عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 04-25-2018, 06:15 PM
 
الفصل الخامس :لعبة بلا قوانين




ما أن أصبحا داخل غرفة النوم حتى ابتعدت ليجي عنه ، واستدارت لتواجهه
- ما الذي تظن نفسك فاعله ؟ ألا تظن أنك تبالغ ؟
- أبداً عزيزتي من الطبيعي أن نرغب في أن نكون لوحدنا هل نسيت أننا عاشقان
- لا لسنا عاشقان! نحن فقط ندعي ذلك ! وعلى أي حال ، في رأي أنت تدفع بالأمور إلى البعيد كثيرا!
هز فيكتور رأسه ببطء ونظر لوجهها الأحمر:
- ما بالك ألا تملكين في نفسك أي عاطفة ؟ أليس لديك خيال ؟ واضح أنك لم تعرفي علاقة حب من قبل ، وإلا ما كنت مضطراً لأن أشرح لك الاندفاع الملح لحبيبين يريدان أن يكونا لوحدهما !
على الأقل هو محق في شيء واحد لم يسبق لليجي أن كان لها علاقة حب في حياتها ، أما بالنسبة للخيال والعاطفة فلديها ما يكفي لتحس أنها في خطر مطبق والعاطفة في نفسه هو ، هي التي تقلقها
بابتسامة ماكرة أدار فيكتور المفتاح في قفل الباب ، ووضعه في جيبه :
- بما أنك بهذه البراءة ، أرى أن أعطيك التعليمات يجب أن نتعامل فورا مع هذه الفجوة المحزنة في ثقافتك عزيزتي
خلع سترته ورماها على ظهر كرسي ثم أرخى ربطة عنقه ، وجلس على السرير ليخلع حذائه الرجل لا يطاق ! ما الذي يقترحه ؟ أحست ليجي نفسها مجمدة على الجدار
- عما تتحدث ؟ ولطفاً لماذا أقفلت الباب بالمفتاح

- للخلوة عزيزتي لن نرغب أن يزعجنا أحد
فك ياقة قميصه ، ثم مال مستنداً إلى كومة وسائد ناعمة ربت على الغطاء إلى جانبه :
- تعالي .. تعالي وأجلسي هنا
لم تتحرك ليجي قيد أنملة :
- لماذا ؟
- لماذا !! كي أتمكن من إعطائك بعض المعلومات عن الحب فأنت ، كما فهمت تجهلين هذه الأمور !!
نظرت إليه بغضب :
- أنوي أن أبقى هكذا !
لو تجرأ وقام بحركة واحدة نحوها ، فستصرخ حتى تدمر هذا المنزل اللعين !
لكنه لم يتحرك ، بل ابتسم قائلاً :
- إهدائي ياليجي لا شيء تخافين منه
فتح زرين من قميصه وهو يمعن النظر إليها :
- أؤكد لك أن نوع التعليمات التي في ذهني هي نظرية بالكامل ، وليست عملية بماذا تفكرين ؟!
لاحظ الارتياح ، والنظرة البلهاء على وجهها :
- هل فكرت أنني أنوي الاعتداء عليك ؟ لا شك أنك تعتبرينني يائساً حقاً كي الجأ لمثل هذا التصرف الوحشي ؟
أحست بالاهانة لقوله ( يائس حقاً ) فردت عليه بحدة :
- وما المفترض بفتاة محترمة أن تظن غير هذا ؟ حين يقفل رجل الباب عليها في غرفة نوم ويضع المفتاح في جيبه ؟ أظنها ستكون معذورة في مثل هذا الاستنتاج !
- إذاً هذا ما أقلقك ؟ لكن لا يجب أن تقفزي لاستنتاجات لا أساس لها إقفالي الباب ، هو لأجل مارولا وللتأكيد على حاجتنا أن نكون لوحدنا ، دون خوف من المقاطعة ولم يكن بقصد إخافتك

نظرت ليجي إليه ، نصف مصدقة لما يقول ، فواقع أنه لا ينوي فرض نفسه عليها ، دون شك صحيح فيكتور دوما رشيه الفاتن الكبير لن يكون بحاجة لهذا علاقاته تعتمد على رقة سحره وجاذبيته
أما ادعاؤه أنه لم يكن ينوي أخافتها ، فهي لا تتقبل هذا كثيراً ، إنه لاعب ماهر خبير ، عديم الرحمة ولن يتردد أمام شيء لتكون له اليد العليا

واست نفسها وهي تتقدم لتجلس إلى جانبه تذكري هذا : لقد اخترت عدو لدود خطير وإذا قللت من شأنه فسيكون ذلك على حسابك
سألته بابتسامة باردة :
- إذاً ماهي هذه التعليمات التي تنوي إعطاؤها لي ؟ هيا أخبرني كلي آذان صاغية
استند إلى الخلف على الوسائد ، ووضع يديه خلف رأسه :
- يبدو أنك بحاجة إلى تعليمات حول كيفية التعامل مع علاقة ، أو بالأحرى كيفية التظاهر بالتعامل معها بما أن وجهة النظر لكل هذا العمل هو شد الانتباه إلى أنفسنا ، يجب أن نتأكد أن تمثيليتنا الصغيرة مقنعة ، ويجب أن أقول أن أداءك في الرحلة إلى هنا كان يبعث على الشفقة

ارتفع اللون الأحمر إلى وجهها ، وهي تلمح لمعاناً خبيثاً في عينيه
- وبأي طريقة تظن أن أدائي لها يفي جداً بالمراد ؟
قطب وجهه :
- هذا ما كنت أخشاه ، ولهذا نحن بحاجة إلى الحديث المفترض أن نكون عاشقان عزيزتي وأننا شخصان يشتاقان لبعضهما وليس مجرد اثنين يعرفان بعضهما ، ويجفلان مبتعدين عن بعضهما كل فترة !
وضعه التصوري جعل وجهها يلتهب وقالت محتجة :
- بكل تأكيد يكفي أن نكون معاً نعيش في هذا المنزل ولا أرى أية ضرورة لأي شيء أكثر من هذا

- إذاً عزيزتي ، أنا مضطر لأن أصحح وهمك براءتك فاتنة ، لكن جهلك يجب أن يصحح فإذا كان لهذه الخطة أي فرصة للنجاح ، يجب إذن أن تقومي بجهد لأداء دورينا بطريقة صحيحة وإذا كنت تذكرين ، وافقت على التعاون الكامل
ابتسمت لنفسها سراً فليس هذا كل ما وافقت عليه لكنه لو يعلم ؟ قالت له :
- أجل أذكر وسأتعاون
استرخى على السرير :
- هذا سيكون أفضل وبإمكانك دوماً مواساة نفسك بواقع أن تظاهرنا هو للإرضاء العلني فقط حين نكون وحدنا يكون تصرفنا من اختيارنا

- في هذه الحالة إذا كنت لا تمانع ، سأستغل هذه الفرصة لأستريح في غرفتي الخاصة
نزلت من السرير ، ومدت يدها له وتابعت بحدة :
- أعطني المفتاح ، درسك التوجيهي مفهوم تماماً
ابتسم يهز رأسه ببطء :
- قد يكون درسي قد انتهى لكنك ستبقين هنا ، فهذه ، عزيزتي غرفتك وغرفتي !
- لكنك قلت لتوك ! بالتأكيد لا تتوقع أن أشاركك غرفة النوم ؟
- أنا لا أتوقع فحسب بل أصر عليه ! ماذا ستظن مارولا لو أننا نمنا في غرفتين منفصلتين لا لا عزيزتي ، لا يمكننا المخاطرة مثل هذه المعلومات تنتشر بسهولة
أنه على حق أعترفت بقلب هابط تلعن نفسها لسذاجتها لم يخطر ببالها التفكير بمثل هذه التفاصيل حين رمت نفسها بكل تهور في هذه المهزلة !
- حسناً أنا واثقة تماماً أنني لن أشاركك السرير لذا لاتحاول إقناعي أن هذا جزء ضروري من الخطة فلا مجال لذلك
- لن أحاول عزيزتي في الواقع ، فكرت بحل لهذه المشكلة بالذات الفراش على هذا السرير ، هو فراشان منفردان ملتصقان ، سأفصلهما واضع ,أحدا على الأرض ، ثم نعيد جمعهما في الصباح وهذا سيشمل تخريب الأغطية بالطبع
تابع بتسلية خبيثة :
- لكنني أشك في أن تتوقع مارولا أن تكون الأغطية في حالة سوية في الصباح
تكورت شفتي ليجي بسخط ديه طريقة خبيثة في التلاعب بالألفاظ ، وتجاهل للذوق السليم من سيصدق بعد الآن أنها فتاة لها مثل أخلاقية عليا؟
وكأنه قرأ أفكارها :
- لا تقلقي إذا سار كل شيء على ما يرام ، سنتمكن من إنهاء كل شيء قبل أن تنتشر القصص حولنا فمن غير المحتمل أن يعرف أصدقاؤك وعائلتك في لندن شيئاً عن هذا
نظرت إليه بكراهية فالخوف من أن تعرف أمها بهذا دخل رأسها وبعد ما فعله فيكتور باليانور لن تسامحها أمها وأكمل :
- أما بالنسبة لأهل البلاد هنا ، فأؤكد لك أن لا أحد منهم سيهتم أما مارولا فلن تزعج رأسها واستطيع القول ، من مجرد النظر إليها إنها امرأة خبيرة
وهو خبير بالنساء طبعاً ! استدارت إليه بسخط :

