عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-07-2018, 02:20 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/15335910766982.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





تَسابَقَت خطواتهُ تشطرُ قطرات المطر ، أنفاسهُ تتنافسُ بين الشَهيق و الزفير ،

كان مُدرِكًا بأنهُ تأخر حقُا لكن لم يرد أن يتنازل عَن لقاءها !
-
كانت تقفُ تَحتَ جِماح المطر تُصارعُ البرد القارص ، تسري قطرات المطر بين خصلات شعرها الليلكي ،

ترتدي قميصًا أبيض لا يحوي البرد من السيلان الى أطرافها !

بَرَزَ بين مُقلتيها يُسابق الريح يقتربُ بسرعة ألى أن رسى ماكِثًا أمامها ، يسرقُ انفاسهُ بصعوبة ...

مَد يَدَيه مقدِمًا عُلبةِ مُكتضة بالماء هو يبتسم :

" لا تَبتَهجي يا -لويس- !! صنعتهُ بيدي لا أعتَقِدُ بأنه سيُعجبكِ!! "

أخذت العلبة المبللّة و فتحتها كطفلةٍ صغيرة تتلهفُ لتكتشف هدية عيد ميلادِها !!

أخرجَت تعويذةٍ خشبية ، كانت مستطيلة الشكل بحواف مُدَوَرة !

تتوسطها فراشةٍ لطيفة وكُتب عليها -معًا للأبد !- أخذها منها و أدار طُرَفيها لتغدو على هيئة قلب !

ثم فتحها و أخرج منها صورة صغيرة تجمعهما معًا و أردف قائلاً :

-" أعتقد أن الصورة هي الشيء الوحيد الجيدُ بالهدية في نهاية الأمر! "

أخَذَتْ التعويذة و تأملتها بسعادة . ابتسمت محمرة الوجنتين :

-" لا تَقُل ذلكَ يا -آلبرت- ! سأكَنِزُها و لن افارِقَها مَدى الحياة ... "



بعد ثلاثة عشر شتاءًا !!

تسابقَت خطواتهُ قاصِدًا قطارهُ لكنهُ سبقه فبقيَ جالسًا على مقاعِد الانتِظار يستعيدُ ذِكرياتهُ مَع وحدتهُ !

" -آلـبرت- !!! الحق بي إن استطعت !!

" إنتظري يا -لويس- !! "

كان يعرف ! كان يعرفُ أنهُ اذا لم يصل لها فسيفقدها الى الأبد !

لكنهُ لم يستسلم ! بقيَ يُطاردُ حُلُم الأمساكِ بظلها !!



وسط جَلجَلة المُسافرين وقف قطار اللقاء ليُرحبُ بقادمٍ مِن الذكريات !

وطأت من القطار متسمرة مكانها ، هي بالتأكيد لم تتوقع هذا اللقاء !

لم تمنعها الجموع المكتضة بالناس عن من عرفته رغم مضي السنين !

تائهه بين زوايا مَلامِحَهُ ، بَحثَت عن -ألبرت- ذا الثلاثة عشر سنة ،

في عمق عينيه الزُمُرُدِيَتَين وجَدَتَ كُل أحلامِه المَدفُونَة ،

برآءتَهُ المَسلوبَه ، لكِنَها لَم تَجِد تِلك المَشاعِر المُتَخَلِجَه مَعَ الدِفء بِينَ تَقاسيم وَجهه ،

انَما وَجَدَت ذلكَ الكُره السَرمَدي ، الذّي يَرمُقُها بِه !

لَم تَختَلِف نَظرَتَهُ عَن آخَر مَرّة نَظَرَت لهُ ما تَغيَّرَ هو تِلكَ الملامِحُ الطفُولِيّة الّتي انتَزَعَها الزَمَن !

تَجاوَزَته وهيَّ تَرمِقَهُ بقرينِ نَظراتَه ، و يَتَبِعها زوجِها ؛ لَم تَلتَفِت لَه و كذلِكَ فَعَل !!

أحيانًا بعض العلاقات تستوجب التضحية ولا يُمكن أن تبني علاقةٌ جديدة على حساب القديمة ..

هذا القولُ شائع لطالما طُبع في الروايات و حملتهُ القصص ! و أدركت -لويس- معناه بقلبها و عقلها ..

امسكت التعويذة المخبئة تحت ملابسها و لامست اطياف الذكرى الأخيرة ..



" -البرت- ..... سأتزوج السيد -والتر- هذه آخر مرة تراني فيها ! "

" ماذا !!! لكنكِ قُلت انكِ رفضت ؟! أهو عمُكِ أم والِدَتُكِ ... من الذي أجبركِ ؟ "

"لا احد ! أنهُ اختياري المطلق ! "

" هذا مستحيل ! لقد وعدتني ! قلتِ أن لا قوة في العالم ستُفرقُنا ! "

" -البرت- ... أنا آسفة .... لقد كُنتُ واهمة أوهمتُكَ معي !

بالنسبة لي ليس هُنالك حبٌ حقيقي في الحياة اذا كان فأنهُ من المستحيل أن يكون انت ! الوداع صديقي -آلبرت- .. ! "

" لماذا تتفوهين بهذه الكلمات المُنَمَقة ؟ أنتِ تكذُبين وحسب ... اليس كذلك ؟؟ "



بقى صدى كلمتهُ الأخيرة يُدوي في أذنها مُنذ ذلكَ الحين ، ويزيدُ عذابها الفراغ ،

حبُ حياتها .. لم يُكتب له الأزدهار ... و لكنها ماتزالُ ترعاهُ سرًا ... مُتَمسِكةً بهديتهُ الثَمينة ..

لقد جمدت مشاعرها ، تخلت عن حبيبُها لكنها لم تفقد كنزها .

-تمت-



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس