عرض مشاركة واحدة
  #158  
قديم 09-18-2019, 07:42 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800PX;background-image:url('https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153772038834361.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].


[/ALIGN]
[ALIGN=center]
























.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800PX;background-image:url('https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153772038841143.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[ALIGN=center]



"أنا الذي كنت مصمماً على الحياة، ولو حتى في مكانٍ لا يَتسع إلا لموطئ قدمي، ماذا حدث لي؟

- دوستويفسكي



-----

مساحة لذكر الله

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
سبحان الله ، الحمدلله . لا إله إلأا الله . الله أكبر


بسم الله لنبدأ الفصل



الفصل السابع عشر | بعد الظلام نور!






- تعلمين ؟ من المزعج رؤيتك تكلمين رجالاً لا أستطيع رؤيتهم !
تصلب جسدي في مكانه ، شعور جديد يِخلق في داخلي يجعل تصرفاتي غير متزنة ؛ نفضت رأسي وبللت شفاهي قبل ان
أردف بإرتباك " لحظة ، أنت لا تشعر بالغيرة مني ! لأني أرى أشياء لا يستطيع جلالتك رؤيتها "
تجمد نظره نحوي لثواني قبل أن ينفجر ضحكاً ، رؤيته يضحك تجعلك تبتسم لا إرادياً وأنت تتأملها ، لا سيما صوتها قد
تتعمد ببعض الأحيان إضحاكه حتى تسمعها ، لم أكن أراها كثيراً سابقاً ولكن اليوم يبدو جيداً بما أنه ضحك كثيراً ..
أتمنى ان تدوم رؤيتي لها
- غبائك لا يُعقل !
حسناً أنا أسحب كل تلك النظريات التي قلتها برأسي منذ قليل ، رمقته بطرف عيني وأزلت ذراعه عن كتفي أسبق
خطواته ، أتاني صوته يُحذر :
- إيليا ابقي قريبة، لا تبتعدي..
التفت له وأنا ما زلت أسير هذه المرة خطوات للخلف ، قلدته بإستفزاز ثم صحت به " لا تكن جباباً "
كدت ان التفت لأكمل السير كالبشر الطبيعين بضمير مرتاح أنني أستطعت إزعاجه ولو قيد شعرة ، لكن قبضته قد
أحكمت على يدي قبل أن يجذبني إليه بقوة لدرجة الإصطدام بجسده ، بالكاد كنت أصل لمستوى كتفيه
- أنتِ تجعلين أقوى الرجال جبناء بسبب حماقتكِ.
كان بهمس جانب رأسي ، بالرغم من ان أنفاسه القريبة تشتتني ولا أستطيع النظر إلى عينيه أكثر من خمس ثوانٍ إلا اني
ابتسمت بإستفزاز أكمل " هل تعترف بأنك بدأت تصبح جباناً سيد تيم هايستون ؟"
- للأسف أنتِ تدمرين مبادئي ، لا تعلمين كم كان إختفاءك المفاجئ مخيفاً !
اهتزت يده التي تقبض ذراعي ، كما اهتز قلبي للتو ! هدئي من روعكِ إيليا إنه يتلاعب بالكلام لا أكثر هذا ما ظننته
لكن الحقيقة هي أن الأبواب التي حافظت على إبقاءها مغلقة ستُفتح في وجهي اليوم ..
- كم من فكرة سوداء داهمت عقلي ، وأنا لا أعلم ماذا جرى لكِ حتى ..
سحبت خطواتي للخلف أخلق مسافة بيننا لأنني بدأت أفقد التركيز بالمكان المحيط بنا ، ولن أكذب ! لقد داهمني شعور
الذنب بقوة ، لكن لحظة هذا ليس ذنبي أنا فقط غير معتادة على أن يفتقدني أحد أو يصل به الأمر لدرجة القلق علي !
لم أشعر بشيء كهذا من قبل وكأني أتعرف على شعور جديد ونظرة جديدة في عينيه - التأنيب -
- أحترت أي الطرق إنتقاماً قد تجعلني راضياً ، لكني إلى الأن لم أجد خياراً يرضيني.
ألهذا تظاهرت في البداية بعدم معرفتي ؟! إنتقام يا تيم .. وهل كنت مهتماً ؟ أخذت نفساً مهتزاً قبل أن أرمي قنبلتي "
أخبرتني سابقاً أن كل ما تفعله ليس سوى محاولة إغاظة فيرسوس ، فلما علي أن أهتم بما تفكر. "
قضم شفته بغيظ ، هل بسبب تذكيره بما قال أم لذكر فيرسوس ؟! حرك رأسه نافياً يغمض عينيه يرتب الكلام قبل
أن يقول :- كان أحمقاً ما تفوهت به ذاك اليوم؛ اتمنى لو استطيع مسح هذا المقطع.
ارتسمت ملامح السخرية على وجهي لأشير إلى رأسي قائلة " عقلي لا يملك جهاز تحكم ، سيد تيم "
- إذاً لنعطله !
يا لحماسك الإجرامي، رمقته بنظرة حاولت قدر الإمكان جعلها جامدة وياليتني لم أفعل ، لأن هناك مئات الذرات من
الغبار قد اقتحمت عيناي إثر هبوب رياح مفاجِئة ، كأنها تُنذرنا لمكان وقوفنا ، وهذا ما شعرنا به بالفعل! جرني تيم
معه بينما يقول :- سنكمل نقاشنا خارج هذا المكان.
ألا يمكنه الإقلاع عن عادة جر الناس خلفه كالدواب! نظرت إلى كفه الذي يقبض على معصمي ، ربما شُلت لأني
لا أشعر بها " يدك قوية لو كنت تعلم "
أبطأ من حركته ناظراً إلى يده قبل أن يتنهد ، أخذ يدي ثم ثنى ذراعه اليمنى ليجعل يدي تستند عليها كمن يشبكان
ذراعيهما قبل الذهاب لساحة الرقص ، هه ! " هذا لطيف بشكل مبالغ " زفر بسخط وكاد أن يتكلم لكني سبقته برفع
اصبعي السبابة أمام وجهه ليمهلني ثانية ، أمسكت كفه أشبك أصابعنا ببعضها ثم رفعتها بإبتسامة شقية
" هكذا أقفلت على يدك ، لن يهرب أي منا "
