الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
  #156  
قديم 03-02-2018, 10:55 AM
 
[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=90618');"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][tabletext="width:60%;"][cell="filter:;"][align=center]




عند كايت المتأمل بلوحات المعرض الهادئ أتت إيفلين من خلفه لتحتضن ذراعه و تقول: هل أعجبتك هذه اللوحة كثيرا؟
كانت لوحة سوداء تخللتها رسمة لبرج ملون تقف عليه فتاة وحيدة بلا ملامح تنظر للأفق ليبتسم لها و يقول: ذكرتني بنفسي قليلا هذا كل ما في الأمر
قالت إيفلين بذهول: أنت لست شخصا منعزلا و وحيدا مثل هذه الفتاة التي تبدو حتى بلا والدين أو أحد يهتم بها
نظر إليها ليبتسم ابتسامة شابها شيء من الحزن و الحنين استغربت من تلك الابتسامة ليكملا السير معا بهدوء في المعرض أوقفهما مجموعة من الصحفيين ليقول أحدهم: ما هو مشروعكما القادم؟
قالت إيفلين: لا شيء حاليا
قال آخر: سمعنا أن السيد لوسيل سيقيم بجولة حول العالم عما قريب
قال كايت: أجل بعد شهر من الآن
قالت إيفلين: حقا؟ لم أعرف ذلك أبدا
قال كايت: كنت سأخبرك هذا اليوم
قالت إيفلين و هي تبدي الغضب على وجهها: أليس من المفترض أن تخبرني أولا كايت؟ لماذا أنا دائما في المرتبة الثانية بالنسبة إليك؟ هذا مزعج حقا
ابتسم كايت ليقبل جبينها و يقول: لأن المرتبة الأولى لشخص أحبه كثيرا
علت الصدمة الوجوه حالما سمعوا بذلك لتقول إيفلين بمرح شديد: أعرف ذلك فهي لوالدتك الراحلة على كل حال و لا أستطيع أخذها بالتأكيد لكنني أحبك كثيرا
قبلت وجنته بمرح ليبتسم لها نظرا للصحفيين المتعجبين من هذه المحادثة بينهما لينظرا لبعضهما ثم يضحكا بمرح غادرا المعرض ليذهبا لأحد المقاهي قالت إيفلين و هي تضحك: كانت تعابير وجوههم مضحكة للغاية اعتقدوا أننا سننفصل أو شيء من هذا القبيل
قال كايت: لا أعلم أحيانا بماذا يفكر هؤلاء الأشخاص حقا
رشف رشفة من كوب القهوة الساخنة الخاصة به لينتبه لنظرات إيفلين نحوه ليرفع أحد حاجبيه مستفسرا عن سبب هذه النظرات لتقول بنبرة حزينة: لا أريد التفكير في أنه يوم ما لن نكون معا و لن نستمتع بوقتنا
لم يفهم السبب وراء الحزن الذي ألم بها فجأة لكنه ابتسم لها و بعثر شعرها قليلا لتنظر إليه بشيء من الانزعاج لتبتسم لاحقا و تبدأ الحديث في شيء مختلف لتتغير الأجواء المحيطة بهما بدأت الشمس بالغروب ليعود الجميع لمنازلهم في طريق عودة تولاي التقت بليندا من جديد برفقة الفتى المدعو توماس ابتسمت لها ليندا بمرح شديد و قالت: مساء الخير آنسة لوريجن هل قضيت يوما جيدا؟
هزت تولاي رأسها بدون قول أي شيء نظرت لتوماس ليصيبه شيء من الصدمة و يشير نحوها قائلا: ألست أنت المعلمة الجديدة؟ من أين تعرفينها ليندا؟
قالت ليندا: إنها جارتنا من المنزل المجاور لمنزلنا
قال توماس: ماذا؟ جارتنا؟ لا أصدق هذا
قالت ليندا: هل أنت معلمة في صف توماس؟
قالت تولاي: سأبدأ بالغد
قالت ليندا بمرح: يا إلهي حقا؟ كم أنت محظوظ للغاية توماس
قال توماس: لست محظوظا البتة فهي مخيفة للغاية لا أريد العيش بالقرب منها
