[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/155739333516872.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
بقيتُ شاردة الذهن الى أن كسر مارك الصمت بيننا :
" هُنالك ما ابقي اطلاعك عليه قبل أن اترك عملي ! "
حرك سيارته الى أن وصلنا لمقر عمله هُنا كانت الصدمة الحقيقية ! ترجلتُ من السيارة أنا اسأل بعيني متوسعة :
" مارك ..... لماذا اتيت بي الى هُنا ! "
اقترب الى أن استوى بجانبي قائلًا :
" لأنك تستحقين معرفة كُل شيء ! "
دفعني بكفه لأتقدم بهدوء كُنتُ متوترة كثيرًا ... لم يخبرني ابدًا ! سألتُ بفضول :
" مارك ! هل أنت شرطي ؟! "
ابتسم و هو يُجيبُني :
" لا ! انا محلل نفسي ! سبق وأخبرتُك .... "
" لكنك تعمل مع الشرطة ! "
رفع نظره للمدخل إلى المقر وهو يبتسم بهدوء
" قبل سنتين اقترح والدكِ اجراء مشروع خاص لدى الحكومة ... ليعمل المحللون النفسيين مع الشرطة في استجواب المجرمين !
وكُنتُ احد الذين اوصى بهم للعمل في المشروع ولكن لفترة تجريبية ! "
نظر نحوي فوجد لمحة حزن في ملامحي ، كُنت قد فهمت منه لما قُتل والداي ليكمل بفخر و ألم :
" لقد كان والدكِ رجلً عظيمًا ، ولكل العظماء اعداء كما تعلمين ! و النوع الأسوء منهم هو الذين يتنكرون بهيئة الحلفاء ! "
قلتُ مشدودة الموقف : " و من هؤلاء "
اجاب بنظرة حادة اعادت ذكرى عميقة في ذاكرتي :
" عديم الوفاء الذي غدر بوالدك تلك الليلة ! لقد كان أحد الذين اوصى بهم ! لكن يبدو أنهُ قد كُشف من قبل البروفسور لذلك فعل فعلته ! "
أوطئت رأسي بحزن ، كأن جميع الصور المُبقعة بدأت تتضح اكثر !
" هل ... أمسكتم به ؟! أقصد ذلك المجرم ! "
" في الأمس قبل أن أعود للبيت ! "
جرني معه بهدوء عبرنا تلك الأروقة الطويلة الملتوية لنتوقف امام احد الغُرف وكانت تحمل على بابها لافتة صغيرة باسمهُ فنظرتُ له باستفسار :
" هذا مكتبي ! هلا انتظرتني بضعة دقائق ! "
دخل فجلست أنتظر عودتهُ مطولًا ، لا اعلم لما خفت ! ما الذي بقي ليقولهُ هل أخبرهُ عن جف الذي رأى ما حدث في تلك الليلة ؟
أنا مترددة حقًا !
عاد مارك و معهُ رجُلُ خمسيني ذو عيونٍ ناعسة يُغطي الشعر الابيض مُعظم رأسه .... تقدم بابتسامة :
" صباح الخير آنسة مك-كلاين ! أنا جيرالد استيغارد " Jerald Astegard "..... سعيدٌ لأنني التقيتُك أخيرًا ...
اسمحي لي ان اقدم تعازي الحار على مصابك ! لقد كان البروفسور أحد اصدقاء الثانوية ! و قد قدم لي و لعائلتي الكثير
من المساعدات في اصعب ايام حياتي ! "
نهضتُ أنا القي التحية
" انا سوزي مك-كلاين ! أنا اتذكرك سيد استيغارد ! " قلتُ بابتسامة مع توتر جلي ....
قال متحمسًا : " لقد كُنتُ انتظر لقائكِ منذ يوم الحادثة ! حين اخبرني مارك عنك اطمئن قلبي لكن .... "
قاطعهُ مارك و هو يخلع نظارته لتعلو الجدية ملامحهُ : " خشينا ان المجرم يخطط للتخلص منك ايضًا !
