الموضوع: رصاصة الحب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-10-2018, 05:44 AM
 
رصاصة الحب

-

صوت خطوات سريعة لحذاء رياضي وردي اللون ،صاحبته تركض على البلاط الأبيض لاهثة ،وقفت في ممرٍ مملوء بالغُرف المُرقمة أبوابها .

نطقت مُتَلَفِتة : ماذا كان الرقم الذي أخبرتنيه المُمرضة مُجددًا ؟!

هرعت بعدها إلى أحد الأبواب لتفتحه دون أن تطرق ، من هذا ؟!

بإحراج قالت وهىّ تُعيد إغلاقه : آسِفة !

أتجهت للغُرفة المُجاوِرة ،طرقت بتردد : سيرين ؟

آتاها صوتٌ أنثوي : ادخلي رين !

فُتِح الباب وسارت "رين" صاحبة الشعر الكستنائي لصديقتها زرقاء العيون ، كانت الساق اليُسرى للأخيرة مُعلقة في جَبيرة ، ضمتها قبل أن تجذب كُرسيًا لتجلس عليه .

- أخبرتني أُمِك أنكِ أُصِبتِ بِمُهِمة !

ابتسمت سيرين ببلاهتها المُعتادة : هذا صحيح !

صاحت الأخرى : كيف بحق الجحيم ! أنتِ مُتدربة !

حركت اللازوردية كتفيها : كان لدينا عجز في الأعداد !
ثم أضافت بحماس : كانت أول مهمة لي ! كنت سعيدة للغاية ظننت أن قلبي سيقف عندما علمت ! لم يكن هذا متوقعًا البتة ! كان من المفترض أن أبدأ بعد عامٍ من الآن على الأقل !

ضربت "رين" جبهتها : كدتِ تموتين !

رفعت "سيرين" سبابتها اليُسرى : لكن الرائد أنقذني كالفارس بالزي اللامعة ! كان الأمر خياليًا وكأننا بِفيلمٍ ما ،فيلم أكشن بالطبع ! مُغادرين مُنتصرين بعد أن تم القبض على معظم أعضاء العِصابة وإذا فجأة بصوت رصاصة تأتي من -الله يعلم أين- تسمرت في مكاني كالتمثال وقد نسيت كل تدريبي ،ظننت أنني سأموت حتى شعرت بجسد يدفعني للأرض ،كان عليكِ رؤية وجهه !

قلدت صوته الغاضب : هل أنتِ غبية ؟!

- أشار بعدها للفرقة الثانية ليمسكوا بمُطلق النار ثم ارتخى كتفاه للخلف زافرًا براحة ، في الواقع لم أهتم به كثيرًا في هذه اللحظة فالوجع في فخذي كان لا يُحتمل لكنني لا استطيع البُكاء الآن وإلا سأبدو ضعيفة أمام هذا المغرور ، أنا لست طبيبة مع ذلك فقد خشيت أن أؤذي أنسجة فخذي أكثر إذا سِرت فأثرت الزَحف على الرُكبة السليمة حتى أصل لمكان التجمُع والذي كان قريبًا .

أغمضت "رين" عينيها : هذا مثير للشفقة !

حركت اللازوردية كفها بلا مُبالاة : أعلم ، شُكرًا لك !

تابعت قصتها : لم يكُن صبورًا ، حملني وبدأ بالسير ، دائمًا في الأفلام يُغشي على البطلة في تلك اللحظة لكن هذا ليس ما يحدُث في الحقيقة ! بحق الجحيم كنت مازلت مُستيقظة وهم يُخرجون الرصاصة من فخذي بالمشفى بعد أن خدروها ، كان منظرًا مقززًا ،كدت أتقيأ ، أتظنين أن هذه الوظيفة تُناسبني فعلًا ؟ بدأت أفقد ثِقتي ..

فاجئت الكستنائية صديقتها : هل هوَ وسيم ؟!

سَخِرت "سيرين" : من ؟ الرائِد ؟! نعم ، جدًا وقد وقعت في حُبه وأصبحنا مخطوبين الآن !

شَهِقت "رين" : تمزحين !

حركت الضابطة المُصابة يديها : بالطبع ! أنا أراه لأول مرة اليوم ولا أعلم اسمه حتى لذلك استمريت في مناداته ب"حضرة القائد" ولم يُحاوِل تصحيحي ولم أُرِد سؤاله عن اسمه كي لا أبدو مهتمة تعلمين !

ضَحِكت الكستنائية : أنتِ وتصرفاتك الطفولية تلك !

سَمِعتا دقًا على الباب لترد اللازوردية تلقائيًا : ادخل !

كان شابًا وسيمًا واسِع العينين ،بدت بنيته قوية تحت قميصه ،يحمل بيده باقة زهور بيضاء ملفوفةً بِغُلافٍ أزرق كعيني "سيرين" ، لم يكن مُبتسمًا ، كان عابسًا ، بدا كطفل أجبرته أمه على الاعتذار لطفلٍ أخر .

كانت عينا المعنية مُتوسعتان : حضرة الرائِد !

نقل باقة الزهور البيضاء إلى يده الأخرى بإحراج : آسِف لِنعتي إياكِ بالغبية !

تنحنحت "رين" وهىّ تقترب ضامة صديقتها بسُرعة لتهمس بأذنها : إحداهُن أصبحت محظوظة أخيرًا !

ابتعدت قليلًا لتنطق : لا أريد أن أتأخر !

كانت يد "سيرين" ممدودة بالهواء وكأنها تحاول أن توقفها لكن الأخرى لم تلتفت ، ابتسمت وهىّ تُغلِق الباب بعد نظرة أخيرة ، قد جلس "الأمير" على الكرسي مكانها لتتورد وجنتا اللازوردية مُعيدة خُصلة شعر سوداء خلف أذنها .

نطق بحنان في عينيه مادًا كفه : اسمي "جون"
__________________



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌠
لا إله إلا الله محمد رسول الله 🌠
الله أكبر 🌠

رد مع اقتباس