قلب يده المتشابكة مع يدي لثانية كما لو أنه يرى طريقة جديدة ! لم تغب عني ملاحظة شبح ابتسامة قد ظهرت على
شفتيه ، سأل ببلاهة : - لما لا نحضر أصفاداً في المرة القادمة ونريح رأسنا !
" ذكرني إذاً ألا أخرج معك في مرتك القادمة "
بعد القليل من المجادلات وصلنا إلى السيارة وصعدت بجانبه في المقعد المجاور للسائق كما جئت ، بصمت أترقب
ما يفعله حيث أخرج القطعة السوداء التي اخذها من جوف الكاميرا سابقاً وأدخلها في فراغٍ ما قرب شاشة صغيرة الحجم
تتوسط الجزء الأمامي من السيارة ، دقائق من الضغط هنا وهناك على الشاشة التي اكتشفت تواً أنها تعمل باللمس !
ظهر مقطع الفيديو عليها ، ذاته الذي كان في الرؤية " كيف فعلت ذلك !"
- تكنولوجيا هذه الأيام.
تمتم بينما رفع كتفيه ببساطة وأنا بقيت منذهلة بمكاني ، كان تيم مركزاً تماماً على الأحداث التي رأيتها من قبل ظاهر
ة في الكاميرا ولكن مالم أعلمه هو هذا الجزء الذي وصلنا إليه حينما سقط كل من سام وطوني أرضاً بينما الكاميرا بقيت
ثابتة مكانها ..
لم يتبقى أي جسد حي في المكان سوى روبيرت وبعض الرجال الملثمين اللذين دخلوا ، بعضهم أحاط روبيرت أرضاً
يثبتوه والبقية حطموا جميع الأجهزة الموجودة وأحرقوا الملفات المخزنة ، فتشوا في كل مكان ولم يلحظوا الكاميرا
المخبأة عن أعينهم والتي الأن تحمل شريطاً يثبت براءة المتهم وأنه لم يكن له أي يد بما حدث ، وحينها فقط سندمر
المجرم الحقيقي.
كان الإنتظار يمر على الجميع ، على الأرواح الثلاثة لقضية صديقهم ، إنتظار الشبح الملثم للإطمئنان على أحوال عائلته
، إنتظار روبيرت للفرج ! وإنتظارنا نحن له في هذه الغرفة الصغيرة التي لا تحتوي سوى على طاولة وكرسيان على
أطرافها ، حقيقةً لم أكن أعلم بأن لتيم معارف هنا حتى يجعلونا نقابل السجين في غرفة التحقيق بدلاً من غرف الزيارات!
لسنا من الأقارب ولا من لجنة الحماة والقضاة !
فُتح الباب ليحلق نظرنا نحوه ، أطل شرطيان يقودان هذا الرجل إلى هنا حيث يجلس مقابلاً لي واضعاً كلتا يديه على
الطاولة ، تحتويهما الأصفاد بقسوة ، للوهلة الأولى لم أتعرف عليه .. ليس الأمر وكأني أعرفه لقد رأيته مرتين في
الأخبار وفي مشاهد الموت ! لكنه الأن شاحب جداً هل بسبب لباس السجناء هذا ؟ لا حتى وجهه مكفهر ، شعره قد
أصبح أكثف وأطول ولحيته الخفيفة أصبحت أشد.. بدا أكبر من عمره بكثير
أنتظر حتى غادر الشرطيان ليسأل بتجهم :- أجئتِ تتأملين حالتي ؟ لتكتبين شيئاً عني !
ما مقدار اليأس الذي تآاكلك خلال الثلاث أشهر الماضية ؟ حركت رأسي نفياً ما يخطر بباله ، فتحت فمي لأتكلم ولكن
هناك من سبقني بقوله بسخرية " أنت، لا تكن مثيراً للشفقة . " نظرت لتيم أحاول استيعاب ما يحاول فعله وهو يتلفظ
الكلام من عنده مستنداً على الجدار يكتف ذراعيه عند صدره ، هز روبيرت قدمه بحركة عصبية سريعة محاولاً
إمساك أعصابه لكن كما قلت .. لا طاقة له لتحمل أي شيء آخر وحينما قابل نظرات تيم المستفزة كان قد انتفض نحوه
مسبباً ضجة بسقوط كرسيه خلفه ، هذا ما كنت أتوقعه ففي الثانية الأولى كنت أمام وجهه أوقفه " أسمعني من فضلك "
نزع يدي عنه بسخط ، عيناه كانتا مظلمتان بالكامل هَمس يرص على أسنانه بتهديد :
- أغربوا عن وجهي قبل أن أتحول لمجرم حقيقي.
أن تتهم باغتيال أصدقاءك ليس أمراً هيناً ، إنه قادر على جعلك مظلماً بالكامل ، هتفت سريعاً
" أعلم أنك لست الفاعل ! "
- علمكِ هذا لن يكفي لتبرئتي وتنظيف سمعتي.
" إذاً أجلس حتى أعطيك ما تحتاج إليه "
بدل نظره بيني وبين تيم الذي لم يتحرك شعرة من مكانه والابتسامة الساخرة على محياه ، زفر قبل أن يبتعد فسارعت
لأرفع له كرسيه الذي سقط سابقاً مما أثار تعجبه ، ظننت أنه لن يستطيع بسبب الأصفاد ، راقبته يجلس بصمت ثم
رمقت تيم بحدة - لا تتكلم هذه المرة - فهم معنى حركتي ليرفع كتفيه ويدير وجهه يتأمل الجدران
" أحضرت لك شيئاً من أجلك، سيخرجك من هنا"
وقبل أن يسأل كنت قد وضعت الشريحة السوداء في راحة يده ، عقد حاجبيه بتشوش وهو يقلبها لا تبدو بأهمية ما بداخلها
سأل بهدوء " وما هذه ؟ "
" التسجيل الخاص بكاميرا سام، ذاك المقلب هل تذكره ؟ "
" يوم الحادثة ! " اتسعت عينيه دهشةً مع نهاية جملته ولا بد أن الذكريات قد اندفعت لرأسه لما حدث ذلك اليوم ، بينما تيم
صفق له لوصوله إلى هذه المعلومة .. إنه لن يَكف عن هذا ! لكن روبيرت كان مشغولاً بصدمته التي احتلت ملامحه
وهو ينظر إلى الشريحة قبل أن يرفع نظره لي " كيف عرفتما بشأنها ؟ مَن تكونان بالضبط ! "
أن تسبب الدهشة للناس يجعلك تتلقى كثيراً من الأسئلة التي يُصعب الإجابة عليها أو أنا من لا أفقه في تفسير الأشياء
تدخل تيم مجدداً وهو يتحرك من مكانه قائلاً ببرود
- حافظ على الشريحة وتأكد من تسليمها لمحاميك الخاص بك، لا تتوقع مني مساعدتك أكثر من هذا.

