عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 05-30-2019, 01:32 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/155739333516872.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]









بقيتُ شاردة الذهن الى أن كسر مارك الصمت بيننا :

" هُنالك ما ابقي اطلاعك عليه قبل أن اترك عملي ! "

حرك سيارته الى أن وصلنا لمقر عمله هُنا كانت الصدمة الحقيقية ! ترجلتُ من السيارة أنا اسأل بعيني متوسعة :

" مارك ..... لماذا اتيت بي الى هُنا ! "

اقترب الى أن استوى بجانبي قائلًا :

" لأنك تستحقين معرفة كُل شيء ! "

دفعني بكفه لأتقدم بهدوء كُنتُ متوترة كثيرًا ... لم يخبرني ابدًا ! سألتُ بفضول :

" مارك ! هل أنت شرطي ؟! "

ابتسم و هو يُجيبُني :

" لا ! انا محلل نفسي ! سبق وأخبرتُك .... "

" لكنك تعمل مع الشرطة ! "

رفع نظره للمدخل إلى المقر وهو يبتسم بهدوء

" قبل سنتين اقترح والدكِ اجراء مشروع خاص لدى الحكومة ... ليعمل المحللون النفسيين مع الشرطة في استجواب المجرمين !
وكُنتُ احد الذين اوصى بهم للعمل في المشروع ولكن لفترة تجريبية ! "


نظر نحوي فوجد لمحة حزن في ملامحي ، كُنت قد فهمت منه لما قُتل والداي ليكمل بفخر و ألم :

" لقد كان والدكِ رجلً عظيمًا ، ولكل العظماء اعداء كما تعلمين ! و النوع الأسوء منهم هو الذين يتنكرون بهيئة الحلفاء ! "

قلتُ مشدودة الموقف : " و من هؤلاء "

اجاب بنظرة حادة اعادت ذكرى عميقة في ذاكرتي :

" عديم الوفاء الذي غدر بوالدك تلك الليلة ! لقد كان أحد الذين اوصى بهم ! لكن يبدو أنهُ قد كُشف من قبل البروفسور لذلك فعل فعلته ! "

أوطئت رأسي بحزن ، كأن جميع الصور المُبقعة بدأت تتضح اكثر !

" هل ... أمسكتم به ؟! أقصد ذلك المجرم ! "

" في الأمس قبل أن أعود للبيت ! "



جرني معه بهدوء عبرنا تلك الأروقة الطويلة الملتوية لنتوقف امام احد الغُرف وكانت تحمل على بابها لافتة صغيرة باسمهُ فنظرتُ له باستفسار :

" هذا مكتبي ! هلا انتظرتني بضعة دقائق ! "



دخل فجلست أنتظر عودتهُ مطولًا ، لا اعلم لما خفت ! ما الذي بقي ليقولهُ هل أخبرهُ عن جف الذي رأى ما حدث في تلك الليلة ؟
أنا مترددة حقًا !

عاد مارك و معهُ رجُلُ خمسيني ذو عيونٍ ناعسة يُغطي الشعر الابيض مُعظم رأسه .... تقدم بابتسامة :

" صباح الخير آنسة مك-كلاين ! أنا جيرالد استيغارد " Jerald Astegard "..... سعيدٌ لأنني التقيتُك أخيرًا ...
اسمحي لي ان اقدم تعازي الحار على مصابك ! لقد كان البروفسور أحد اصدقاء الثانوية ! و قد قدم لي و لعائلتي الكثير
من المساعدات في اصعب ايام حياتي ! "

نهضتُ أنا القي التحية

" انا سوزي مك-كلاين ! أنا اتذكرك سيد استيغارد ! " قلتُ بابتسامة مع توتر جلي ....

قال متحمسًا : " لقد كُنتُ انتظر لقائكِ منذ يوم الحادثة ! حين اخبرني مارك عنك اطمئن قلبي لكن .... "

قاطعهُ مارك و هو يخلع نظارته لتعلو الجدية ملامحهُ : " خشينا ان المجرم يخطط للتخلص منك ايضًا !
فقررنا انا و المفتش استيغارد اخفاء امرك عن الجميع لحمايتك ! "


شعرتُ بالذهول ! : " ألذلك كُنت تُصر على أن أبقى معك ! "

قال المفتش استيغارد بحزم : " ما كُنا لنتهاون في حمايتك ! خاصة مع اختفاء سيدرك ! "

