عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 02-26-2020, 01:26 AM
 
Post

لقد جئت لكم بالفصل الجديد

أتمنى أن ينال رضاكم وأرى ردودكم وتعليقاتكم عليه




الفصل الثاني عشر




توقفت سيارة الأجرة أمام مبني شاهق مرتفع
وتظهر علامات الفخامة عليه
دفعت للسائق أجرته وبعدها نزلت من السيارة بتعب من الطريق الطويل من بيتها إلى هنا وهي تفكر كيف لها أن تسلك هذا الطريق كل يوم
التفتت إلى المبنى المرتفع وهي تتأمله بانبهار شديد

فأحست بألم في رقبتها من طول المبنى وهي تتأمله

سمعت صوتا ساخرا خلفها: ألم تري في حياتك شركة فخمة ...؟؟

التفتت إليه مستغربة نبرة السخرية والاستهزاء في صوته

كان شابا في مقتبل العمر رفعت حاجبها: وماذا في ذلك ..؟
تظن كل الناس مثلك تعيش كل يوم مثل هذه الأجواء

تكلم بسخرية وغرور: وتتكلمين أيضا … هيا اذهبي عزيزتي إلى بيتك يبدو أنك أضعت طريقك
حسبها فتاة صغيرة بسبب حجمها الصغير المناسب لها

أخذت ترمقه بنظرات غاضبة وهي تسب في نفسها موضوع النقل هذا الذي لا يبدو أن فيه خيرا من بدايته

بادلها نظرات الساخرة وقال وهو يتوجه إلى الداخل: بصراحة … أخفتني نظراتك كثيرا

راقبته وهو يدخل إلى الشركة ثم دخلت ورائه

*********

أخدت تمشي بعجلة في أروقة المستشفى والخوف يعتريها

وصلت إلى شهد جالسة على كراسي الانتظار
وكان حالها لا يسر أبدا فوجهها أحمر من الانفعال والبكاء

وضعت أم ماجد يدها على كتفها وقالت بحزن كبير: سيقوم بخير عزيزتي .. سيرجع زين لنا .. لا تقلقي إحساسي يخبرني بذلك

رفعت شهد رأسها وتكلمت بحزن وخوف كبيرين: إن شاء الله … أرجو ذلك

أم ماجد التفتت إلى ماجد الجالس بجانب شهد الذي يبدو عليه الحزن أيضا ولكنه يبدو مطمئنا وغير خائف: كيف حاله يا ماجد ..؟

ماجد: إنه بخير .. لقد طمأننا الدكتور وقال إنه لم يصب بشيء خطير .. سوى كسر في ذراعه

شهد بانفعال: كيف تقول أنه بخير …؟؟ وهو غائب عن الوعي منذ أمس ولم يفتح عينيه ولا لحظة … كيف تقولها ببساطة …. لم يصب بشيء سوى كسر في ذراعه
هل كسر الذراع … شيء بسيط ؟؟

أم ماجد بحنان : اهدئي يا ابنتي .. لا تنفعلي ..
الدكتور خبير ولن يقول شيء ليس واثق منه ….اطمئني
أمسك ماجد يد شهد بحب وحنان كبيران
و بتفهم لحالتها:شهد ... عزيزتي … أنا خائف مثلك وأكثر على زين .. ولكنه نائم بفعل المخدر .. وسيستيقظ خلال نصف ساعة

شهد سحبت يدها بقوة وقامت من مكانها وذهبت

قام ماجد ليلحقها لكن والدته أمسكت به وقالت: دعها هي منفعلة بسبب ما حدث … لو تذهب إليها الآن قد يحدث شيء تندمان عليه فيما بعد
لذلك دعها عندما تهدأ أعصابها وتطمئن على ولدها تكلما وتفاهما

ماجد جلس وزفر بضيق من هذه الحال
وهو يرى فادي وكمال قدمان من بعيد


***********


قامت بكسل وهي تتثائب التقطت هاتفها
فوجدت الساعة تشير إالى 11 صباحا
دخلت إلى المطبخ وفتحت الثلاجة فلم تجد أي شيء يصلح لأن يكون فطورا
أغلقتها بعدما وجدت قارورة عصير يوجد بها القليل
ملأت كأسها فلم يصل إلى نصفه
تنهدت من هذه الحال فهي تعتمد في إحضار هذه الأشياء كلها على أختها

سمعت صوت هاتفها الموجود على الطاولة حملته وكانت أختها المتصلة
فتحت الخط وجاءها صوت أختها الحنون المرح:هل استيقظت بعد يا كسولة … ؟
نجوى بابتسامة: أجل .. لم يمضي الكثير منذ أن قمت
ولا أجد شيء لأتناوله على الفطور
رنيم بتذكر: آه … صحيح ذكرتني نسيت ذلك
عندما أعود سأشتري لك ما تحتاجين في طريقي
أما الآن فحاولي أن تسدي جوعك بالذي موجد …
أو انتظري سأطلب لك وجبة سريعة ريثما يصل المساء

نجوى بامتنان: شكرا لك رنيم لا أعرف ماذا كنت سأفعل من دونك

رنيم بابتسامة وهي ترى أن الفتاة التي بجانبها ترمقها بغضب: سأتركك الآن اهتمي بنفسك
وأغلقت الهاتف

الفتاة: هنا مكان عمل وليس للمرح ومحادثة أحبابك
رنيم تجاهلتها والتفتت إلى عملها

الفتاة بغضب من تجاهل رنيم لها: أنا المراقبة في هذا القسم
وأي تصرف غير لائق سأوصله إلى المدير أتفهمين ...؟؟

رنيم بانفعال: وماذا فعلت أنا لتقولي هذا الكلام ...؟؟

الفتاة: المكلامات في وقت العمل ممنوعة

وخاصة نوعية مكالمتك ..

