عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 06-07-2018, 02:03 AM
 












×[ 19 ديسمبر - الساعة 10:45 دقيقة. ]×

حاولَ الشابُ النُهوضَ مُعطيًا الأوامرَ لأصابعِهِ بالانقباض صُدمَ مُتفاجئًا يَكتمُ في سِرهِ

-" هيَ.. لا تتحرك !"

-" ما الأمر لويس ؟ أنتَ تقبضُ عَلى كَفيكَ بِشدة..." جُملة فّيوليت هذهِ أعادت الأشقرَ إلى الواقعِ ليعاودَ النظرَ نَحوَ يديه المقبوضة بقوة، و كف فيوليت التي تحتوي إحدى قَبضتيهِ.

فما كانَ مِنهُ إلا التَشَكُكَ مُزدَرِدًا ريقَهُ ليُتَمتِمَ " أكانَ خيالي ؟"

رفعَ رأسهُ حَتى آخر حدودِ رقبتهِ يغلقُ عَينيهِ بقوةٍ بَينما يُقطبُ حاجبيهِ ليأخذَ نَفسًا عَميقًا فيعودُ مُلتفتًا إلى الشهباء قُربهُ " أخبريني فّيوليت، ما رأيكِ ألا نقرأ اليوم عَن النجوم... إنما نذهبُ لرؤيتها بنفسنا ؟"

أخذت فيوليت نفسًا عَميقًا بَينما تُحدقُ بلويس بدهشةٍ لتهتفَ مُنتفضةً فجأة " أحقًا !! أحقًا أستطيع ؟ ستأخذني لرؤيتها لويس !!"

حدقَ الاشقرُ بردةِ فِعلِها فاغِرًا فاههُ رويدًا فابتسمَ " أجل... لكن عَلينا أن نركعَ تحتَ أقدامِ أحدهم ليوافق."

أحنت فّيوليت متسائلةً عَن مَقصدِ الشابِ و بعدَ وهلةٍ هتفَ ديميان من الطابقِ الأرضي يحثهم على الإفطار فنطقَ لويس " أخي."

في هذا الوقت داخلَ آميساموندو، كانَ مَكتبُ لورِنزو في حالٍ مِن الفَوضى، كأنما هَبت رياحٌ عاتيةٌ عَصفت بهِ بعدَ هُدوءٍ لَم يوسع الخِناقَ يَومًا عَما تُخفيهِ هذهِ الجُدران الأربع .

و تيم الذي أخذَ المفتاح الاحتياطي للمكتب من مَنزلِ رَفيقهِ يجلسُ عَلى أحدِ الكراسي مُتكأ عَلى فَخذيهِ بمرفقيهِ مُسندًا ذقنهُ إلى أصابعهِ المُتشابكةٍ معَ بَعضِها.

لايمكن لرفيقهِ أن يختفي فقط دونَ تَركِ أي شيءٍ وراءهُ هكذا، صَكَّ عَلى أسنانهِ بقوةٍ مُكشرًا ليضربَ المكتب بقوةٍ شديدةٍ حتى وقع الضوء المكتبي أرضًا وتناثرت أوراقُ البحوث التي سهر عليها صاحب الغرفة ليالٍ حَتى تصبح ما هي عليه الآن .

-" تَبًا !!" هوَ هتفَ بصوتٍ شديدِ العُلوِ قابضًا عَلى كَفهِ بشدةٍ

ستمرَ يُحدقُ بالأرضيةِ الرمادية الداكنة بعيونٍ مُتسعة مُرتجفة والنارُ تتفأدُ صَدرهُ مُحتارًا.

فجأةً ذَبُلت عَيناهُ وشَحُبَ وَجههُ مُستسلمًا، وحينَ رفعَ رأسهُ يُحدقُ بالفوضى التي أحدثها.

وقعت عَيناهُ عَلى مِفتاحٍ كانَ مُخبئًا تحتَ المصباح المكتبي فظهرَ حينَ وقعَ ما فوقهُ.

حدقَ بهِ لوهلةٍ يحاولُ جَمعَ شُتاتَ نَفسهِ ليلتقطهُ بخشونةٍ مُتذكرًا الدرج الذي عَجِزَ عَن فَتحهِ للتَو ليتجهَ إليهِ سَريعًا.

انتشلَ أولَ كِتابٍ وَقعت عَيناهُ عَليهِ فوقعت مِنهُ ورقةٌ فورَ أن فَتحهُ.

التقطها سريعًا قَبلَ أن تسقط أرضًا ليقرأها عَلى عَجلٍ.

فحدقَ بها بجمودٍ لوهلةٍ قَبلَ أن يَتركَ المكانَ عَلى عَجل.

