عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 08-06-2018, 07:52 PM
 
ذهبي

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153355728368832.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



ѕнıиα





-6-


*ناتاليا*



دخلتُ متجةً نحو دورة المياه وخرجت بعد أن غسلتُ وجهي، جلست قبالها وأخذت نفسًا عميقًا ،كانت تبدو بريئةً أكثر مما احتمل!

" يا إلهي!! لقد كاد قلبي يتوقف حقًا! ! " أندفعت نحوها " : ياجيما!!! كيف تفعلين ذلك بي؟"

حاولت تفادي المواجهة بأبعاد وجهها عني لكنني أمسكت بها:

" ماذا؟ لم أفهم قصدكِ نونو! " قالت بعينين مراوغتين ....

" ليس كأنكِ لا تعرفين بمشاعري نحو تاكامورا! "



ابتسمت لي ابتسامة واسعة ،وكانت عيناها تبرقُ :

" لا!! لا أعلم!! " نظرتُ لها بشكوكية لتُتابع:

" لأنكِ لم تخبريني بذلك سابقًا !! صحيح اخبريني عنها! أقصدُ مشاعرُكِ . "



شعرتُ كأن هُنالك من نقر على الطبق الصيني قُرب أذني! من جهةِ ما قالتهُ ياجيما ومن الجهة الأخرى ما قُلتهُ أنا!!
أيعقلُ بأن فضولي قد وصل لتلك المرحلة؟ أن أعترف بأن ثمة مشاعرُ حقًا! لم أتوقع ذلك فأنا لم يسبق أن اعترفتُ لنفسي!
لكنني حين أكون مع ياجي،أتحدث بلا شعور، أنا حقًا أريد لذلك أن يستمر، أنا الآن أريدُ أن أعرف أجابة هذا السؤال بالأستمرارِ
قُدمًا حتى ولو لم أحصل على نتيجة....



" ياجيما!! لقد لقد كان دقات قلبي مضطربةً وبشدة! لم استطع أيقافها! حتى أني لن استغربَ إذا كان تاكامورا قد سمعها!
أن هذا مؤلم، وأنا لا أفهمُ شيءٍ أبدًا! لماذا؟ لماذا أنا لا أفهم شيءٍ؟ لماذا اقحمتِ تاكامورا بمشكلتي؟ لماذا تاكامورا؟
ألستِ من نهاني عن الاقترابِ منه؟ فلمَ ؟لمَ هو؟؟اجيبيني!! . "




لم استطع منع نفسي من إطلاق شهقاتي ،كأن يدًا تقبضُ على قلبي! أنهُ شعورٍ مؤلم !لم أكن أعلم أن الحيرة يُمكن أن تكون مؤلمة !
أن لا تجد أجابة لتساؤلاتك .... مؤلم ...



جلست ياجي بجانبي واحتضنتني، وقد تَمسكتُ بها بقوة لأنني أردتُ أن أدفن وجعي عن مواجهتها! مع أني لا أظهرهُ عادةً لغيرها!
فياجيما هي الوحيدة التي أثق بها للبوح بكل ما يتخلج في صدري....



طوقتني قائلة وهي تمسحُ شعري بأناملها:

" لأنني لا أريدك أن تتخلي عن مشاعرُكِ بعد الآن! تلك المشاعر كنزكِ الحقيقي ويجب أن تعتزي بها! في المستقبل،
لا يجب عليكِ أن تندمي لتخليكِ عنها! وأنا لا أريدُ أن أندم أيضًا بالرغم من كُلِ شيء، تاكامورا رجلٌ خلوق! ولا يجبُ أن نحكُم عليه ِ
لمجرد أنهُ أحد أفراد أسرة ناكازاكي... "




ماذا تقصدُ بِ-بالرُغمَ من كُلِ شَيء- ؟ أسرة ناكازاكي!! لمَ كُلِ شيء يزدادُ غموضًا حول هذه الأسرة بالنسبة لي؟

مالذي يجعلُ من اسم عائلة ناكازاكي مصدرَ حذر؟ أردتُ أن أسأل، لكن دخول جوان وآكاني الغير متوقع منعَني عن ذلك ...



رمَت اكاني نفسها على الأريكة المجاورة لي وهي بالكاد تتنفس، والآخر رمى بنفسه بجانبي وهو يفتح ازرار قميصهُ الأولى...

