الموضوع: هُذاء التأمور
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-28-2018, 06:51 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('https://www.up4.cc/image115040.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






إزيكم سكان القسم الحلوين ؟
إن شاء الله بخير والدنيا عسلية xD





مِن النادِر جدًا أن تستمر صداقة إلى الأبد ، لكن صداقة أبي والعم "كايل" فعلت ، كِلاهما انتهى به الأمر ساكنًا بنفس الشارع ومعهُ زوجة تحملُ طفلًا بِذات الوقت ، أيُ صُدفة هذه ؟!
وبالتالي أنا و"روي" كنا نذهب إلى نفس المدرسة ومن المتوقع أن نصبح أصدقاء ، أذكر حينما أشار أبي على رأس الطفل البني مُعلمًا إياي بمن يكون في أول يوم دراسي لي ، كان يسير مع العم أمامنا ، كدت أهرع إليه مُتحمسة لتكوين صداقة لكن أبي أوقفني لأن "روي" خجول ولا يثق بسهولة .
كنت أتبعه ببصري دومًا قلقة من إزعاج بقية الأطفال له كعقوبة على طبيعته ، حتى لم أعِ نفسي إلا وقد لكمت أحدهم ذات يوم ، لا أقول إنني قوية لكنهم بالفعل تمادوا ، "روي" لا يبتسم أبدًا بسبب غباءهم ، ولديه تلك الجروح على رُكبتيه إثر دفعهم المستمر له ، كان على شخصٍ ما أن يريهم أن "روي" يستحق أن يكون لديه أصدقاء وأن ما من مشكلة به ، المشكلة بعقولهم .

أصبحنا أصدقاء ، كالتوأم المُلتصق إن صَح التعبير ، تلاشت الجروح وعادت ابتسامة "روي" ، بل تمكنت من سماع ضحكته ، إنها غريبة لكنها مُعدية وهو يتحدث أكثر الآن .

نطق ذات يوم : أنت أفضل صديق يُمكن أن يحصل عليه المرء ، ستكون إشبيني !
تسمرت في مكاني مالبثت أن لكمت كتفه : أنا فتاة "روي" !
توردت وجنتاه إحراجًا وقد توسعت عيناه ، مع إسلوبي من يلومه إن ظنني صبي ؟
حك رأسه مُبتسمًا بخجل : حسنًا ، هذا لا يُغير شيء !
لمعت عينايّ سعادة : لا يُغير شيء !

وبالفعل لم يتغير شيء حتى ... تغير كل شيء !

كنا بالثانوية ، بدأ "روي" يتصرف بغرابة ، لا ينظر إلى وجهي أبدًا ، لا يسير جواري كالمعتاد بل أمامي بخطوة حاملًا كِلتا حقيبتينا ، كلامه أقل بشكل ملحوظ ، إن الأمر مُزعج بشكل لا يُصَدَق !
توقفت عن السير فتوقف بدوره ، نطقت : دُر !
وبسرعة أمسكت وجهه بين يدىّ ، ما صدمني كان عينيه المغلقتين ، هل أصبح يكره رؤيتي لتلك الدرجة ؟!
غضبت : افتح عينيك ! انظر لي !
كان صوته غريبًا حين رد ، رقيق : لا استطيع !
ما الذي يحدث ؟! لم استطع المحافظة على غضبي وكإن رقة صوته عدوة أصابتني : بلى تستطيع ..
ما أن انفتحت عيناه زرقاء القزحيتان حتى سالت دمعة : لا أريد أن أخسرك ..
شعرت بحاجبىّ يرتفعان : ولمَ قد تخسرني ؟!
ارتفع صوته درجة : لأني أحبك ! لا كصديق .. أحبك ذلك الأخر ..
ظهر عرقٌ بالجانب الأيمن من رقبته : لم أعد استطيع وضع يدي على كتفك والعبث بشعرك القصير لأزعجك كما أفعل مع أصدقائي الفتيان ، كما كنت أفعل طوال عمري !
ضرب صدره : هُنا يؤلمني بشدة وكإنه سينفجر ،سألقي حتفي !
ساد صمتٌ لثانية لا أسمع ألا صوت التقاطه لأنفاسه بعد تحدثه بتلك السرعة والحدة ، كنت أفكر بردٍ ما حتى خرج ذلك القول البسيط من فمي : لن تخسرني أبدًا .
سأل بهدوء : أبدًا ؟
تابعت : أبدًا !
ابتسم حتى ظهرت أسنانه ، كان منظرًا غريبًا وتلك الدموع على وجهه ، مسحتها بسرعة ناطقة : هيا ، ستقلق أمي وأيضًا عمتي .
دار ليسير لكن تلك المرة انتظرني لأسير إلى جواره ، مرت دقائق قبل أن أوكزه : لم تعد تظن أنني فتى ها ؟
دفع كتفي بعيدًا : أنتِ غبية جدًا ، أكرهك !
شهقت : لكنك قلت ...
قاطعني واضعًا سبابتيه في أذنيه : لا لا لا ، لا أسمعك !
ضحكت ، هذا "روي" الذي أعرفه ..

*

كان أسبوع التخرُج ، وبدون أي مُقدمات ركع "روي" على رُكبة واحدة أمام الجميع فاتحًا علبة من القطيفة الأزرق بها خاتمٌ ذا فَص ، مُلتمعة عيناه مُبتسمة شفتاه يكاد وجهه يضيء : هل تتزوجينني ؟
شيء تحرك بداخلي في تلك اللحظة ، وكإني أرى كل سنيننا معًا ، لقد سار طويلًا مذ بدأ ، لم يعد ذلك الطفل الذي لا يتحدث ، أنا فخورة جدًا ، فخورة كأم ؟
التردد لم يكن أبدًا من صفاتي ، تصرف أولًا ، فكر لاحقًا !
كنت في ثانية أمامه على ركبتىّ محيطة رقبته بذراعىّ ، ضمني إليه والخاتم منسيٌ على الأرض ، أيحدُث أن يتلاشى الوجود كله ليتجسد في شخصٍ واحد ؟!
أستطيع الشعور بنبضٍ قوي ، لكنني لا أستطيع تمييز ما إن كان نبضي أم نبضه !
أيحدُث أن يتحد قلبان ؟ أتحدُث حقًا تلك الأشياء ؟!
عاد سمعي ، زملاءنا يصفقون ، بعض الشباب يصفرون والفتيات يتهامسن ، بدا الجميع سعداء ..

*

سمعتُ دقًا على الباب ، إنها تُمطر في الخارج ، من قد يكون القادم في ذلك الوقت ؟!
إنها صديقتي المقربة ، تمت خطبتها اليوم ، كانت ردة فعلي الأولى اتساع ابتسامتي لرؤيتها لكن مالبثت أن عاد وجهي لطبيعته بل أسوء ، إنها لا تبتسم ، لا تبدو بخير على الإطلاق !
- ما الأمر ؟ هل تشاجرتِ مع "روي" ؟!
سألتها وأنا ابتعد عن الباب سامحةً لها بالدخول ، ردت وهىّ تخلع معطفها الطويل : لم أقبل الخاتم .
صُدمت : ماذا ؟ لماذا ؟!
زفرت : أنا لا أراه بتلك الطريقة .
فكرت لثانية ، لكنها قامت بضمه أمام الجميع أيُ منطق في هذا ؟! لكنها ليست منطقية جدًا معظم الوقت ، على أي حال هىّ صديقتي ويجب أن أدعم مشاعرها ، إن كانت لا تحبه فهىّ فقط لا تفعل : كان عليه أن يعترف قبل أن يتقدم على الأقل !
- أوه ... لقد فعل ..
نطقتها متقطعة فسألت وقد زادت دهشتي : متى ؟!
ردت : منذ ثلاثة سنوات .
لم استطع السيطرة على صوتي : واستمررتِ في أذيته لثلاث سنوات ؟!
توسعت عيناها وهىّ تُجيب بنفس نبرتي : أنا ؟ أؤذيه ؟!
حاولت التفسير لها لعلمي بمدى سذاجتها أحيانًا وأنا أُلوح بيدي : الصداقة بين الشاب والبنت ليست كالصداقة بيننا أو بين "روي" و "مارك" مثلًا ..
سألت مُعترضة : كيف ؟!
ضربت جبهتي : يُحبك ، لا تُحبينه ، هل هذا يبدو كصداقة في نظرك ؟! كان يجب أن تُنهي الأمر وقتها ، أنا كنت لأفعل ! ، هل تعلمين كيف يبدو ما فعلتِ ؟! كإعطاء الأمل !! لقد جعلتِه يفكر لثلاثة سنوات "ربما ستحبني" !
دافعت عن نفسها : ظننته سينسى ! ظننته سيتخطي الأمر ! سيحب فتاة أخرى ! يقولون أن الحب الأول وهم !
نطقت بلهجة آمِرة : فقط انهِ الأمر بالغد !
تذمرت : لكنني لا أريد خسارة "روي" كصديق !

- صنعتِ كل تلك الأعذار لتبقينه جوارك ، أنتِ أنانية للغاية !

أنا وهىّ نظرتنا للأمور مختلفة جدًا أحيانًا ، هذا ما يجعلها تستمع لكلماتي بإهتمام مُعمِلةً عقلها .

