الموضوع
:
نوتات ذهبيّة ll انتماء - Belonging ×
عرض مشاركة واحدة
#
48
05-30-2019, 01:23 AM
FREEAL
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/155739333516872.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
كميّة رهيبة من العواطف حملتها أحرفك جميلتي
أبدعتِ
ۿـﺎلـﮧَ
-(4)-
شبكتُ يداي وأنا احدق في الفراغ قائلة بشؤم :
" يالي من انسانة فارغة ! ليتني كُنتُ في البيت يومها لأموت معهما ! "
أوقع ملعقتهُ و توسعت حدقتاه على اشدهما ! حينها ادركت ما تفوهتُ به يال شخصيتي المتناقضة ! أهربُ و أختبئُ هُنا
و أتمنى لو كُنتُ مُتُ في تلك الليلة ! اغمضتُ عينية مستسلمة :
" الى أين ستأخذُني ؟! "
لكنهُ بقي صامتًا و مصدومًا لما قُلت طويلًا ، فعادت تلك الحنفية المزعجة تُنَقِطُ من جديد !
لحظة .... قبل قليل ، لم أشعر بالوحدة كالعادة ! لقد كُنتُ استطيع سماع صوتي ايضًا ! أهذا بسبب رفقة أدريان ؟
السعادة التي تمنحني اياها اللحظات القليلة التي اقضيها معه تُبدد الفراغ الذي يجذبني لقعر الصمت !
رتبتُ نفسي و ارتديتُ حذائي الرياضي وتقدمت اكسر الخوف الذي كان يعتريني ! لم تكُن الا لحظات حتى بدأت اشعر بالحياة من جديد!
أنا حقًا كُنتُ افتقدُ التجوال و قتل الوقت في النشاطات المتعددة ! بدأنا بالمثلجات و شاهدنا فلمً و تسوقنا كثيرًا ...
كما تعرفنا على بعضنا اكثر و التقطنا الكثير من الصور ! ثم تحدثنا عن الالعاب و الاغاني التي نفضلها و زُرنا الاماكن المفضلة لدينا أيضًا !
و انتهينا في مجتمع ترفيهي ، جربت لعب التنس مع ادريان اكتشفتُ انها ليست رياضته المفضلة ... لقد كان فاشلًا تمامًا !
ثُم بعدها امضينا الوقت في تجربة الحلويات في متجرٍ فاخر !
- : " سوزي جربي هذه ! "
أخذتها و أنا أقول :
" سأنفجر قريبًا ! "
اشترينا علبة مميزة تضمُ كُل نكهات الحلويات التي اعجبتنا ! استغربتُ من طريقة اختيار ادريان للمواقع التي قصدناها ،
فقد كانت جميعها فاخرة و مُكلفة ! سألتهُ و نحنُ ندنو من الشقة عائدين :
" ام .... أدريان ؟ هل أنت فاحش الثراء ؟! "
نظر لي بنظرةٍ بلهاء و هو يأكلُ المزيد من المعجنات :
" ما هذا السؤال السخيف ؟! بالتأكيد أنا كذلك ! "
توقعتُ ذلك رغم ذلك ابديتُ تعبيرًا غبيا من الصدمة !
" كيف ذلك ! لما لم تخبرني منذ بداية اليوم ! "
ابتلع ما في فمه و هو يقول ببلاهة :
" ماذا كان سيتغير ! لقد استمتعنا وهذا ما يهُم !"
" الكثير !"
قُلتُ متحججة ... ثم تابعتُ بحسرة
" لقد تخليت عن ذلك البنطال الابيض رغم أن تصميمه أعجبني
رغبتُ بطلاء الاظافر الذهبي الذي رأيناه و تلك القرود على شكل زهرة الكاميليا خطفت قلبي من اول نظرة !
كُنتُ سأستغلُكَ أكثر لو كُنتُ أعلم ، هذا ليس عدلًا ! "
" هي أنتِ لازلتُ هُنا ! لما لم تأخذيهم اذا كانت قد اعجبتك "
قال بسخرية ...
" لأنني لم ارد ان اكلفك اكثر من ما اشتريت لي ! "
قلت و أنا ارفع الاكياس التي في يدي !
فأطلق ضحكة ساخرًا ...
" لقد نجوت اذا ! "
اجبتُ و على وجهي هالة مرعبة مرفقة مع الحسرة
:" في المرة القادمة لن ارحمك ! "
لحظة ! ألا يعني ذلك أن مارك أيضًا شابُ غني ! دخلنا الشقة و على وجوهنا ابتسامات جميلة ! اضئنا المصابيح
وجلسنا نرتاح قليلًا قال ادريان وهو يتمدد :
" يالهُ من شعور ! متشوق لأرى ملامح أخي حين يعود ! "
نظرتُ نحوه ببلاهة :
" ماذا تقصد ! "
ابتسم ابتسامة عريضة فظهرت اسنانه البيضاء مُعلِنًا انتصاره ! حينها فهمتُ قصده نوعًا ما !
" هي أنت ، لا تقُل لي أنك .... "
قاطع كلامي قائلًا :
" لقد كان رهانًا بيني بين أخي ! "
قُلتُ أنا مشدودة الموقف :
" رهان !؟ "
" اجل لقد طلبتُ شيءٍ من أخي لكنه رفض و في النهاية قال لي : ...... "
قاطع مارك كلامه مُعلنًا قدومه
: " اذا اقنعت سو بالخروج من الشقة قبل عودتك لفرنسا ، فسأفعلُ ذلك ! "
جلس و هو يفتحُ ربطة عنُقه بتعب ، ثُم قال بنبرة مليئة بالإجهاد
" كيف سار الأمر ؟ اذا هل تعبت من المحاولة من اليوم الأول ؟! لا شك أنكِ اضطرّرت لتحمل سماجة الحاحه! "
انزلتُ رأسي مُحرجة من الموقف ! لاشك أن الرهان تم على شيء لا يُريد اذا اعتبر ان اقناعي سيكون صعبًا للغاية !
تفحص منظري بخضراوتاه عدة مرات ! ثم وجه نظرهُ نحو ادريان الذي ملئ النصر قسمات وجهه ثم اعاد النظر نحوي
وقد كُنتُ مُنكمشة على نفسي من الخجل ! لا اصدق اني خذلتُ مارك ! نهض هو يقولُ بصدمة :
" كذبة ! توقفا عن العبث معي ! "
كان الجو متوترًا قليلًا مارك يعضُ شفتيه بقوة ! استغربتُ ذلك كثيرًا ، ما الشيء الذي لا يُريدُه مارك لهذه الدرجة ! ساد السؤال فضولي فلم امنع نفسي ...
" على ماذا كان الرهان "
لكنهما لم يُجيباني ! فأثار ذلك فضولي أكثر ..... انسحبتُ لغرفتي و لم استطع النوم تلك الليلة ! التفكير في
" على ماذا تراهنا " بقي يؤرقني لفترة طويلة .
في الصباح التالي ، نهضتُ و أنا مرهقة لعدم تمكني من النوم ! وجدتُ مارك يجهز فطوره فجلستُ و أنا انظر له بقلق ...
جلس وهو يضع كوب الشاي امامي قائلًا :
" ليس من عادتك الاستيقاظ مبكرًا ! "
" لم استطع النوم ! "
" امم ... ارى ذلك ! "
" ........ "
" ولما ؟! "
رفعتُ نظري نحوه لأقول بحذر
" اخبرني؟ "
" ماذا ؟ "
" هل خذلتُك في شيء امس ؟ "
" نوعًا ما ! "
" ماذا تقصد "
قال و هو يحملق نحوي في الفراق
" رغم اني حاولتُ معك لثلاثة اشهر ! لكنك اقتنعت من اول مرة يطلب فيها أخي منك الخروج معه ! "
" ألهذا السبب ! "
" انهُ يكفيني ! أليس كافيًا لكِ "
انه يتصرف كالأطفال من جديد ! ذكرني كم عمرك مجددًا !
" فهمت ! اسمع يا مارك ، أنا في الأمس شعرتُ باليأس الشديد تمنيتُ لو يُعثر علي من قبل ذلك المجرم ! .... "
" ما هذه السخافة التي تتفوهين بها ؟! "
قاطعني قائلًا بحدة ......
" حتى لو سألني الذهاب للجحيم كُنتُ سأذهب معه ! لأنني ....... سئمتُ من حياتي ! "
" لا تقولي ....... لي شيء كهذا ! "
قال بألم و هو يُدير وجهه عني ...
" مارك ! ما الذي سيتغير في الحياة اذا كُنتُ قد مُتُ وحسب ! "
" ماذا ؟! "
قال مُنفعلًا و هو يضرب الطاولة بكفيه الواسعين !
" لا تقلق ! أنا أجبن من أن انتحر او ما شابه !
" قُلتُ مُبتسمة !
تهاوى على كُرسيهُ بصدمة من كلماتي ، لا شك انه لم يتوقع أن في صمتي الذي اعتاد عليه يقبع هذا الكم من الاحباط !
رفعتُ رأسي و انا اسأل مُغيرة الموضوع :
" مارك ! على ماذا كان الرهان ؟ اهو شيء لا تريده أم تمقتُه ؟ "
قال وهو يمسح عنقهُ بتوتر
: " بل شيء كُنتُ خائفًا من فعله ! "
" ماذا ؟ "
قلتُ بإلحاح ....
" العودة للبيت ! "
قال ذلك مستسلمًا ! وجدتُ في ذلك قصة قديمة لم تُحكى ! رفع رأسه مبتسمًا
" سو ! هل تأتين معي ! "
رفعتُ نظري له لأحدق بتلك الشفتين اللتين ترتشفان الشاي بهدوء ، نفس الشفتين اللتين نطقت بتلك الكلمات قبل ثوان !
" ماذا تقصد يا مارك ! " ! "
" أنا لا استطيعُ تركك هُنا ، لا .... بل لا اريد تركك هُنا ! "
قال ذلك و هو يحافظ على ابتسامتهُ ... كان العرض مغريًا لم استطع رفضه او قبوله ، لم أجد الا ان اطأطأ رأسي مُحرجة !
نهض هو يقول مبتسمًا :
" سو ! سأذهب للعمل ، هل تأتين معي "
" ولما تريدُ ان تأخذني لعملك ؟ "
قلتُ مستغربة ....
ارتدى سترتهُ و هو يُجيب :
" لا اريد أن أكون وحدي حين استقيل من وظيفتي ! كما أني اريدُ مساعدتك في جمع اغراضي الخاصة ! "
نهضتُ مستغربة :
" أتقصد أنك ستعود لفرنسا حقًا ! ........ "
دام الصمتُ مرافقًا ابتسامتهُ المزيفة ... لم افهم ، او ربما لم أرغب بالفهم في أنه قد يتم التخلي عني !
" بيننا أنا أخي الرهان هو الرهان ! و أنا سأعود لحيثُ هربت منه قبل عشرة سنوات ! "
قبل عشرة سنوات ؟! ماذا حدث مع مارك قبل عشر سنوات ؟ .... تسائلتُ كثيرًا ، لكنني لم اجرأ على أن أسأل .
ركبنا سيارة مارك ، هذه اول مرة اركب في سيارته ! لم أكن اعرف أنه يمتلك واحدة !
حتى لو كان يملك واحدة لما يجب أن تكون بهذه الفخامة ؟! ما الذي يعملهُ على أي حال
" هي أنت ! أيها العجوز ! "
نظر لي بطرف عينه و هو يقول بنبرة طفولية :
" توقفي عن مناداتي بالعجوز ! "
" حسنًا ... انا اعتقد أنني في نهاية الأمر قررتُ أن أتي معك ! "
اوقف السيارة فجأة و هو ينظر نحوي مصعوقًا ،
" لكن ثمة مشكلة صغيرة ! "
" أيه .... مشكلة ؟ "
قال مشدودًا للموقف ...
تنفستُ بعمق أنا ادرك أنها ليست مشكلة صغيرة ....
