عرض مشاركة واحدة
  #98  
قديم 07-29-2018, 10:58 PM
 

الفصل 21

جلس فريق تامر لكرة القدم في غرفته ينتظرون اجتماع جميع الاصدقاء للذهاب سوية، وكانت بالطبع فكرة فوزي بدلا من الانتظار في الملعب، ودل على ذلك عيناه التي اخذت تجول في غرفة تامر بتفرس، بل فوزي نفسه الذي جال في كامل المنزل باحثا

جلس كل من شادي وبلال على اعصابهم خوفا من ان يجد المخبأ فتذهب كل مقتنياتهم الجديدة سدى بينما كان عقل تامر في مكان اخر

كان واضح عليه الانزعاج والامر يعود الى كلام ريم، اولا قولها ان اريج لم تحب الدكتاتور 2 يوما، علما انه وجد العكس من اريج، فما ان التقت به حتى قلبت حياتها 180 درجة

ثانيا، لما قررت ان تنهي صداقتهما؟ هل رأت منه ما يزعجها، لقد حاول ان يكون ودودا معها طوال الوقت ولا يتعدى حدوده في الغزل كي لا يفسد الصداقة كما كان يفعل مع بقية الفتيات

ام انها كانت تفضل ان تتخطى علاقتهما الصداقة كما قالت ليليان؟ في هذه الحالة هو غير مهتم، فهي تعلم كم عان ليرتبط بليليان

ثالثا لما هي غائبة من المدرسة منذ ايام؟ اهي مريضة او انها تتعمد الغياب كي لا تراه مجددا

على كل حال طالما اريج لم تهتم بجواد يوما فليذهب كل عائلة الدكتاتوريين الى الجحيم، فهو يفضل الابتعاد عنهم جميعا، ما عدا معلمة الكمياء طبعا، علما انها من العائلة الا انها لطيفة

استيقظ على صوت اصدقائه قائلين:

- لقد اكتملنا، هيا دعونا ننطلق

خرج الجميع من المنزل وضمنهم فوزي، فتنفس بلال وشادي الصعداء، قال شادي قبل ان ينصرف مع بلال:

- احضر اغراضنا التي اتفقنا عليهم ولا تخرجهم قبل ان نعد من منزلي للمزيد من التمويه

دفعه تامر بانزعاج قائلا:

- لقد فهمت، ارحلا بسرعة كي لا يشعر بغيابنا

خرج كل من شادي وبلال فاسرع تامر ليحضر السلم ويصعد الى العلية، احضر الاشيا المتفق عليها، الا انه لم يجد فردة حذاء بلال،

وضع الاشياء التي جهزها قرب باب العلية وبدأ يبحث في بقية العلية عن الفردة المفقودة، حتى اخيرا وجدها في زاويا بعيدة قد خربت احدى بيوت العناكب هناك واصبح شكله مقرفا

نظر حوله باحثا عن شيء ينظفه به فوقع نظره على كيس مريب على هيئة مكعب لأول مرة ينتبه لوجوده، ما الذي يفعله هنا؟ الغبار الكثيفة فوقه وبيوت العناكب تدل على الزمن الذي مكث فيه هنا دون ان يمسه احد

اقترب منه ليبعد بيوت العناكب بحذاء صديقه ثم بصعوبة فتح الكيس دون تمزيقه، فتح العلبة ليفتح عيناه على وسعهما

لقد كان هناك الجزء الثاني من السلسلة ودفتر يوميات خمن انه لاريج، اخذ السلسلة ووضعها في جيبه ثم تناول الدفتر واغلق العلبة والكيس باحكام ونزل من العلية بما في يده

دخل غرفته ليخفي ما وجده في مكان بعيد عن الانظار ليتفرغ لتفحصهم عندما يعود، لكنه لم يستطع مقاومة قراءة ما في الدفتر ولو القليل منه،

فتح اول صفحة ليرى ان اخته نشرته بالطول وبالعرض، يبدو ان هواية الازعاج متأصلة فيه منذ نعومة الاظافر، فرط ضحك فسمع صرخة صديقه يناديه من الشارع

اغلق الدفتر وانطلق سريعا الى الاصدقاء

---


بعد انتهاء دوام المدرسة، دخلت غرفة المعلمين لتلقي التحية على المعلمة راوية، وضعت كتبها على الطاولة لتفتح معها حديث بينما تنتظر قدوم صالح ليصطحبها للمنزل

كالعادة مر جواد لينظر اليها تلك النظرة، اغمضت عيناها محاولة كبت غيظها لكن لا، طفح الكيل، نهضت منتفضة وصرخت:

- ايمكنني ان افهم ما الذي فعلته كي ترمقني بتلك النظرة السخيفة طوال الوقت

التفت اليها ببطئ ليعود وينظر اليها باستخفاف، وجه نظره الى راوية التي كانت تنظر اليهما مستغربة ما يحدث فقال:

- لا اظنك ستحبين ان اقول امام الملاء

- تقول ماذا... لا تتحدث بالالغاز

- انسي الامر

التفت ليذهب لكنه صرخت:

- ان كنت لا تريد ان تتحدث فلا تنظر الي تلك النظرات دون سبب

- دون سبب !... حسنا بما انك مصرة ولا يهمك عدد الموجودين في الغرفة... الم تعاتبيني يوم التقينا في البرية لاني غازلتك وانت مخطوبة؟...

- لا تقل ان انزعاجك كله لاجل ذلك السبب؟ حسنا الا تظن انني كنت محقة بقولي؟... لا اظنك كنت ستقبل ان يتغزل شابا بزوجتك...

قطبك راوية بانزعاج لرؤية الداخل الى الغرفة فاستأذنت للانصراف بينما لم يباليا لاستئذانها لحدة جدالهما فقال جواد بغضب:

- بالطبع ما كنت لاقبل ان يتغزل احدهم بزوجتي او خطيبتي كما لم اكن لاقبل ان تخونني مع حبها الاول

قطبت اريج محاولة فهم عما بتحدث جواد فقال شارحا:

- لا تدعي البراءة فانت تخرجين مع ايمن... ان تخرجي مع رجل متزوج قد يتقبله العقل، ان يكون من تخرجين معه زوج صديقتك المفضلة السابقة فيها وما فيها لكن ان تخرجي معه وانت مخطوبة لغيره فهذا لا يتقبله العقل ابدا

شهقت اريج من الصدمة ثم قالت:

- هل كنت تتجسس علي

اجاب ساخرا:

- لم اكن بحاجة للتجسس عليك حين يكون لك اخ مزعج يقوم بذلك من تلقاء نفسه

حاولت فاغرة الفاه استيعاب ما اخبرها به جواد لكن الامر استحال، فمنه الصادم ومنه الخاطئ ومنه المعقول لكن بعد اندماجه مع اللامعقول اصبح ايضا صادما حتى قطع عليها صدمتها ضحكة خفيفة ساخرة

توجهت الانظار الى مصدر الضحكة ليجدو صالح لا يدري ايضحك ام يبكي تماسك ثم قال:

- ايمكنني ان اسمع بشيء صادم اكثر مما سمعته توا

وضعت يدها على جبهتها مغمضة العينين تطلق شتائم خافتة، عادت لتفتح عيناها وهي تقول:

- اسمع، لا شيء مما قاله صحيح

اقترب صالح منها ليقول:

- ان كنت ما زلتي تحبيه ولا يمكنك نسيانه فلما وافقت على الارتباط بي؟... لقد سألك والدك ان كنت متأكدة من رغبتك في الزواج بي، لقد اعطاك الفرصة لتبطلي تلك الخطة التي خاطها مع ابي لكنك رفضت وقلت انك مقتنعة بي كزوج، ظننت حينها انك نسيت ذلك الوغد الذي فضل اخرى عليك وتزوجها بدلا منك

نظرت اليه مستغربة ثم قالت:

- عما تتحدث!

- صالح: اخبرني لؤي يوم اعنلت قبول ارتباطك بي انك اقتنعت لان الغبي الذي كنت تحبينه تزوج من اخرى، وحين اكدت لوالدك انك لا تريدين الزواج من غيري ظننتك حقا انك نزعت ذاك الاحمق من قلبك لكن ان اسمع بعد سبع سنوات انك ما زلتي تحبينه وتخرجين معه بينما هو متزوج... لما وافقت على الزواج مني في هذا الحال؟...

نظرت اريج الى جواد بحرج اذ ان الغبي الذي تزوج من اخرى كان جواد وليس ايمن، لكن بطريقة ما ركبت الاحداث على انها كانت تحب ايمن وقبلت الزواج من صالح لانه تخلى عنها وتزوج من صديقتها

نظر صالح الى جواد الذي كان مازال مسمرا يستمع الى جدالهما فقال له بانزعاج:

- مشكلة بين خطيبين، ايمكنك ان تمنحنا بعض الخصوصية

انتبه جواد على تطفله بينهما فاعتذر مغادرا المكان، عاد صالح لاريج ليقول لها:

- الذنب ذنبي منذ البداية... لقد اعلنت رفضك للفكرة مذ اقترحها والدك، ورفضتها بقوة لكنني اصريت عليها ظنا مني اني سأكون بطلك الذي ينقذك من ذلك الرجل المتوحش الذي ينوي اذيتك كما اذى ذلك الرجل عمتي

تنهدت اريج باستياء لتقول:

- ليست كل الرجال كما زوج عمتي

- اخذ نفسا عميقا ثم اطلقه ليقول:

- رلما انت محقة، لكن فقط فكرة ان يكون زوجك مثله ولو بنسبة مئوية ضئيلة كانت تقلقني... تعلمين كم كنت اعزك... لقد كنت صغيرة حين حدث ما حدث لعمتي، لكني كنت واعيا كفاية لافهم مدى معاناتها، لم ارد ان اراك تتعذبين مثلها... اتعلمين انها حاولت الانتحار مرارا

نظرت اليه بصدمة ثم اردف:

- وحين اخيرا استطاعت تقبل الفكرة عاشت حياة بائسة، كانت تعيسة دائما

اخفضت اريج بصرها بحزن فقال صالح:

- لم ارد رؤيتك هكذا بسبب رجل غريب، فاذا بي اراك هكذا بسببي

نظرت اليه مستغربة فقال:

- انت لست اريج التي لطالما عرفتها، من يوم اعلنت قبول الاتبارط بي اصبحت شخصا اخر، شخصا باردا يدفن مشاعره تحت دراسته المستمرة

قالت تحاول ان تخفف عنه:

- لم يكن الامر كما تظن، كل ما في الامر... اردت ان اكون شخصا ذكيا و...

- انسي الامر... مهما يكن السبب، خطة والدك قضت على اخوتنا كما قضت على شباب ليلى

- ليلى!...

نظرت اليه مستغربة ليقول:

- اخر مرة رأيتها، حالتها المزرية ذكرتني بعمتي... شعرت انني ذلك الرجل الخسيس الذي حطم عمتي... لكني بدوري حطمت شخصين عزيزين علي بدلا من واحد، فكنت انا اسوأ منه

صمتت لا تدري بما تجاوبه او كيف تواسيه حتى خطر لها:

- لكن كانت لك اسبابك... لم تكن خسيسا مثله...

- معك حق، كانت لي اسبابي... احيانا افكر، ايا ترى كان لزوج عمتي اسباب ايضا؟... لقد اختفى فجأة، ربما لم يملك الشجاعة ليواجه عمتي... وكلنا كرهناه على ما فعل، ربما انا استحق نفس الكراهية التي وجهناها اليه

اخفضت بصرها بضيق من الاجواء المتوترة فقال منهيا كلامه:

- لنصلح ما فسدناه منذ البداية... انت حرة

اقترب ليمسد على رأسها ثم قال:

- عيشي حياتك كما يحلو لك

خرج من غرفة المعلمين حزينا يائسا واريج تراقبه بحزن حتى اختفى من امامها، طأطئت رأسها بحزن ولم تنتبه الا على صوت سيارة صالح ادير محركها وانطلق تاركا اياها في المدرسة وحدها

حملت اغراضها لتعود الى منزلها سيرا على الاقدام، الحزن في قلبها والطريق الذي اعتادته، نفس الموقف الذي كانت عليه منذ سبع سنوات

الامر مماثل، وصلت الى البرية فانحرفت اليها حتى وصلت الى شجرة زيتون ضخمة اعتادت في الماضي ان تجلس تحتها،

رمت بنفسها تحت الشجرة لتجلس مكتئبة تعانق ركبتيها بينما تفكر بما يحدث معها، حياتها تزداد تعقيدا يوما بعد يوم

ما ستكون ردة فعل لؤي بعد ان يسمع من صالح اختراعات جواد؟... بالطبع سينتقم منها فقد توعد لها كثيرا في الماضي