داخلَ مَنزلِ آلوِستاليا رفضَ ديميان بكُلِ هُدوءٍ وبتعابيرَ عابِسة قائلًا

-" طلبكما مَرفوض !"

فأخذَ لويس نفسًا بَينما يتحدثُ هامسًا " كَما توقعت !.." ثُمَّ وجهَ حديثهُ إلى ديميان مُستخدما طرقه الملتوية لإقناعه

-" ديم هي ليست حيوانًا أليفًا لنحتجزها ! علينا أن نوفر لها معاملة طبيعية منذ الآن فصاعدًا ! لايمكنك حبسها إلى الأبد ..."

و هُنا ما خطر في بال ديميان كان شيئًا مغايرًا تمامًا، إلى مَتى سيبقى يُخفي فّيوليت في منزله ؟ دون أن يعلم إن كان إخفائها أمرًا جيدًا أو سيء.

فإن كانت خطرًا على المجتمع حقًا سيكون من غير الحكمة إخفائها، و إن كان لورِنزو سيستخدمها استخدامًا غير صائب سيجل من تسليمها غير حكيم كذلك.

فعلى كُل حال إن أراد يمكنه أن يسلمها إلى لورِنزو قائلًا أنه وجدها في مكان ما.

زفرَ عاقدًا عزمهُ عَلى تركها معه حتى تستعيد ذكرياتها ليجيبَ على لويس " لا تعني لا ! علي الذهاب إلى آميساموندو الآن لو، لا تقم بتصرف غير ناضج حتى أعود !"

تركَ ديميان مقعدهُ و لويس في دهشةٍ، إذ أنّ الأخير لَم يستفق إلا على صوت البابِ يُغلقُ خَلفَ شَقيقهِ الأكبر .

تمتمَ مَصدومًا " غَير ناضج !! هو قال غير ناضج !! سأريه كيف أني غَير ناضج"

×[ 19 ديسمبر - الساعة 06:15 دقيقة. ]×

أحاطَ إدوارد شَعرَ الشابةِ بكَفَيهِ يربطهُ لها بطريقةٍ جَعلت منهُ قَصيرًا للغاية، فبعد أن كانَ بالكادِ يرتفعُ عَن رُكبتها أصبحَ يُلامسُ أكتافها.

ابتسمَ برضى أخيرًا يرفعُ صَدرهُ مُخصرًا ذِراعَيهِ " مِثالي !"

دَحرجت فّيوليت عَيناها السَديميتانِ نَحوَ المِرآةِ تُحدقُ بهيئتها بتعجب شديد.

شَعرُها غُطيَ بآخرَ مُستعار أسودَ حريري ؛ ناعم وطويل.

سَديماها اتخذا مِن نَظاراتٍ طِبيةٍ زائفةٍ بشكلٍ مُستطيلٍ ولونٍ أسودٍ دِرعًا لَهما.

و استُبدِلَ فُستانُها الأبيضُ البسيط بآخرَ بَنفسجيٍ غامقٍ حَتى مُنتصفِ فَخِذاها. اللذانِ غَطاهما بجوربانِ أبيضانِ طَويلانِ.

و أخيرًا زَينت غرتها التي جمعتها إلى جانبٍ واحد وخبأت الآخرَ خلفَ أذنها عِدةَ مَشابكٍ نَجميةٍ صَفراء اللون.

أمالت رأسها إلى الجانبِ تهمس " أصبَحتُ مُختلفة !"

ابتسمَ إدوارد يتحدث بنبرةٍ عالية نسبيًا " و هذا هوَ الهدف ! لا يُمكِنُنا حَبسُكِ في المَنزلِ طَوالَ الوَقتِ لِذا سَيكونُ هذا كَفيلًا بألا يَكشفَ هويَتكِ أمامَ العلنِ !"

لَمست المرآةَ تُرخي جَفنيها حَتى أصبحَ وجهُها مَعدومَ الملامحِ فهمست " غَريب..."

و بَينما هيَ تَعبثُ بملابسها أمامَ المرآةِ رَنَّ هاتفُ لويس الذي يَقِفُ على مَقرُبةٍ مِنها ليُجيبَ مُحدثًا ديميان.

فامتلأت الغُرفةُ بهمساتِ فّيوليت التي تمتمُ أمامَ المرآة بلا تعابيرَ على وجهها، و نبرة لويس المنخفضة يُحادثُ ديميان على هاتفهِ.

أما إدوارد فكانَ مُركزًا عَلى الحديث السائرِ بَينَ ابنَي خالهِ حَتى ضغطَ الأشقرُ زِرَ الإغلاقِ قائلًا " ديميان سيعود قريبًا أنهيا ما تفعلانه سريعًا."

و ما كادَ إدوارد أن يجيب حَتى لمحَ الشابةَ تحاولُ نَزعَ شَعرِها المُستعار فهتف بنبرةٍ يتوغلها الفزع.

-" فّيوليت لا يجب عَليكِ نَزعُ هذا !!" هتفَ مُشتتًا بَينما يحاولُ إبعادَ يَديها عَن شَعرِها

أما هيَ فقد قاومتهُ تقولً بنبرةٍ هادئةٍ بَينما تتشبث بالشعر المستعار بكلتا يديها " لكنهُ مُزعج..."

و لويس الذي أخذَ دَورَ المُراقبِ طيلةَ خَمسِ دقائقٍ استمرت خلالها نزاعات الطرفين قالَ بهدوء " فّيوليت مهما حدث لا تنزعيه حتى أقول عكس ذلك !"

فعبست الشابةُ تلومهُ بنظراتها المنزعجة لتتركَ خُصلاتها السوداءَ بغيرِ اقتناعٍ تُتَمتِمُ مُمتعضة " لا بأس..."

تَسللَ صَريرٌ خَفيفٌ إلى مسامعِ الثلاثةِ كانَ صادِرًا مِن البابِ الرئيسيِ إذ فُتحَ و أقبلَ ديميان يهتفُ بعودتهِ إلى المنزل.

-" تبًا لقد عادَ سَريعًا فعلًا !! إدوارد رَتِب مظهرها رتبه !!" همسَ لويس بنبرةٍ هاتفةٍ يستعجلُ إدوارد الذي أجابَه بالنبرةِ ذاتها " حَتى وإن قُلتَ هذا !!"

تنهيدةٌ صَدرت مِن ديميان حينَ انصبت سلسلةٌ مِن التمتماتِ إلى مسامعهِ يتذمر بقلةِ حيلة " ما الذي تُخطِطانِ لفعلهِ هذه المـ--"

ابتلعَ حُروفهُ حينَ لَمحَ فّيوليت بمظهرها هذا يُشيرُ بإصبعهِ إليها " فّيوليت ؟"

أومأ لويس وإدوارد إيجابًا بتناغم ؛ بطء وفاهٍ مَفغورٍ بخفةٍ ليردفَ ديم " كيفَ فعلتما ذلكَ ؟"

هتفَ لويس " اترك هذا جانبًا ! ليس لديكَ أيُّ حُجةٍ للإعتراضِ عَلى ذهابنا إلى المقراب الآن !!"

تَنهدَ المَعنيُ يتحدثُ بقلةِ حيلة " بصرف النظر عَن لو... لَم أتوقع منكَ هذهِ الحركة إد !"

-" بـ بمعنى آخر ؟" سألَ إدوارد بارتباكٍ وحذرٍ ليجيبَ الأكبر " غَيرا ثيابكما سَريعًا !"

و دونَ أن ينطقَ إدوارد حرفًا واحدًا هرولَ السلالمَ صعودًا إلى غُرفةِ لويس يستعيرُ بَعض الثياب أما الأخيرُ فقد رمقَ شقيقهُ بنظرةٍ مُتعاليةٍ واضعًا ابتسامةَ نَصرٍ عَلى شفتيهِ ليتبعَ داكن الشعر إلى الأعلى .

قبل ساعتينِ وثلاثينَ دقيقة، بَينَ جُدرانِ شَقةِ لورِنزو ذات الطابقين والتي تقع في أحد ناطحات السحاب الضخمة التي توسطت العاصمة قَريبًا مِن آميساموندو.

كانَ تيم يقفُ أمامَ بابِ إحدى الغُرفِ، تِلكَ التي لطالما أقفلَ عَليها لورِنزو موصدًا عَلى أفكارهِ داخِلها.

نعم، فما خَطهُ بُنيُ الشَعرِ مِن حُروفٍ على قُصاصةِ الورق المدسوسة بَينَ صَفحات الكِتابِ كان عبارةً عَن كلمةٍ واحدة.

- ساعة. -

فقبل عِدةِ أشهرٍ قامَ لورِنزو بتصرفٍ غَيرِ مَعهود، هوَ أهدى تيم ساعةَ رَفٍ تعودُ إلى القرن العشرين مُجبرًا الأخيرَ عَلى وضعها في غُرفةِ مَعيشتهِ.

يعترفُ أسودُ الشعرِ أنَّ الموقفَ كانَ غَريبًا، فرفيقهُ ليس من النوع الذي يُهدي الهدايا، و فضلًا عَن ذلكَ هوَ بالتأكيد ليسَ مِن مُحبي الحاجيات التاريخية إنما يعتبرها ماضٍ مُخزٍ للبشرية غير المتطورة.

