الموضوع: نِضاآلْ#
عرض مشاركة واحدة
  #471  
قديم 01-07-2019, 12:57 AM
 

[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://a.top4top.net/p_10992aj112.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


[/ALIGN]
[ALIGN=center]

تجاوَزَ مخرجَ المطار الزجاجيّ و وقفَ عنده يُحرّك رأسه بهدوء جاعلا عيناهُ البُنيّتان تحومان علّهُما ترصُدانِ هيئةً مألوفة.

_
تأملَ الساعة الرقمية من خلالِ خُصله النيليّة الواقعةِ على جبينه بإهمال. الخدرُ استوطنَ تلكما العينانِ بحدودهما المُحمرّة. تاركا ذراعه تسقط على جانب الأريكة، استلقى على بطنه و خضعَ للوهَن. تجاوزت الواحدة ظُهرا بالفعل.
تذوّق طعما مالحا عندما انزلقت تلك القطرة من خلال محجره و انسلت بين شفتيه، مالحة، سيئة الطعم، مريرةٌ في نفسه. ليتبعها وابلٌ تساقطَ بلا هوادة يُبلّل محجريه.
" أنا آسف " خرجت من بينِ أنفاسه كهمسِ الريح.


-
أقفلَ الزّر العلوي لمعطفه الرمادي الطويل مع احتدام هبوب النسائم الجليدية على أرضية المطار. أخذَ هاتفه من جيبه يعبثُ بأصابعه فوق شاشته مُظهرًا آخر مُحادثة بينهما، ليلةَ أمس.
" سآتي إليكَ بنفسي "
" لا تُرهق نفسك أستطيع القدوم بمُفردي "
" لا! أخبرتُك أنني سآتي! .."
" لا تفعل "
" سيكون كل شيء على ما يرام لا تقلق بشأني، أنا بخير "
" ... "
" سأنتظرُك إذن "

-
رنينُ الجرس جعلَ بؤبؤيه يتحركان ببطء شديدٍ نحوَ الباب، أجفانه أكثرُ امتلاءً، مسندُ الأريكة تشبّع بِبَللِ عينيه
أصرّ الوافدُ على ضغط الجرس مرارًا، فرفعَ الآخر جسده من على الأريكة و أخذته قدماه الحافيتان صوبَ الباب. فتحهُ ليُطّل عليه المُنتظر، قال بطيفِ ابتسامة:

ــ أخبرتُكَ أنني أستطيعُ القُدومَ بمُفردي
ابتلعَ الآخر غصّته و ردّد: ــ أنا آسف.. آسفٌ حقًا
حنى ظهرهُ بمذلة لينزل رويدا و يستقّر على الأرض، يداهُ تُغطيان وجهه و أصابعه وجدت طريقها لتتشبّث بمقدّمة شعره. أتاه الآخرُ يأخُذ بكتفيه، يدفنه عميقًا في جذعه، و اختبأ الأصغرُ يبتغي في حضنه الآمان.
- أنا لا أستيطع مجابهة هذا العالم بمُفردي، لا أستطيع.

- لن تفعل. سأكونُ بجانبك




_
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]
رد مع اقتباس