*

كان "روي" يتصرف بغرابة طوال اليوم والآن هو يسير معي ، هوَ مُرحبٌ به في كل وقت لكنه عادةً يقوم بدفعي بعيدًا عندما تظهر تلك الفتاة ، أين هىّ ؟!
أنزلت أحد السماعاتين عن أذني لأسأل : هل هىّ مُتغيبة اليوم ؟
أنا لا أعلم هذا لأنها بفصل مختلف عني و"روي"
أجاب بهدوء : لا ، لقد جاءت .
سألته ثانيةً : أوه ستخرج مع صديقاتها ؟
تابع بنفس نبرته : لا أعلم .
زفرت وأنا أنزل السماعة الأخرى : هل حدث شيء ؟
توقف عن السير : لم تقبل الخاتم .
فكرت لثانية قبل أن أنطق : ربما هىّ غير مستعدة ، اعرضه عليها لاحقًا ؟
كان سؤالًا أكثر من كونه اقتراحًا أو نصيحة ، تابعت : لا أحد يتزوج بالثامنة عشر !
بدا منزعجًا : كانت مجرد خطبة ، لا داع للتفكير بها حتى كخطبة ، مجرد خاتم ، مجرد شيءٌ ما .. إجابة ..؟ أنا انتظر منذ ثلاث سنوات إجابة ما وهىّ الآن لا تريد حتى أن نستمر كأصدقاء ، إذن فهو رفض ؟ لكن لماذا كان عليها أن تنتظر سنواتٍ لترفضني ؟ أشعر وكأنني غبيٌ تم العبث به ، هذا ... قاسٍ جدًا .. لا يُشبهها !
أنا لا أفهم في أمور الحب تلك ، كل ما أعرفه الأغاني والألعاب ، حاولت تقديم ردٍ منطقي : الفتاة التي كانت تضرب عصابة كاملة في الحضانة ليست قاسية !
حسنًا ردي لم يكن منطقيًا ، على الأغلب ساخرًا ، ما فاجئني كان ردة فعل "روي" ، هو ليس بشخصٍ عنيف رغم كونه يُعد قويًا ، لن يتشاجر أبدًا ، وأبدًا ليس معي !
لذا جذبه لياقة قميصي في غضب والهمس من بين أسنانه : أنت لا تعرفها !
هذا .. مفاجيء ؟ أكاد أقسم أني رأيتُ شيئًا من الأحمر في قزحيتيه الزرقاوان ، لم استطع تقديم ردة فعل أقوى من إتساع عيناى ، سقطت جبهته على كتفي وساد صمتٌ لثواني حتى نطق : أنا متعب ... سأذهب وحدي اليوم ، أحتاج هذا ...
ربتتُ على كتفه : لا مشكلة ، سأراك بالغد .
بدأ بالسير مبتعدًا بينما توقفت في مكاني لفترة لأسمح له بالوحدة التي رغب كون طريقنا واحد.

إن كان هناك شيءٌ واحد نتشابه فيه أنا و"روي" فهو إننا لا نغضب ، رؤيته غاضبًا يعني أن الأمر جاد ورؤيته غاضبًا يجعلني أنا أيضًا غاضبًا !

- اخرجي ! أعلم أنكِ هُنا !

قل غضبي شيئًا ما عندما رأيت فتاة أخرى : أنتِ لستِ هىّ ..
رفعت كفٌ بالهواء : أهلًا "مارك"
صمتت لثانية لتتابع : بالأمس ، جاءت لمنزلي وأخبرتني أنها لم تقبل الخاتم لأنها لا ترى "روي" بهذه الطريقة فأخبرتها أن تنهي صداقتها معه وإلا كان هذا أنانيًا منها ..
ارتفع الجفن السفلي لإحدى عيناىّ : لا أعلم هل أشكرك أم ألكمك !
ابتسمت : ألم تفهم ؟
لم أنطق منتظرًا منها تفسيرٌ ما فردت على سؤالي الصامت : يقولون أن الشخص يمكنه أن يكون أنانيًا مع أي شخص بالعالم عدا الشخص الذي يحبه ، هىّ ترفض أن تكون أنانية مع "روي" ، تقبل أن تتألم في البُعد على أن يتألم هوَ ..
سألتها : هذا .. هوَ الحب ؟!
أومأت برأسها لأهز كتفاىّ : يبدو مُزعجًا !
ضحكت بصوتٍ عالٍ نسبيًا : هىّ مجرد معتوهة ، إنها تحبه ، هىّ فقط لا تعلم ! .. لهذا .. أحتاج مساعدتك ..
مدت كفها : هل أنت معي ؟!
صافحتها مبتسمًا : أي شيء من أجل "روي"
أضافت : والمعتوهة !
عاد كفي لجيبي : لدينا أسبوع ، ما الخطة ؟!
بدأت بشرح خطتها حتى انتهت فأثنيت : أظنني بدأت أعجب بكِ بالفعل !
مزحت : لا أرجوك لا تقع في حبي !
ضحكت : تتمنين !



عمرلك جتلك فكرة بس كسلت تكتبها ف جه واحد صاحبك يشجعك كنت هتديهاله ف قالك لأ دي فكرتك ف قررتوا تعملوا منها نسختين ؟ xD
لأ ؟ ده اللي حصل معايا وهالة
طبعًا مسموح لأي حد يعمل كدة ادهشوني
بس ويلا قولولنا رأيكم ف النسختين
خدوا بالكم من نفسكم



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌠
لا إله إلا الله محمد رسول الله 🌠
الله أكبر 🌠

رد مع اقتباس