الموضوع: الحداثه ...
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-11-2006, 10:09 AM
 
الحداثه ...

الحداثه عادة نسمعها اوساط العناصر المثقفه دون ان نعرف معناها واود
اليوم الحديث عنها ولو بشكل مبسط .

الحداثه مفهوم متباين فهي تاخذ من الذي تنكره والذي تؤكده ولهذا يظهر هذا المفهوم في معان مختلفه تعتمد في اختلافها على ما الذي ينكر وبالمقارنه مالذي يؤكد . ولذلك فمن الخطأ القول ان الحداثه تنكر الماضي وذلك فأن الحداثه تقوم على مقارنة ومقاربه مع الماضي . ومجتمع الحداثه يدعو الى التجديد والتغيير وذلك بحسب تعريف الدكتور عبدالله الغذامي بانها
التجديد الواعي . بمعنى اخر فأن الحداثه تسعى باستمرار الى استيعاب
الماضي والبناء عليه .

الحداثه موضوعا ومصطلحا تعد من القضايا النسبية كثيرة التعقيد والحداثه كمفهوم نشأ في اوروبا مرتبطا با لتطورات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه في الفتره ما بين 1500900م وارتبطت الحداثه بعوامل فكريه وسياسيه من اهمها احياء العلوم في عصر النهضه
وحركة الاصلاح في اوروبا ,وتطور النظام الراسمالي واقتصاد السوق
وانتشار العلوم الانسانيه .

عصر الحداثه في اوروبا بدأ في عهد العلماء الذين اكتشفوا قوانين الجاذبيه
وادخلوا العلوم الطبيعيه والكونيه ,بالاضافه الى جهود الفلاسفه من امثال ديكارت وكانط الذين تبنوا التفكير العقلاني ,وقدتجسدت الحداثه بشكل اكثر فاعليه في عهد الثوره الصناعيه .


وقد حاول العرب نقل الحداثه من هذا النطلق البراجماتي عندما تبنى محمد علي باشا في مصر التحديث في المجال الصناعي والزراعي ,وقالت الاستاذه
اميره كشغري في هذا الموضوع لعل في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
تجسيدا اخر للحداثه في المجال الديني وذلك بانكاره لاغلاق باب الاجتهاد في الدين .

وقدتطورت عمليات التحديث في العالم لبعربي في القرن التاسع عشرعلى يد
جمال الدين الافغاني ومحمد عبده وقاسم امين .

من النقد الموجه للحداثه من المفكرين الغربيين انفسهم فهذا صامويل هانتييجتون المشهور بنظرية صدام الحضارات قال هي ثقافه متغطرسه وزائفه وخطيره لانها تسعى الى توحيد الثقافه .
هناك العديد من المفكرين يشير بوضوح الى طبيعة الحداثه الديناميكيه والتي تتيح فرصه للنقد والتصحيح والنمو والتجدد من مرحله الى اخرى .
فالغرب استفاد من الحداثه بل وتجاوزها الىمرحلة التحديثيه والتى سعت الى رفض بعض معالم الحداثه وان كان استمرار لها في اللطار العام ولكن ضمن معالم جديده في المجتمع .

اذا كانت هذه طبيعة الحداثه واذا كان هذا هو مسارها التاريخي الذي تفاعلت معه الامم والحضارات بشكل لم تخف معه مفكري ومثقفي وسياسيي الامه الاسلاميه ولم تمنعهم من الاخذ باسبابها ومعطياتها في سبيل الوصول بالمجتمع الى درجه اعلى من التطور والتفاعل مع مستجدات العصر فلم التوجس والخوف نم كلمة الحداثه واختصارها في فلك واحد؟

اليس من المسلم به ان تكون هويتنا وقيمنا وحضارتنا وعقيدتنا هي منبع الحصانه لنا والتي نبني على اساسها ثقافة المنع لاثقافة الخوف اللامبرر
والمعاداة لكل ماهو ات من الغير؟

ماورد سابقا من متابعاتي للموضوع من خلال ماطرح في وسائل الاتصال