تنهدت بيأس ، تيم من طلب مساعدتك واللعنة! أشار لي برأسه أن نخرج ، انخفضت قليلاً أهمس لـ روبيرت قبل أن أرحل
" نم جيداً فأصحابك الأشقياء لن يتركوا حلمك سالماً اليوم ، سيقتحمونه بثرثرتهم "
التفت لي بتفاجئ ومالبث إلا ان ابتسم وقد ارتفعت زاوية شفتيه قائلاً : - أنتِ تعرفيهم حقاً ، هل كنتِ حبيبةً سرية لأحد منهم ؟!
" ماذا ؟ لا فقـ.."
- يا للسخافة !
كدت أن أصحح ما في رأسه لكن تيم أخذني خارجاً وبالكاد رأى تلويحي له مودعة " وداعاً روبيرتو " كتف ذراعيه
صامتاً لأعطيه نظرة منتظرة عما يرغب بقوله : - بالمناسبة، إياك وتكرار ما قمتِ بفعله في الداخل.
" فعلت ماذا ! "
- أياً كان الشخص المندفع نحوي لا تَقفي أمامي.
قال ما عنده وأكمل سيره ليس وكأني أضحي بحياتي ! قلت بإستفزاز وانا أتبعه
" لم أكن لأفعلها لو أنه شخص سيء، لن أفرط بحياتي. "
- هل هذا أنا أم أنكِ تزدادين نرجسية ؟!
أولى اهتمام بإلتفاته لي يحدق في وجهي بإستغراب بعد جملته تلك هل يتأكد ؟ لو أستطيع استخدام قوتي على هذا الكارثة
المتنقلة، لم يكن هكذا قديماً ! أم أن شخصيته أصبحت تأخذ راحتها معي ، يتعامل بأريحية ربما .. لكن انا لا أدري
كيف أتعامل معه ، لم ألاحظ نفسي هل بنفس الطريقة ؟ رفع إحدى حاجبيه بسبب إطالة في النظر له تداركت الأمر
وسألته بهدوء عندما تذكرت ما حدث في الداخل " ما بالك في أمر استفزاز الناس من حولك ؟ "
-أنا!
أنكر بملامحه ،لا بل جدتي ! تغيرت ملامحه ما إن مر شرطياً بجوارنا كان يرمقه بنظرات متعالية كمن ينظر للحشرات من بعيد
" ما تفعله للتو وما فعلته مع روبيرت، ماذا يسمى ؟ " ما إن قُلت ذلك حتى عادت نظراته لطبيعتها ، زفر بسخط قبل
أن يقول بتذمر:- لا أريد أن أبدو بمظهر البطل، هذا يصيبني بالغثيان.
أصبح صوته خافتاً بنهاية جملته وهو يغمض عينيه متظاهراً بالإشمئزاز ، هذا الشخص يملك إعاقة نفسية
" أنت فقط تخجل من أن يراك الناس شخصاً جيداً "
- هه ! أنا ؟ أخجل ! مستحيل.
بدأ ينكر ذلك حسناً لنجرب يا تيم ، أملت نحوه بأعين تتلألأ إعجاباً " لطالما كُنت مُنقذاً رائعاً "
بعثر نظره على ملامحي لثواني بلا تعابير قبل أن يرمش قائلاً : - لم تنفع حاولي مجدداً.
" ماكر، إن المدح يعجبك. "
إبتسم حالما كشفته، هه لن يوقع بي ويجعلني أمدح طيلة اليوم لتجريب صحة كلامي ! رفع كتفيه قائلاً :
- البطولة والمدح شيئان مستقلان.
" أنت ميؤوسٌ منك "
- لنعد إلى العمل لن أستقبل ضيوفاً بعد الأن.
إن كان كل ضيفاً يحمل ورائه أرواحاً حاقدة، ضيوف ببالغ القبح والبشاعة في الجرائم والرشاوي وأكل حقوق الناس !
مجرد التفكير برؤيتهم كل يوم بأشكالهم المختلفة أمرٌ فظيع ، اللعنة على تلك الطاقة التي تجعلني أقحم نفسي بكل شيء
صدرت صوت معدتي كاسرة الصمت لم أنتبه أنها فارغة منذ الصباح هذا محرج وبالتحديد حينما ضحك ذلك اللعين كما يقول إيثان
- أنا أيضاً أتضور جوعاً ، يجب أن أتلقى راتباً لعملي لديكِ اليوم.
" حسب ما أتذكر، جِئت معي تطوعاً "
- إذاً لدي قرار جديد، لَن يخرج موظف من الفندق في ساعات العمل.
" ظننتك مدير رؤوف "
- الإدارة والرؤف لا تجتمعان في جملة واحدة.
توقفنا صامتين ما إن وصلنا إلى مطعم الفندق وقد ابتهج وجهي ، مكان دافئ وطعام وخدمة جيدة هذا هو كل ما أحتاج
إليه ؛ بَقيت أتأمل الناس المتحركة من حولي والبقية على الطاولات يتناولون طعامهم لقد ذكرني هذا بأول دخول لي إلى
هذا الفندق حينما كنت أبحث عن والداي ، وقعت عيني هذه المرة على تيم الذي جَلس على الطاولة ينتظرني ولم أستطع
منع إبتسامتي
ذهبت إليه لأجلس مقابلةً له أفرك كفاي ببعضهما ، كان تيم قد طلب بعض الأطباق ؛ نزعت السترة البيضاء أعلقها على
الكرسي من الخلف خشية تلوثها بشيء ما واكتفيت بالقميص سماوي اللون، شيء ما لم أنتبه له ! أمس كان المطبخ
مشتعلاً والجميع هنا يطلب ويتناول الطعام ، سألت بتعجب وأنا أميل للأمام بصوت منخفض
" ألم يَحترق المطبخ ؟ كيف يعمل المطعم !"
- جاءنا دعماً من المطاعم المجاورة ، بينما نقيّم حالة المطبخ.
" أها فهمت. " همهمت بفهم وأعدت نفسي للوراء كجلوس طبيعي أنظر يميناً ويساراً إلى الناس ، وعندما أدركت بأن
هذا لن يشعرهم بالراحة عدت بنظري إلى تيم لكن أنقذتني الأطباق التي بدأت تنتشر على الطاولة
" هذه المرة الأولى التي أرى بها مديراً يتناول الطعام وسط زباءنه "
- ليس تواضعاً ، آخر مرة تناولت الطعام في مكتبي كان مسموماً.