لم تبالي تولاي بردة فعله اتجاهها لتعجب ليندا ذلك ثم تقول بمرح: صحيح لم لا تأتين معنا للمنزل؟ سيحب والديّ لقائك كثيرا
قال توماس: توقفي عن هذا ليندا
نظرت ليندا إليه بشيء من التهديد ليصمت و يبعد عينيه عنها وافقت تولاي على عرضها لتذهب معهما لمنزلهما فتحت ليندا الباب لتقول بمرح شديد: لقد عدنا للمنزل و معنا ضيفة مميزة و رائعة
خلعوا أحذيتهم عند الباب ليدخلوا المنزل المخالف لمظهره العادي من الخارج فقد بدا عليه الثراء من الداخل اللوحات الجميلة الزيتية تزين جدرانه و تلك الأواني الخزفية و الفخارية من مختلف الأماكن زينت الأركان كانت تولاي تنظر لإحدى اللوحات في الممر أتاها صوت والدة ليندا من خلفها و هي تقول: إنها لوحة عن مدينة عاشت بها الفراشات سابقا ذهب زوجي إليها من قبل
التفت تولاي إليها لترى الوالدة تبتسم لها بمرح لتقول: أهلا بك في منزلنا آنسة لوريجن
قالت تولاي: أتمنى أنني لا أزعجكم بقدومي
قالت الوالدة بمرح: بالتأكيد لا تفضلي رجاء
ذهبت مع الوالدة للصالون الهادئ لتجلس على الأريكة الخضراء الفاتحة قدمت ليندا لها كوب شاي مع قطعة حلوى بالتوت لتقول: ألم يعد أبي من معرضه بعد؟
قالت الوالدة: لا و كذلك شقيقتك ماري قال مايك بأنه سيتأخر قليلا بسبب العمل
قالت ليندا: هكذا إذا حسنا سأذهب لأبدأ كتابة تقارير هذا اليوم
نظرت ليندا لتولاي لتبتسم لها بمرح ثم تصعد الدرجات لغرفتها جلست الوالدة بالقرب من تولاي لتقول: حدثتنا آنابيلا عنك كثيرا هي و زوجها لذلك أردنا دائما معرفتك عن قرب أكثر أتمنى ألا تكون ليندا قد أزعجتك
هزت رأسها نافية ذلك لتبتسم الوالدة ثم تقول: لابد أنك تعرفين القرابة التي بيننا صحيح؟
قالت تولاي: والدتك شقيقة والدتها و زوجك ابن خالة زوجها أدرك ذلك
ابتسمت الوالدة تحدثت إليها عن بضع أمور حتى عاد الوالد بابتسامة سعيدة على شفتيه لنجاح معرضه هذا اليوم تفاجأ عند رؤية تولاي تجلس هناك لتنحني لها جلس على أقرب كرسي منها و يقول: مرحبا بك في منزلنا آنسة لوريجن
قالت الوالدة بذهول: كيف عرفت أنها هي؟
قال الوالد: أرسلت لي ليندا صورتها منذ قليل
نظر إليها بهدوء ليبتسم أخيرا و يقول: حقا أحاديث آنابيلا و زوجها عنك زادت حماسنا لرؤيتك آنسة لوريجن
قالت تولاي: يبدو أنهما لا يتحدثان عن شيء عدايّ
ابتسم الزوجان لها ليقول الوالد: سمعنا عما حدث معك قبل ثمان سنوات لابد أنك تشعرين بالحزن لما حدث
التعابير التي علت وجهها اختفت لوهلة لتكزه زوجته منبهة له على تلك التعابير ليشعر بشيء من الحزن لها و يقول: آسف إن ذكرتك بأمور مؤلمة كهذه لكنك بالتأكيد لن تقومي بعزل نفسك عن العالم بسبب ما حدث صحيح آنسة لوريجن؟
قالت الوالدة: عزيزي عليك التوقف عن الحديث فأنت فقط تؤذي مشاعرها أكثر
نظرت تولاي إليهما لتقول: لا أعلم ماذا أخبرتكما آنابيلا عني لكنني لست كما تظنان البتة و أتمنى ألا تفكرا كثيرا بشأني
نهضت من كرسيها ليستغربا ذلك انحنت لهما لتعود لمنزلها توجهت نحو غرفة نومها بهدوء لتجلس على طرف السرير تنظر للفراغ بتعابير فارغة تذكرت وجها لطالما حاول بث الابتسامة على شفتيها لتشعر بالحزن أغلقت عينيها لتقول في نفسها: لقد كان شخصا لطيفا حقا لم أستحقه يوما
