عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 05-19-2018, 11:45 PM
 
فضي



الغيمة الأولى

|حكايتي بدأت بك !|

•••

يو. أس.إي./ نيويورك
السابعة مساء .

نهرتها بغضب : أستمعي لي جيدًا إن سأل أي أحد عنك لن أشغل مكانك بلـ سأفضحك!
أطلت برأسها إلى الأسفل و هي تجلس فوق السور : لمرة واحدة تخلي عن لؤمك .
أدارت عينيها عنها و هي تزفر بأنزعاج : حسنًا... متى سوف تعودين ؟
شهقت بخوف و هي تسمع المناوبة تنادي على صديقتها المتسمرة في مكانها من الصدمه ، ترمي حقيبتها و تقفز هي الأخرى ورائها
ألتفتت سيلين بتوتر و هي ترمق السيدة الأربعينية التي تسير بأتجاهها و كل ملامح الغضب تسلطت على وجهها ،
صاحت بها : أيتها الفتاة ماذا تفعلين هنا لقد أنتهى وقت التجول عودي الى الداخل
همست بتمتمو خفيفة و هي تلتقط هاتفها الذي وقع منها و تسير أمامها و هي تحمد الله في سرها أنها لم تكتشف أمر ( إلين)

__________

هتفت في حماس و هي تقف أمام (البقالة) :
_ههممممم ، يا ترى ماذا سأبدأ به ؟
دفعت الباب الزجاجي ليصدر صوت الجرس معلنًا قدومها ، ألتفت العجوز و أبتسم لها بحنان وهو يرحب بها : أهلاً و سهلاً بك يا أبنتي لما قطعتني ولم تعودي تزويني
ابتسمت بلطف و قبلت رأسه أحترامًا لهذا الرجل العظيم و فضائله عليها هو و زوجته : أنا بخير كيف حالك أنت يا عمي و كيف حال الخالة إيلا ؟
أجاب: نحن بخير با أبنتي
أكتفت بأبتسامه وتوجهت نحو الارفف و اخذت بعض المعجنات الصغيرة المغلفة و وضعتها على طاولة المحاسبة
قال العم أرثر بأستغراب: هل سوف تأكلينها كلها في هذه الساعة ؟
أبتسمت : لا يا عمي أنها ليست لي
أومأ بتفهم ولم يحبذ ان يناقشها عن الموضوع : وداعًا
قالها وهو يناولها الكيس الورقي
أردفت وهي تخرج : الى اللقاء اراك في وقت قريب .

خرجت و على وجهها اكبر أبتسامة في الحياة لكن سرعان ما تحولت الى دهشة و عبوس وهي ترى الشاب الواقف في الرصيف المقابل يرمقها بحده . تأففت بضجر و كانت ستسير في الجهه المقابله لولا تلك اليد التي أمسكت بمعصمها اجزمت انها ودت لو كسرتها !
ألتفتت اليه ببرود و أردفت : ماذا؟
أجاب بغضب : اتذكرين ماذا قلتي لي قبل أسبوعين ( إن جي !) ، أنت هي الـ ( إن جي)
فتحت عينيها بصدمه و كأنها لا تعرف السبب !
هزها بغضب : كيف لك أن تسرقي كتاباتها و تنشريها بأسمك لقد كان أملها الاخير ؟
قالت باستهزاء : أمل ؟..سرقة؟ ، منذ متى و أنت تعرف هذه المصطلحات ..لقد تغيرت كثيرًا |
اشاح كريس وجهه بأستياء عنها
تقدمت نحوه و همست بحزن : اتذكر ماذا قلت لي عندما انفصلنا ... اتذكر ماذا كان السبب؟
التقت عينيه بعينيها الساخطة الواهنة المضطربة لم يكن يستطيع ان
ينظر الى تلك العينين اكثر أكتفى بالهروب و المغادرة
كانت عينيها الدامعتان تتابعه حتى أختفى من أمامها همست بأنكسار :

_ انت من أخلفت هذا الوعد كريس!

•••

_قبل 3 شهور_

(إلين)

كنت أسير بخطى سريعة نحو مكاننا المعتاد كنت متأكدة انه هناك
كيف لك الا تخبرني يا كريس! ، كنت أشعر بثقل من ملابسي المبلله و شعري الذي التصق بوجهي
صعدت السلالم بسرعه و توجهت نحو السلالم الخلفية كما توقعت أن اراه هناك ، أنفجرت باكية و انا أنحني اليه لم يسبق ان اراه بهذا الأنكسار حضنته من الخلف و وضعت رأسي على ظهره و أردفت بصوت مخنوق : لقد سمعت عن والدك .| كان متشوقًا لرؤيت أدائك الاول !
لم استطعت أن أكمل حينما سمعت بكائه يعلوا فأكتفيت بأن أضمه بقوه لكن لم اكن أتوقع تلك الكلمات ان اسمعها يومًا ، همس بصوته المبحوح "إلين دعينا ننفصل !"
رفعت رأسي بصدمه و احدق به كالبلهاء و غير مصدقة لما قاله للتو

(كريس)

كان صعبًا علي لم استطع النظر الى وجهها لاول مره ذاك الوجه الذي لطالما حرمت النظر الى غيره ، كان وقع تلك الحروف الخائفة على مسامعي إنكسارًا لقلبي ! لكنني وعدت أبي .

_ لقد وعدت أبي ان أكون افضب شخص يقف على المسرح ألين و سأسعى جاهدًا الى ذلك
ألتفت ببطء ناحيتها و أرى ملامح الحزن و الصدمة غطت على وجهها الملائكي وقفت و أدرت لها ظهري لا أستطيع الصمود أكثر لكن حالما أبتعدت عنها سمعت صوت بكائها الأشبه بسومفونية حزينة (وداعًا يا حبيبتي)

•••

لقد تعكر مزاجها تماما كانت تنوي الذهاب الى (نيويورك سكوير) و التسكع لكن ظهور كريس أفسد كل شيئ بالنسبة لها ، أدارت ناظريها لثنائي كانا يسيران معها كان الشاب يحمل حقيبة الفتاه و باقه ورد حمراء و ماسكاً المظله ليقيها من قطرات المطر معرضًا نفسه لتبلل و المرض !.

حرك هذا المشهد ذاكرتها الى الوراء

خرجا من المكتبه معًا بعد ما أنتهيا من الدراسة لكن أستوقفهما رؤية الأرضية المبللة

قال كريس بعبوس و قد بدأ بتذمر : أوه اللعنة لم أحضر معي مظلتي !
التفتت اليه و هي تنهره بغضب : كريس كم مرة قلت لك أن تتوقف عن قول (اللعنه!)
ضحك بخفة وهو يجذبها نحوه و يدنق رأسه لتتلاقا عيناه الجليديتان مع عينيها الفيروزيتين و يهمس بصوت العذب : هل حبيبتي تخاف علي ؟
لتضحك هي بأنوثة و تشبك يديها خلف عنقه و تهمس: أجل تخاف عليك حتى من نفسها
ليبتسم هو برضى و يبتعد عنها و يتوجه الى الداخل ليحضر مظلة ، سرحت به أي نعمة وهبها الله لها ؟ ماذا فعلت لتستحق رجلًا مثل كريس؟ .
أبتسمت عندما لمحته قادمًا نحوها وهو يحمل مظلة و يضعها فوقها و يحمل عنها حقيبتها .
_ هيا لنذهب .

أشاحت بوجهها بعيدًا عنهما فقد لاحظاها بالفعل ، تشبست الفتاة بكتف حبيبها و هي تحرق إلين بنظراتها .

_ يالسخف !

قالتها بسرها و توجهت نحو الحديقة العامة لتلمح أولئك الصغار يلعبون في ساحة اللعب المكونة من أرجوحتان و بيت بلاستيكي بهتت ألوانه عبر ال من
صاح أحد الآطفال الثلاثه بفرح : نونا !
لينفض التراب من يديه و يتوجه نحوها ليرتمي بأحضانها لتبادله العناق و قد فاضت مشاعرها بالفعل ، ليركض ناحيتها البقيه و يتضاربون لعناقها لتضحك بخفة و تطبع قبلة خفيفة على وجنتا كل واحد منهم لتتوجه الى المقعد الخشبي الرث و تجلس عليه
ليتبعونها بحماس و تخرج المعجنات المغلفة و تعطي كل واحد منهم واحدة و تكتفي بتأمل الفرحة الفاضحة من أعينهم و شراهتهم عند أكلهم لها لتبتسم و قد دمعت عيناها من الفرحة كونها قد عادت لهم بعد غياب طويل ( أي بعد أنفصالها عن كريس)

أردفت الطفلة و هي تمسح دموع إلين بأناملها : لماذا تبكين ؟
أبتسمت و هي تحملها و تجلسها على حضنها : لأني أشتقت أليكم !
قال لينك وهي يلتفت يمنه ويسره : أين كريس؟
ارتبكت قليلاً ثم أجابت : لديه عمل لم يتمكن من المجيئ
اومأ لينك بحزن ثم جلس بجاورها واكمل أكل فطيرته لكن هناك أحد لم يقتنع بأجابتها لترفع رأسها ناحيه تايون الذي يحدق بها بنظرات غريبة لتبتسم له بتوتر من بين كل الاطفال الذين قابلتهم هذا الطفل مختلف عنهم تماماًليفاجئها بكلامه :

_ انتي ( أن جي) !

لتلتفت ناحيه لينك و اورين يبدو أنهما مستغرقان بالكلام و لم ينتبها لكلام تايون لتعاود النظر اليه وهي تائهة تمامًا ماذا يقول هذا الطفل
شيئ واحد تردد في عقلها هو كريس يا ألاهي نفس النظرات نفس النبرة ! ، من تكون يا تايون ؟

توقفت و هي تتظاهر بعدم الأكتراث وهي تودعهم بلطف و عينيها مازالت معلقة بتايون : وداعًا
ليرد الطفلان بنشاط : وداعًا نونا

لتستدير و تهرع الى خارج أساور الحديقة لكن أستوقفها رجلان يخرجون من الممر الضيق الذي بجانبها و يبدون كمجموعه من رجال العصابات لتنكمش و هي تحضن نفسها ممسكة بحقيبتها و تراهم يتعدونها لتطلق هي تنهيدة كانت تحبسها و تعاود الوقوف بأتزان .
لترمق الممر الضيق بطرف عينيها و تتوجه نحوه ببطء وهي تحدق بالمكان المبلل بالكامل من المطر و أضاءة صفراء فاقعة في نهايته لتتوقف وهي ترى ذاك الشاب مرمي على الارض حافي القدمين يرتدي (بيجامة) مكونة من تيشيرت فضفاض اسود و شورت رمادي غامق يكشف بشرته البيضاء و الجروح المنتشرة في أرجاء جسده ، لتنحني له بحذر و تهز كتفه و هي تهمس بصوتها الآنثوي:

_ المعذره ، المعذره هل انت بخير !

لتنطلق منها صرخة وهي تشعر بيده تجذب يدها اليه و تصطدم بجسده وتصبح قريبة من وجهه .
تنفست بخوف و هي تحدق بوجه المليئ بالجروح و رأسه الذي ينزف
و كأنه خرج من معركه مميتة !
ليفتح عينيه الرماديتين و يحدق بعينيها و يهمس بصوته المبحوح :
_ انتي لستي بخير !

احداث البارت ممله اعرف اااه بس ذا الي طلع معي لما عصرت مخي …)

__________________



سُبحان الله🍁
- الحمدلله 🍂
- لا إله إلا الله 💭
- الله اكبر💙
- سُبحان الله و بحمدهِ 🍃
- سُبحان الله العظيم💛
- أستغفر الله و أتوبُ إليهِ🌸


التعديل الأخير تم بواسطة ميَلُۆدِ ; 05-20-2018 الساعة 09:29 AM