عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-08-2018, 02:29 PM
 


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153064996558042.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153064996558042.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







[1]
الحسناء الدخيلة

أزحت الستائر المزركشة عن النافذة بضيق ، و ظهرت تقطيبة حادة بين حاجبي و أنا أتطلع إلى السيارة الفارهة السوداء المركونة في باحة الفيلا الواسعة و التي لا تصل بمنظر المزرعة بأية صلة .

فهي تبدو دخيلة في هذا المكان المحفوف بالمزارع و الأراضي الخضراء على طول الطريق ، و الإصطبلات تضج بحركة الأحصنة و المواشي و المزارعين النشطين .

رأيت السائس يبتسم بود و هو يتقدم ملوحا بيده للزائرين ، سرعان ما تعلقت عيناي برجل يبدو في عقده الرابع ، لم تفلح لا التجاعيد حول عينه و لا الشيب في رأسه الأشقر من إخفاء وسامته و جاذبيته .
نزل من السيارة و على وجهه إبتسامة عريضة زادت من التجاعيد حول عينيه البحريتان اللتان تشابهان عيناي . شعرت حينها بقبضة غير مفهومة تعصر قلبي ، و بغصة مسننة في حلقي كأنني على وشك البكاء كطفلة تغير من اهتمام والدها بشخص غيرها، إنني حتما لم أنضج بعد !

ابتسمت بسخرية و عيناي تكاد تغرقان بالدموع الحارقة . لكنني لم أكن لأسمح لها بالسقوط ، و لن أسمح لنفسي بالظهور أمامهم كطفلة مدللة تحتاج إلى العناية و الإهتمام .

لقد بنيت لنفسي شخصية قوية أخدع بها الجميع و أثير إعجابهم ، لكنني خلف الأبواب كنت أبكي بحرقة و أشعر بالخوف و عدم الأمان دوما .

عضضت شفتي وأنا أكتم مشاعري بخبرة و ملامحي متجمدة لا يبدو عليها أي تعبير واضح ، لكن شيء ما اهتز بي حين شد انتباهي جسد أنثوي رشيق في الطرف الآخر من السيارة يتأهب للنزول .

حبست أنفاسي و أنا أرى قدما سمراء طويلة مزينة بحذاء ذو كعب عالي بلون أحمر صارخ تطأ ساحة المنزل المعبدة ، ثم تلاه شعر أشقر يشابه شعر والدي لكنه أطول بكثير و ينتهي بتموجات حيوية و جميلة عند منتصف ظهرها ، وبضع ثوان أخرى و ظهرت سيدة فاتنة تقف كعارضة أزياء ماهرة بحذاء لا أحلم يوما أن أرتدي مثله ، و ثيابا أقل ما يقال عنها أنها فخمة و باهظة الثمن . عبارة عن سروال فضفاض مريح أبيض اللون ، فوقه قميص أصفر فاقع من الدونتيل يضيق عند منطقة الخصر و حقيبة من الجلد تحملها في يدها الذي حتما ترتدي فيه خاتم خطوبتها.

شعرت بطعم العلقم في حنجرتي و أنا أقف هنا كالبلهاء أراقب الجميع في الأسفل وهم يتبادلون التحيات و الإبتسامات العريضة بدون تكلف ، دون أن أجد متسعا من الوقت حتى أحفظ الكلام الذي علي قوله بكل تأديب لخطيبة والدي كما أوصتني عمتي عليه . آه ! آسفة ، نسيت أن أخبركم أن عمتي "ميراندا" قد تكفلت بإيوائي في مزرعتها الكبيرة بنيوزيلندا بعد أن قرر والدي السفر ، و منذ ذلك الوقت أصبحت جزءا لا يتجزأ من هذا المكان الذي وجدت فيه ظالتي ...! .

صحيح أن عمتي حازمة بعض الشيء و تبدو من النوع الذي لا يطاق ، لكنني اعتدت عليها مثلما اعتادت هي علي .
حتى أنها أصبحت تعاملني بطريقة أفضل لأنها وجدت فيَّ الفتاة المثابرة و المحبة لعملها ، و أيضا المثقفة و التي تحرص على واجباتها الدراسية و تعلُّم كل ما هو جديد و نافع .
ابتعدت عن النافذة بتململ ، حتما هم في قاعة الإستقبال الآن ، و والدي ينتظر مني الظهور لمقابلته بعد أربعة أشهر من الغياب .


- هل يا ترى إشتاق إلي ؟!!!.
وجدت نفسي أفكر بشفقة على ذاتي المتعطشة لاهتمامه الذي أعلم أنني لن أفوز به الآن بوجود تلك الحسناء الدخيلة .

جلست عند حافة السرير و الحزن أثقل قلبي حتى شعرت بنبضاته تقل إلى أن كادت تنعدم ، مما جعلني أختنق بشكل مثير للشفقة !

أنا أشتاق لوالدي في كل ثانية تمر ، و أشتاق لأمي الغالية في كل جزء من الثانية ...
وأنا هنا أقف بينهما كأنني بين جحيمين أحترق ببطء ! و لا صوت لي لكي أطلب النجدة ..

سقط رأسي بين كتفاي و أنا أشعر بالدموع تلسع جفناي لكن صوت الطرقات بالباب هزتني فجأة بعنف و اضطربت كلا من أنفاسي و نبضات قلبي .

سمعت صوت الخادمة "إليزا" تنادي :


- آنستي ، الضيوف هنا ينتظرون نزولك ...هل أخبرهم أنك على وشك القدوم ؟! .

بلعت ريقي بارتباك و حين وجدت صوتي أخيرا صحت من مكاني بصوت مهزوز و متلعثم :

- نعم ... نعم " إليزا " ! أنا على وشك النزول ...

لا بأس ببضع لحظات أخرى ، حتما أنهم سيفكرون أنني أتأنق لملاقاة خطيبة أبي الفاتنة ، ولكن بالنظر إلى مظهري في المرآة فأنا أبدو أمامها كبائعة الكبريت ذات المظهر الرث !

لقد ارتديت فستانا بلون خزامي دافئ طويل ، و حمالتان مزينتان بزركشة بسيطة على جوانبها .

شعري الكستنائي الذي طال و تموجت بضع خصلاته الخلفية التي باتت بسبب أشعة الشمس الحارقة ذهبية اللون يصل إلى نهاية ظهري ، و مع مشبك أسود على شكل ربطة العنق في أحد جوانبي رأسي ، أنا أبدو طفولية حقا !

لكن لا بأس بذلك ...

أنا أحب أن أبدو بهذا المنظر ، كانت أمي تخبرني دوما أنني أمتلك وجها ملائكيا و طفوليا ، و كانت دوما تحرص على ارتدائي كل ما هو أنوثي و يعكس روحي الطفولية الخالصة ! ..

و لا أزال للآن أحتفظ بعدد من المشابك و القصاصات التي صنعتها و أنا صغيرة .

ابتسمت بدفء و تألقت عيناي البحريتان بسرحان ، سرعان ما بهتتا و أصوات قهقهات عالية تصلني من بعيد تكاد الجدران ترتج لصداها .

تنهدت بيأس و جررت قدماي صوب الباب و قد استوطنني شعور بالخمول و النفور من كل شيء .

أنا جاهزة لإلقاء نفسي الآن في سريري و الغرق في النوم لأيام عديدة حتى تنتهي هذه المهزلة قبل أن تبدأ ، و لكن عمتي تنتظر مني أن أتصرف بتحضر و برقي أمام ضيفتها المبجلة التي ستتلقى كل الإهتمام و الإعجاب الآن .

نزلت السلالم الخشبية بقلب مضطرب و أنا أشعر بالفيلا تنبض بالحياة ، و أنفي يتعرف على رائحة الطلاء الجديد للسلالم و رائحة الورود الزكية التي تزين البهو الصغير .

وقعت عيناي على والدي الذي يجلس على الأريكة العشبية التي تقابل السلالم و قميصه الأزرق الفاتح يضفي توهجا جميلا لسحنته الضاحكة الحنونة بينما يتبادل الحديث مع عمتي التي تجلس في الطرف الآخر دون المقدرة على رؤيتها بسبب جانب الباب الخشبي المزدوج و المغلق . مع تقدمي بدأت أطراف سمراء تجلس إلى جانب والدي تظهر بوضوح ، و صورة أنامل طويلة مشبكة على يده بقوة شعرت بها تحيط بعنقي و تخنقني ببطء .

مع آخر خطوة أخطوها التفتت كل الرؤوس نحوي كالطلقات و حملقت فيَّ ثلاثة أزواج من الأعين وقد عم سكون مفاجأ على المكان . شعرت بقلبي يتضخم و أنا أرى أبي ينهض مسرعا و على وجهه إبتسامة عذبة ضاقت لأجلها عينيه اللامعتان ، تقدم نحوي قائلا بشوق ظاهر على صوته الشجن :

- جميلتي "سمارا" تعالي إلى حضن والدك ...
وجدت نفسي تلقائيا أسرع إلى حضنه الكبير الذي يكفي أن أعيش في دفئه لبقية عمري دون أن يضيق عليَّ يوما ، لكن ..

- لقد أصبحت الآن فتاة متعلمة و مثقفة يا "جوش" سترفع رأسك حتما ذات يوم !

قاطع تفكيري صوت عمتي "ميراندا" و هي تقول بصوت رخيم و قوي يفرض هيمنتها على كل مكان تحضره تعلوه نبرة فخر عميقة . و من طرف عيني كنت أرى الشقراء تبتسم بعذوبة نحونا و عينيها بدرجة فاتحة من الإخضرار تجذب حتما الأنظار نحوها دون محاولة ، دفنت وجهي في صدر والدي العريض و أنا أشتم رائحة عطره الزكية التي تجعل الذكريات تنبض و تعود للحياة في مخيلتي ، كنت أغسل ثيابه دوما و أقف للحظات لأشتم عطرها حتى ترسخت الرائحة في عقلي و أصبحت أربطها به .

كنت كلما أمر بشخص يحمل هذه الرائحة ألتفت كالملهوفة نحوه أنظر في مظهره ، و أتأكد من أنه ليس والدي من أتى قبل موعده ليتأكد من أنني بخير ، و نمضي بقية العمر أنا و هو دون دخيل أو عراقيل .
أرخى ذراعيه و نظر في عيني و هو يمسح على جانب شعري و يجيب على كلام عمتي المبطن الذي يحمل إشارة خلفها أمر تريد التأكد منه :
- أنا دوما فخور بطفلتي و لا حاجة لنجاحها حتى تتأكدي من ذلك .

رفع وجهه ناحية عمتي و أردف بابتسامة عريضة :

- يكفي أنها تتلقى كل الحب و العناية منك و هذا وحده نجاح ، فلا شيء يمكنه أن يحظى باهتمامك بتلك السهولة يا "ميراندا".
شقت الإبتسامة شفتي "ميراندا " الرقيقتين و خطوط عميقة تحيط بثغرها و تتوغل عبر خديها سرعان ما حولت عينيها المدققتان نحو الشقراء ذات السحنة الهادئة و الوديعة ، و هي تستلزم الصمت و تظهر ابتسامة عذبة على شفتيها المكتنزتين .
لكنها فاجأتني بوقوفها و هي تقول بابتسامة أظهرت صفا من اللؤلؤ الصافي لتقول بلطف :
- أنا "سيلفيا سلفاتوري دوراندو"، سعيدة جدا لملاقاتك "سمارا" ، لقد سمعت الكثير عنك من"جوش".

وضعت يدا مرتجفة و متعرقة في يدها الكبيرة و همست بتلعثم و أنا أشعر بموجة حر تمر على كامل جسدي :
- أنا أيضا ... سعيدة ... بذلك !

اتخذت مكانا إلى جانب عمتي في حين أن والدي عاد إلى مكانه ، سرعان ما أشار لي بالجلوس بقربه في الجهة الأخرى فاتجهت بخجل تحت أنظار ثلاثتهم و جلست بصمت في حين انطلق صوت "ميراندا"و هي تسأل بجدية :

- إذا يا آنسة "سيلفيا" هل تحبين العيش في الريف أم في المدينة ؟! .
انطلقت الآنسة "سيلفيا" تتحدث و كنت مذهولة من قدرتها على تحدث الإنجليزية بهذه الطلاقة ، و هذا لا يدل سوى على كونها إمرأة ذكية و متمدرسة :

- أنا مولعة بالريف مثل والدتي لأنني عشت طفولتي في منطقة ريفية جميلة و هادئة . أمي أسترالية الأصل و كانت تعيش في إحدى مقاطعات الجنوب الأسترالي ، و أبي تاجر إيطالي مشهور ...

كان يسافر إلى أستراليا في رحلات عمل مع صديق أسترالي مقيم في أحد ضواحي الريف الذي تقطنه أمي ، و في مهرجان لقطف العنب التقا كلاهما صدفة و نشأت قصة حب بينهما انتهت بالزواج ، و استوطنا الريف لعشرة سنين .

ترعرعت حينها أنا و أخ يكبرني بثلاث سنوات.
و آلفت على الحياة بالريف ، لكن والدي قرر أن نعود إلى إيطاليا لبلدنا الأم لنبدأ حياة جديدة في المدينة .
لكنها حتما كانت فترة مميزة بحياتي !


كانت عمتي "ميراندا" كل الوقت تنصت لحديثها و تهز رأسها بتفهم ، و هي تريح كفيها على قبضة عكازها المطعمة بالذهب و شعرها الرمادي المسرح في تسريحة كلاسيكية يلمع تحت وهج الشمس .

كنت أعلم أن عمتي تدرس كل التفاصيل حولها ، لهذا كانت جادة و حازمة بعض الشيء في معرفة كل جوانب حياتها و دراسة انفعالاتها و لغة جسدها .
إن عمتي "ميراندا" مهووسة بذلك و تجد ربما متعة فيه ، لهذا أنا أشفق على المسكينة ... فهي حتما عليها إبهار عمتي و إثارة إعجابها و إلا لن تنال شرف الإنضمام لعائلتنا .

لكن بالنظر إليها ، حديثها يبدو عفويا و كانت على درجة كبيرة من الثقة ، و من منظر انتصاب ظهرها الواضح و جلستها المعتدلة تبدو سيدة دبلوماسية بحق و لا شيء يثير الإرتباك فيها .

اشتعلت بي نيران الغيرة بغتة حتى أنني لمحت ملامح عمتي تلين بشيء طفيف و كأنها مستمتعة بالحديث معها و استكشاف شخصيتها .

غرقوا في حديثهم من جديد و انطلقت بضع ضحكات من أفواههم و أنا أجلس كالشبح بينهم أكاد أغرق في الأريكة من شدة حرجي و تململي ، و لم أفطن لدخول الخادمة "إليزا" بعربة الشاي حتى قالت عمتي فجأة بابتسامة عريضة :
- جاء في وقته ، شكرا لكِ "إليزا ".

- لا شكر على واجب يا سيدتي ، خدمتك و خدمة ضيوفك شرف لي .


ردت "إليزا" السيدة ذات الجسد المكتنز و القلب العطوف بصوت هادئ ، و كانت رائحة الشاي و الحلويات قد عطرت القاعة و أنفاسنا برائحتها الشهية .

لمحت المدعوة "سيلفيا" تهمس شيئا ما في أذن والدي بينما عمتي تتحدث إلى إليزا ، و شعرت بالغضب فجأة للإبتسامة الهادئة التي ظهرت على ثغره و هو يحدق في عينيها كأن بينهما حديثا سريا لا يصل غيرهما .

كنت على وشك النهوض و العودة إلى غرفتي ، فبعد تجاهلي بذلك الشكل راحا يتغازلان عنوة أمامي ، لكن عمتي كان لها دوما رأي آخر حين هتفت بي فجأة :

- "سمارا" ، هل يمكنك أن تعزفي لنا مقطوعة و تري والدك و الآنسة "فيليسيا" مدى براعتك في ذلك ؟!.

اتسعت عيناي بذهول و فغرت فمي و أنا أحدق في وجه عمتي الباسم و من لمحة الحزم الذي تعلوه تأكدت أنها لا تمزح البتة . حاولت الإعتراض لكن صوتي قد اختفى و وجدت نفسي أهمهم كالبلهاء .

نظرت لوجه والدي و هو يلتفت نحوي و يبتسم بوداعة قائلا و بيده فنجان من الشاي الساخن :

- بالتطرق إلى الموضوع ، هل أعجبك المدرس "جوزيف" يا "سمارا" ؟...

أتمنى أن لا تكون دروس البيانو مملة معه .

أجابت ميراندا فورا :
- إنها تبلي جيدا معه ، و هو يبدو أكثر من متعاون معها ... أصبحت أفضل الآن من المرة السابقة التي استمعت فيها إليها . ارتفع حاجبيه بتقدير و مسح على شعري بحنوة قبل أن يهمس لي :

- إن كنت محرجة من الآنسة "فيليسيا" فلا بأس عزيزتي ...هي ستتفهم ذلك .
شردت في بحر عينيه التركوازي و أنا أفكر إن كان حقا سيشعر بالإحراج أمامها لو أخفق في نوتة أو نوتتين ؟! ...

لكنني هززت رأسي بإيجاب و همست بثقة لا أعلم من أين نبعت فجأة :

- لا بأس ، سوف أعزف شيئا قليلا مما أعرف .

شعرت بنظراتهم تحرق ظهري و أنا أتجه نحو البيانو العاجي اللون و المزين بباقة ورد حمراء ، يتقدمه مقعد وثير أسود ... موضوع عند ناحية النافذة ذات الإطار الأبيض و الستائر المزدوجة .