لمَ يبدون مُتعبين؟ بقينا ننظرُ لهما باستغراب، لايزال ثمة وقتٍ قبل الانصراف!

" جوان! كيف تترك الصف و تتأتي للبيت ألم نتفق من قبل؟ "

بقيَ جوان لا مُبالٍ بما قالته أخته و الاخرى تُناظرهُ بشرر !! نظرتُ لأختي كانت تنظرُ لي بريبة إلى أن أنفجرت سائلة

و ملامحها على أوج الاستغراب :

" ناتاليا !!! مالذي حدث ؟؟ من كان الذي ركبتِ معه عند بوابة المدرسة ؟؟ أنا لا أفهم !! "

إنها أسئلة طبيعية أليس كذلك ؟؟ من الطبيعي أن اٌسأل شيء كهذا ، في نهاية الأمر يجب أن لا نُبقي إخوتنا في حيرة !!

وخاصة أننا في المدرسة نفسها الآن ...



سردت ياجيما كل شيء ، من يكون تاكمورا و لما ذهبتُ معه و أسباب تصرف ياجيما أيضًا ، لكنها لم تخبرهما عن مشاعري

و قالت أن تاكامورا كان خيارها العشوائي !

كانت آكاني تستمع بانتباه و هي تعقدُ حاجبيها في حين كان جوان يتكيء علي الأريكة بلا مبالاة وينظرُ للسقف مستمعًا ...



وحين أنتهت ياجيما قال جوان وهو على حاله :

" وهذا يعني بأن ناتاليا خرجت من الموقف بفضل خطتكِ !! هل تظُنين بأن هذا سيوقف إلتفاف الطلاب حول ناتاليا ؟ "



أجابته شقيقتهُ بتفاؤل مرفق مع الحماس :

" بالتأكيد سترى النتيجة يوم الاثنين !! "



عدل جوان جلستهُ و استوى ينظرُ نحوي بابتسامةٍ شَقية لم أفهم مغزاها إلى أن أسلف :

" هذا يعني أن علىّ أن أبذل جهدي كي لا يصدق أحد من الطلاب هذه التمثيلية !! "



بقينا جميعًا مذهولين من كلامه ، في البداية رفض عقلي الاستيعاب و لكن نهوض ياجي الصارخة بوجه جوان أيقظني من صدمتي !!



" ما هذه الترهات التي تفوهت بها يا جوان !؟ أتظن أن هذه مزحة !؟ "

نظر نحوها بنظرة تحدي :

" ناتاليا هي من بدأت هذه اللعبة ، وذلك منذ اليوم الذي خدعتني به و أفسدت صورتي أمام أصدقائي !!
ناتاليا العبيها جيداً لأنني لن أفلت فرصة من يدي !! "




" مالذي تقصده بكلامك ياجوان ؟ متى خدعتك ناتاليا لتقول هذا الكلام الآن؟ " قالت اكاني مستفسرة ....



" لأنني حين أتصلتُ بها تلك المرة لتُساعدني على الأعتذار عن فظاظتي ، قالت لي ، - أن غدًا عيد ميلاد اكاني وعلىّ أن أغتنم الفرصة !! "



" وإذًا ؟؟ " قالتا آكاني و ياجيما معًا باستفسار ليهيج جوان واقفًا أمامي :

" لكنه لم يكن كذلك !! و قد بدوتُ كالمغفل أمام اصدقائي !! و هذا بسبب مزاحك الثقيل ، إذًا تحملي النتيجة !! "



كان الموقف غريبًا جدًا !! لم أعرف أن كان علىّ أن أضحك أو أنزعج !! كان الأمر محيرًا لي من جهة لدى جوان
الذي أظهر ردةَ فِعلٍ قوية لفعلتي البريئة ومن جهة ياجيما التي ورطتني في هذه اللعبة و من جهة الفرصة التي
لا أعلم إن كان علىّ التماشي معها للتعرف على تاكامورا !! أشعر أني بدأتُ اللعبة بين صديقتي و شقيقها و أختي !!



قضبت ياجيما حاجبيها و لكن قبل أن تفعل أو تقول شيء خرج جوان مع ابتسامة تملأها الشقاوة و التحدي ...



أصبح الجو أكثر إثارة ، و أنا واثقة بأنني ساستمتع كثيرًا قبل تخرجي ...





