عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-11-2019, 02:40 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/154635814377553.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


يكمن الحل في القلعة


الإنسان الضعيف هو ذلك الذي لا يمتلك قلعة شخصية خاصة به، أو لربما يمتلك واحدة إلّا أنه قد أعطى مفتاحها للجميع، بحيث يدخلون ويخرجون متى يريدون بغير سؤال أو استئذان حتى.

ولو أردت أن تعرف سر الأقوياء، لكان هو أنّهم منعزلون في قلاعهم الشخصية التي شيّدوها بدون أبواب أو أقفال، لأنّهم بنوها على أساس أنّها لهم وحدهم فقط! لذلك يستحيل على أي أحد أن يدخل أو يقترب منها حتى!

سواءً كانوا أصدقاء أم أقرباء أم عائلة. هؤلاء أعزاء حتمًا، تحبهم ويحبونك، لكن هذا لا يمنحهم الإذن لدخول تلك المنطقة غير المُخصصة لأحد أن يدخلها. وكل مَن سيحاول الدخول سيكون مُهددًا بالتشبّح والذوبان بشكل كامل وبدون إنذارات أو إشعارات.

هل تعلم أنّ هناك بعض الأشخاص يتمنون لأهاليهم الموت بسبب رغبتهم وإصرارهم الجامح في دخول هذه القلعة وهدمها على رؤوسهم! فكان لا بد من كرههم لأنّهم يحاولون تمزيق الشخص من خلال هدم المكان الوحيد الذي يجد نفسه فيه! هذا بالنسبة للأهل فكيف إذن بصديق يحاول الدخولفكيفبحبيب يحاول ذلك أيضًا

احترموا المسافات بينكم وبين الناس ، احترموا قلاع الآخرين، حافظوا على أماكن خاصة بكم لا يسهل على أحد ولوجها، أماكن تشكل دعم ومرتكز لشخصيتكم في معترك الحياة بشتى فروعها. لربما ستضطر للانعزال والانطواء في ذلك المكان الآمن الذي أنشأته، إلّا أنّه أمر إيجابي وليِسَ سلبي. فالانطوائية نقطة قوة أكثر من كونها نقطة ضعف، من المُمكن ان نناقشّه في مقال قادم خبروني تحت !







دعني أذكرك هنا بكلمات العملاق دوستويفسكي في لياليه البيضاء عندما تكلم من داخل قلعته الشخصية الحصينة قائلًا: “لم أتوله بأحد، وإنّما تولهت بالمثل الأعلى الذي رأيته في أحلامي، فأنا أخلق في أحلامي روايات بأسرها!” .

دوستويفسكي هنا تنازل عن المثل الحقيقية وأبطال الواقع، واستبدلهم بأبطال ومثل قلعته الشخصية التي يعرفها هو فقط والتي كانت في أحلامه، فاصنع أنت قلعتك الخاصة أيضًا، وانشئ فيها عالمك الخاص وأفكارك التي آمنت بها

وحافظ على مسافة الآخرين منك، واجعلهم يحافظون على مسافتك أيضًا، فكما قال درويش بأنّ مَن يقترب كثيرًا مصيره الاحتراق، هنا علم النفس يقول :

بأنّ مَن يقترب كثيرًا مصيره أن يختفي ويذوب ويتحول إلى شبح !


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيّت ... فَإن همُ ذهبَتْ أخَلاقهم ذهَبوا

صراحة | مدونتي | هدية

سبحان الله | الحمدلله | لا إله إلا الله | سبحان الله وبحمده | سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس