×
إمبارح كنت فالمواصلات وراجعه من مشوار علي شغلي ، كانت قاعده جنبي ست كبيره في السن ، حسيتها للحظات إنها مش علي بعضها من تحركاتها الكتيره ، مره تضرب علي رجلها ومره تخبط علي شباك العربيه ، فبصيت عليها وكان باين إنها متوتره جداً وخايفه شفت دموع في عيونها رافضه إنها تنزل ، كانت تحط اديها علي قلبها وتقول " يارب سلم " ، " يارب أستر " ، أخدت وقت وانا متردده فعلاً اسألها مالها وإيه اللي مضايقها؟
صحيح عمري 22 سنه بس للان مستحيل أتكلم مع حد غريب وأحياناً أخاف ، لحد ما لا إرادياً سألتها : مالك يا أمي في حاجه؟ خير.
لقيت عيونها دمعت اوي وقالتلي :
" ولدي الكبير في كرب..وكملت.
يا حبة عيني شغال سؤاق عربيه ومش عارفه يبنتي كنو مجددتش الرخصه ولا إيه وقبضو عليه ، بعته له أخوه الصغير راح ومرجعش هو كمان..ولادي الاتنين راحو ، أبوهم الله يرحمه سايبهم لي أمانه ".
صوتها بقي يضعف ومعرفتش أسمع اللي بتقوله وكل اللي عرفت انطق بيه اني أقولها خير واصبري وان شاء الله هتكون حاجه بسيطه وان دا إمتحان من ربنا لصبرك وادعيلهم ، لساني اللي طوله مترين ومش بيبطل كلام سكت ومعرفش يتكلم !!
كان لازم انزل من العربيه طلبت منها اجي معاها رفضت وقالتلي : روحي يا بنتي ربنا ييسر لك أمورك.
دموعها قويه رافضه تنزل وتعترض.
ندمانه جدآ إني مرحتش معاها ، من إمبارح مش عارفه أنام وبفكر في الست دي ، طيب عملت إيه؟؟ طيب مين معاها دلوقتي؟؟
محتاجه أنام حاسه بتعب رهيب ، دماغي مش راضيه تبطل تفكير
بأنب نفسي من وقتها إني ممسكتش فيها..ازاي أعمل كدا؟؟
كل ما عيوني تغمض أشوف وشها وعيونها المليانيين بالدموع.
الناس اللي بتظلم الناس دي ازاي بياجي لها قلب تغمض عين؟
الظلم والعجز عن الدفاع عن المظلوم أصعب إحساس بالنسبه لي ، فكرة إنك تكون عاجز ومش قادر تدافع عن غيرك إحساس مولم بكل ما تحمله الكلمه من معني ، عزائي الوحيد رفضي وكرهي للاحوال دي
الظلم ظلمات يوم القيامة.
ربنا أخرجنا من هذه القريه الظالم أهلها
ربنا أخرجنا من هذه القريه الظالم أهلها
ربنا أخرجنا من هذه القريه الظالم أهلها
×