توقفت حركتي عن غرز الشوكة في الطعام ، تسميمك ! كانت أحد الطرق التي حاولوا التخلص فيها منك ؟ وحادثة
الاحتراق أمس ، شعرت بالندم لوضعه وحده في كل هذا .. ولكني في التفكير بالأنر هذا مكانه الطبيعي وحتى إن بَقيت
هنا لم أكن لأستطع فعل شيء..
حركت شوكتي ناحية طبقه وأخذت قضمة أتذوق وسط مراقبته يبدو من ملامحه أنه لم يتوقع ذلك ، ابتلعت ثم سَكنت
لثواني أستشعر .. " إنه لذيذ "
- لا يظهر مفعول السم فورياً، يحتاج للوقت.
" هذا ليس مسموماً، صحيح ! "
يبدو أن ردة فعلي كانت مبالغ فيها بحيث لم ألحظ بأن صوتي منفعلاً والجميع ينظر لي ، ابتسمت لهم ببلاهة وأنا ألوح
لهم ياله من موقف محرج بينما تيم قد رسمت تعابير السخرية على محياه ، نظرته الشقية تلك ! أشعر بالإمتلاء فجأةً
لكني استمريت بالأكل حتى لا يعلق بأني أصبحت جبانة لا أثق في سلامة الطعام وما شابه
-حسناً، التعامل مع العصابات أَسهل من التعامل مع الأعداء هنا.
توقعت أن يكون الأمر صعباً ولكن لم أتخيله أنه بهذا الحجم بالنسبة له ، أسلحة عصابات قتال اختطاف واغتيالات
التعامل معها أفضل من هنا ؟ هل لأنه اعتاد على تلك الأجواء أكثر أم لأن الحروب هنا غير واضحة!
أنهيت طعامي وبقيت شاردة أفكر إلى لاحظت متأخرة تحديقه بي ولا أدري إن كان هو الأخر شارداً !
" ماذا يدور في رأسك ؟ "
بقي صامتاً حتى خّلت أنه لن يفصح عمّا بخلده لكنه فعل بنهاية الأمر وياليته لم يفعل :
- أُفكر بإفتتاح تحقيق معكِ ولا أترككِ حتى أنال أجوبة لجميع أسئلتي.
ضحكت بغباء ثم ارتشفت من كوب الماء أمامي أشعر بأن حلقي تحول لصحراء " مالذي جاء على ذكر الأسئلة ؟ "
- أنا فقط هادئ في الوقت الحالي، أحاول الوصول لما أريد دون اللجوء لطرقي الخاصة.
" حسناً لندع طرقك الخاصة جانباً، ماذا تريد أن تعرف؟"
- لما اختفيتِ ؟ في ذاك اليوم.
" حسناً .. أردت أن أرد الجميل أو ما ظننته جميلاً وليس إغاظةً لفيريوس ، أي لنصبح متعادلان. "
- كيف استطعتِ فعل هذا ؟
" إعادة أملاكك ؟ "
- أجل.
" أحتجت قوة لفعل ذلك، لذا قُلب كل شيء فوق رأسي "
- قوة ! أنتِ لا تتحدثين عن أمور خارقة صحيح !
" ليس تماماً " ابتسمت بإستمتاع مع إجابتي التي زادت من تشتته ، لم أشعر بمتعة كهذه من قبل حينما رفعت كوب الماء
ونفخت فيه الهواء بخفة ليتجمد وسط أنظار تيم الذي رمش كثيراً ودلك عينيه بضجر ، أختطف الكأس مني يحدق به بتأكد
لكن الحالة الصلبة بدأت تدوب حتى عادت الماء سائلة كما كانت عليه ، لما ! أهذا سؤال لأن تيم قد أبطل ما فعلته بلمسته للكوب الزجاجي.
- هذا جنوني ! هل للتأثير وقت محدد ؟
حركت رأسي بالنفي قبل أن أجيب ببساطة مشيرةً نحوه " أنت من أزلت التأثير عنه. "
- هل تملكين قدرة أخرى ؟
" أجل، لكني لم أجرب سوى هذه "
- أستطيع الأن فهم سبب ذعرهم بذاك الشكل.
ذعرهم ، هل أبدو مخيفة بهذا ؟ لكن لحظة هو يعلم !
" هل قصوا عليك ما حدث ؟ "
- لقد حفظت السيناريو كاملاً من كثر أحاديثهم عليه.
تَوقعت أنهم لن يقفلوا عن القصة دون أحاديث ومبالغات كعادة البشر، صمت وقد بدا عليه التردد إن لم أكن مخطئة
كاد أن يكمل لكنه صمت وأدار وجهه يبعثر نظره
- لقد ذكروا اسم أمي في أحاديثهم وبأنها كانت موجودة.
قالها كمن يتمنى أن يكون افتراءات وتأليف من خيالهم، لما على جميع الأجوبة ان تكون صادقة وحقيقية ؟
" أرادت أن تعيد لَك حقك وقد نجحت. "
أومأ برأسه ببطء وقد اخفض نظره يشبك أنامله ببعضها في صمت ثم سأل بهدوء :
- ساعدتها كما قمتِ بمساعدة أولائك الصحفيين !
ليت الأمر توقف على ذلك، كارثتي تبدأ من هُنا، لم أعلم ما أقول وكيف سأشرح هذا الأمر المعقد فأجبت بتردد
" لا، لقد أعرتها جسدي فقط "
كان رداً بسيطاً مبهماً مني لم يَكن واضح بشكل كامل لكن به نسبة من الحقيقة ، اقتبس بعض من ذكرياته شارداً
وهو يقول ناظراً في الفراغ :- تقصدين كما حدث في المرة السابقة ؟
" لا هذه المرة بإرادتي ، فأصبح ما يدعونه الأرواح إندماجاً روحياً "
بدا الاسم غريباً عليه حسناً لا أحد ينطق بها من الأحياء عادةً ، ومن تعقيدها فهم أن واقعيتها ليست بتلك السهولة
كان رده مظلماً وله كل الحق فيما قد يقول ، ولكن واللعنة أنا آكثرهم تضرراً وأتلقى التأنيب
- أنا لم أَطلب من أحد تنظيم حياتي، لما افتعلتِ كل هذه الفوضى وبالنهاية رحلتِ لا اتصال ولا أي خبرٍ منكِ.
" أردت لك حياةً جيدة وأن تَرقد هي بسلام "
- وهل هي تَرقد في سلام الأن ؟
وَهل أنت تعيش حياةً جيدة ؟ تجاهلت مكانك للتو في الجملة مما يعني أن هذا التحديث لا يطاق بالنسبة لك ، تَرقد بسلام !
