الموضوع: صُدفة اللقا ~
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08-23-2020, 02:20 AM
 
بعد أن ارتاحت نفسه و مكث يتمشى في المدينة حتى أنهكه التعب ، راح يبحث على أقرب قطار يُوصله إلى المنزل ، و هذا ما حدث بالفعل ..
دخل القطار ، جلس على الكرسي ثم فتح حقيبته و أخرج منها رواية لبطله المفضل المحقق شارلوك هولمز ، فلطالما شبهه من حوله بشارلوك هولمز ، تفكيرهما واحد ، و حتى الأسلوب و الدقة ، باستثناء التأخير عن العمل هههه ، و قد أكد ذلك صديق عمره ، توأم روحه رائفاً رحمه الله ..
دخلت القطار فتاة متوسطة الطول ، منتقبة ترتدي السواد ، أعجبته ، ثم غض بصره و شرع في قراءة الرواية ..
_ " شكراً لك يا عم ، سأنزل هنا " هتفت الفتاة بصوت منخفض
" العفو ، تفضلي يا بنتي " رد السائق
" و أنا أيضاً يا عم سأنزل هنا " صاح أسامة ..
تناول حقيبته ثم ترجل مسرعاً ، أخذ يمشي خلفها بهدوء دون أن تشعر بذلك ، عندما دخلت الفتاة البيت ، كتب أسامة عنوان بيتها على الدفتر و سأل أهل الجيران عن رقم هاتف والد تلك الفتاة ، فكان له ذلك و حصل على الرقم ..
اتصل بوالده و أخبره بأنه وجد فتاة يرغب بالزواج منها ، فما كان من والده إلى أن هتف بسعادة " الحمد لله " ، فلطالما طلبوا منه أن يُفكر بالزواج ، لكنه يرفض دائماً ، فلقد اختطفت قلبه بتول ، لكن الآن أراد أن يُنهي معركته مع اليأس بضربة قاضية يُسددها إليه "
في مساء اليوم ، بعد أن جلست الشمس على سرير الغروب ، و بعد مناقشة أسامة أهله ، و فرحهم بقراره ، اتصل بوالد بتول و أخبره بأنه متقدم لابنته ، فأجاب الوالد : " تُشرفنا غداً بعد صلاة العصر في بيتنا " ..
والد أُسامة : " بماذا أجابك والدها ؟! "
- " وافق يا أبتي ، و غداً سنزورهم أنا و أنت و أمي بعد صلاة العصر .. "
- " الحمد لله ، وفقك الله في أمركَ يا بُني ، سأخبر أمك ، هيا اذهب و خذ قسطاً من الراحة "
- " حاااضر "
وضع رأسه على وسادته و بدأ يُحدث نفسه قائلاً :
و لتكن نظرتك لهذا العالم مشرقة
مهما ازدادت العتمة .. لا بد من نورٍ يُبدده
ثق بنفسك .. و آمن بقدراتك ..
ستنجح في حياتك .. ستتميز ..
فقط ثق بربك .. ثم ثق بنفسك ..
فهو ولي أمرك ..
ثم راح يغِطُ في سباتٍ عميق
*****
__________________
سبحان الله و بحمده
سبحان الله العظيم


رد مع اقتباس