- امرأة خبيرة أم لا ، لم تكن بحاجة للتمادي بإعطائها انطباع سيء بأننا على وشك التمادي في علاقتنا
التوى فمه :
- إن قضاءنا ساعتين معاً لا يعتبر تمادياً ، أنت حقاً بحاجة لأن تعرفي ألكثير عن الحب
هذا أمر لا شك فيه لكن لن يكون هو من يعلمها

تراجعت خطوة وهو ينزل عن السرير مبتسماً لها :
- إذا ماذا تقترحين لنمضي ما بقي من الساعتين ؟ يمكن لساعة ونصف أن تمر ثقيلة إلا إذا ، بالطبع فكرت مجدداً في التمادي الذي كنا نتحدث عنه
تسمرت عينيها على وجهه ، تكره السخرية والوقاحة المشعة منه كيف ستتمكن من انجاز مهمتها والتلاعب به ؟ لا يمكن التلاعب معه ! والأكثر من ذلك لديها إحساس غير مريح بأنها هي التي يتلاعب بها ، بدا يفك ما تبقى من أزرار قميصه ، وعيناه لا تفارقانه
ابتلعت ريقها بصعوبة :
- ماذا تفعل الآن ؟
- ماذا تأملين أن أفعل ، عزيزتي ؟ طالما أنت غير راغبة في شيء ، سأستحم
ثم استدار متجها ً إلى الحمام
راقبته بقلب يخفق بجنون هذا الرجل هو أكثر خطراً مما تظن ، وربما تكون هذه بداية تأثيره عليها

أثبت فيكتور شهامة لم تكن تعرفها فيه
في أول ليلة لهما معاً ، ولدهشة ليجي أصر على أن يأخذ الفراش الذي على الأرض تاركاً ليجي تنعم بفخامة السرير لنفسها ، ثم استسلم وعلى الفور في نوم عميق بينما تقلبت هي بشكل يدعو للأسى لوقت طويل قبل أن يأتي النوم ليستولي عليها فلم يكن التعامل مع مقالات الإشاعات يروق لها في الحقيقة كانت تكره صحفاً مسيئة مثل ( البوغل ) وأحست إحساس غير مريح لمجرد أنها باحت لهم بسرها
وهي بكل بساطة لم تكن متعودة على كل هذه الأسرار والغموض فمثلاً لقد اتفقت مع ديانا إيفرارد ، أن أي معلومات ستتمكن من انتزاعها من فيكتور ، سترسلها بالبريد فوراً لميامي ، وأنها حال وصولها لباربادوس ستعلم الصحيفة بمكان إقامتها ، في حال اضطرت للاتصال بها
تقلبت في الفراش يجب أن تكتب لهذه المرأة فوراً لتعلمها بضرورة إيجاد ترتيبات أخرى لكن كيف ترسل أية كلمة وفيكتور يلازمها كأنفاسها طوال الوقت ؟ وبالتفكير هل ستتمكن من لعب دور الجاسوسة دون أن يشك بها ؟ ثم ما هي أفضل إستراتيجية لكسب ثقته ؟
كانت كل هذه الأسئلة ، لاتزال دون جواب ، حين استولى عليها الإرهاق واستسلمت للنوم
لم يكن يبدو على فيكتور أي اضطراب على عكس حالتها المضطربة ففي الصباح التالي وهما يتناولان الفطور ، شرع باستمتاع ينفذ تمثيليتهما