انحدرت تلك الدموع على وجنتيها لتسند رأسها على الوسادة استيقظت في الصباح و حضرت فطورها الخاص تناولته على الشرفة لتسمح بالهواء العليل يداعب خصلات شعرها عله يخفف هموم قلبها الثقيلة تنفست عبق الأزهار الموجودة على الجرف القريب من منزلها لتملأ رئتيها به أنهت قهوتها لتعود للمطبخ و تقوم بجلي الصحون استحمت لترتدي تنورة بيضاء مقلمة تصل لمنتصف الساق بها خطوط زرقاء داكنة مموجة على الطرف السفلي و بلوزة زرقاء داكنة بأكمام طويلة أطرافها بيضاء كذلك الياقة رفعت شعرها للأعلى لتزينه بدبوس الشعر الذي أهداها زيس إياه حملت هاتفها في جيبها الخلفي لتغادر المنزل التقت بليندا و توماس الذي أظهر تعابير منزعجة فور رؤيتها بينما قالت ليندا بمرح: صباح الخير
قالت تولاي: صباح الخير لكما
لم يبالي توماس بالإجابة عليها لتقول ليندا: بما أنكما ذاهبان لنفس المكان لم لا تأخذين توماس معك يا آنسة؟ هناك الكثير الذي عليّ فعله في الجامعة بسبب المشروع لذا أرجوك
نظر توماس إليها بانزعاج و ذهول من طلبها الغريب و المفاجئ لينظر لتولاي بحذر من إجابتها التي صدمته بالموافقة أمسكت ليندا كلتا يديها بمرح و قالت: شكرا جزيلا لك آنسة لوريجن سأقدم لك هدية شكر عند عودتي للمنزل
أسرعت بالمغادرة لتسير تولاي بهدوء خلف توماس الذي يمشي بخطوات سريعة نحو المدرسة التي لم تكن بعيدة عن منزلهم وصلوا إليها ليتوجه مباشرة لصفه أوقفته إحدى الفتيات بقولها بنبرة مرحة: هل تسكن بالقرب من المعلمة الجديدة توماس؟
تجمد في مكانه لبعض الوقت ثم التفت نحوها بهدوء ليقترب منها و هو يقول بشيء الارتباك: و لماذا هذا السؤال الغريب؟
قالت الفتاة بابتسامة مرتبكة: لقد رأيتك تدخل معها المدرسة
ضحك توماس بصوت عال جذب انتباه نظرات الطلاب المستغربة نحوه ليبتسم بارتباك ثم يسير نحو مقعده جلس بهدوء ليأخذ نفسا عميقا ليقول في نفسه: سيكون الأمر مثيرا للشفقة لو عرف أحدهم أنني جار لها
زفر الهواء الذي بداخل رئتيه مع رنين الجرس بدأ الطلاب بالدخول للصفوف و كذلك المعلمين دخلت تولاي الصف الذي هجره أي نوع من الازعاج حدق الطلاب بها لبعض الوقت بينما تكتب تاريخ اليوم على السبورة البيضاء بقلم أزرق اللون لتقول إحدى الطالبات بعد تردد دام لفترة قصيرة: هلا عرفتنا عن نفسك أكثر آنسة لوريجن؟
التفت تولاي نحوهم لتصل القلوب لحناجرهم من الرعب الذي دب فيهم من نظراتها الهادئة لتقول: أولا سمعت عن مشاركتكم في المهرجان بإنشاء منزل للرعب لذلك لن تأخذوا أي دروس حتى يوم المهرجان
صدمهم ذلك الخبر بقدر ما أسعدهم لكن صيحات سعادتهم لم تسمع فالخوف منها لا زال بداخلهم لتكمل حديثها قائلة: سيكون عليكم الاستعداد لامتحان الغد للوحدتين الثانية و الثالثة كما أخبرتني معلمتكم السابقة و جدول امتحاناتكم لن يتغير عدا أنه سيكون في بداية الدوام
عبروا هذه المرة عن استيائهم من الأمر وقعت عيناها على توماس الذي كان يستمع لتلك الأخبار من خلف حقيبته التي يضعها أمام وجهه لتقول: كما قلت لكم بالأمس اسمي هو تولاي لوريجن سأكون معلمة التاريخ البديلة
