عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-30-2018, 03:40 PM
 

[tabletext="width:900px;background-image:url(http://www.arabsharing.com/uploads/153052962779722.png);"][cell="filter:;"][align=center]


غصّة|ديجور الخمسين



تكورت على نفسها غارقة في ديجور صمت اغدقها بخوف اعظم مما يقمع في سديم وحدتها اللامتناهي، سنين مضت واخرى تمضي و هاقد اقبل ديسمبر بأوله يهديها عقدها الثاني بكل كرم . وابل من التناقضات تغمرها في بحر من النسيان ، وكل ماتفعله هو انتظار حضور الاسمر ليدجج قلادتها بطلاسمه دون مبرر ، انصتت لوسن خالجها فأذعنت له بعفوية.ليجافيها الصباح بلا نور يطمس بعض اوجاعها ...حملت وسادتها المتهاوية الحشو بشرود لتضمها اثر صوت خطوات حثيثة تقرب قضبانها .اضطربت ملامحها متصببة عرقا ، والخوف اخذ من القلب مكانا ليزيد شرخه اتساعا ،، لحظات مرت كالسنين التي عاشتها مدفونة في عمق الوحدة .
جحظت عيناها بوجل. تبصر مفتول البنية اصلع الشعر اخفش الأعين ، حدجها بشفقة قتلت روحها المختنقة .ايهوى قتلها بدون سلاح ؟ ؛ايستحب طمسها ليغرقها في سديم ديجورها ؟.
ام ان لأسبابه اعذار واهية ؟؟..
لا يمل من عادته كل يومين يقبل اليها ليدس طلاسمه فيما يتدلى من عنقها مزمجرا بصمت ملتهما وجودها بوحشية لينصرف بهمود ودواليك ، عقدت العزم على سؤاله في زيارته القادمة سؤالا ليس له الا اجابة واحدة تقرر مصيرها المجهول، عقارب الساعة تدق على مسامعها سمفونية الالم كمن حفر قبره وينتظر من يدفنه .خطواته المتئدة انافت عن قربه وككل مرة جاء يدس طلاسمه المقيتة في قلادتها المنقوشة بزهرة من الأوركيد امسكت معصمه طالبة التمهل ليطاوعها مستفهما بينما يرمقها بشزر تمتمت متلعثمة:
"ايمكنني سؤالك شيئا؟"
ابلج التوتر على اديم وجهه ليومئ بإيجاب .اردفت مرتاحة :
"هل لي بتفسير لما يجري حولي؟"
لمست في ملامحه الاضطراب لتكمل :
"احقا انا انسان؟كم من سنة تفكر بسجني هنا!اولست ابنتك الوحيدة؟!"
رفع خضراوتيه نحو خاصتها وكأنه يريد ان يبقي بسره مكنونا بين اغواره المهيجة .ناظرته بحنو
"على الاقل اتركني ارى بعض الضوء ولا تسجني كوطواط يتخبط لنور خافت "
تنهد بعمق مفكرا ليحثها على اتباعه اشتعلت ملامحها فرحا وهي تلحقه صعدت على الدرج المبلط تحاكي خطواته ولجة مستعرة حصحصت عن حماسها الباذخ لتصطدم بظهره الثخين متوقفا فاتحا اخر باب في طريقها لما تسمى الحرية .لحظات صمت دفنت حماسها تحت الثرى اهذا ما حلمت به خلف القضبان عالم يشهد نهايته ؟ فرغت فاهها لتردف بصوت مبحوح :
"اهذا هو النور الذي اشتاق له؟ "
انكست رأسها لتكمل:
"احس بغصّة في حلقي انها تخنقني وتجعلني ارغب بالموت"
نظر حوله ، ليباب الارض التي اتاها الردى مبكرا وهاهي ذي تزف للموت عروسا ليحتف بها..كانت زنزانتها الشيء الوحيد الذي استمر في الصمود وهي وهو آخر ماقيل عنهما بشر في عام سمي 'ديجور 50 سنة' جثت على الارض والدموع من عينيها شقت طريقا "لما حدث كل هذا!"
رمقته بشجن مع علمها انه لن يجيب عليها ، تنفس الصعداء قائلا"انها غازات المصانع السامة المنتشرة في الجو وهذا هو اليوم الذي لقت فيه الارض حتفها وانقرضت السلالة البشرية غير من هم في مناطق الحماية".التمعت صفراوتاها بأمل"الا يزال هناك بعض منا!"
نفى قائلا:
"قد نكون المعجزة الوحيدة ؟"
اكفهرت دموعها لتنسل منها بعنهجية ..
سألته بين شهقاتها :
"ايحق لي ان ابكي على ارض لم تطأها قدمي قط؟"
غلف شفتيه بابتسامة بلهاء وهو يناظرها بدون اجابة .
نقرات خفيفة بللت بشرتها السمراء لتكون اعلانا لهطول ودق ، هطول وابل منه من السماء المكفهرة بغيوم متشكلة بالغازات رفعت وجهها لعله ينسى بعضا من اوجاعه وهي تبتسم
"اتعرف لم اتوقع ان احبك يوما لكن انا احبك الآن فشكرا لأنك غمرت اللحظات الاخيرة من حياتي بلطفك "
رفع احد حاجيه مستفهما لتردف:
"اتعلم انها نهاية اخر انثى عرفتها البشرية،
سأفل من هذه الحياة لتكون انت المعجزة الوحيدة...
"
قالت كلماتها لتتهاوى على اديم الارض بعفوية واعينه العشبية مغلفة بزخات اختلط دفئها مع لجة كلماتها الاخيرة ليردف "ظننت انني سأقولها اولا !"
ليتهاوى ساقطا بقرب جثة صغيرته وزخات الدموع ابت التوقف!
انها ابنته، حبيبته ! التي لم يذق لذة وجودها قربه ابدا فالخوف سكن جوفه .

"انها نهاية معجزة! ؛انقراض البشرية الا من سواه ..."

تمت~


فضلا لا ترد

[/align][/cell][/tabletext]
__________________
الحمدلله ، سبحان الله ، أستغفر الله

التعديل الأخير تم بواسطة زهراء! ; 07-30-2018 الساعة 03:51 PM
رد مع اقتباس