عرض مشاركة واحدة
  #6977  
قديم 12-01-2018, 11:44 PM
 
بكم الحروف تفوحُ، والكلماتُ
ومن الحنين تهزُّنا النّفحاتُ

يا لهفتي ! ضاعت حياتي كلُّها،
وتكاثرت من صبوتي الأزمات

وبقيتُ وحدي، في الضّباب، مدينتي
لا نجمَ يؤنسني، ولا غيمات

أين الأحبّةُ كنتُ فيهم كوكباً،
واليومَ صرتُ بلوعتي أقتات ؟!

غامت طريقي، بعدَهُمْ، وتكاثفت
سحبي، وزادت في الحشا الزّفرات

يا ليتهم كانوا هنا، لم يرحلوا،
فالعمرُ بعد رحيلهم عبرات

كنّا طيوراً، في الخمائلِ، نرتمي،
العمر عمرٌ، والحياةُ حياة

طارت بنا الأشواقُ، نحو ديارِهِمْ،
وقلوبنا تعدو بها الرّغبات

لكنّهم نزحوا، بعيداً، في المدى،
وتقطَّعَتْ بجميعنا الطّرقات

لهفي على الزّمن الجميلِ، بقربَهِمْ،
وعلى المجالسِ، كلُّها صبوات !

وعلى الدّيارِ، تماوَجَتْ، بعبيرنا،
والعمر غضٌّ، كلُّهُ نغمات

ضحكاتُنا كانت حدائقَ حلمِنا،
وربيعنا في نبضنا الخفقات

طرنا إليكم، لا يحدُّ حنيننا
حدٌّ، وقد حفَّتْ بنا النّجمات

ومن الصّبابةِ قد روينا غلّةً،
وتكاثرت من وجدنا الرّغبات

واليوم صرنا في السّرابِ مقامنا،
وطريقنا الأوهامُ، والحسرات

سقيا لعهدٍ ضاعَ منّا، بعدما
عشنا بِهِ، وحياتُنا بسمات

سنظلّ نهفو، كلّما هتفت بنا
أصداؤكُمْ، باحت بها الآهات

ولربّما عادَ الرّبيعُ لروضِهِ،
وتفتَّحَتْ في مرجِنا الزّهرات

وتجدّدَتْ للعمرِ كلُّ خميلةٍ،
فيحاء، تمرحُ حولها النّسمات

اللهُ يشهدُ، أنّنا في حبِّكُمْ
ماضون، لم تفتُرْ لنا خلجات

أنتم عبيرُ الوردِ، في نفحاتِنا،
ماجت بِهِ في بوحِها الكلمات

ولسوف نهفو، لا يجفُّ حنينُنا،
لكُمُ، وإنْ عصَفَتْ بنا الأزمات

#البشير_المشرقي
#تونس
16/11/2017
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس