عرض مشاركة واحدة
  #298  
قديم 06-26-2019, 12:25 AM
 
[TABLETEXT="width:700px;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




نهاية سنة 2018، وبداية 2019

في الحقيقة يمكن أن أناديّ هذه الفترة بالجحيم...
بالرغم من أن الفترة تمتد لتحتضن2018 كلها.. هه كان الأمر غريبا، لم أحس مطلقا
بهذا الكم من الاختناق.. كان مؤلما وكنت أنا أصارع، كغارق اخترقت مياه البحر جوفه
وحفرت عميقا عبر مجاريه، ثم التفت تطمس أنفاسه على نحو مؤلم ورهيب.. بينما هو بلا حول
ولا قوة يضرب الفراغ.. وقدميه وذراعيه تصارعان بلا جدوة!
كان الاحساس مشابها..
ثم بعدهذا انتقلت إلى المنطقة الجديدة، حيث التقيت والتشتت، الضياع وكره الذات..
صادف هذا الدخول الجامعي، كانت اواخر أكتوبر أعتقد.. كان كل شيء بلا طعم، ألوان الحياة قد طمستها أفكار خاوية سوداوية.
*لا داعي لمعرفتهم بالأمر.. هذه معاناتي وسأحل الأمر لوحدي*
كنت كثيرا ما أرددها.. سواء عند حديثي مع سنو هو أو لقائي بعبلة في الجامعة
الشكوة! لم تكن أبدا من السبل المقبولة للتخفيف، ربما هو خوف.. تفهم كونهم يمرون بوقت عصيب أيضا.. كرامة وكبرياء؟
لا أعلم .. لم أحاول التفكير في السبب حقا، كنت هنا في أعماق أعماق اليأس
لدرجة أنني كنت أنبش جوف التفاهة للتخفيف، كنت أتشوق لإيجاد ما يمكنني به اكمال اليوم
حبل نجاتي الأحمر!
هنا وصلت درجة الانهيار.. كنت أرى كل العالم يدينني.. أتخيل ألاف الأعين تنهش وجودي بكل برود
كأنها أعين وحوش مقززة.. بل وصلت لدرجة أن أي كلمة، همسة واقتراح يرفع توتري.. أحاديثهم بدت فارغة
تتهمني بالكثير! رغم أنها كانت لا شيء، لكن من اختلت نفسه من السهل عليه نسج الحكايات..
درجة الانفجار.. هذه النقطة كانت في جانفي على ما اعتقد، كانت روحي على وشك التفتت.. هي بالفعل محطمة
لكن الحطام بدأ يتآكل بالفعل..
هنا حتى محاولة اكمال اليوم لم تعد مجدية، تماما كذاك الشخص الذي يقطع الطريق من دون اهتمام لاشارة المرور
أو السيارات.. كمن يرى الحياة والموت واحدا.
في هذه الفترة كانت الفكرة الوحيدة التي تستكين في عقلي ألا أحد يفهمني.. لا أحد يمر بمعاناتي.
كرهت الجميع، لكن أكثر من كنت أمقته كان أنا بذاتي.. شخصيتي التي تتنسم العظمة، تلك الذات التي اعتادت
أن تحصل على ما ترغب.. تلك الشخصية التي لم تعتد الفشل.. تلك الشخصية التي تحطم كل ما رسمته في دقيقة واحدة.
الليالي الباكية التي كنت ألجأ اليها أحيانا عندما تضيق بيّ الأحوال اختفت.. لم أستطع البكاء رغم كل الغم
الذي يجتاحني.. كان انفجاري صامتا.. تماما كانبجاس نجم في الفضاء، وما زاد الأمر سوءا هو مجاراتي لرفيقاتي في
الجامعة، تلك الابتسامة التي كنت اظهرها كانت ثقيلة.. مؤلمة كطعنة خنجر!


لكن الآن بالتفكير بالأمر.. اعتقد أنني كنت احتاج لذاك الوقت العصيب، احتجته لأدرك بشكل أفضل ألا شيء سلس
في الحياة.. وأنه يجب علينا تماما أن نستمد قوتنا من الآية الكريمة:
<< فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا>>

لا أتذكر تماما كيف تخطيت الأمر.. لكني شاكرة تماما للأشخاص الذين كانوا بجانبي رغم عدم علمهم بالأمر
شاكرة لتلك الشخص التي التقيتها صدفة لمرة واحدة في الجامعة وفتحت لي قلبها عما قاسته.. ممتنة أنا للغاية
لكل الأشخاص الذين كتبوا تجاربهم أو الذين حاولوا رفع معنويات الغير..
هناك الكثير من الناس أنا ممتنة لهم جدا.. والكثير من المواقف التي وجدت موقفي امامها تافها.
شاكرة أيضا لتلك الصديقة التي جمعتنا المحن وفتحنا قلبنا لبعضنا.. بكينا في أعماق الليالي وضحكنا وسط دموعنا
ورغم أن ما تقاسيه أسوء مما أمر به فقد كانت الشخص الذي دائما ما يرفع معنوياتي كلما ذهبت لها شاكية.
شاكرة أيضا لراوية فقد كانت أكثر شخص أفرغت فيه توتري.. ورغم ذلك أجدها لا تزال بجانبي
وأجد أنني ممتنة لكل أعضاء عيون الذين أعرفهم.. كان من الجميل محادثتكم في تلك الاوقات.. فقد كنتم احدى
سبل النجاة لاكمال يومي.

في النهاية ما أرغب بقوله أنه مهما أغلقت الأبواب أمامكم، ووجدتم أن وجودكم بلا فائدة تذكروا أنكم لستم
لوحدكم، فالله دائما بجانبنا، وأنه إذا أحب عبدا ابتلاه.. فدائما احمدوا الله على ما منحنا من صحة ونعمة الأهل والامن
وتذكروا أن الخيارات ليست محدودة في شيء واحد.. لعل ما ترسمه لنفسك ليس مستقبلك وأن ما ينتظرك من الممكن
أن يكون أفضل وإذا لم يكن فهناك شيء جميل ستناله في حياتك حتما، فقط ابحث عنه ولا تصبح أعمى
مهووسا بما فقدت

تذكروا أن تكونوا دوما سعداء وتملؤوا أيامكم بالطاقة الإيجابية


~فضفضة فيوليتية~

.
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس