عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-22-2019, 11:13 PM
 
تاريخ الهجرة النبوية

كيف تلهم هجرة النبي المؤمنين لآخر الزمان؟ ..
«رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب» [رواه البخاري]

بهذه الرؤى الصادقة المتتابعة بدأت بشائر الهجرة تهل على الحبيب محمد.

ومنذ نزول الوحي على النبي صلوات الله عليه، وما أعقبها من جلسة جمعته بالناسك ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها، نجد أن خبر التصديق ببعثته نبيا قد تلازم مع النبوءة بهجرته.

يقول ابن نوفل وكان عارفا بما جاء في الكتب السماوية السابقة: «لتقاتلن ولتخرجن» فأجابه النبي: «أو مخرجي هم؟» فقال: «ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مظفرا» [رواه البخاري] .

فكانت الهجرة كما يرى الشيخ الشعراوي رحمه الله بتاريخها المعروف "انطلاقا" للدعوة بعد "إطلاقها" في أذن سادات قريش منذ البعثة.

ومعلوم أن الهجرة لم تجر في المحرم كما نحتفل اليوم، ولكن في أواخر صفر وأوائل ربيع. ولكن لأن التأريخ يستلزم ربطه بأمر فلكي، فكان لابد أن يرتبط تاريخ الهجرة بأمر مستقر وهو ظهور الهلال.

السطور التالية نبحر فيها مع خواطر الشعراوي مع قرب عام هجري جديد،وقد تناولت دروس الهجرة المباركة، وتم جمعها بكتاب محقق في القاهرة.

دروس الهجرة النبوية
الهجرة المستمرة إلى الله
إن عمر الإنسان كما يشير ابن القيم هو سفره إلى ربه وهجرته إليه، والناس مقسمون في ذلك ما بين شقي وسعيد؛ وبذلك فالهجرة واجبة على كل مسلم في كل وقت وحال، ولكن هجرة الجسد من دار إلى دار ليست هي الأصل، وإنما هجرة القلب إلى الله هي أصل الإيمان [زاد المهاجر إلى ربه لابن القيم]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا»[رواه البخاري]

ويشير الشعراوي إلى أن المقصود توقف الهجرة من مكة إلى المدينة بعد تمكين الله للمؤمنين، أما الهجرة بمعنى التأهب للجهاد والنية بالهجرة إلى الله ورسوله، فتلك مستمرة، ويدل على ذلك قول النبي: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها» [أبو داود].

والهجرة التي نؤجر عنها هي ما كانت في سبيل الله، وعن ذلك يقول النبي: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه » [رواه البخاري] وفي حديث آخر نجد أن الأعمال بالنيات فمن كانت هجرته إلى دنيا أو امرأة فهجرته لما هاجر إليه.
رد مع اقتباس