الموضوع: صُدفة اللقا ~
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 08-23-2020, 02:22 AM
 
جّهز أسامة بنفسه فارتدى كنزة بيضاء اللون ، فوقها قميصٌ أسود اللون تركه مفتوحاً و سروالاً " بنطالاً " أسود اللون .. ، سَرّح شعره و جمّل لحيته التي زادته أناقةً و جمالاً ، ثم عَطّر نفسه بعطّرٍ جميل الرائحة ..
ذهب برفقة والده لصلاة العصر في المسجد ..
بعد صلاة العصر ، ركب الأب و الأم و ابنهم السيارة ، ثم وصلوا المنزل المقصود ..
طرق الوالد الباب ، ففتح والد بتول الباب مبتسماً :
- " أهلاً و سهلاً ، تفضلوا تفضلوا "
جلست أم أسامة برفقة أم بتول ، فأحبت كلٌ منهما الأخرى ، و كذلك الحال مع والد أُسامة و والد إسلام ..
" أهلاً بكَ أُسامة .. "
" أهلاً بك عمي "
قامت أم بتول لترى ابنتها ، فابتسمت قائلة : " مبارك يا ابنتي "
" لا تستعجلي الأمور أم إسلام ، فلم نتفق بعد " قالتها ضاحكة ..
" هياا تعالي معي "
" لحظة من فضلك أمي ، ثوانٍ معدودة و أنتهي من ارتداء النقاب "
" ههههه ، نقاااب ؟! ، يجوز أن تظهر بوجهك اليوم يا ابنتي أمام المتقدم في الرؤية الشرعية " قالت الأم ضاحكة ..
" هممم ، لكن !! " ردت بتول خجلة ..
" هيا يا ابنتي " قالت الأم و أخذت النقاب من ابنتها ..
كانت تسير خجلة وراء أمها ، كطفلة تمسك بقدم أمها و لا تريد تركها ..
قال الوالد مبتسماً : " تفضلي بتوول ، اجلسي بجانبي يا ابنتي "
" بتول ؟! ، يا إلهي ما هذه الصدفة ، اسمها بتول أيضاً " حدّث أسامة نفسه ..
دخلت و هي تنظر إلى الأرض خجلة بجانب والدها ..
والدها مبتسماً يُعرفها باسم المتقدم :
" أسامة المتقدم لخطبتكِ يا حلوتي "
" يا إلهي ، اسمه أُسامة أيضاً ، سبحان الخالق ، يا لها من صُدفة غريبة " بدأت تتساءل فحدّثت نفسها قائلة ..
قطع حوارها مع نفسها والد أُسامة يوجه كلامه لوالد بتول : " ما رأيك أن نتركهم قليلاً يتحدثون معاً ، و نحن نذهب للجلوس في الشرفة المقابلة "
" فكرة حسنة " صاح والدها ..
ذهب الوالدان في الشرفة المقابلة لصالة البيت :
- " كيف حالكِ آنسة بتول " قال أسامة و هو ينظر إلى الأرض ..
- " الحمددد لله بببخييير " ردت متلعثمة
- " حسناً أُريد أن أعرفك عن نفسي قليلاً ، و بعد ذلك لك أن تسألي ما شئتِ " أُسامة بخجل ..
- " حسناً تفضل "
- " اسمي أُسامة ، أزهري ، خريج كلية الهندسة من جامعة الأزهر ، عمري 26 سنة ، أعمل في شركة المحبة التي يترأسها والد صديقي عبيدة السيد محمود صالح "
قطعت استرساله : " أقلت شركة المحبة ؟! ، كنتُ أعمل بها قُبيل ثلاثِ سنوات "
ما إن قالت تلك الجملة حتى نظر إليها يتفحصها ، ..
- " ماااذاااا ؟! ، بتووول؟! ، أهذه أنتِ حقاً " قال بصوت عالٍ
فور سماعها جملته نظرت له فوجدته أُسامة ، الذي لطالما ناداه قلبها
- " حقاً إنك الأستاذ أُسامة الذي كنت أعمل بمكتبه "
جاء الوالدان مسرعين ، فلقد كان صوت أُسامة عالياً :
- " مااذا هناك أسامة ؟! " شهق والد أسامة
- " ماذا هُنالك بتول ؟! " شهق والد بتول
جلس الجميع فتحدث أسامة عن كل شيء ، ثم أنهى حواره موجهاً كلامه لوالده مبتسماً : " هذه هي بتول التي حدثتك عنها يا أبي "
" يا لها من صُدفة غريبة غي متوقعة فعلاً " شهق الوالد بسعادة
غمرت السعادة الجميع ، و بعد أُسبوع اتصل والد بتول يزف أخبار سعيدة لأسامة ، أخبره فيها أن بتول صلت صلاة الاستخارة ، فشعرت بسكينة تغمرها ، و أنها قبلت به ..
" بااااباااا ، بااااباا " شهق أُسامة بسعادة ..
" نعم يا ولدي ، ما بكِ ، و يكأن السعادة تحلق بكَ " الوالد مستغرباً
" واافقت ياااا أبي ، بتول قبلت بي ، أنا أشعر بسعادة لا تُوصف " قال فرحاً
" أرأيت قدر الله يا بُني ، أرأيت عوضه ، لقد جمع شملكم من جديد "
" فعلاً ، و نعم بالله ، أنا ذاهب لصلاة ركعتين شكراً لله ، الحمد لله " قال بسعادة
" تقبل الله بُني " هتف الوالد ..
سُبحان من سّخر الأقدار و أخّرها ..
الحمد لله ألف مرة و مرة ..
بعد أن انتهى من صلاة ركعتين ، أخذ دفتره ثم كتب فيه :
و إني غرقت بحبك إلى أبد الآبدين ..
نظرة منكِ كافية بإغراقي في قصر
ذا نعيم سرمدي ..
تعاهدنا على حب الله ..
و أقسمنا على طاعته ..
تأخذين بيدي و آخذ بيدك ..
نردد بابتسامة معااً إلى الجنة ..
أنت رفيقتي إلى الجنة بإذنه ..
معااً إلى ذااك المكان الجميل ..
ذا النعيم البهي ..
نعيم سرمدي إلى الأبد ..
هذا وعد الحق ..
وعد الرحمن الرحيم ..
تبارك الله رب الأكوان ..
#انتهت ~
#Nour~
__________________
سبحان الله و بحمده
سبحان الله العظيم


رد مع اقتباس