عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 02-08-2020, 11:24 PM
 
Post



الفصل الحادي عشر


جمعت أشيائها وهي تتنهد براحة بعد انتهاء يوم العمل المتعب

دخل الموظف ومد لها ورقة وقال بلهجة آمرة: المدير يناديك في مكتبه

استغربت رنيم الأمر: لماذا ؟ هل حدث شيء
الموظف: اقرئي الورقة وستعرفين
ثم انصرف
فتحت الورقة وانزعجت من المكتوب

وحملت حقيبتها وتوجهت نحو مكتب المدير

دخلت إليه بعدما أخبره السكرتير بقدومها

رنيم باحترام: السلام عليكم
المدير: وعليكم السلام

أظن أنك عرفت سبب منادتي لك

رنيم بانزعاج محدود: سيدي هل رأيتم مني أي تقصير
أو أني قد قمت بشيء لا يعجبكم

المدير: بالعكس يا رنيم فأنت من أحسن الموظفات عندي في الشركة
رنيم: إذا ما سبب النقل ..؟
المدير: تم نقلك إلى الفرع المركزي لخبرتك وعملك المتقن
رنيم: سيدي لكن هذا الفرع المركزي بعيد عن منزلي
المدير: لا بأس صغيرتي فصاحب الشركة طلب مني أن أرى أحسن العمال هنا وأنقلهم إليه هناك
وأصلا الأوضاع هناك أحسن من هنا بكثير

رنيم سكتت بامتعاض واكتفت بابتسامة وخرجت


********

دخلت البيت وهي متضايقة من أمر النقل الذي أتى في غير وقته

دخلت المطبخ وفتحت الثلاجة لترى مالذي يجب أن تحضره للعشاء
فوجدت الثلاجة خالية

فتنهدت بضيق فعليها أن تذهب لتشتري وهي غير مستعدة لذلك

دخلت نجوى وهي متجهزة والفرح يشع من عينيها
نجوى وهي تحضن أختها بحنان:كيف كان يومك ؟
رنيم: لا بأس به … دعك عني وقولي لي لما كل هذه الأناقة
نجوى: رفيف أقامت حفلة بسيطة ودعتنا إليها

رنيم سعيدة لسعادة أختها: حسنا لا بأس اذهبي … لكن لا تتأخري سأتصل بسعيد( السائق )لكي أؤكد عليه أن يحضرك كي لا تتأخري
نجوى: لا تقلقي سأحرص أن لا أتأخر وأتي في وقت أبكر

وانصرفت
*********


رفع عينيه من أوراق عمله إلى المتطفل الذي دخل مكتبه دون استئذان: كنت أعرف أنه أنت, لا أحد يأتي بدون موعد غيرك
فادي بضحكة: مملت البيت والتجوال فجئت إليك

كمال يستريح في كرسيه الفخم ويبتسم : أمللت النوم والاسترخاء
لو كنت مكانك لاستغليت كل دقيقة فراغ

فادي: أكره الفراغ وانت تعرف ذلك فلا تلومني
ماجد سعيد جدا وكل وقته في التجوال مع زوجته وأطفاله
وأنا لا يوجد من أتجول معه وأصدقائي كل واحد منهم منشغل في حياته
كمال يضحك: حسنا إذن من الأفضل أن تعمل في الشركة وتترك التدريس لكي لا يكون لديك إجازة
فادي بتأييد: طبعا .. عندما يكمل هذا العام الدراسي سأنتقل من العمل في المدرسة إلى هنا
فحضر لي مكانا جيد يليق بمكانتي المرموقة

كمال يبتسم: أنت فقط تعال كل شيء جاهز

فادي ابتسم بغرور

********


رتبت نفسها في المرآة ورفيف تنطلع عليها بانبهار
رفيف باعجاب: كم أنت جميلة هذا اليوم يا نجوى

نجوى ابتسمت فخر بنفسها: شكرا لك هذا من ذوقك الرائع


سماح تبدو اليوم فرحة كثيرا والسرور يشع من وجهها مشرقا

رفيف: ما سر كل هذه السعادة يا سماح ؟

سماح بابتسامة : لقد عاد أخي من سفره الطويل
أمس
وقد أفرحني عودته كثيرا فقد كنت أطلب العودة من زمن .

نجوى وهي تتذكر أخ سماح اكتفت بابتسامة

رفيف : الحمد لله على سلامته … ولكن لما غاب وسافر هل كان يدرس ؟

سماح اختفت ابتسامتها وهي تنظر لنجوى بحقد مدفون : لا … لم يكن يدرس
واكتفت بهذا العذر وسكتت
ولم يخفى على رفيف نظرة الحقد في عينيها التي كانت ترمق بها نجوى " إلى متى ينتهي كرهك غير المبرر لنجوى يا سماح فيكفي هذا "

وقفت رفيف في الصالة سعيدة وهي تسلم على صديقاتها وتتحدث معهم
وتعرف بنات عمها على صديقاتها

********


أخد ينظر إلى الصغيران بحرص وهو يتابع لعبهما

وزوجته شهد بجانبه
يحادثها براحة بال وسعادة
والمكان كان مزدحما بسبب العطلة

كان زين يرفع يده عاليا في السماء وهو يشير إلى والديه بسرور بادي عليه بكل براءة أطفال بسبب لعبته

فجأة في لحظة صادمة
انقلبت اللعبة وسقط الطفل الصغير في الأرض صارخا

هب ماجد من مكانه لما سمع صرخته ولحقته شهد بصدمة

أبعد ماجد الناس المتجمعة حول زين وأمسكه وأخد يناديه
انرعبت شهد من منظره وأخدت تبكي بقوة
خوفا على صغيرها الذي لا يستجيب لنداء والده

بعد مدة وصلت الإسعاف وتم نقل الصغير زين إلى المستشفى

ركب ماجد سيارته بسرعة وشهد ركبت بجانبه بعد أن وضعت رغد في المقاعد الخلفية

ولحق سيارة الإسعاف للمستشفى وهو لا يصدق ما حدث فقبل لحظات كان سعيد وهو يلعب ويلوح بيده إليه

*********


صباح جديد

أم ماجد جالسة في الصالة والقلق يعتريها
فقد اختفى الجميع من أمامها ولم ترى أحدا من الليلة الماضية
وتتصل بهم ولا أحد يجيب

دخل بعد قليل أب ماجد والحزن يكتسي وجهه
فانذهلت أم ماجد لمنظر رفيق دربها
فأسرعت إليه وهي تتساءل سبب الحزن الاكتئاب الذي يخيم عليه

أب ماجد: تجهزي لأخذك إلى المستشفى

أصيبت بالذعر من كلامه: مالذي حدث ؟
ماجد … كمال .. فادي … هل أصابهم شيء
تكلم لا تبقى ساكتا … لا تفجع قلبي المسكين بأحد أولادي

أب ماجد: لاتخافي الكل بخير
ولكن زين أصيب أمس عندما كان يلعب ونقل إلى المستشفى
ارتعبت الجدة من أجل حفيدها الأول وانفطر قلبها وأخذت الدموع مجراها على وجنتيها

ورافقت أب ماجد إلى المستشفى حيث أن الجميع هناك










انتهاء الفصل ردودكم وتوقعاتكم تسعدني


__________________

رد مع اقتباس