عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-17-2019, 09:25 PM
 
ذهبي مُتألقة :تَحدث أيُها الذّئب..



رَذآذ
تَحدث أيها الذّئب


تحدث أيها الذئب
تبدو بعيدا عن ذلك المكان..

هل سبق وأن زرت السنديانة
قرب منزلنا الصغير..

اسكن قرب المحيط..أعد أثار النجوم
القصةُ يرويها جَدي كل مرة..

هل كنتَ تعرفهُ يا تُرى..
أخبرني أنك تحمي المحيط
والغابة وحيّنا الممتلئ بأشجار التفاح..

إنها تمطر دائما..أرقص أنا بعفوية
أنت لا تهاب البرد..
السواد هو هيئتك منذ أن التقينا..
إنك تحتمي بالدفء ورائحة المطر..

هكذا اتذكرك..أو ربما لست معي
أتشبه أنا بندف الثلج..
لذلك اعتبرك كالحارس القوي..

ستغادر عالمي باتجاه الشمال
من حيث تهب الرياح..التي تحمل السعادة
وشيء من حزن سكان مدينتنا..

قد لا اتذكر الملامح..أو ربما تختفي من
دفاتر عقلي.. كما تختفي شرارت نيران المخيم
لكنك دافئ و مليئ بروح الغابة و الغيوم الكثيفة

لذا تحمي كل ما أحب..
سأتركك في سلام..لكي تعود إلى الغابة

أركض أركض بكل قوة
لم يسبق أحدٌ هذا القطيع
وكم بقي منهم من يتجول حولَنا

إنّي أحتمي بحكايات الجدات
وأوراق الصنوبر واللوز..

نزرع الكثير ثُم نُصلي
وتحرس أرواح الوحوش شاطئنا

تَحدث أيها الذئب
أخبرني كيف أبقي على عينيك
أبقي على تحديقك تِجاهي

تخترقني تلك النظرة
ومن بين ذلك السواد تبرز أنياب بيضاء
وعينان بلون خشب البلوط

مع ذلك أستكين..وأفترش أرض الغابة
لا تزال حكاية جدي حاضرة..أنت ستحمينا
وسيضحي أحدٌ بحبه ليتقبل القدر

هو مثل النظرة الأولى للمولود
وأنت أيها الذئب مرتبط بذلك الرباط المتين

لا شيء يتجاوز ما سطرته الأقصوصات القديمة
على اللحاء وفي قلوب أطفال القرية

القصة ذاتها والسمر ذاته
ولكن الدفء يختلف كل مرة..

تحدث أيها الذئب
وقل بأنك ستبقى..حتى ولو قليلا
قبل أن يغطي الثلج النهر الصغير

تَحدث أيها الذئب
أخاف نطقك وأريده..

فإن قلتها..تحررت أبد الدهر
تحدث..قلها..
ثم اركض..اركض..
لأني أوقن..أن القصص تتغير
ولكن النهايات تبقى ما يصعب التكهن به..

فلتركض..وليتساقط الصنوبر والثلج
وأنا ..إلى ذلك الوقت سأنتظر..

التعديل الأخير تم بواسطة رَذآذ حبـرٍ ; 07-19-2019 الساعة 05:25 PM
رد مع اقتباس