رنيم رفعت حاجبها باستغراب: وماهي نوعية مكالمتي .. ؟؟ ماذا تقصدين ...؟؟

الفتاة بسخرية: اسألي نفسك … فمنذ أن أمسكت الهاتف وأنت تبتسمين بفرح … مع من تتكلمين يا ترى ؟؟

رنيم غضبت من تفكير الفتاة السخيف ولكن لم ترد أن يتفاقم هذا الأمر و تحدث مشكلة
لذلك اكتفت بقول: حسنا لن يتكرر هذا …
ورجعت لعملها

ابتسمت الفتاة بابتسامة نصر ورجعت لعملها هي أيضا



**********




كان يتمشى بتلك الشوارع الباردة كالعادة من هذا الوقت في السنة الثلوج البيضاء تغطي كل شيء

الطرقات … الأرصفة … المحلات … المنازل … الأسطح

شد معطفه إليه وأحكم ربط الوشاح على رقبته باحثا عن الدفئ فقد أصبح يشعر بالبرد ينخر جسمه ويدخل إلى أعماقه

ولكن بالنسبة له هذه الأجواء شبيهة بحلفة أو عيد
كم يعشق هذه الأجواء والثلج في كل مكان
والسماء مغيمة
وهو يتمشى وسط تلك السماء الرائعة في هذه الأجواء المغيمة

كان الراحة والطمأنينة بادية على ملامحه
وهو غارق في أفكاره

نظر إلى الساعة الألماسية المربوطة في معصمه وكانت تشير إلى الساعة 2 بعد منتصف الليل
لقد تأخر عن البيت والداه سيكونان قلقان عليه
ليزالان يحسبانه طفلا في الإبتدائي

مشيته … هيئته … شخصيته … ملابسه
كل شيء فيه لا يوحي أنه شاب مراهق في15 من عمره

رن هاتفه فابتسم فهو يعرف أنه والده يبحث عنه

رد بابتسامة وهي يأكد عليه أنه سيكون في البيت خلال نصف ساعة

كم يخافان عليه كثيرا لدرجة تشعره بالإختناق
لكن لا بأس تعود على ذلك ….. ولا يتخيل يوما
دون والديه ….ودون قلقهما عليه

أعاد هاتفه إلى جيبه وهو يكمل طريقه نحو البيت
في هذا الجو والطريق الفارغ إلا من بعض السيارات



**********


تنهدت بارتياح بعد أن أعلنت الساعة عن نهاية دوامها

أخدت تجمع أشيائها عندما دخلت تلك الفتاة التي تشاركها هذا المكتب والتي تدعى نوال

نوال: إلى أين أنت ذاهبة ...؟؟

رنيم أكملت جمع أشيائها ولم تلتفت إليها
نوال بغضب: أتكلم معك فأجيبي … قلت إلى أين أنت ذاهبة ؟؟
رنيم حملت حقيبتها وهمت بالخروج وقالت بهدوء: ليس من شأنك…


بعد لحظات رجعت رنيم إلى المكتب وهي تحمل بضع الملفات وملامح الخيبة والغضب بادية عليها

نوال بسخرية: ما شأني أنا ؟؟… كنت سأخبرك أنه لم يحن وقت الذهاب بعد
ولكنك كنت كفتاة المدرسة الطائشة
تتمنى فقط متى ينتهي دوامها
لتعود إلى المنزل وتستلقي حتى صباح الغد …

رنيم بغضب: أنت وأمثالك أصحاب عديمي المسؤولية من يستلقي باسترخاء حتى يوم غذ

نوال نظرت إليها بسخرية وشماتة
ولم تتكلم فثوران رنيم وانفعالها يكفيها
لتضحك عليها اليوم كله

رنيم جلست بغضب وهي تفتح الملف لتبدأ العمل من جديد

فقد كانت فرحة ومرتاحة لأنها اعتقدت أن يوم العمل انتهى
فإذا بمدير القسم يقابلها ويعطيها ملفات أخرى وهو يقول لها أن ساعات العمل غير التي كانت متعودة عليها في الشركة التي كانت تعمل فيها

بصراحة هي لا يهمها .. لو تعمل اليوم كله
على الأقل تشغل نفسها عن التفكير بأحد الأشخاص الذي تخلى عنها … فمهما أنكرت وتظاهرت لا تستطيع نسيانه أبدا

ولكن كل همها أختها نجوى فهي غير متعودة أن تتركها وحدها في المنزل .. فهي تخاف وترتعب من الوحدة كثيرا

" الهي أعني على هذا العمل ..وأعني على العناية بأختي حتى تستطيع أن تعتمد على نفسها .. أنا لا يهمني شيء في الدنيا سواها "




انتهى الفصل ردودكم وتعليقاتكم تسعدني وتفرحني فلا تبخلو علي بها

__________________

رد مع اقتباس