جلست هناك بهدوء و أنا آخذ نفسا عميقا ، قبل أن تتحرك أناملي البيضاء نحو مفاتيح البيانو و تتراقص برشاقة الفراشات عليها مصدرة لحنا جميلا تمايل لها جسد عمتي بشغف مغمضة العينين كما عهدتها تفعل كل أمسية أعزف فيها البيانو على وهج المدفأة . مرت لحظات قصيرة و أنا أطلق العنان لنفسي و لمشاعري و أغوص في عالمي الخاص حتى اندمجت تماما ...
الموسيقى طوق نجاة و عالم أهرب إليه كلما شعرت أن الكآبة تكاد تغرق روحي للنخاع ، لقد أصبحت مؤخرا شغوفة بها ، و عمتي" ميراندا" لها كل الفضل في ذلك ...
لكن مؤخرا ازداد حبي لها حين تلقيت تشجيعا عليها من والدي و حبه لها أيضا ...

لا يصعب التأكد بعد الآن أن حب الموسيقى شيء متوارث بين العائلة !

توقفت أناملي بخمول جميل ..
و عم الصمت القاعة الوارفة ....
أعقبها بلحظات قليلة تصفيق حار قادم من جمهور متكون من ثلاثة أفراد ...

وَجدتْ حدقتاي تلقائيا وجهتها نحو الوجه الأسمر المبتسم بإعجاب و جذعها الممشوق ملتفت نحوي بينما إهتمامها الكامل منكب علي . كان هناك شعور جميل لتراقص الفراشات في معدتي ، حتى أنني شعرت بتوهج خداي باحمرار طفيف ...

إبتسمت بإمتنان و عدت سريعا إلى مكاني مع شعور جديد من النشوة ، لماذا أشعر أنني فزت في حرب ما للتو ؟!
هل يعقل أنني أغار من خطيبة والدي لهذه الدرجة ؟ ...
لكنها ...

التفت نحوها و راقبت وجهها الذي لا ينفك يظهر ابتسامته الملائكية ..

هي لا تبدو لئيمة أبدا ...!

قال والدي ضاحكا بسعادة :

- ستكون معزوفة "سمارا" شيئا راقيا في زفافنا ، إن أحبت ذلك بالفعل ..!

أيدته فاليسيا بضحكة عذبة :

- سأكون ممتنة للغاية لذلك !
لم أدرك إلحاحه و لم أنتبه من يدي و هي ترتعش إلا حينما اندلقت بضع قطرات من الشاي على فستاني ...
شعرت أن الأرض بدأت تميد بي و دوامة سوداء تبتلعني لتحيل كل الضياء حولي لظلام دامس .

وصل مسامعي صوت "ميراندا" و كأنه قادم من بعيد :

- بالطبع هي لن ترفض ذلك ، لكنها على ما أظن لا تملك الوقت الكافي للتدرب .

و علت ضحكات متقاربة متباعدة ، و أنا لا أزال أشعر أن روحي سلبت مني و ضباب أعمى بصري لثوان .
- سنحاول أن نتجهز للحفل خلال ثلاثة أيام ، و سنعود إلى إيطاليا ثلاثتنا بأقرب وقت ...

كان هذا صوت والدي مصوب نحوي كطلقات رصاص طائشة ، رفعت عيناي المكللة بالدموع و نظرت نحوهم ...
عمتي تعلم أن والدي سيتزوج في ظرف ثلاثة أيام ؟!

و تعلم أيضا أنهما سيأخذانني إلى إيطاليا للعيش معهما تحت سقف واحد...
لكنها تبدو أكثر من مسرورة بذلك !
هل علي أن أتقاسم دائما كل الألم مع نفسي ، و أحفظ كل الحديث الذي أود لو أصرخ به داخلي ...؟
ألن أملك تلك الفرصة البتة ؟!!
صدح صوت ساخر في رأسي يقول :

مابالك "سمارا" ، ألم تكوني تعلمين أن الخطوبة عادة تنتهي بالزواج أيتها الغبية !
لماذا تبكين إذا ؟!!!!!
هل كنت تأملين أن ينفصل والدك عن تلك الآنسة التي تبدو كأنها لا تحمل أية ضغينة لأي بشري .... عكسك ؟!

أنت لئيمة حقا !
أطلقت آهة متألمة و استأذنت للصعود إلى غرفتي محملة بأطنان من الجروح و الآلام ...
لعلي أنام و أستيقظ من هذا الكابوس المظلم !









❤❤



مرحبا يا خنفشاريين

قبل أن أضع الأسئلة ، أود القول أنها أول قصة لي ..

أنا عادة أحب كتابة الروايات

مع أنني لم أنهي و لا واحدة منهن 😁

لذا أود رأيكم الصريح بها و انتقاداتكم قبل كل شيء
١. ما رأيكم بالأسلوب ككل ؟!
٢. و هل أعجبتكم الشخصيات ؟!

سنلتقي في الفصل الثاني قريبا بإذن الله ...

سلام 😘❤





[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]-

رد مع اقتباس