لم تلقى أي استجابة منهم لفترة قصيرة ليقول أحد الفتية: هل انتقلت إلى هذه المدينة مؤخرا؟ تبدين غريبة عن سكانها
قالت تولاي: أجل منذ بضعة أشهر
قال آخر: لماذا اخترت التدريس كوظيفة؟ أنت أجمل من أن تكوني معلمة
نظرت تولاي نحو ذلك الشاب الذي ابتسم لجذب انتباهها إليه انتظر بقية الطلاب إجابتها على سؤاله لتقول بكل هدوء: عملت بكثير من الوظائف من قبل و أردت تجريب هذه المهنة لأرى إن كان يوجد أي نوع من الحمقى أمثالك في مقاعد الدراسة
غضب ذلك الطالب لما قالته ليقف على الفور و يقول: لم أسمع ما قلته جيدا هلا أعدته؟
توترت الأجواء في الصف و بدا الارتباك على وجوه الطلاب البقية تجاهلته تولاي لتقول: صحيح أن السيدة مادلين من كتبت الأسئلة لكنني من سأهتم بتصحيحها لذا ابذلوا جهدكم في الامتحان
انزعج ذلك الشاب أكثر من السابق ليركل كرسيه بقوة ليخاف الطلاب منه اقترب بخطوات سريعة غاضبة نحو تولاي التي لم تبدي أي اهتمام بما يحدث وقف أمامها ليقول: من تحسبين نفسك يا هذه؟
نظرت تولاي إليه لتقول: أرجو المعذرة لكن عليك العودة لمقعدك
أمسك الشاب بياقتها ليقرب وجهها منه حدق بها بغضب شديد وسط أنظار الجميع الخائفة المرتقبة ما سيحدث كان توماس ينظر للأمر باندهاش شديد و هو يقول في نفسه: أليس من المفترض أن تكون شخصا قويا؟ لماذا لا تدافع عن نفسها؟
عض على شفتيه ليحاول النهوض ليصيبه الصدمة كبقية الطلاب الذي صرخوا مذهولين من ظهور تلك الأفاعي الصغيرة الصفراء المنقطة بالأسود تتجه مسرعة نحو ذلك الشاب الذي وقف مذعورا منها لتقول تولاي بهمس: إن كنت تخاف من هذه الأشياء لم يتوجب عليك رفع صوتك على معلمتك صحيح؟
ابتعد عنها و عيناه تظهران الخوف الشديد منها غادر الصف بسرعة هربا من عينيها عدلت ياقتها لتقول: حسنا نظموا أفكاركم للمهرجان إن رغبتم بأي شيء سأساعدكم
توجهت نحو النافذة لتقف بالقرب منها متجاهلة كل الهمسات المتحدثة عنها لم يمضي كثير من الوقت حتى تغير الحديث لمنزل الرعب الذي سيقمون به مضى الوقت سريعا لينتهي الدوام المدرسي عند إيفلين التي كانت تسير ملتصقة بكايت كعادتها أثناء سيره في الممرات نظر إليها ليبتسم لها و يقول: ألا تشعرين بالملل أبدا إيفلين؟
قالت إيفلين: أبدا فأنا هنا بقربك
بعثر شعرها بيده اليمنى لتتسع ابتسامتها ثم تقول: لابد أنك ستنشغل كثيرا بسبب المسابقة المقامة للمدارس الثانوية بعد ثلاث أسابيع أليس كذلك؟
قال كايت: أجل سأعزف في البداية كتحد لهم
ضحكت إيفلين لما قاله توقفت أمام الصورة التي عرضت الفتاة التي يبحث عنها أخيها لتقول و هي تخرج هاتفها: لا أصدق ذلك هل حقا يعرفون أي هي؟
نظر كايت للصورة المعلقة على الحائط للفيلم الذي شاركت به تولاي بنظرات هادئة متعجبة للعنوان المكتوب أسفل الصورة بخط عريض" كشفت الحقيقة خلف اختفاء العارضة المشهورة تولاي لوريجن" ليقول في نفسه: لا أعتقد أن هذا ممكن فكل من سألتهم عنها لم يعرفوا مكانها و هم الأفضل في تقفي الأثر
لمحت إيفلين تلك النظرات الغريبة إليها على وجهه لتقول في نفسها: حقا هناك شيء مريب بين كايت و هذه الفتاة بالتأكيد
أكملت نقل الرقم لهاتفها لتمسك بيد كايت لينظر إليها بهدوء و يقول: هل انتهيت؟
قالت إيفلين بابتسامة: أجل انتهيت هلا ذهبنا لأحد المطاعم هنا؟
ابتسم لها بهدوء ليسير معها نحو أحد المطاعم القريبة من المكان في منزل عائلة والتفيرد الذين اجتمعوا على طاولة الطعام نظروا جميعا لتوماس الذي كان يحكي لهم ما حدث في الصف هذا اليوم قال مايك: يبدو أنني الوحيد الذي لم أحظى بشرف لقائها بعد
قالت ماري بابتسامة لطيفة: ذلك لأنك تتأخر دائما في عملك
قال توماس بصوت منخفض: حقا أود معرفة لماذا لم تفعل أي شيء عدا هذا
سمعته ليندا التي تجلس بالقرب منه لتقول: لأنها لطيفة جدا بكل بساطة
نظر توماس إليها بشيء من التقزز لتضحك بمرح على ردة فعله أنهوا طعامهم لتبدأ ليندا بمساعدة والدتها في التنظيف جلسوا معا لبعض الوقت قبل أن يتجه كل منهم لغرفته مضت الأيام بلا أحداث جديرة بالذكر و انتهت الأسابيع الثلاث سريعا في صباح يوم المهرجان الكبير المقام في المدرسة انطلقت أصوات الألعاب النارية لتجذب انتباه الزائرين رحبت المديرة بهم و أخبرتهم عن أنشطتهم لهذا اليوم عند منزل الرعب الشبه المهجور تنهد الطلاب باستياء لتقول إحدى الفتيات: ماذا علينا أن نفعل الآن؟ لم يأتي أي أحد بعد
قالت أخرى: ربما كان علينا اختيار مكان آخر فهذا بعيد عن المدرسة نوعا ما
قال أحد الفتية: توقفن عن التشاؤم هكذا
قال آخر: أجل علينا بذل المزيد من الجهد
قال توماس: حتى لو فعلنا ذلك لن يأتي أحد إلى هنا لأننا لم نصنع أي إعلان عن المكان
صمت الجميع و نظروا لتوماس بتفكير عميق ليتنهدوا بيأس ظهرت تولاي من بين الأشجار الكثيفة المحيطة بالمكان نظروا إليها باستغراب من قدومها نظرت للمكان لتقول: علينا تغيير بعض الأشياء هنا
قالت إحدى الفتيات: و ماذا سنفعل الآن؟
قالت تولاي: سترون الآن
طلبت من الفتيات اللاحق بها لداخل ذلك المنزل بينما ينتظر الفتية في الخارج يفكرون فيما تفكره به معلمتهم انتهت من القيام بالتغييرات اللازمة لتغادر المنزل برفقة أربع فتيات لينتابهم الاستغراب لتقول إحدى الفتيات بمرح شديد: سنذهب لتوزيع الإعلانات لذا ابذلوا جهدكم
ذهبت الفتيات ليقول توماس و هو ينظر إلى تولاي باستغراب: و ما المغزى من هذا كله؟
قالت تولاي: جذب الانتباه مهم لذا اختاروا أربعة منكم للمساعدة في هذا
فعل الفتية ذلك ليذهبوا للبوابة الرئيسية بينما البقية توزعوا داخل المنزل المهجور و كانت تولاي باستقبال الزوار برفقة توماس و الطالب الذي يحاول دائما افتعال المشاكل معها ليقول توماس بانزعاج شديد في نفسه: لماذا يجدر بي البقاء معها هنا؟
تنهد بانزعاج لينظر إليه أحد زوار المنزل الكثيرين ليبتسم بارتباك ازدحم المكان خلال ساعة و نصف انتصف النهار ليهدأ المكان قليلا تنهد الطلاب بتعب شديد ليقول أحدهم: هذا أصعب مما توقعت
قالت إحدى الفتيات: بدأت أشعر بالجوع
قالت أخرى و هي تلقي بجسدها على الأرض بهدوء: أجل لم أتناول أي شيء منذ الفطور
تنهد الجميع بتعب شديد لينظروا باتجاه تولاي التي وقفت أمامهم لتقول: عليكم أخذ استراحة قصيرة هناك
نظروا جميعا حيث أشارت بإصبعها نحو الشجرة الكبيرة ذات الظل الوريف جذب انتباههم القماش الأزرق الداكن الموضوع أسفلها الذي افترشت عليه أنواع من الأطباق اللذيذة فتحت أفواههم لمنظر الطعام الذي جعلهم يتسابقون نحوه بكل حماس وقفت تولاي تحدق بهم من بعيد لترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها جلست على الكرسي بهدوء لتغمض عينيها و تستمتع بأصوات الطبيعة المحيطة بها عند الطلاب الجائعين كانوا يتحدثون بمرح عما حدث معهم داخل منزل الرعب الخاص بهم ليقول أحد الطلاب: أتعرفون؟ بدأت أعتقد أن الآنسة لوريجن شخص لطيف للغاية
قال آخر بابتسامة: أجل هي فقط تضع ملامح مخيفة على وجهها
قال ثالث: أعتقد ذلك أيضا
قالت إحدى الفتيات بعد وضع كوب العصير على الأرض: لا تنسوا أنها جميلة أيضا
قالت أخرى: أجل أود سؤالها عن طريقة اهتمامها بنفسها
قالت ثالثة: أعتقد أنني رأيتها في مكان ما من قبل لكن لا أذكر أين
قالت رابعة: صحيح توماس يعيش بالقرب منها لابد أنه يعرف الكثير عنها
نظروا لتوماس الذي بصق العصير الذي كان في فمه ليبدأ بالسعال مسح فمه بكم قميصه ليقول: و إن كانت جارتي هذا لا يعني أننا نعرف الكثير عن بعضنا
قال أحد الطلاب: أنت حقا تتصرف بغرابة في الآونة الأخيرة توماس
قال آخر: لاحظت ذلك أيضا منذ قدوم الآنسة لوريجن لمدرستنا و أنت تتصرف هكذا
قال توماس: تتخيلون ذلك و حسب
قال أحد الفتية بمزاح و هو يضع ذراعه حول عنقه بمرح: ربما أنت معجب بها توماس
نظر توماس إليه بعيون واسعة مصدومة مما قاله ليضحك الجميع بالضحك على تعابير وجهه الذي احمر من الاحراج ليقول: تبا لك بالتأكيد أنا لست كذلك
قال طالب آخر: نحن نمزح معك و حسب
انزعج بعض الشيء مما قالوه ليبعد وجهه عنهم لينظر لتولاي التي تجلس هناك بلا حراك لتحمر وجنتيه من جديد و يقول في نفسه: يجب عليّ إخفاء الأمر عنهم
أخذ نفسا عميقا ليزفره بهدوء انتهوا بعد فترة قصيرة من استراحتهم ليعودوا للعمل عند كايت الذي وصل للمدرسة التي ستقيم المسابقة برفقة إيفلين المعجبة بالمكان لتقول بمرح: يا إلهي إن هذا يعيد الذكريات حتما دعنا نتجول هنا قليلا
قال كايت: حسنا فالمسابقة لن تبدأ قبل المساء على أي حال
ابتسمت إيفلين بمرح شديد ليتجولا في المكان باستمتاع شديد حتى غربت الشمس و بدأ الجميع يتجه نحو القاعة الكبيرة استعدادا للمسابقة كان الحماس ظاهرا على الجمهور الكبير جلست إيفلين في الصف الأول بمرح شديد و هي تقول في نفسها: أحب الاستماع لعزف كايت كثيرا أنا متحمسة للغاية
سلطت الأضواء على المسرح الذي ظهر عليه كايت ليبدأ صراخ الفتيات بالعلو في المكان ليصمت الجميع في انتظار عزفه الذي بدأ على الفور سحر الجميع بتلك الأنغام الجميلة الصادرة من البيان الذي يعزف عليه بحركات خفيفة و سريعة انتهى من العزف ليصفق الجميع له بحرارة من بينهم إيفلين المبتسمة بسعادة بالغة التفتت إلى المديرة الجالسة بالقرب منها حالما سمعت أحد المعلمين يقول لها: تريد الآنسة لوريجن المغادرة مبكرا
قالت المديرة بابتسامة: لا بأس بذلك
غادر المعلم لتقول إيفلين: أرجو المعذرة هل الآنسة لوريجن معلمة هنا؟
قالت المديرة بمرح: أجل هي كذلك
نهضت إيفلين على وجه السرعة لتقول: و أين يمكنني أن أجدها؟
قالت المديرة باستغراب: في غرفة المعلمين على الأرجح فهي ستغادر قريبا
أخبرتها المديرة بمكان الغرفة لتسرع في اتجاهها انتبه كايت الذي كان يسير في الممر لها ليستغرب عجلتها و يلحق بها و هو يقول في نفسه: ما بها تركض هكذا؟
توقفت عن الركض أمام غرفة المعلمين ليلتقط أنفاسه و يقول: ماذا هناك إيفلين؟ لماذا تركضين هكذا؟
قالت إيفلين بمرح: لقد عثرت عليها أخيرا عروس أخي
رفع رأسه ببطء مصدوم مما سمع لينظر إليها تقف هناك أمام أحد المكاتب ترتب الكتب الموضوعة عليها لتتسع حدقتا عينيه بصدمة أكبر اقتربت إيفلين منها لتقول بمرح: هل أنت الآنسة لوريجن؟
رفعت تولاي ناظريها لتنظر لإيفلين لتهز رأسها بالموافقة أمسكت إيفلين كلتا يديها على الفور لتقول بمرح شديد: يا إلهي لا أصدق أنني وجدتك أخيرا سيسعد أخي بذلك كثيرا
لم تفهم تولاي ما يجري معها شعرت بعيون مألوفة تحدق بها لتنظر في اتجاه الباب و ترى كايت يقف هناك بصدمة بالغة دهشت لكنها لم تدع ذلك يظهر على وجهها لتعيد عينيها لإيفلين و تقول: هل أستطيع المساعدة في شيء ما يا آنسة؟
قالت إيفلين بمرح: أخي معجب كثيرا بك و يريد التقدم لخطبتك
قالت تولاي: ربما أخطأت الشخص يا آنسة
قالت إيفلين: بالتأكيد لا ألست العارضة تولاي لوريجن السابقة؟
نظرت تولاي إليها بشيء من البرود و عدم الاهتمام أبعدت يديها عنها لتحمل حقيبتها و تقول: أرجو المعذرة ليس لديّ وقت لأضيعه معك يا آنسة
قالت إيفلين: إن كنت مشغولة الآن دعينا نتقابل في وقت آخر
هزت تولاي رأسها نافية طلبها ذاك لتسير بهدوء في اتجاه الباب الذي سده كايت بوقوفه هناك لتدفعه قليلا و تتجاوزه أمسك بيدها ليقول بدهشة واضحة على وجهه: هذه أنت حقا أين كنت طيلة هذه السنوات تولاي؟
نظرت إيفلين إليه باستغراب من تعابير وجهه و نبرة صوته الغريبة عنها لم تلتفت تولاي إليه و هي تقول ببرود: لا أعتقد أن هذا يعنيك أبدا سيد لوسيل
قال كايت: ماذا تقصدين بأنه لا يعنيني؟ أردت اعتذرت إليك عما حدث
أبعدت تولاي يده عنها لتتجاهله و تكمل سيرها نحو المخرج اقتربت إيفلين منه لتضع يدها على كتفه و تقول بهدوء: ماذا هناك كايت؟ لا تبدو بخير
انتبه كايت لنفسه ليعض شفتيه بانزعاج ليأخذ نفسا عميقا و يقول: ربما يجدر بنا العودة
سارت إيفلين خلفه دون قول أي شيء و هي تشعر بشيء من الحزن عادت للمنزل لتلتقي بشقيقها المبتسم لتقول له: لقد وجدت عروسك يا أخي لكن لم أستطع الحصول على موعد معها آسفة
قال شقيقها بمرح شديد و هو يعانقها: لا عليك أختي الحبيبة فقط أخبريني أين رأيتها؟
قالت إيفلين: تعمل معلمة في المدرسة الثانوية التي في أعلى التلة
قال شقيقها باستغراب: معلمة؟ هذا غريب شكرا لك أختي
قبل جبينها بمرح لتصعد لغرفتها و هي تفكر فيما حدث بين كايت و تلك الفتاة التي لا تعرف الكثير عنها لتقول في نفسها: يبدو أن شكوكي كانت في محلها لكن تلك الفتاة لم تبدي أي مشاعر اتجاهه هل هذا يعني أن مشاعره كانت غير متبادلة؟ و لماذا يريد الاعتذار إليها؟
أثارت تلك الأسئلة المحيرة انزعاجها دخلت غرفتها لتغلق الباب بقوة و ترمي بجسدها على السرير الأبيض لتغوص داخله



[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
رد مع اقتباس