10-09-2018, 02:13 PM
|
|
الظلم مرتعه وخيم ، وخطره جسيم ، وعواقبه مظلمة ، وقد حرمه الله على نفسه وجعله بين الناس محرمـًا لأنه يوقع المجتمع كله في الهلاكِ والفتن فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) وله أيضاً أضرار وعواقبه كثيرة منها : * هو ظلمات يوم القيامة لِما جاء في البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: (الظلم ظلمات يوم القيامة) * الظلم سبب هلاك الأمم قال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيّنَـاتِ} سورة يونس * قبول دعوة المظلوم على الظالم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الولد على ولده ) * اللعن للظالمين قال تعالى { أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّـالِمِينَ }} سورة هود وقال ميمون بن مهران ، إن الرجل يقرأ القرآن وهو يلعن نفسه ، قيل له: وكيف يلعن نفسه؟! قال ، يقول { أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّـالِم ِينَ } وهو ظالم * إملاء الله للظالم حتى يأخذه " "يملي / يطيل في مدّته ، ويصحّ بدنه ، ويكثر ماله وولده ليكثر ظلمُه ؛ كما قال تعالى: { إنما نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً } سورة آل عمران وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته) وهذا كما فعل الله بالظلمة من الأمم السالفة والقرون الخالية ، حتى إذا عمّ ظلمهم وتكامل جرمهم أخذهم الله أخذة رابية ، فلا ترى لهم من باقية ، وذلك سنة الله في كلّ جبار عنيد. * وإنظروا لحال الظلمة في الآخره قال تعالى: { وَلاَ تَحْسَبَنّ َ اللَّهَ غَـافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّـالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَـار ُ * مُهْطِعِين َ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء } سورة إبراهيم أي لا تحسبنه إذا أنظرهم وأجّلهم أنه غافلٌ عنهم مهمِل لهم لا يعاقبهم على صنعهم ، بل هو يحصِي ذلك عليهم ويعدّه عليهم عداً، حتى وإن كانوا في حال الفزع من أهوال يوم القيامه فالله لن يرحمهم. * وهو أيضاً يؤدي لحرمان الهداية والتوفيق قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّـالِمِينَ } وطلب هداية التوفيق من الأدعية التي أوجبها الله علينا في أعظم مقام نقف فيه بين يدي الله عز وجل وهو في الصلاة ، حيث نقول في كل ركعة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } سورة الفاتحه فالظلم " أعاذنا الله منه " يكون سبباً لحرمان هداية التوفيق * حرمان حبّ الله تعالى قال تعالى : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّـالِمِينَ } سورة الشورى * حلول المصائب في الدنيا والعذاب في القبر قال تعالى : { وَإِ نَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُون َ} سورة الطور قال ابن سعدي رحمه الله " لما ذكر الله عذاب الظالمين في القيامة أخبر أن لهم عذاباً دون عذاب يوم القيامة ، وذلك شامل لعذاب الدنيا بالقتل والسبي والإخراج من الديار، ولعذاب البرزخ والقبر" |