عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 06-13-2018, 08:03 AM
 


-




ميمي

-
قبل أن نحكم على مسألة أن حآل الجيل الحالي وصل إلى رتبة الفشل ! ،
أو بالأحرى بدل إستخدام المسمى هذا ، نطلق عليه بالتسمية الأقل دقّة وشرحاً
تعددي للأسباب ، ( مرحلة السبآت تحت تأثير العوامل للمجتمع الحديث ) ،
الألقاب التي تطلق على الجيل الحديث والمقارنات الشتىّ اللا حصر لها ! بين القبل والبعد
وصور ومشاهد تصويريّة و حيّة تعكس الوصف التفصيليّ البحت بمجرد إلقاء الضوء
على مقطعٍ سينمائي أحادي اللون ( بشريط الزمان القديم ) و فيلم بألوان الطراز الحديث
المتناقضة ، علينا أن نقف ونستقطع هذه الوقفة عن الوقت ودقات عقارب الساعة .... لنأخذ
جولة تأمل وتفكير فيـ .. الفوارق العامّة بين المشهدين ، التغييرات التي طرأت ، سواء كانت تحديثات
من وسائل الحياة ( إجتماعية ، إقتصادية ، .. ماليّة .. ألخ ) ، ثورة الإنبلاج الألكترونيّة التي حوّلت
المعطيات الطبيعية المستمدة من طاقات الأرض والسماء ، إلى معطيات يتم التعامل بها وتكوينها
بالــأشكال الإلكترونية القريبة لرؤيا المستقبل الحديث الذي .. لا تخلو بقعة منه من التواجد التكنولوجي ،
الجذور التكنولوجية الغزيرة جداً ، والتي تتم سقايتها حتى تزداد تأصّلاً في بؤرة
الأرض !
وبهذه الأشكال ، نستطيع أن نبصر مدى التغيّر الشامل ، إجابة أصل السؤال
( لما حدث هذا الإنقلاب في الصورة بدل التقدم الغير مشوّب بعوامل الحضارة الرقمية و أثارها ؟! )
دعني أسهب بعبارات أشد خفّة حتى أحملك للوحة النتائج التي يرددها الآباء ! .... ،

،

فِ الزمن القديم ، عصر الهواتف الأرضية الثقيلة ، إن وضعت السماعة فوق أذنيك لكأنّك
أسندت
ثقلاً عليها ! وكانت تستخدم فِ ماذا ؟ .. الإتصالات للإعلام عن أخبار عائلية ،
للسؤال أو الإستفسار
الذي لن يتجاوز طول جلسة حوارية ألكترونية تتم عن طريق تطبيق إجتماعي في هاتف
من الهواتف الذكيّة ! .. لنذهب بنظرة خاطفة إلى جهاز التحكم بالتلفاز .. ، ماذا ؟
التحكم عن طريق زر دائري الشكل مدمج بصندوق التلفزيون ذو المستشعرات الطويلة !
كل لفّة دورآن تعطيك صورة عبارة عن ذبذبات وصورة متحركة غير جلية منعدمة الدقة
لنشرة أخبار محليّة فقط ! وإن كانت هناك إضافات .. قد تكون تلك البرامج المتّسمة بطابع
البساطة التقليدية .
كم جهاز أو آلة ألكترونية تعتقد بأنك ستجدها في أحدى المنازل قبل الألفية ،
لا بل في أعوام الـ(الخميسنات ) وبعدها .. ،
أعلم بان ذلك يثير الغرآبة ، الخروج عن المحور الأصلي والحديث فجأة عن
الجانب الألكتروني في الحياة ، ولكني لم أخرج حقيقةً بل أضع لك النقاط على حروفك الإستفهامية ! .. أحرر لك
الفوارق التي جعلت من الجيل الحديث تحت ذلك المسمى ( الفشل ! )
كيف ؟ .. راقب بترويّ الآن .. ،
أجتمع مع مجموعة من الاقارب لك أو الاصدقاء ، لتجد بعد أحاديث متقطعة ،
صمت شديد يصغي
لشاشة الهاتف الذكية فقط ! .. هل يمكنك أن تمضي يوماً واحداً دون تفقد تنبيهات هاتفك
والاستسلام لرحلة الكترونية طويلة تتجاوز الساعات دون الشعور بمضيها .. ،
الإعتماد الكليّ أصبح على كاهل الهياكل الألكترونية المتطورة التي تتفشى بين الناس
أكثر من تعدادهم السكاني ! ... الأحاديث الالكترونية أكثر من الكلام وجهاً لوجه
مع شخص ما
... تمضية الوقت الشاملـــ ، ثلاثة ارباعه ! أكثر من توجيه الرؤية لنطاق المكان حولك .. ،
التكنولوجيا أسهبت في تغيير جذري في الارقام الاقتصادية ، وقوائم الشراء ، ومعدلات الدخل ،
الارباح والخسائر ، بمبالغ صخمة جداً يعجز العقل عن إحصائها ، وهي ايضاً أقتحمت أجسادنا
بعملية غسيل شديدة جعلت العقل يغط في مرحلة سبات جزئي لدى البعض ، وكلي للأغلبية !
المقولة الشهيرة للعالم آينشتاين الذي حكى فيها في احدى حواراته بهذا المعنى التقريبي
( أخشى ان يأتي يوم تطغى فيه التكنولوجيا على تفاعل البشر )
العمليات الالكترونية باتت أكثر تشعباً من العمليات البشرية المتكاتفة !
لهذا ... وصل الأشخاص إلى مستوى أٌقل انتاجيّة في المسؤوليات العامة والأعمال
التي تتطلب
جهدا تفكيري وليس الكتروني !
جهد الاعتماد على النفس ، جهد الانجازات الحركية للجسد
وليس كتلة من الاصابع لتقليب صفحات شاشة الهاتف ! ألقي الضوء على رجل في الماضي ،
تراه دؤوب في الحركة والعمل طيلة اليوم ، لا يهجع لساعة زمن ! حتى المساء موعد
التجمع حول سفرة واحدة والحديث عن اخبار اليوم ثم النوم في وقت مبكر .
الآن ألصق عيناك بالهاتف أو اي عمل آخر يضم هذه الزاوية الى ما بعد انتصاف الليل
عدد ساعات النوم اصبحت ضئيلة مقارنة بساعات النوم في الجيل القديم
قديماً ان كانت واعياً لوقت متأخر أثرت الريبة والشك بين الافواه !
لذا .. معدلات النوم أسقطت تأثير سلبي على وظائف العقل والجسد ،
قم في الصباح الباكر بروح نشيطة ، ستجد ذلك صعباً في اغلب الاوفات ،
لان الساعة البيولوجية للجسد معطلة بالفعل !