قلتُ بانفعال : " ماذا حدث لأخي ! أهو بخير ؟ "

انزل مارك رأسهُ هو يشُدُ قبضتهُ بقوة ! لم يستطع اجابتي فقال السيد استيغارد :



" لقد وجدناه قبل ثلاثة اسابيع ! كان جلي أن ثمة من احتجزهُ طويلًا قبل أن ..... " صمت لثوان قبل ان يُكمل " اقدم لكي تعازي على رحيله ! "





كأن الارض بدأت تتمايل تحتي والتنفس كان اصعب من ان اشبههُ بالكلمات ! لم اشعر بنفسي الا و قد تهاويتُ غير قادرة على الوقوف .....
مهما حدث ومهما كانت الأسباب لقد تلاشت عائلتي وضاق عالمي اكثر و امسيتُ مُجردو من كُل الماضي و المستقبل ...





مر شهر او ربما ثلاثة ! لا اعلم لم اعُد اعِد الأيام ... بدأ الموسم بالتغير مجددا ! اهو الصيف ام الخريف ! لا اعلم فكل الأيام امست مُتشابهة ! موحشة و مُحبطة !

في احد الايام دخل مارك غرفتي و هو يقول : " سو .... انظري الي قليلًا ! "

لم اعد استطيع النظر اليه ! فقد كانت روحي مُجردة من الرغبة بالحياة ! اقترب جلس بجانبي مسح شعري بكفه الواسع
وضمني اليه بهدوء لكنني لم اكُن الا تائهة في التيهان !

" سو ... أعيديها لي ! " نظرتُ اليه مستغربة ليُكمل " أعيدي حبيبتي سو المرحة و الشقيّة .... فأنا افتقدها ! "

" أنا ... اصبحتُ وحيدة من جديد ! لماذا يُعاقبني الاله بأخذهم جميعًا ! أين اذنبت "
قُلتُ و أن انظر نحوه في الفراغ ...

امسك مارك وجهي بكفيه و هو يقولُ مُنفعلًا " لديك أنا ... أنت ما زلت تملكينني ! ولتعلمي أني لستُ عازمًا على تركك ما حييت !"

اتكئتُ على كتفه و أنا انظر لأصابع قدمي بشرود ... لم افهم لما ، لم استطع نُكران ذلك ! اجل انا املكهُ لكن الى متى !
الخوف من فقدانه يجُرُني للاستسلام عن تقبل ذلك . لقد استغرق ذلك طويلًا ... لكنني ما زلتُ خائفة !
اريد مشاعر مارك لكنني لا اريدها ايضًا !

.



في مساء احد الأيام سألني مارك " ما زلت ستأتين معي "

انفعلتُ قائلة بانفعال " ستتركُني انت ايضًا .... اليس ذلك ؟ "

" لن افعل ! " قال بحزم ... ليُكمل مبتسمًا " انا سأخذُكِ معي ! "

" ان لم ارغب بالذهاب معك !؟ ستتركُني و تذهب بعيدًا ! سأغدو وحيده كُليًا . "

اقترب مني خلل اصابعهُ في شعري مُجيبًا بابتسامة :

" سآخذكِ معي حتى لو رفضت ! أو سأبقى هُنا حتى تُغيري رأيك ! "

قلتُ و أنا اضربهُ على صدره بيدي بقوة :

" لا يُمكنك البقاء ... يجب أن تذهب ! ادريان ينتظرُ عودتك ! "

لقد كانت ابتسامتهُ تستفزني ! تلك الابتسامة التي تستمتع برؤيتي منفعلة ،

" سو .... أنت انانيتي ! اجل انا اناني ولستُ عازمًا لأتخلى عنكِ ! "



منذ ذلك اليوم تواعدنا باننا لن نفترق ! لأننا وجدنا بعضنا ... فأقدارنا تنتَمي لبعض لأننا وجدنا ذاتنا مع الآخر ...

كُنتُ خائفة ! لأنني خشيتُ ان اغدو وحيدة ... و لم ادرك بأنني لم اكُن كذلك لأنك كُنت معي منذ البداية
رغم غباء و سذاجة شخصيتي ما زلت تُحبني .

هذا العالم ليس أسودًا قاحِل .... وليس أبيض مُزدهر .... انهُ عالمٌ رمادي ولهُ ننتمي !



× تمت بحمد الله ×






# لنرتقي




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة ۿـﺎلـﮧَ ; 06-07-2019 الساعة 07:03 PM
رد مع اقتباس