الغيبة - عيون العرب

**حقيقة لا خيال** · #1 04-22-2009, 07:47 PM

الغيبة

من الأدب التركي
الاستاذ جنيد السعاوي
ترجمة اورخان محمد علي

في سنوات دراستي اللجامعية كنت أحيانا احب ان اقطع الطريق من منطقة (فندقلي) حتى ( قره كوي ) مشيا على الأقدام ثم اقطع جسر ( غلطة) وأنا اتفرج على الذين يصيدون السمك حتى اصل إلى (بني جامع) في منطقة (أمين أونو) . كان جو هذا الجامع يغسل روحي ويبدد الجو الثقيل ل ( أكاديمية الفنون) ودروسها ، ويفرِّج عن نفسي فاحس بلذة الاشترك في الطمأنينة القلبية التي وجدها آلاف المصلين منذ عدة عصور وحتى الآن في هذا الجامع .

في أحد الأيام جئت إلى الجامع وتوجهت إلى مكان الوضوء فاذا بي أجد في طريقي شابا انسدل شعر رأسه حتى منكبيه .. كان منظره بقميصه المزهر يشبه منظر سائح غربي قذر ... ولكنه كان يتكلم بالتركية .. كان واحداً منا ... شعرت فجأة بالدم يصعد إلى راسي من الغضب وبدأت ادمدم - بعد ان ازحته عن طريقي بخشونة- وكأنني اتعامل مع عدو .. غمغمت وأنا أهم بالدخول إلى الجامع:
-أيها البائس المسكين المزهو بنفسه! ... ترى ابن أي عائلة انت ؟ ولكننا ننتظر جيلا من نمط هذه السيدة الواقفة هناك .
كنت أعني من ( هذه السيدة) سيدة أنيقة سترت شعر راسها بخمار وكانت تنثر الحب للحمام قرب الجامع .
كنا في السبعينات، وكانت النساء المستترات قلة نادرة.. وتجلبن الاهتمام ، وعندما عقدت مقارنة بيني وبين هذا الشاب ذي الشعر الطويل أحسست أنني في مقام الأولياء بالنسبة له ، ودخلت إلى الجامع وأنا أزهو بنفسي ، بعد أن صليت الفرض وسلمت فوجئت بدرس مدهش سأتذكره طوال حياتي .. كان الشخص الذي يقف بجانبي ويلمس كتفه كتفي والذي كنا نسجد معاً لله ... كان هو ذلك الشاب ذو الشعر الطويل الذي اغتبته قبل قليل دون رحمة. وكأن الله تعإلى وضعه إلى جانبي من ودون آلاف المصلين لكي يبين لي مبلغ الخطأ الكبير الذي ارتكبته. ومن شدة خجلي فقد أسرعت بمغادرة الجامع دون القيام بالتسبيحات بعد الصلاة.
هناك خارج الجامع كانت تنتظرني مفاجأة اخرى ، ذلك لان تلك السيدة الذي أعجبت بتسترها وافتخرت بها كانت تقف في طابور أمام كشك ( نعمت أبلا )[1] تنتظر دورها لشراء ورقة اليانصيب .
وتساءلت في نفسي : أكان هناك محل أو موقف أسوأ من مثل هذا الموقف لذلك الزي الإسلامي المبارك ؟ .. ونتيجة لذهولي من المفاجأتين اللتين عشتهما الواحدة بعد الأخرى فإنني لم اجد في نفسي الجرأة لتلبية تلك السيدة ، ولكن كم وددت لو أنني اقتربت منها وقلت لها :

ادركي قيمة ما تلبسين من زي اسلامي واحذري القمار والتناقض .

------------------------------
-كشك "نعمت آبلا" : كشك شهير لبيع أوراق اليانصيب في اسطنبول (المترجم)[1]

***GHADA*** · #2 11-15-2009, 07:41 PM

جزاك الله خيرا
على القصه الطيبه

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
الغيبة والنميمة	البؤساء	نور الإسلام -	8	06-27-2008 01:41 PM
الغيبة	تئلمت بس تعلمت	نور الإسلام -	1	04-06-2008 11:38 PM
تعريف الغيبة	تئلمت بس تعلمت	نور الإسلام -	1	04-06-2008 11:37 PM
سامحوني على الغيبة وعلى قلة المشاركات	الملك الحزين	أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه	14	12-24-2007 04:31 PM
أريد حلا ....ماذا أفعل حتى لا أقع فى الغيبة مرة ثانية ...؟؟؟	الداعية	نور الإسلام -	4	03-24-2007 07:31 AM