا غريب كلما فيها
ظروف الدنيا تقهرنا وتجبرنا على الكتمان
وفي الداخل ألم وجروح عن المجهول نخفيها
أخذت آمالي وجروحي أبوزنها على الميزان
وترجح كفة اجروحي ولاأقدر أداويها
وقلت ارسم معاناتي من الواقع من اللي كان
وأعاتب حظي الطايح والشكوى أعانيها
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:35 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011