هي قابلة للإختفاء للأبد إذا لم أجمع الطاقة الكافية، لم أحرمه من وجودها قربه في الأحياء فحسب بل وفي عالم الأموات
أيضاً ، لا أستطيع الإفصاح عن هذا ولا أن أكذب في ذلك !
" لم تستطع بسبب خوفها من أن ينهي ريكارد حياتك."
- ذلك القذر.
شتمه بسخط وقد أستشعرت بهالة نيرانية حوله، هل يشتعل غضباً الأن ؟ لا يكفي أن يتفعن في السجن، بالنسبة لي
أرى الموت رحيماً له لذا لا يجب أن يُقتل، تمتمت بأسف " أرى بأن حياتك ليست جيدة كما أردتها "
- أحاول تَقبل الأمر.
" لم أكن أعلم بأنه قد يجرء أحد على الأقتراب منك، فذعرت بالبداية حينما تصرفت أنك لا تعرفني ..
ظننت أنك فقدت الذاكرة أو ما شابه بسببهم.
"
شبح ابتسامة قد زينت محياه على الرغم من أنها بالكاد ظاهرة ولم تَكن تلك الابتسامة الإيجابية ، كانت بائسة تماماً
وهذه المرة نظر إلى عيني حينما سأل:- مالذي جعلكِ تغيرين رأيكِ وتعودين ؟
بذكر الجحيم الذي قابلته حينما عدت إلى المدينة وليتني لم أأتي ، أم كان يجب علي ذلك ؟ زممت شفتي بتفكير في
إجابة مناسبة - كعودة المياه لمجاريها مع عائلتي- " والداي يقيمان هنا عدة أيام ، فطلبوا رؤيتي "
- أليس لأن ريكارد في السجن منحكِ حرية العودة ؟
ريكارد ؟ لم يكن السبب الوحيد، كنت أظن أن دوري ينتهي في حياتك ربما .. عندما تستعيد حقك، أليس لهذا السبب
وضعتني الحياة في طريقك ؟!
" لا آأبه به "
- ألا تثقين بقوتي ! هل نسيتِ من أنا ؟
" أريدك أنت أن تنسى، وتبدأ بشكلٍ مختلف. "
تيم إلى الآن لم يستخدم قوته، إلى الآن لم يدافع عن نفسه فقط يراقب الفوضى التي رميناه بها ، لكن في وقتٍ ما
وأنا متأكدة سيلعن الحرب ! هدوء ما قبل العاصفة ، تحمحم وقد نهض من مكانه مما جعلني أسأله
" إلى أين ؟ "
- علي تفقد أمور الفندق.
أجاب بجفاء وأكمل طريقه خارجاً من القاعة، هل يتهيأ لي أنه منزعج أم هو حقاً كذلك ؟ لا تكوني عديمة المشاعر إيليا
لابد وأنه غاضب أيضاً ، هذا ولم يَعرف الحقائق بشكلٍ كامل ، لا يمكن لهذه الأخبار أن تكون ودية ..
من الجيد بأن النقاش لم يحتد أكثر من ذلك ومن المؤسف أن تيم يكبت كل شيء بداخله
تنهدت وقد نهضت أنا الآخرى أشعر بثقل جسدي ، ياللتعب ماذا علي أن أفعل الأن ! أخذت سترتي أضعها على ذراعي
وتجولت أراقب الزوار والأرواح معاً لا أدري من أين أبدأ ولا رغبة لي في البدء حالياً ، إني منهكة كلياً !
" أنتِ هنا ! "
صَوت أمي ، التفت للخلف سريعاً لأجد والداي ومن حسن الحظ أن جوزيف ذاك لا يرافقهما ، أنبتني والدتي بحزن حقاً
" أين كُنتِ منذ الصباح ؟ "
هذا السؤال، لما أشعر أنها المرة الأولى في حياتي أتلقاه منها أين كُنتِ ، أن أضع أخباراً أن يَهتم أحدهم لوجودي
أو يلاحظه حتى " لقد حصلت على عمل وكان اليوم أول يوم لي "
قال أبي هذه المرة " أتينا لغرفتكِ صباحاً للإطمئنان عليكِ ولم نجدك "
" لم أتوقع مجيئكم " رددت عليه بأسف فباغتتني والدتي بتأنيب قلق وهي تقول
" كيف تَعملين وأنتِ متعبة ؟ بالكاد كنتِ تستطيعين السير أمس ! "
" أنا بخير حقاً "
" هل أنتِ ضمن العمل الأن ؟ "
" أفترض ذلك، ينتهي العمل في المساء "
" إذاً نضمن أنكِ سترافقينا إلى السينما،الليلة "
سينما نحن الثلاثة معاً أم أنها خطة أخرى ؟ " وحدكما ؟ "
" أتوقع ذلك، لم نرى جوزيف اليوم "
" وهذا أفضل " علقت بكل صراحة على جملة أبي مما جعل امي تستفسر بتعجب " ألم تتحدثان ؟ "
" أمي، إنه لا يروقني كما وأني مهتمة بأحدهم "
ما هذا الجواب الأحمق ؟ أغمضت أعيني أمسك نفسي عن ضرب رأسي بالجدار وقد كان والداي مذهولين
" أنتِ حقاً .. ماكرة " ضَربتني والدتي بخفة بنهاية جملتها مما جعل والدي يضحك ، تليها ضحكاتنا واللعنة هذا شعور
جميل جداً، لما علي أن أكون بعيدة كل هذا البعد عن أجواءٍ كهذه .. مع عائلة، لمحت من بعيد قدوم طوني و سام يلوحا
لي، وأطولهم الذي لم أعرف أسمه أيضاً ، إذاً لقد عادوا ..
انتبه والدي أن نظري حلق بعيداً فجأةً مما جعله يستدير إلى حيث أنظر ولكن كالعادة لا أحد غيري يرى
فـ إستأنف قائلاً " إذاً نراكِ مساءً "
" حسناً " لوحت لهما مودعة وما إن ابتعدا حتى هَجم ثلاثتهم عِناقاً جماعياً معي جعلني أقهقه على ظرافتهم
- لقد نجحنا حقاً !
- كنا عند روبيرت وقد أزعجناه بما فيه الكفاية.
- كان عليكِ رؤية وجهه ما زال أبلهاً.
اعتبر هذه نهاية مريحة في النهاية وضعنا العدل وكل شخص في مكانه الصحيح
" لا بد أن تُشرق الحياة بعد كل أيام الظلام تلك " وافقني سام رافعاً إبهامه إعجاباً
- محقة.
- أرغب حقاً أن أعرف، هل أنتِ ملاك ؟ تُصلحين أمور الأرواح كحالتنا
تساءل طوني بأحد اسألته الخيالية مما جعلني ابتسم لأحيبه بـ " لا لستُ ملاكاً "
- إذاً هجينة؟ نصف ملاك ونصف بشر.
لا بل نصف حية ونصف ميتة ، هذه حقيقتي ! " أنا بشرية بالكامل "
- لما أنتِ الوحيدة التي تريننا من الأحياء ؟
" تلك قصة طويلة، من الأفضل أن نذهب للمكتب. "
لا أريد أن أبدو بمظهر مريب وأنا أتحدث مع نفسي أمام الناس لذا قدتهم إلى مكتبي حيث أول لقاء لي معهم كان هنا
تكلم الشاب الطويل بادئاً بطرح مافي خلدهم :- في الحقيقة نود أن نُحضر هدية.
رددت وراءه بتأكيد لما سمعت " هدية ؟ "
- أجل، لروبيرت سنضع كامل محبتنا وإخلاصنا فيها.
أجابني سام مما جعلني اسأل بتشوش" ما نوع هذه الهدية ؟ "
- ما رأيكِ بتجربة شعور الصحفيين ؟
حاول طوني ان يعطيني طرف الخيط لمعرفة ذلك لكني غبية لا نية لي بالتفكير " لم أفهم ! " تنهد بسخط ثم أخذوا
أدوار الشرح ثلاثتهم بشكل بطيء حتى يسهل إستيعابهم
- تَعلمين نحن أموات، لا أحد يرانا وخلال الثلاث أشهر تجولنا في حياة أكثر الأشخاص شراً
- مخططاتهم وكل ما يفعلونه.
- وبذلك يكون إنتقامنا من ذلك اللعين ، بأن نضعه على مسرح الحقيقة.
حسناً لقد أصبحت الفكرة واضحة الان ، لما لم يقولوا هذا منذ البداية " وكيف سَنفعل ذلك؟ "
- نحن نتكلم، وأنتِ تَكتبين.
" إذاً هديتكم، هي مقالة الحقيقة. "
ظننت الأمر هيناً فقط أكتبي ما تسمعينه يا إيليا، ولكن مع هؤلاء الثلاثة لا شيء هَيّن فلا يتوقفون عن مقاطعة بعضهم
والمشاجرة على أسخف إختلاف ، هذا غير إعادة حذف جميع الأسطر وتدوينها بإسلوب مختلف أكثر جاذبية من وجهة
نظرهم حَتى يستطيعون التأثير بالمستمعين، لأن وعلى ما يبدو هذا الكلام سيتم بثه على الناس بواسطة روبيرت حينما
يَخرج من السجن ، عمل الصحفيين حقاً ممتع رغم صعوبته ! واللعنة لقد تحولوا ثلاثتهم إلى أساتذة لغة وهم يصححون
بعض الأخطاء لي في الكتابة ، مَن قال بأن العربية سَهلة ؟!
اكتملت الفوضى عند قدوم إيثان وقد مَل من العبث في الطوابق إنتقاماً من تيم لطرده ولم يكن يعلم بعودتي
وكما تَوقعت إيثان ليس محباً للصحبة فإن الثرثرة تُسبب له الذعر ، والأرواح الكرام هنا كانوا متشوقين للتعرف عليه
لا أعلم كم بقيت من الساعات أكتب وأحدق في الشاشة حتى آلمتني عيناي ! أشعر بأنهما ستنطفئان في أي لحظة ولكن
في النهاية كُنت قد انتهيت من تدوين أحداث كثيرة صادمة ستقلب العالم رأساً على عقب ! ما تبقى يستطيع روبيرت
التعديل عليه بإسلوبه ، أشعر أنه سيكون من الغباء نشر كل تلك الحقائق دفعةً واحدة ولا أتوقع بأنه سيفعلها ، هذا العمل
سيستمر عليه عاماً كاملاً! دون إتعاب نفسه بالبحث عن حقائق جديدة
نَهضت أمدد أطرافي بكسل ، سأصاب بالشلل! تبقى نصف ساعة على إنتهاء الدوام وقد غابت الشمس بالفعل، طوال هذا
الوقت لَم يَعد تيم إلى مكتبه ، ماذا يَفعل ؟ خرجت وقد لحقني إيثان بسرعة هارباً من أولئك الأشقياء
- أين سَتهربين وتتركين روحي تتدمر ؟ سأصاب بكوابيس طيلة حياتي.
" بدلاً من التهرب منهم، تَعلم كيفية إستخدام سرعتك يمتلكون سرعة خارقة. "
- أنا روحاً كسولة ومن المستحيل أن ترتبط كلمة السرعة بأي شيء يخصني.
" إذاً تَقبل أمر طردك في كل مرة دون تذمر "
- هذا مستحيل ! أريد العودة لجسدي.
" ماذا أستجد معك خلال البحث ؟ "
- لم أجد شيئاً، مازال علي بعض الأماكن سأبحث بهم لاحقاً.
" لا تتكاسل، لربما هناك من يَتوق لإستيقاظك. "
- مَن يعلم !
تَوقفت أسأل موظفة كادت أن تمر من جواري إن كانت رأت المدير بمكانٍ ما وكان جوابها لا ، تنهدت مما جعل
إيثان يسأل :- ربما هو في مكان لا يَقترب منهم الموظفون.
" تَفكير سليم بما أن لم يراه أحد. "
تحولت في الأماكن التي لم تخطر في بال الموظفين أو أقول التي ليس لديهم عمل بها ، لم أجده إلى أن وصلت للمطبخ
المحترق كان البابين مفتوحين وكثير من الرماد والسواد في الداخل ، أمس قد تخطيت هذا الباب بلا تفكير حيث كان
مشتعلاً والأن المكان هادئ ومترددة في الدخول
- لا أنصحكِ، ستلوثين ملابسكِ.
دحرجت عيناي على سخافة إيثان .. صحيح الأبيض! لنعتبر هذا سبب التردد " تيم " ناديت قبل أن أطل برأسي أنظر
للداخل كانت الإضاءة خافتة بعض الشيء وهو يقف يتفحص الأشياء من حوله كما عنى سابقاً -تقييم وضعه قبل جلب
العمال لتحسينه- كان قد أدار رأسه قليلاً ناحيتي بصمت ثم عاد إلى ما كان ينظر إليه كما لو اني غير موجودة ، قفزت
للداخل أتجه إليه بغيظ رغم نداءات إيثان وقد انتهى بقول بضجر :- سأرحل قبل أن تتسببي بلعنةٍ في طردي.
" لن يحدث شيء يسبب طردك كفاك غباءً " صحت به بعصبية ولم ألحظ ردة فعلي إلا عندما نظر لي تيم بإستغراب
جعلني أتمتم بصوت محرج " لم أكن أحدثك أنت "
- أحد أشباحكِ السريين ؟.
سأل بصوت هادئ دون أي تعابير وهو يكمل عمله
" إنه إيثان، التقيت به في الريف هو حالياً يبحث عن جسده" أجبته ببساطة وعلى ما يبدو ان ما قلته جذب اهتمامه
ليردد نهاية جلتي بتعجب:- يبحث عن جسده ؟
" أجل إنه ليس ميتاً ، كل ما عليه هو العودة لجسده. "
تدخل إيثان يتذمر بقوله:- ليس لطيفاً التحدث عن الأخرين.
إنه فقط لا يحب تيم ولا يستلطف الاقتراب منه او حديثه عنه " هذه ليست نميمة بما أنك موجود وثمة لما لا تُخبره أنت؟ "
تقصدت إقتراح ذلك عليه بإبتسامة مستفزة فلا أحد يستطيع سماعه غيري، حمحم ينظف حلقه قبل ان يقول بتبرير:
- لا أرغب بذلك فحسب.
التفت الي تيم الذي أزال نظره فوراً عني " هل ما زلت غاضباً ؟ "
- لستُ غاضب.
" منزعجاً مني ؟ "
- قليلاً فقط.
" أنا آسفة، سنصلح كل شيء أعدك. "
" إيليا " همس إيثان مما ثار تعجبي ولكن تكملته لما يريد قوله أثارت حنقي " جوزيف هنا "
ماذا يفعل ذلك المعتوه هنا ؟ ما إن التفت حتى التقطت عيني سطوع ضوء الكاميرا التي تشير لأنه تم إلتقاط صورة
أختفى الوميض لتظهر ملامح وجهه الخبيثة ، زفر تيم بسخط قائلاً:-اللعنة، لم أستطع الإبتسام للكاميرا .. دعنا نعيد اللقطة
أضاف إيثان بعبس: - وأنا لم أظهر.
" أنت لن تظهر في كل الأحوال، هذا مزعج"
يبدو أني الوحيدة التي أعلم ما يدور برأس هذا الرجل وما مبتغاه من الصورة ، تقدمت ناحيته لكنه سارع في الركض
خارجاً .. شعور الضيق تفاقم داخلي ! رَفعت يده نحوه أصيح به " أعدها إلى هنا"
كنت فقط أردت الحصول على مافي يده قبل أن يختفي ، ولكن لم أرده أبداً بهذا الشكل! صراخه قد صدح في المكان مما
جعل جميع من في الخارج يركضون إلينا ، ذراعه حتى المرفق كان معكوساً للخلف مسبباً أنفصال العظام بشكلٍ عكسي
سمعته ! وسط ألمه وصراخه ينظر لي ويصيح " إنها وحش ! "
لم أكن أعيي ما فعلت ! لقد أذيت إنساناً للتو ؟ أنا بدأت أخرج عن مسمى الإنسانية ، بدأت أفقد نفسي من خلال هذه الطاقة
التي بداخلي ! الأمر مخيف ! الجميع كانت أنظارهم تنتقل بيني وبين جوزيف الملقى أرضاً والكثير من الضجيج والهمس ..
انتهى! عندما تقدم تيم وركل جوزيف قائلاً بنبرة مظلمة " هذه ليست ذراع مصور " التقط الكاميرا من الأرض ممزقاً
الصورة التي خرجت منها متمتماً للموظفين يقصد جوزيف بكلامه " خذوا القمامة من هُنا، فلتخبروا العمال أن يحضروا بعد ساعة "
بعضهم قاموا بنقل جوزيف للإسعاف والبعض الآخر ذهبوا ينفذون ما آمر المدير به ، التفت تيم لي حيث كنت أنظر فقط
ليداي وما فعلت يتردد في ذاكرتي ككابوس لعين ! همس إيثان بإسمي محاولاً إيقاظي من شرودي لكني لستُ كذلك ، لستُ شاردة !
" أنتِ بخير ؟ " رفعت نظري إلى تيم وأنا أشعر بسائل دافئ يسيل على وجنتي ! كيف للوحوش أن تبكي ؟ صدح صوت
جوزيف داخل عقلي مما جعلني أقول لتيم بصوت مبحوح " أنا وحش ! " ليتني اكتفيت بلقب الجنون.
- لا لستِ كذلك !
" ألم ترى ما فعلت لذراعه ؟ ألست خائفاً مني ! "
- أنتِ ألطف من أن تثيرين الخوف بداخلي.
" لا تُحاول التلاعب بالكلام !! " صحت به وقد انهرت بالبكاء ، شهقاتي قد صدحت في المكان وهو يلتفت حوله يبحث
عن أي طريقة قد تقوم بتهدأتي " أنت أحمق تيم"
لِمَ حينما نكون في أشد خوفنا من أنفسنا وضيقنا نفرغ ذلك بإلقاء الشتائم على غيرنا ؟ وكأنه السبب بذلك ، مالبث ثواني
حتى أحاط وجهي بيديه مقترباً فجأةً يهمس بينما أنفاسه التي تلفحني " هذا الأحمق يُقسم أنه سيحطم جمجمة ذلك الرجل إن لم تتوقفي عن البكاء "
نظرته كانت جدية للغاية وكأنه سيقوم بفعلها في الثانية التالية ، بالطبع لا أريد ان أكون السبب بإنهاء حياته ! قضمت
شفتي محاولةً إيقاف عبسي وبكاءي ولم أجد إلا رأسي يستريح على كتفه ، شهقات خفيفة وضعيفة كالتي تراود الصغار
بعد انتهاء نوبة البكاء ، هكذا كانت حالتي وهو يمسد على شعري ليخفف عني
" لا بأس، لم تؤذي أحداً بريء وهذا هو الأهم "
" ذراعه ستتحسن مع الأيام، أنتِ أرحم له مني "
قد تتعجبون من ذلك ، لكن جمله الهادئة هذه نجحت في تهدئتي وإسكات الخوف الذي بداخلي





