عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 05-21-2019, 05:30 AM
 




" أنتَ تعلم أنَ الحياة لم تُحبني، رُبما الموت سيفعَل "




طرقاتُ عنيفة عَلى باب ِغُرفتِها، صُراخ راجِي وظلامُ دامس..
فتَى فِي مقتبَل العمر يَستمر بالضَرب بيديهِ العاريَتان، يُمناه ممسكة بهَاتفٍ توهجَت شاشتهُ، وسَط كُل هذا الدِيجور، ساعةُ تدقُ وتَدق وتدقُ بإسوِداد فيِ معصمهِ
بدأ البابُ بالإنكِسار وتحولَ لشَظايا إبتَلعَها الفَراغْ ..
إنعكسَ طَيف فتاةٍ رَمَادِية بائِسة تطفُو فِي إِحدَى الشَظايَا
هروّل بأطرَافهِ الاربعَة للداخلِ مع فيضٍ من المَشاعرِ الهَجينَة بعدَ رِسالتِها تِلك..

مَكانُ مُعتَم إنفَلج الظلامُ في مُنتصفِه.

تِلكَ الفتاةُ تطفُو، ملامِح وجهٍ ضبَابِية وشَعر مُنسدِل، زَين عُنقَها حبلُ مُعلقُ لأعلَى لا يدْرِي بِماذَا، فُستَان بأكمامٍ لم تصِل للمِعصَم يتَراقصُ مع الرياحِ بهدوءٍ.

هاتفُ مُضِيء يَطْفو ..، إمتَلأ بمُكالمَات مَن دَخل للتَو..
صَاحًَ مُكذِباً بوقعٍ مُتسارِع.
ٍ
" كَــلا !!.. كَـــلا !!.. كَـــلا ..!! "

إقتَربَ بِتردُد غَلفهُ الهَلع ..ْ ناحِيتَها حيث اللآمكان .،،
بِالكَاد كان يَخرجٌ كَلمَاتهِ.. ، لمْ يَكنْ قَادِر عَلى التحكمِ فِي حِبالهِ الصَوتِية..
تارةً أشبَه للهَمسْ وتَارةً صراخُ عابِثْ..، وإرتِجاف.ْ

" مَهلًا.. أَنتِ!
يــ .. يجبُ أنْ يكونَ هذَا مقْلباً! "
و
إِقتَربَ أكثَر فِي إِهتِياجْ عَلهُ يجعَلها تَنبُس..،

"بِحَق السَماء قُولِي شَيْئاً !! "

حَاذَ سَاقيهَا الطافِيتَان..، فكَر فِي لمسِها.
لَم يجرُؤ..،
لمْ يجرُؤ عَلى لمسِها، لمْ يجرٌؤ عَلى إِطفَاء ذلِكَ الآمَل..،
أمَــل أنَها مَا زَالتْ هُنا..، خَافَ أن تكُونَ مَادِية.

فَينتهِي كِذبَة أنَ كُل هَذا مُجردَ حُلمْ.
حُــلم أبيضُ وأسودْ دِرامِي يرتدِي فِيه بِيجَامَا!


ضُعفِه قَد كانَ مُدرِكاً لهُ بِجثُوهِ عَلى رُكبَتَيه بَعدَ أَن تثَلجَت قَدمَاه ..، ونكَرت يَداه صلتَه بِه ومَاتَتَا.

ثُمَ بُكاء حَانِق وقطَراتُ إصَدمتْ بالفَراغْ مِن زُجَاجِيتَاه

شَعر بنسمةٍ بارِدة بالقربِ مِن أَذنِه مُتخلِلِة شَعرهُ الاشْعَث.. نسمةُ إكتَنزهَا الحُزنْ.
شَعر بثِقل شخصِ مُستَند عَلى ظَهرهِ المُنحَنِي .. شَخصُ مُتعَب واهِنْ.

صَوتُ خَافِت خَائِب يقولُ..

" يَا صَدِيقي .. المَوتُ ﻻ يُحبٌنِي أيْضاً! "




__________________





انسدحوا هون
https://sarahah.top/u/NUteen

رد مع اقتباس