الجيل الحديث يكتب بالاجهزة بدل الافلام ! يقرأ ولكن تحت اشعة الضوء وليس
امام صفحة كتاب !
هناك قراء بالفعل ولكن نحن نتحدث بصورة عامة وبأرقام عالمية ،
ارقام تجعلك تكشف مدى التغير
حتى تصل لنتيجة تزداد إنتشاراً وهي :
الكسل ، عدم الرغبة بالقيام بالأمور التي تتطلب جهد ، الخمول ، الحالات النفسية
المتشابكة اثر الأدمان تحت العوالم الافتراضية التي خلقتها الشبكة
بدل التركيز وتثبيت النظر
على العالم الحقيقي الواقعي !!
السعي للعمل على تحقيق الانجازات .
الافكار وليدة اللحظة إن لم تسرع ف إلتقاطها تبخرّت وكأنها لم تظهر !
لذا اوصد الباب الرقمي لوهلة ودع نفسك تدخل في ساعة من السكون
ستجد نفسك متأملاً ..
،
أعلم بأن كتابتي لكل هذه العبارات لكأنها تصف تحركات الجيل الحالي بين الاجهزة الالكترونية
والهواتف ولكني ، أصيب الاسباب التي ادت الى جعل اجدادنا واباء الجيل الذي سبقنا
ان يطلقو هذه الاوصاف ( بأننا جيل عديم المسؤولية ، .. نجاحاته اقل من مرات فشله ... )
لاني ابتغي ان اوضح نقاط غير محبرة بشكل جيد ،
وهي ان الجيل الحالي متطور وله الافضلية التامة في جوانب عديدة
ولكن هذه التطورات ادت الى تأثيرات سلبية بحد ماهي كانت
واجهة ايجابية تسهب في تصحيح الكثير من الاخطاء ، لذلك انتجت بني هذا الجيل
بتصرفات و طبائع تعتمد اعتماد دائم على الاشياء الرقمية بدل أنفسها ،
نعم بإمكاننا تحويل النتائج الغير ناجحة الى نجاح مبهر تسلط عليه الانظار ،
ولكن يجب ان يكون
بطريق خلق الموازنة الصحيحة بين تعاملنا في الحياة ألكترونياً ، وطبيعياً
وندرج البساطة الى محيطنا ، في قديم الزمان كنت تكمل قائمة الشراء المنزلية
بسعر متواضع جداً
واشياء وفيرة ! اليوم عليك ان تدفع أصعاف مبلغ عملية تسوق قديمة كاملة لكسب منتج ما

حتى وإن تقدمت الحضارة بنا ، لا يعني أن نتخلى تدريجياً عن القيم والاخلاقيات
والاسس الصحيحة
حتى لا نفقد هوية وطعم النجاح الحقيقي ، حتى لا نكسب تلك النظرة من اباءنا واباء
الجيل القديم .. نظرة توصف بـالفشل .
وإضافة الى ذلك ، يجدر على الاكبر سنا تشجيع حديثي السن في الاندماج بمجالات حياتية
والخوض في غمارها ، والحد من صعوبتها وتسهيل المرور فيها من خلال استغلال
مميزات الحياة
الحالية بطرق ذكية الى جانب العمل والجهد .
وايضاً ، مسمى ( فشل ) بين قواميس المارّة ، لا أحبذه إطلاقاً ! وإن كان في اي شيء
متناهي الصغر ، ... ،لا تخبره لا لصغير ولا لكبير في العمر ، بالأخص الأطفال تربة عقلهم مصفاة
نظيفة من أي بذرة ، والكلمات تشكل بذوراً ستنمي وتزداد نموا ، فلا تجهر بعبارة
سلبية في وجه أحدٍ ما ، أنت قد لا تعلم ، أي فجوة قد خلقتها بنفس ذلك الشخص !
فتلك الاوصاف تحد من الرؤية الإيجابية والتطلع للتغيير
بدل الشروع به ، يجب ان تُرفع الاصوات لنداءات التحفيز
( أنت شخص ناجح ... بإمكانك تغيير العالم ! )
نعم شخص واحد بإمكانه تحويل بنية العالم للأفضل ، كل شخص يمثل خلية من خلايا
المجتمع
.. نحن بنية اساسية ، تفكير كل واحد منا بالسعي والاقدام على تحقيق الاهداف
يجعل مراحل التطور في حياتنا تأخذ منحنى أرقى ... فكرة من كل شخص ...
مجموع ملايين الافكار
.. إنجاز واحد بسيط من كل فرد يجمع انجازات الافراد جميعها فيسهب في صناعة تاريخ الجيل
بحكايات فخر و إعتزاز عن ما حققوه .
الشباب ، مصادر طاقات متفجرة ، الأدلال لهم بالطريق السوي سيجعل من تلك الطاقات
بدل إنكماشها في بقعة ما ، أن تتحرر .. و تنتشر ،
نعم مررت بذكر سلبيات الجيل الحديث ولكن ذلك لا يعني الاشارة الى لوحة الايجابية المخصوصة
به ! الإنفتاح الفكري بعيداً عن التجاوز للخطوط الدينية والانسانية ، تعدد الآراء والأفكار ،
الاختلاط البشري والعلاقات المختلفة ، يمكنك ان تصنع صديقاً لك حتى
وان فصلك البعد المكاني لأقصى منطقة !
الاعماد الى اصلاح العديد من الاعطال من خلال الذكاء الاصطناعي ، وغيرها من مميزات ...
أفتقر
وجودها الجيل القديم .
،
كل جيل له الأفضليه في جوانب ما ، كل جيل ،، له مواقفه التاريخية ، انجازاته ،
مراحل تغييره ، صحوته وسباته ، لا خوف من التغيير مادام يشكّل المسار الصائب .
إن كنت غير متأقلم ومجاري للتغيير في العالم الحديث ، فلا تطلق الاوصاف دون دراية .. ،
لا يمكنك وصف مجموعة بشرية ضخمة لمجرد أخذ انطباع من شخص واحد فيها !
ليس يعني
جلوس ذلك الشخص دون اعمال في الحياة هو إنعكاف جيل بأكمله عن العمل !
تأمل بالأفكار المنطلقة التي كسرت حدود الحصر والنمطية ،
أصبحت الناس تنتج إبتكارات من صنيع أفكارها ، حتى تنوعت بشكل هائل جداً ،
كلُ له أختياراته ، ذوقه الخاص ، طريقته في العيش ،
وهذا التنوع الغير محصور والمتناقض في الكثير من الاشياء لم يتصف به بني الجيل القديم ،
فقد كان الكل يعبر ذات الموجة ، دون ادراك مطلق لها ان كانت تحمل اجزاء من الخطأ .
ولم تكن الحوارات متاحة بالسلاسة والحرية كما هي اليوم ! فلا يمكنك ان تتشارك ارائك
وهي مختلفة مع كل شخص .
اليوم يمكنك الاعلام بتعابيرك الخاصة بضغطة زر واحدة ، لتمر عبر ملابيين الناس .
هناك الاخطاء وجدت ، وهناك التصحيحات لها ،في كل الأجيال دون استثناء !
كما هو الحال الآن
لذا يجب على الشخص ان يسعى دوماً لتصحيح اخطائه والتطلع بإيجابية إلى الجميع .


__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة #MiMi ; 06-15-2018 الساعة 11:41 PM
رد مع اقتباس