* آكاني *





عدنا للبيت متأخرتين قليلًا وقد غرُبَت الشمس ، بالكاد دخلنا البيت حتى أدركتنا أمي متجهمة عند مدخل الصالة :

" آكاني !!! كيف تتجاوزين الحصص و تغادري المدرسة قبل نهاية الدوام ؟ أتصل المدير بي و أنا في الجامعة
ولم أعرف ما اقول فهذا ليس من شيَمُكِ ! ما تبريرُك ؟؟ "




لم أدري ماذا أجيب ! لا يمكنني أن أقول السبب الحقيقي ، ماذا اقول لها أن ناتاليا ذهبت مع أحدهم و لحقنا بها !!
لا لا لا و ألف لا قد تفهم الأمر بشكلٍ خاطيء ! لا أريد أن أحرج أختي الكبيرة أمام أمي ...

" لقد ذهبنا معًا لنشتري ثيابًا لياجيما و اصطحبت اكاني معي ، أنه ذنبي و قِلَة مسؤليةٍ مني أنا أعتذر منكِ يا أمي ،
كان يجب أن أخذ أذنكِ قبل ذلك !! "
قالت ناتاليا ....





كان تفهُم أمي سريع ! لم تسأل و لم تُضف شيء غير " لا تُكررا ذلك مجددًا !! "



وفي صباح اليوم التالي ...

ذهبتُ للمدرسة وحدي ، فليس لدى أختي حصص اليوم ، قابلت جوان بوجهٍ متجهم !

لا أعلم ماذا يُغيظني منهُ أكثر ! أهو تصرفهُ مع اختي ؟ أم أحراجي أمام أمي و المدير ...

و الطلاب أيضًا !! و ربما تلك الابتسامة المسفزة التي يرسمها منذ الأمس !



بقي يحافظ على حاله طوال الوقت ، و في أثناء الغداء جلسنا معًا كالعادة ! بقيتُ متجهمة بوجه طوال الوقت ، و هو لم يوفر ابتسامته البلهاء !

" هلّا مسحت هذه الابتسامة السخيفة ! "

كسرتُ الصمت ... فبقى يأكلُ مبتسمًا و هو يتجاهلني ،

" بربك لمَ تجلسُ هُنا إذا كنت لا تريد أن تكلمني ؟ "

لو أن للبرود قرين فها هو يجلس مقابلي ! لم تهتز شعرة منه !

" أنتَ حقًا أنسانٌ حقود ! "

أنفجرت بوجهه و أنا أضرب المنضدة و غادرتُ متجاهلةً ردة فعله أو ما قد شعر به تحت أنظار الجميع .

لم يكن ذلك إلا بسبب أني أعرف أن مشاهدة ردةِ فعله ستُشعرُني بالذنب ...
بقيتُ واقفة على السطح أتأمل السماء و أنا أعرف بأنهُ قد جُرح ، لكنني لم أكن مستعدة لمواجهته ....



و ما أن رن الجرس حتى قررتُ العودة للصف ...

ألتفتُ لأجدَه واقِفًا وهو يسد باب السلالم بجسده ، ابتلعتُ ريقي و أنا أنظر لنظراته الباردة المجردة من أي تعابير، سوى الضيق !!

حاولتُ تجاهله و تقدمتُ نحو الباب و كلما اقتربُ منه شعرتُ بالطاقة السلبية تزداد ! حاولتُ تجاوزهُ مُدعيةً القوة ..

وعلى غفلةٍ كان قد قيدني بالجدار و هو يقول غاضبًا :

" اسألي نفسك من الأكثر حقدًا بيننا ؟ أنا أم أنتِ ؟؟ أتذكرين ذلك ؟ هل أنعشُ لكِ ذكرتك ؟ "

أغمضتُ عيني و حاولتُ تجاهل كلامه ، لم أكن أريد أن استمع لكلمةٍ منه ! لم أرد أن أتذكر كي لا أكره نفسي أكثر ....

رويدًا رويداً انسابت دموعي على غفلةٍ مني ، ولكنه لم يكتف ليضيف :

" أنتِ أسوء مني ! فأوقفي هذه المسرحية الملائكية .... "





*يُتبع*


[cc= × ] شسسمةة غومن على القصر flor1
بس الفصل الجاي فصل خاص
[/cc]


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةة الزَهرَاء ; 08-11-2018 الساعة 07:44 PM
رد مع اقتباس