لذا حينَ تمرُ كلمةُ ساعةٍ عَلى هذينِ الاثنينِ هُما لَن يُفكرا بشيءٍ سِوى تِلك الساعة.

و فِعلًا حينَ تَفحصها تيم وجدَ مِفتاحًا إلكترونيًا بَينَ تُروسها، إذ أن ساعات القرن العشرين تعرف بحجمها الكبير نسبيًا، وجوفها الواسع خيرُ مُلاذٍ لغرضٍ يُبتغى حَجبهُ عَن أعينِ العالمِ.

و بالعودة إلى موقف آخر، سبقَ و ذكرَ لورِنزو أمرًا عَن غُرفتهِ السِريةِ قائلًا

-" حينَ ياون الأوان ستحوزُ المفتاحَ بَينَ يديك، لكَ الحرية في هَجرهِ أو استخدامه حينها، رغم أني لا أودُ لهذا الوقتِ أن يأتي."

حينَ أدركَ تيم نفسهُ كانَ قَد سُحبَ معَ الذكريات إلى الماضي دونَ أن يشعر، فما كانَ مِنهُ سِوى أن يسلبَ مِن الهواءِ شيئًا إلى جَوفهِ زافرًا إياهُ بقوةٍ عَلهُ يَدفعُ ولَو شقفةَ إضطرابٍ واحدةٍ بعيدًا عَنهُ.

إن فَتحَ هذا البابَ لَن يكون هناك مجالٌ للتراجع، وإن لَم يتراجع فهو وبكل تأكيد سيعرفُ كُلَّ شيءٍ بشأنِ مِلكي وَي، و لن يكونَ غَيرَ مَعنيٍ بكلِ هذه الفوضى بعد الآن.

سيضطر ليكافح، و سيُخيرَ بَينَ أقربِ أصدقاءهِ و الصواب، هذا إن كانَ لورِنزو فِعلًا على خطأ.

لكن إن كانَ هُناكَ سببٌ واحدٌ يَدفعهُ لفَكِ بابٍ هوَ كالبوابة التي تؤدي إلى الجحيم سيكونُ التحققَ مِن براءةِ رفيقه.

فهل قتلَ بروس دونالد حقًا أم تَمَّ إلباسهُ التُهمة ؟ لا يملك مِن السُبلِ نَحوَ الحقيقةِ إلا واحدًا.

و ها هوَ يُلصق المفتاح الإلكتروني عَلى الماسح الضوئي ليُفتحَ البابُ آليًا.

بَللَ شفاهُ بَينما تُحدقُ زَرقاوتيهِ بالظُلمةِ التي يُقبل عَلى دُخولها بنظراتٍ مُرتجفة.

و هُنا هوَ لعنَ لورِنزو متسائلًا لِمَ لا يضعُ مَصابيحًا في غُرفِ أبحاثه دَومًا !

أخرجَ هاتفهُ مُشَّغلًا ضَوءهُ ليباشرَ البَحثَ بَينَ كُتلِ الأوراقِ هُنا، لكن فعلًا لقد كانت بيئة العمل هنا مُرتبةٌ بعناية عَكسَ الحالِ في غُرفةِ مَكتبهِ داخلَ آميسا موندو.

وسرعان ما وجدَ الداكنُ مراده، مِلكي وَي.

لَم تَذكر الوثائق شيئًا عَن الشابة التي استخدمت للبحث، لكنها احتوت على معلومات دقيقة حول كيفية صُنعها، المراحل التي مَرت بها، أصغر التغيرات الملحوظة.

وأخيرًا... ماهية المشروع بحد ذاته.

مَررَ تيم حدقتاهُ عَلى الكلماتِ يقرأها بتركيزٍ شَديد، ومعَ كُلِّ حَرفٍ يَمُرُ عَليهِ تَتسعُ حَدقتاهُ حَتى بَلغت مَصراعيها، و تُسلبُ أنفاسهُ حَتى انعدمت لوهلة.

تركَ الأوراقَ مِن يدهِ يُحدق بالفراغ شاردًا فهمس " لا يُعقل."

---------

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف الحال ~~ ان شاء الله بخير ~

أولًا اعتذر عن التأخير رغم وعدي لكم بجزء كل اسبوع.

لكن واجهت نوعًا من الركود الالهامي كما اسميه xDDDDD لكن الحمد لله إنتهت هذه الفترة وتدفقت الافكار مجددًا ~~

على كل حال عذرًا على البارت القصير لكن بما اني تأخرت جدًا في التحديث قلت هذا افضل من لاشيء xD

+ لم استطع مقاومة إنهاء الفصل عند هذه النقطة الحاسمة xDDD

بالمناسبة، بقي فصلان او ثلاث على النهاية ~ تعطلعوا لهم ~~~

رد مع اقتباس