اضطرت ليجي لوضع قناع الشجاعة على وجهها ، وهو يعرضها لكل أنواع الغزل وفنون التودد ، ألأمر الذي وفر لمارولا تسلية سهلة لاشك أنه مثل هذا الدور دائماً لدرجة أنه قادر على تمثيله وهو نائم !!
من جهتها جارته في لعبته ، لا تبدأ شيئاً ، لكنها لا تصده ، شيئا فشيئاً يجب أن تبدو وكأنه يكسبها وقليلاً قليلاً يجب أن تقنعه بأن يثق بها
كانت فيلتهما على رمية حجر من الكاريبي وهناك بقعة على الشاطئ محفوفة بأشجار النخيل منزوية لاستخدامهما الخاص هاهي الآن ، ولساعتين من النعيم ستغلق عينيها – وهي ممدة على فراش الشمس – ناسية وجود فيكتور متظاهرة بأنها لوحدها !!
لكن كل ما حصلت عليه كان بضع دقائق وقع ظل فوقها فجأة ، وسأل صوت مخملي عميق
- يجب أن تضعي الزيت عليك عزيزتي .. أنصحك بهذا ، الشمس هنا أقوى مما تظنين
جلست منتفضة وقالت بحدة :
- لا أحتاج لنصائحك !
- هذه ليست الطريقة الملائمة للرد على حبيبك
كانت لهجته حادة وهو يخفض جسده على فراش الشمس قربها
- قد تظنين أننا في خلوة هنا لكن ، من يعلم أية عيون سرية تراقبنا ؟
تطلع لأشجار النخيل المتداخلة ، ثم مد إشارته إلى البحر ، حيث مجموعة ملونة من المراكب الصغيرة :
- بكل تأكيد لا يمكن أن تتوقعي ممن عملهم التجسس علينا أن يعلنوا عن مكان وجودهم بألعاب نارية وأعلام خفاقة ؟
- بالطبع لا .. كنت سخيفة
صوتها لم يكشف عن مشاعرها لكنها انتظرت لحظة لتقول
- إذا لم يكن لديك خطط أخرى أريد الذهاب إلى بلدة ( بريد جتاون ) بعد الغداء
- لا بأس في هذا بالنسبة لي هل من سبب محدد؟ هل هناك شيء معين تفعلينه هناك ؟
- لا اشيء محدد لمجرد مشاهدة المحلات ، وربما لشراء بعض البطاقات البريدية
أكملت لنفسها سراً : وللذهاب لمكتب البريد لإرسال رسالة إلى ميامي
قال محذراً :
- حسن جدا لكن أرجو أن لا تكوني تخططين للضياع بين الجموع ، فهذا سيكون مضيعة للوقت