مع انه استسمح منها قبل زواجه من حسناء قائلا انه نادم على كل ما بدر منه وانه لن يتدخل بحياتها مجددا، لكن هذا الخبر قد يجعله ينسى اعتذاره وندمه ليعود الى فكرة الانتقام

تبا كيف اتهمها جواد دون علم منه، ومن اين ظهر لها ايمن بعد كل تلك السنوات ليخرب عليها حياتها

---


قلب تامر الصفحة لينظر الى الصفحة الجديدة بملل ثم قال:

- لا شيء عن الدكتاتور 2، كل شي عن ذلك الفتى الاحمق قمر الليل... يبدو ان ريم كانت محقة، لم تحبه ابدا ولم تذكره حتى في يومياتها

نظر الى الصفحة الجديدة لتقع عينه على "انمغس بوطي الجديد الجميل بالوحل فتقطع له قلبي"

ضرب جبهته قائلا:

- لقد كانت اختي مصيبة حينها، استغرب كيف امكن للدكتاتور ان يحبها، في الواقع... انا نفسي كنت لافضلها على اريج الحالية، لقد كانت مغامرة ومسلية، بينما الان ميتة ومملة

اكمل القراءة ليصل الى الجزء الذي سخر وقح البرية منها، فرط ضحك على الاحداث شاتما اخته وغباءها ليكمل الباقي ثم اكمل باقي الايام بملل قاتل ثم قال:

- لو اني كنت اختي لانتحرت منذ زمن، كيف يمكنها ان تطيق حياتها، بل كيف يمكنها ان تطيق نفسها، ثم تتحول من السيء الى اسوأ

---


بعد ايام:


ركن صالح سيارته امام المدرسة التي طردت منها اريج، وجلس ينتظر في السيارة، مل من الانتظار فدخل غرفة المعلمين ليحاوطنه زميلات اريج القدامة بحفاوة كما كن يفعلن سابقا

قالت احداهن:

- واو، لا اصدق انك رجعت الى هنا... ظننت اننا لن نراك بعد ان تركت اريج العمل هنا

نظر اليهن متفكرا ثم لمح عن بعد معلمة تتجاهل حضوره ومنشغلة بعملها فقال بانزعاج:

- تبا... ايجب ان تتبعني هذه اينما ذهبت

صدم حين لاحظ انها سمعته عندما اجابت ساخرة:

- يفترض ان الامر بالمقلوب، انت من يتبعني اينما اذهب، لم تعد خطيبتك تعمل هنا، فما الذي ات بك؟

بانزعاج قال:

- لم ات لاجلها، ثم انت ما الذي تفعلينه هنا؟

- رفعت يديها قائلة:

- اعمل هنا

نظر اليها مستغربا

- منذ متى؟

- منذ سنين

- رفع حاجبا ليقول: حقا!

- يمكنك ان تسأل من حولك

- ولما لا اذكر اني رأيتك مسبقا؟

- لانه لدي اعمال اهم من تضييع وقتي معك كما الاخريات

تبادلا نظرات حاقدة حتى مرت من بينهما ليلى، لرؤيتها تناسى ما دار بينه وبين ليلى واراد ان يتقدم ليكلمها لكنها استدارت متجاهلة اياه لتحدث راوية:

" شكرا لك على النصيحة، عودتي لزوجي كان الحل الامثل بالنسبة لابني تامر، فقد تحسنت نفسيته كثيرا... كنت لادفع حياتي مقابلا لذلك... "

ابتسمت راوية لها بينما تنظر الى صالح بفزع خشية ان يقتلها لانها اقنعت حبيبته السابقة بالعودة لطليقها، لكن بعد كل شيء طليقها احق له بان يكون الى جانب ابنه من صالح

هذه الفكرة اعطتها القوة لتمضي في تشجيع ليلى على الاستمرار، لكن ضوء عينا صالح الذي انطفئ كان لهما اثر معاكس

تركت ليلى راوية ما ان اقبل رجل من الخارج انضم الى ليلى فيدخلا ليناديا ولدهما، احضرت احدى المعلمات كرسي لصالح فلم يرفضه، سرعان ما جلس شاردا بوهن الى ان عادا سوية وتامر يمشي بسعادة معهما للخارج ويحدثهما عن مغامرات يومه

راقبهم بحزن الى ان وصلا لباب الخروج من المدرسة فاسترقت ليلى نظرة اخيرة اليه بعينا تلمعان حزنا، ابتسم لها بالم بمعنى " امض في ما انت عليه فانه خير ما فعلت حتى لو كاد ذلك ان يدمي فؤادي..."

