[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('https://b.top4top.net/p_906pm1zo1.jpg');"][cell="filter:;"]
[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('https://d.top4top.net/p_906ucm6m2.png');"][cell="filter:;"]
ان كان التعثر حبّا ..! واذا فزت بشخص .. تشعر ان كل شيء مصاب بفقر الجمال بعده.!
يتساقط المطر بغزارة مشوشا اضواء الشوارع .. تتصادم قطرات الماء بالنوافذ والبرك الصغيرة في الشوارع ، فيخيّل أن المطر يخرج من الأرض...أقدام سريعة تتحرك ، تغرق الجزمة النسائية في بقع الوحل وتكمل طريقها دون توقف ..
تشاركها ثورة الحركة ، حذاء رجالي لامع .. تلطخ بالطين ، أغرقت ضحكاتهما الغيوم قبل ان تغرق هي الأرض
امسك يدها وابتعدا عكس بعضهما حتى استقامت الاذرع .. ثم بنظرة وابتسامة سريعة ، استدارت حول نفسها لتلتف ذراعه حولها ، وعندما صارت قرب حضنه حنت ظهرها للخلف لينحني معها يداه ، وكانت نهاية الموسيقى .. مع نهاية رقصتهما .. حل الهدوء المفاجئ وهما على تلك الحال ، قال :
-" أداءك يصبح أكثر احترافًا مع الوقت!"
ساعدها على العودة واقفه لتخرج منها آخر انفاس التعب على شكل ضحكة ثم تقول :
-" هذا بفضلك "
ابتعد للخلف خطوة ثم رفع يديه الى رأسه .. قال بتأمل :
-"انهم اغبياء .. لا أدري لماذا لم يختاروكِ ! .. اضاعوا على نفسهم سماع ضحكتك الجميله!"
ارتفع طرف فمها بابتسامة سخرية ولم تعلق .. عقد حاجبيه بعدم رضى عن حركتها ثم قال:
-" خاتون .. اسمعيني جيدا ، أنتِ فزتِ !"
تأملت عينيه لثواني ثم سرعان ما اشاحت النظر .. قالت:
-" لم أكن بالمستوى المطلوب ! "
~~**~~
قبل ذلك بساعتين ..
الجماهير يتهامسون بانتظار العرض الأخير ... لا يوجد اي شعاع نور ، ثم فجأة تبدأ الموسيقى .. وتبدأ أضواء خافته كالرسوم تظهر على الستارة التي سرعان ما بدأت بالارتفاع .. التقت تلك الأضواء مع اضواء اخرى على الحائط .. مشكلة صورة راقصة باليه .. ثم تتبعثر الأضواء لتنتشر حول المسرح بأشكال جميلة ، وتظهر راقصة باليه من نفس مكان الصورة التي كانت ، وعلى رؤوس أصابعها تقترب للوسط .. ثم تمتد يدها اليسرى معقوفة .. معلنة بدء صراع الحركة مع الانغام السريعة ..
تتحرك في المسرح بحركات ليست أي راقصة قادرة على القيام بها ... ثم تظهر مجموعة فتيات أخريات ، لتهدئ الموسيقى القليلا ، ويصبح الرقص الجماعي كالموج ..
وبعدها تختفي الراقصات الاخريات .. فيصبح الضوء أقوى في المسرح ، وكأن السماء انفتحت على الحائط ، بنجوم وقمر ساطعين ..
ثم تتساقط قطع الورق اللامعه كأنها الثلج .. وتلك الراقصة الخلابه تداعبها بحركات خفيفة .. وعند القفزة العالية .. تخونها مخيلتها لتصور عينيه امامها ، فترتجف قدمها ، ويذهب الشغف منها ، لتسقط على ركبتها .. مع شهقة الجمهور !
عادت تقف بخيبة أمل .. اخذت نفسا عميقا والدمعة على رموشها تترقرق ، انحنت لهم .. وعادت خلف الكواليس بسرعة .. لتنتهي الموسيقى مرغمة ، وتنطفئ الاضواء .. وتسدل الستارة ..
وعندها هناك .. جلست على الكرسي تبكي وتخبئ وجهها .. حتى شعرت بأحدهم قد لامس اقدامها ، انزلت يديها لتراه يجلس على قدم وساق امامها ويبتسم .. مسح دموعها بابهامه وقال :
-"كنت أروع راقصة شاهدتها في حياتي "
-"لقد فشلت "
-"قفزة واحدة لا تحدد مستواك"
لم تعرف ماذا تجيب واكتفت بالعض على شفتها السفلى .. وقف وامسك يدها .. اجبرها على الوقوف معه قائلا:
-" هيا ، اغسلي وجهك ، يجب ان تقفي واثقه عند اعلان النتيجه .."
احتضنها وكأنه يمدها ببعض الطاقة .. ابتسمت واستنشقت عطره ، ثم تركته ودخلت المغاسل .. راقبها حتى اختفت من امامه ثم وضع يداه في جيوب معطفه وعاد الى مكانه ..
~~**~~
وبالعودة الى ذلك المكان الساكن ، الذي لطالما شهد ليالي تدريبها معه ..
امسك يديها وقال :
-" نتيجة المسابقة لا تغير منك شيء .. ستظلين أجمل وأروع وأفضل راقصة عرفتها !"
ابتسمت بخجل وقالت:
-"شكرا .. يا أفضل عازف كمان!"
تنحنح وقال :
-"ما رأيك لو قلت لك ، اليوم أنت فزتي بشيء حقيقي فعلا!"
رفعت حاجبها وسألت:
-"ما هو؟"
ترك عينيه تحادثان عينيها لثواني .. ثم نطق :
-"فزتي بقلب أفضل عازف كمان!"
ارتفع حاجبها الآخر بعدم تصديق .. ضحك على شكلها ثم قال متداركا :
-"اقسم لك انني أحب كل تفاصيلك .. لا تحاولي الانكار ، انت معجبه!"
ضحكت بخجل ثم سحبت يديها منه وقالت:
-"ظننتك لن تقول هذا ابدا"
-"كيف لي الصمود امام عينيك؟"
بدأت أصابعها بالتشابك خجلا .. فضحك مرة أخرى وقال :
-"حسنا .. ماذا افهم الآن؟ .. هل انصرف هاربا أم أبقى عاشقا؟"
ظهرت ضواحكها من الابتسام ثم قالت :
-" وكيف لي أن اتركك تهرب .. وانا التي تعثرت بحبك !"
أقبل أن أعاني دهرا معك ... ولا أعيش يوما واحد بدونك! أمْـــ القلَــمْ ـــيرَة ~ أمْــ الرَُوح ــــيرَة
[/align][/tabletext][/cell]
[/align][/tabletext][/cell]