" انه جواز سفري جميع اوراقي الثبوتية ! عدى عن كوني قاصرة و لا استطيع الذهاب بدون اذن احد والدَي المتوفيين ! "
" سو ! هل حقًا ستأتين معي "
" نعم ! "
قلتُ بلا تردد ....
" لماذا ! "
" لأنني ........ لأنني .......... انا ... لا أعرف ! لماذا لا اعلم؟! "
حلت العاصفة على جموح افكاري بسبب كلمة واحدة ! لم افهم نفسي ، لماذا قد اذهب معه ؟
حينها لم أكن افهم ما افكر به ، ولا ما اشعر به !
" مارك ! لماذا تريد اخذي معك ؟! "
اجابني بابتسامة
: " لأنك يا سو ، اصبحت جزءٍ من عائلتي ! "
" عائلتك ؟! كيف ذلك "
حرك كفهُ على شعري قائلًا
: " سو ..... لطالما أحببتكِ ! مذ اول مرة رأيتك فيها ! "
شعرتُ بالرغبة الشديدة بالبكاء ! ليس لأنني انتظرتُ ذلك بل لأني لم أتوقع ذلك أبدًا !
" منذ متى ! "
استند برأسه على عجلة القيادة و هو يقول بملامح مظلمة :
" قبل سنة تقريبًا ! كُنتُ أراكِ كلما اتيت مع سي دي ! كُنتي مرحة متمردة و غبية بطريقة ظريفة ! "
" لا اذكر ذلك ! لم يحدث ابدًا ! لم يسبق لي أن قابلتُك قبل ذلك اليوم ! اليس كذلك "
قلتُ ذلك بهستيرية ، كُنتُ قلقة ، خائفة و متوترة ... بالنسبة لي ، لقد كان الموقف اكبر من أن استوعبه !
استدار نحوي قائلًا
: " لقد كُنتُ اعرف ! أنت لم تشعري بوجودي حتى ! "
مرر يده بين خصلات شعري المتدلية على جبيني و هو يُتابع
" في ذلك اليوم ، حين عرفتُ بما حدث لوالديك ركضتُ هرعًا ! سألتُ عنك كثيرًا لكنني لم أعثر عليك .... الى أن رأيتُك
تغادرين منزل جيرانكم في الليلة الثانية ! لقد تبعتُك قلقًا ! جلستُ مُقابلًا لك في الحافلة لكنك لم تعرفيني !
تعرفين أحزني ذلك كثيرًا !
تابعتُك الى أن وصلنا المحطة الاخيرة طردنا السائق !! و قد صدمتُ كثيرًا حين جلست في الحديقة القريبة من منزلي !
كأن القدر جاء بك الي ! "
صمت للحظات و هو يتابع اللعب بشعري مبتسمًا ! متى حدث ذلك ! كيف لم أنتبه لمارك حينها !
حاولتُ تذكر ذلك لكن ملامحهُ لم تتضح لي .... كان اخي يُرافق شابًا من عمره منذ دخل الجامعة ، لكنني لم اركز بملامحهُ قط !
هل كان مارك ؟!
وحين اعيدُ التفكير أنا اذكُر شيء كإحضار اخي لجرو صغير مكث معنا لفترة ، لكن أكان بُنيًا أم اسود ؟! أكان ودلارس ؟!
الشيء الوحيد الذي اذكره هو أنني لم اركز بهذه التفاصيل الصغيرة قط !! تابع مارك ....
" حينها قُلتُ لنفسي اذا كانت لا تعرفني ، فسأجعلها تتعرف علي ! حرستك تلك الليلة و جلستُ احدق بملامحك الملائكية طوال الليل !
ثم ادخلتُك بيتي منحتني ثقتك ! لقد كُنتُ الأسعد في الكون !
سو .... أنا لا استطيع التخلي عنك بعد الآن ... هلا منحتني فرصة ! "
دام الصمتُ بينا مطولًا ، صمتت افكاري و كلماتي مشاعري .
× يتبع ×
# لنرتقي
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
التعديل الأخير تم بواسطة ۿـﺎلـﮧَ ; 06-07-2019 الساعة
07:04 PM
FREEAL
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى FREEAL
البحث عن المشاركات التي كتبها FREEAL