•.•.•.•.•.•.•.•.•

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا حلوين ؟ ان شاء الله كلكم بخير وسعادة وأحبابكم معكم
تحية كبيرة لـ ريدمون وفاطمة الزهراء شكراً ع ردودكم المحفزة اللي خلتني انجح بتنظيم كتابة الفصول ، ويارب ما
كون تأخرت عليكم بجهز لكم هدية حلوة بعد الفصل أما ميار ولاريسا وياجي ونوتي لازمهم فركة اذن
الفصل حلو ؟ ياخي مهما كتبت اكتب واكتب ، بشوفه بنظري قصير ! تيم ازداد حلاوة عن قبل ، صح ؟ إحساس
فرحة لـ سام وطوني ان صديقهم بيطلع من السجن بس للأسف ما بيقدرو يحتفلوا فيه ولا هو بيقدر يشوفهم - عينها تدمع-
كنت بجرب اكتب فصل من ناحية تيم ، ما نجحت معي بس برجع بحاول فيها بأحداث تتناسب معه بدون أرواح
ياترى ايمت رح يختفي السحر ؟ اتوقع مطولين لسا في ما يقارب 5 فصول واكتر حتى تنحل مشكلة الأندماج ، إلا
إذذا ظهرت برأسي فكرة تطيح بكل الأحداث اللي تنتظر ع الدور هههههه أفكار جايين بالواسطة
صح ببشركم ع الطريق في مسسابقة للروايات - لهذا القسم بالتحديد - وممكن يشتركوا معنا أصحاب من الواتباد
بدي اشتراككم أوك ؟ ادعمكم وشجعكم مثلما تشجعوني وانبسط بكتابتكم وتطوراتكم ، نفسي شوف خيالكم
ما رح أسألكم شي عن الفصل اكتبوا براحتكم
بشوفكم بالفصل القادم واللي رح يكون عن قرييييب جداً - تباشر بكتابته -

أحبكم













[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800PX;background-image:url('https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153772038837542.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].[/ALIGN][ALIGN=center]













.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 09-18-2019 الساعة 08:27 PM
رد مع اقتباس