قلدت صوت البراءة
- وهل أفعل شيء كهذا ؟
وردت بنظرة باردة على ابتسامته لكنها في داخلها كان قلبها يخفق توتراً لكن كان يجب أن تتغلب على توترها وتقوم بالاتصال بديانا ايفارارد
بينما فيكتور يغير ثيابه أغلقت على نفسها الحمام ،وكتبت بسرعة رسالة لديانا كانت في معظمها توسلاً لها أن لا تحاول الاتصال بها بل أن تكتب لها عبر البريد في ( بريد جتاون ) ترددت لحظة : هل تضيف إلى رسالتها تقول أنها غيرت رأيها ؟
هل تتراجع الآن وأمامها الوقت اللازم ؟
متنهدة لعقت غلاف الرسالة وألصقته وأمرت نفسها ، فكري بإيجابية !
قادها فيكتور نزولا على السلم الخشبي إلى حيث الكاديلاك البيضاء المؤجرة وقال مبتسماً :
- إلى مهمة ( بريد جتاون )
مزاجه الجيد استمر طوال بعد الظهر ، وهو يأخذها في جولة حول العاصمة :
- يقال أن ( بريد جتاون )هي الأكثر انكليزية بين مدن الكاريبي ولسوف تشعرين بأنك في بلادك
نظرت ليجي للساحة المغبرة بواجهات محلاتها الملونة ، وأرضها المرصوفة بالكوبالت وردت ساخرة :
- أوه أجل إنها مثل انكلترا تماماً في كل التفاصيل خاصة في الطقس
- لا يمكنك توقع شيء فالطقس الانكليزي فريد من نوعه لكن أراهن أنك لم تكوني تتوقعين أن تجدي نفسك وسط الكاريبي وفي وسط ساحة ترافلغار
أكملت قائلة :
- أنظر إلى نسخة مصغرة من تمثال نيلسون
كان هذا بالفعل مفاجأة للحظة ظننت نفسي عدت إلى لندن ! كيف اتفق أنك تعرف هذا المكان جيداً

ضحك :
- زرت الجزيرة من قبل ، إنها أحد الأمكنة المفضلة عندي في العالم
- أعتقد أنها ستصبح كذلك بالنسبة لي
- من يدري ! أشياء أغرب من هذه حصلت !
مع التقاء عيونهما ، مرت بينهما ومضة تعاطف ، ودون تفكير تجاوبت مع ابتسامته
وأكمل :
- أنوي أن أكون متأكداً أنك ستحصلين على أفضل ما يمكن من رحلتك هذه ولا سبب يمنعنا من أن لا نتمتع ، بسبب ( اتفاقنا )
أشاحت بوجهها كارهة التفكير بهذا الاقتراح لكنها في الواقع كانت تتمتع تماماً حين لا يكون متسلط، يكون مرافق ساحر
نظر لساعته :
- اقترح أن نقف بعد هذا عند مركز البريد ، قلت أنك تريدين إرسال بطاقات بريدية ، ولست واثقاً من موعد إقفال المكتب
أخفت ارتباكها :
- حسن جدا لا بأس بهذا بالنسبة لي
على الفور أخذ قلبها يضرب بشدة وهما يسيران لمركز البريد بطريقة ما يجب أن ترسل الرسالة لديانا، لكن كيف ستتمكن من ذلك إذا أصر فيكتور على الدخول معها لمركز البريد ؟
قاطع أفكارها مقترحاً :
- إذا كنت تظنين انه بإمكانك تدبير أمر نفسك ، سأذهب إلى ذلك المتجر عبر الشارع ، واشتري بعض علب العصير والمرطبات
أحست بارتياح :
- فكرة جيدة سأنتظرك في الخارج حين أنتهي

أسرعت لداخل مكتب البريد مسلحة بالطوابع البريدية ، وبيدين مرتجفتين ، وضعت الطوابع على المغلف ثم أعادته لحقيبتها وأكملت بسرعة بقية البطاقات وأسرعت نحو صندوق بريد ورمت الرسالة فيه بعدها تعاملت مع بقية الطوابع بروية
وهي تستدير أحست براحة ضعيفة في قلبها
لكن في اللحظة التالية جمد الدم في عروقها وامتلأت عيناها بصورة الجسم الطويل الذي كان يراقبها عند الباب أوه يا إلهي هل شاهدها تضع الرسالة ؟
تقدمت نحوه بساقين غير ثابتتين لكن كل ماقاله :
- هل أنهيت كل شيء ؟ تعالي إذن دعينا نذهب
ودون تفكير لحقت به تحت أشعة الشمس القوية التي تعكس دفء الارتياح في قلبها لم يكن ارتياحها لأنها أرسلت الرسالة فقط بل لأن لاضرر حقيقي حدث حتى الآن وهذا سيجعلها تكسب ثقته
لكن وهما يسيران معاً عبر الشارع كانت هناك زاوية سرية في قلبها تعرف أن هذا لم يعد صحيحا تماماً
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي