03-19-2020, 01:47 PM
|
| |
 قصيدة الجزائر موطن سلامي
قصيدة الجزائر موطن سلامي
قد غابت شمس الحرية
عن بلادي وتاهت أنوارها عن جزائر
وطن محصور في الظهيرة
اكتشفت وجهه في فجر التاريخ
لقد كذب القوم حين قالوا
إن بلادي قد رفضت شعبها
وان بلادي قد غربت شمسها
وسقطت من عليائها
كنجمة هوت في دنياها
لا شأن لكم ببلادي يا مجانين
ولا شان لكم بنا
يا أسرى المجرمين
كنا كشموسٍ ذهبية
تُلمِّعُ أوسمة للثائرين
ننقش هنا بالذهب في الحروف
لسنا أحذية للفرنسيين
ولن نكون
ولا شأن لكم بدولتنا يا غربيين
فليحكم التاريخ
بأرقام موتاكِ عند التحرير
فاحترقي كشمس الظهيرة
كأنك فراشة يائسة
بأجنحة مكسورة
ثقوبٌ من الضوء
في وجهك المضاء بالشرور
سأعيد حريتي
وان كان الثمن حياتي
وسيعود أملي القديم إلى
شعب الملايين
وما كنتُ أؤمنُ إلاّ بجمل ثورية
قد رددتها نفسي
وأشعار وطنية
قد صدحت كلماتها هنا
فباتت قافيتها
ملاذي ومناي الأبدي
سأبحث في السماء
عن مصدر آخر للضياء
وشكل جديد لوجه الرجاء
رأيتُ الشوارع بائسة الأرجاء
رأيت الشوارع مكتظة بالنساء
يرددون في السطور
يكتبون الشعارات
يختارون الكلمات
ويستبدلون الهمسات بالصرخات
تحيا الجزائر ارض الأمنيات
وطننا حوصر في الظهيرة
شعبنا كشفنا وجهه في الحصار
وأخذنا منه المثال والعبر
شعبنا أداة للحرية قد صار
ومحي عن عيني الدموع
وأوقظ من رفاتي الشموع
ورمم قلب الوطن من الصدع
فصارت نجمته الحمراء
واقفة على الأقدام
ملبية نداء الثوار
لتسلمي يا جزائر
ارض الطهر والجمال
وهلاله شامخ في الأفق مرتاح
تلاعبه كل حين الرياح
وتلفه بالحنين والأفراح
راية بلادي قد رفرفت في الأجواء
وأثارت من حولها ضوضاء
وصخب ووحدت شعب الجزائر
قد اقسمنا أن لا نستلم للطغاة
وان نحارب بالسيف البغاة
وان نطيح بآمال الأعداء
و نشّرب الوطن من دمانا
ليرتوي في فدانا
فلتحيا ارض الجزائر
فهي أمانة
و نحن هنا للشهادة
وطني سيبقى بحرية أبدية
فبئسا للتبعية الغربية
وبئسا لكل من سولت له نفسه
بتدمير السلمية القومية
فرغم المرض
رغم السقم
رغم الألم
رغم الندم
غم الكرب والهم
سنظل هنا كالأشجار صامدون
فان اقتلعتم منا الأغصان
ضلت هنا الجذور تنادينا
في الأنهار والجداول
صوت الخرير يناجينا
مياه عذبة إلى الآمال تحيينا
السلام والحياة تساندنا
فهيا معا لنردد هذا الدعاء
اللهم أحفظ الجزائر
من سوء الأسقام
من تأليف مجدولين
 |