عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-31-2019, 06:01 AM
 
قطار الساعة السادسة






استيقظ بشوش الوجه جوميز ليستقل قطار مهنتة وحياته بحماس ربيعي رغم بلوغة كهل العمر
ولكن الجسم ذو البناء المستقيم والوجة الناضر المزين باللحية الفضي رقيقة الانبات .. والعينان
الغائرتان والتى يعلوها حواجب مستقرة , كلها ملامح لاتنم الا عن جوميز تاجر السعادة القاطن
باحدى القري المتواضعة راعيا لاسرة تشاركه فيها زوجتة وثلاثة ابناء ..


وكعادته مع بزوغ فجر كل يوم جديد يستيقظ السيد جوميز للذهاب الى محطة قطار القرية حيث
يعمل كمحصل تذاكر ركاب داخل احدى القطارات منذ تخرجة من المرحلة التعليمية ،

اشتهر بالوئام والاخاء بين ركاب قطار السادسة صباحا خاصة المعتادين على مداومة
استخدامه من محطة القرية الى المدينة ..






وذات يوم كان من بين الركاب احد اثرياء المدينة الذي اعتاد زيارة مزرعتة بالقرية نهاية
كل شهر , وكان يتامل بدقة متناهية الكم الهائل من الابتسامات التى يهديها جوميز على اعين
ركاب العربة الي ان وصل للمقعد المخصص له

قائلا : صباحا سعيدا سيدي , فضلا حساب تذكرة رحلتك

السير اليسون بعد نظرة دافئة لجوميز : لن اعطيك حساب التذكرة قبل ان تجيبنى على سؤالين
جوميز فى اندهاش مصحوب بابتسامة: تفضل سيدي

السير اليسون : اولا لماذا رائيك فى مقدمة العربة تتطيل الحديث مع احد الركاب
رغم انك لم تفعل ذلك الامر مع غيرة ؟

جوميز مبتسما : اشكر لك ملاحظتك سيدى وكل مافي الامر انة لكي اسمح لاحد
الركاب ان يعبر خلفى دون ان يشعر انني الاحظ خطواتة الحسيسة لانى اعلم انه لايملك
ثمن تذكرته حتى لا اتسبب فى احراجة ان تقابلنا وجها لوجه

اليسون : في تصلب واندهاش عميقين : اتعقل صفاتك هذه !! شوقتنى للاجابة على السؤال
الثاني

جوميز : ممنون مجاملتك ,تفضل سيدي

اليسون : كيف لابتسامتك الدائمة ان تظل ظاهرة رغم انك لاتملك ماتتمناه ؟

جوميز : باجابة حادة قاطعة : لانى لااتمنى ما لا املك ثمنة ..

اليسون وقد اصابتة الدهشة البالغة : جوميز لقد عالجت مالم يفلح فية اطباء لاحصر لهم،
كم يتبقى على محطة المدينة ؟

جوميز : محطتين سيدي وها نحن على مشارف المحطة قبل الاخيرة

اليسون : هل لى ان اجد اية وسيلة اتصال داخل المحطة القادمة

جوميز : نعم سيدي يوجد هاتف سلكي بالمحطة


لم ينتظر الثري توقف القطار تماما حيث قفز على سرعة متواضعة تنم على حاجتة لكل لحظة
يكسبها فى الوصول لهاتف المحطة وكانت اناملة اسرع من ذاكرة احتفاظ عقلة برقم هاتف القصر
طالبا ابنة الوحيد الذي تركة حزينا منكسرا لرفضة الزواج بفتاة وجدانة


اليسون : ابني العزيز انا موافق بسرور وفرح مطلقين على زواجك

الابن : ...........

اليسون : اعرف انك لن تصدق هذا التغيير الذي طرا على موقفي

ابني العزيز انا ادعوك لتحديد اقرب موعد لزيارة عائلة رفيقة حلمك

الابن : بعد انا استطاع فك طلاسم شفاه المتصلبتين من غزارة الفرحة
والدي هل تعلم الى اين كنت ذاهب الان قبل اتصالك ؟

اليسون : الي اين !!!

الابن : للانتحار تحت عجلات قطار السادسة صباحا ..

________________



بقلمي

MR . AZZARO




__________________

وحدي لكن
..
ونسان
🍁

التعديل الأخير تم بواسطة MR.AZZARO ; 03-31-2019 الساعة 02:45 PM
رد مع اقتباس