الموضوع: صُدفة اللقا ~
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08-23-2020, 02:21 AM
 
*****
في بيتِ بتول ~
طرق الوالد باب غرفة ابنته ، فأذنت له بالدخول قائلةً بابتسامة :
- " تفضل "
- " مساء العسل يا حلوتي " قال الوالد مبتسماً ..
- " مساء السكر يا والدي ، تفضل بالجلوس "
ثم جلس الوالد ، و قال بسعادة لابنته :
" هناك عريسٌ متقدم إليك يا توتة ، اتصل إليّ و أخبرني بأنه يريد أن يطلب يدك ، و أنا أذنت له بزيارة بيتنا غداً بعد صلاة العصر ، فما هو رأيك يا حلوتي ؟! "
نفخت خديها بطفولية و قال مشاكسة : "لكنني لا أُريد الزواج يا أبتي ، و أنت تعلم ذلك "
" أهناك أب لا يريدُ أن يرى ابنته سعيدة في مملكة زوجها ، يطمئن على مستقبلها قُبيل وفاته ، أُريد أن أطمئن عليكِ قبل أن تجيئني المنية " .. رد الوالد بسعادة ..
هرعت إلى حضن والدها كطفلة مدللة :
" أدامك الله بيننا ، و أطال بعمرك يا أبتي "
- " و هل تريدين أن يفرح بك والدك و تطيعين كلامه ؟! " : قال مشاغباً ضاحكاً
- " أوووه لاا ، لا أريد أن أعصي لك أمراً يا أبتي ، سمعاً و طاعة أبا إسلام " قالت مبتسمة
- " إذن فلتجهزي نفسك غداً ، لا تقلقي إن لم يُعجبك المتقدم ، فلن أقبل ، فالزواج قسمة و نصيب ، لذا كوني مطمئنة ، مرتاحة البال "
- " حاااضرة "
خرج الوالد مبتسماً فرِحاً ، بينما هي كانت حزينة قليلاً ، يشهق قلبها قائلاً : " وداعاً أُسامة " ..
جلست على السرير ،تفكر في هذه الحياة الموحشة ، فلقد عانت من الآخرين كثيراً ، سببوا لها الكثير من المتاعب النفسية ، و لولا أن أهلها كانوا خير سند و معين لها بعد الله .. لكان الوضع أصعب ..
أغمضت عينيها لتسافر لعالم آخر ..
تسافرُ فيه .. فيبتعد الظلام عنها و لو لبرهة ..
أحست بضوء خافت يقتحم مُقلتيها ..
فتحت عينيها ..
فوجدته يمُدُ يديه إليها ..
أتُراهُ سينتشلها من ظلامِ وحدتها ؟
هل ستبتعد مصائب العالم عنها ؟
هل سيبتسمُ القدرُ لها من جديد ؟
هل ستحلُ السعادة قلبها مجدداً .. بعد إذ فارقتها ؟
أتراهُ يستطيعُ ذلك ؟
غرقت في بحر أفكارها تُفكر حاائرة ..
علها تجدُ حلاً لسؤالها ..
__________________
سبحان الله و بحمده
سبحان الله العظيم


رد مع اقتباس