فقررنا انا و المفتش استيغارد اخفاء امرك عن الجميع لحمايتك ! "
شعرتُ بالذهول ! : " ألذلك كُنت تُصر على أن أبقى معك ! "
قال المفتش استيغارد بحزم : " ما كُنا لنتهاون في حمايتك ! خاصة مع اختفاء سيدرك ! "
قلتُ بانفعال : " ماذا حدث لأخي ! أهو بخير ؟ "
انزل مارك رأسهُ هو يشُدُ قبضتهُ بقوة ! لم يستطع اجابتي فقال السيد استيغارد :
" لقد وجدناه قبل ثلاثة اسابيع ! كان جلي أن ثمة من احتجزهُ طويلًا قبل أن ..... " صمت لثوان قبل ان يُكمل " اقدم لكي تعازي على رحيله ! "
كأن الارض بدأت تتمايل تحتي والتنفس كان اصعب من ان اشبههُ بالكلمات ! لم اشعر بنفسي الا و قد تهاويتُ غير قادرة على الوقوف .....
مهما حدث ومهما كانت الأسباب لقد تلاشت عائلتي وضاق عالمي اكثر و امسيتُ مُجردو من كُل الماضي و المستقبل ...
مر شهر او ربما ثلاثة ! لا اعلم لم اعُد اعِد الأيام ... بدأ الموسم بالتغير مجددا ! اهو الصيف ام الخريف ! لا اعلم فكل الأيام امست مُتشابهة ! موحشة و مُحبطة !
في احد الايام دخل مارك غرفتي و هو يقول : " سو .... انظري الي قليلًا ! "
لم اعد استطيع النظر اليه ! فقد كانت روحي مُجردة من الرغبة بالحياة ! اقترب جلس بجانبي مسح شعري بكفه الواسع
وضمني اليه بهدوء لكنني لم اكُن الا تائهة في التيهان !
" سو ... أعيديها لي ! " نظرتُ اليه مستغربة ليُكمل " أعيدي حبيبتي سو المرحة و الشقيّة .... فأنا افتقدها ! "
" أنا ... اصبحتُ وحيدة من جديد ! لماذا يُعاقبني الاله بأخذهم جميعًا ! أين اذنبت " قُلتُ و أن انظر نحوه في الفراغ ...
امسك مارك وجهي بكفيه و هو يقولُ مُنفعلًا " لديك أنا ... أنت ما زلت تملكينني ! ولتعلمي أني لستُ عازمًا على تركك ما حييت !"
اتكئتُ على كتفه و أنا انظر لأصابع قدمي بشرود ... لم افهم لما ، لم استطع نُكران ذلك ! اجل انا املكهُ لكن الى متى !
الخوف من فقدانه يجُرُني للاستسلام عن تقبل ذلك . لقد استغرق ذلك طويلًا ... لكنني ما زلتُ خائفة !
اريد مشاعر مارك لكنني لا اريدها ايضًا !
.
في مساء احد الأيام سألني مارك " ما زلت ستأتين معي "
انفعلتُ قائلة بانفعال " ستتركُني انت ايضًا .... اليس ذلك ؟ "
" لن افعل ! " قال بحزم ... ليُكمل مبتسمًا " انا سأخذُكِ معي ! "
" ان لم ارغب بالذهاب معك !؟ ستتركُني و تذهب بعيدًا ! سأغدو وحيده كُليًا . "
اقترب مني خلل اصابعهُ في شعري مُجيبًا بابتسامة :
" سآخذكِ معي حتى لو رفضت ! أو سأبقى هُنا حتى تُغيري رأيك ! "
قلتُ و أنا اضربهُ على صدره بيدي بقوة :
" لا يُمكنك البقاء ... يجب أن تذهب ! ادريان ينتظرُ عودتك ! "
لقد كانت ابتسامتهُ تستفزني ! تلك الابتسامة التي تستمتع برؤيتي منفعلة ،
" سو .... أنت انانيتي ! اجل انا اناني ولستُ عازمًا لأتخلى عنكِ ! "
منذ ذلك اليوم تواعدنا باننا لن نفترق ! لأننا وجدنا بعضنا ... فأقدارنا تنتَمي لبعض لأننا وجدنا ذاتنا مع الآخر ...
كُنتُ خائفة ! لأنني خشيتُ ان اغدو وحيدة ... و لم ادرك بأنني لم اكُن كذلك لأنك كُنت معي منذ البداية
رغم غباء و سذاجة شخصيتي ما زلت تُحبني .
هذا العالم ليس أسودًا قاحِل .... وليس أبيض مُزدهر .... انهُ عالمٌ رمادي ولهُ ننتمي !
× تمت بحمد الله ×
# لنرتقي
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]