بادلته نفس الابتسامة ثم عادت لتنظر لابنها وتحدثه بسعادة وانصرفوا، وحينها التمعت في عيناه دموع حاول حاهدا منع نزولها

حدثت هذه الامور كلها في اجزاء من الثانية خالها صالح دقائق لكنها مضت اخيرا لتتركه محطم من الداخل، سكت الجميع بحزن فساد الصمت في المكان الى ان قطعته راوية بقولها:

- ربما عليك ان لا تعود الى هنا مجددا

- معلمة: كم انت قاسية راوية... يجمع بينهما حب قديم

- ربما، لكنه مخطوب وليلى عادت الى زوجها

- صالح: في الواقع... لم اعد مخطوبا... كنت قد عزمت على ان اتزوج من ليلى

فغرت الفتيات فاههن بصدمة فقالت احداهن:

- انا ايضا لست مخطوبة، يمكننا ان نتعرف

نظر اليها مصدوما من جرأتها بينما فرط الجميع ضحكا اذ دائما كانت تصنع به مقالب وهو يصدقها، عاد الجميع الى الصمت فقالت راوية:

- انا اسفة... لم اكن اعلم انك تركت خطيبتك... لكن بعد كل شي لا يمكنك ان تفرق بين اب وولده لاجل قصة حبكما القديمة

- صالح: واكثر ما يضايقني انك محقة... لولا ان فكرت بذلك الفتى لتدخلت وافسدت عليهما ارتباطهما واعدتها الي... لكنني لست اناني لدرجة احطم الحياة الاسرية لذاك الطفل

نظرت اليه متفكرة ثم قالت:

- اذا في ذاك الرأس نجد بعض العقل

نظر اليها مستغربا فقالت:

- اسفة على كلامي لكن كل مواقفك السابقة كانت تدل على ان لا عقل لك

- تقصدين فقط موقفي منكما انت واريج حين هاجمتما ليلى

- ليس فقط وقتها بل... انظر الى نفسك شابا خاطبا محاوطا بالفتيات، ذلك امر العقل لا يقبله، الى الان لا اعلم كيف كانت اريج تقبل الامر

- وضعي مع اريج كان وضعا استثنائيا... (اضاف ضاحكا) ثم ان شاب بوسامتي يحق له ان يتزوج اكثر من واحدة

- لو كنت مخطوبة لشاب بوسامتك لكنت سأمنعه من ان يأتي لاصطحابي من المدرسة، ولو كنت مكان اريج لكنت قتلتك على هذا الكلام

ابتسم ساخرا ليقول:

- لو انك كنت مكان اريج لم يكن من داع لتقتليني لاني كنت سأنتحر قبل ذلك، فلا يسعدني ان تكوني خطيبتي

فغرت فاهها بصدمة ليردف بابتسامة ساخرة:

- وعلى كل حال... شكرا على مغازلتي

نظرت اليه مستغربة:

- اي مغازلة !

- الم تقولي "لو كان خطيبك بوسامتي؟..." هذا اعتراف صريح بالاعجاب

- المعلمات: وووووو المعلمة راوية تعزلت بصالح

احمرت خديها وقالت متلعثمة...

- لكن... ذلك لم يكن غزلا... ا...انا كنت فقط اكرر كلامك

- صالح: الذي هو مدح لي، شكرا لك رفعت معنوياتي

قطبت غاضبة:

- لا تقلب الامور لصالحك

- صالح: كلهن شاهدات... اليس كذلك يا سيدات وانسات

- بلى

- صالح: حسنا... بما انك تغزلتي بي فلن تمانعي من مرافقتي لشرب القهوة

فغرت فاهها بصدمة ثم قالت:

- حسنا... اسحب كلامي، انفي تواجد ذلك الجزء من العقل في رأسك

فرط ضحك ثم عاد لجديته ليقول:

- ربما نحتاج لنتكلم قليلا...

- لا اظن ذلك

حملت اغراضها وخرجت لسيارتها فهز صالح كتفيه، نهض ثم نظر الى المعلمات حوله قائلا:

- حسنا... يبدو انه الوداع

ابدين اسفهن لرحيله وودعنه ثم خرج من المدرسة ليرى راوية تقف حائرة امام سيارتها، نظر اليها مستغربا فقال

__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية