الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
  #155  
قديم 03-02-2018, 10:45 AM
 
[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=90618');"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][tabletext="width:60%;"][cell="filter:;"][align=center]




عند كايت الذي كان مستلق على سريره بهدوء يحاول جاهدا النوم ليسمع طرقا خفيفا على الباب قبل دخول صاحبه بابتسامة لطيفة على وجهه و هو يقول: هل نمت كايت؟
اعتدل في جلسته ليقول: لا لم أنم بعد إيفلين
اقتربت منه لتجلس بالقرب منه و تقول: يبدو أنك تفكر في أمر ما
قال كايت: لا شيء ذهبت لزيارة قبر والدتي هذا اليوم و تذكرتها
قالت إيفلين و هي تضع رأسها على كتفه: لا تحزن هكذا فأنا بجانبك أليس كذلك؟
قبل جبينها بمرح ليقول: لست حزينا لذا لا تقلقي أبدا
احمرت وجنتيها قليلا لتغمض عينيها ليحدق كايت بوجهها النائم لفترة طويلة حتى شعر بالنعاس ليغط في النوم مضت أسابيع قليلة و الأجواء هادئة في منزل جينجر حتى حان وقت وداع تولاي و ماثيو يرفض رحيلها بشتى الطرق الممكنة لديه كان سام يسخر منه باستمتاع بينما تحاول جينجر إقناعه حتى الوقت الموعود لرحلة تولاي كان ماثيو ملتصقا بها حتى وصولهم للمطار نظرت تولاي إليه بهدوء لتقول: ماثيو يجب عليّ الرحيل الآن
هز رأسه بقوة رافضا الفكرة و عيونه تظهران مدى حزنه على فراقها ليقول سام: حسنا هذا يكفي حقا ماثيو تعرف أنها ليست متفرغة
قال ماثيو بحزن: إذا لماذا لا تنتقلين إلى هنا؟
نظر الوالدين لبعضهما فهذا السؤال قد جال بالهما من قبل لكنها لم تجب عليهما بأي شيء نزلت لمستواه لتهمس بأذنه قائلة: هناك أشخاص سيئون في المدينة لا يرغبون بوجودي فيها لذلك لا أستطيع البقاء لكن لا تخبر أحدا فهذا سر بيننا حسنا؟
نظر إليها بذهول بعيونه التي لا تزال مليئة بالدموع لتبتسم له بهدوء هز رأسه بالموافقة ليبتعد عنها قليلا ثم يقول: سأشتاق إليك كثيرا خالتي تولاي
عانقها بشدة لتبادله العناق و تقول: و أنا أيضا سأشتاق إليكم
ابتسمت جينجر بمرح لها لتعانقها هي الأخرى و كذلك فعل سام ليودعوها بينما تذهب لبوابة المغادرين صعدت الطائرة لتجلس في مقعدها بهدوء تام لتغمض عينيها في منزل عائلة روي كان كايت يتحدث مع أفراد العائلة قبل رحيل طائرته حتى ذهب لغرفة جده طرق الباب ليسمح له بالدخول ابتسم له بمرح ليقول: سمعت بأنك ستغادر مجددا
قال كايت: أجل بعد نصف ساعة من الآن
نظر الجد إليه بشيء من الاستغراب ليأخذ كايت نفسا عميقا ثم يقول: جدي هل كان لأمي صديقات من الفراشات؟
دهش الجد كثيرا لما قاله ليبعد عينيه عنه تعجب كايت ردة فعله ليقول: أجل كانت هناك فراشة واحدة ترافقها كظلها حتى يوم عزائها كانت موجودة هناك لماذا تسأل؟
قال كايت: تذكرت بالأمس شيئا عن أمي و فتاة ما كانت تقف معها بينما كنا نقيم حفلا في منزلنا كانتا تتحدثان في شيء ما لكن عندما رأتني أنا و روي همست بشيء ما ثم اختفت لا أذكر أكثر من ذلك
تفاجأ الجد مما سمع ليغمض عينيه و يجمع القطع المتناثرة في عقله ليتنهد أخيرا و ينهض من كرسيه ليتجه لرف الكتب القديم الخاص به أخرج من بينها دفترا كبيرا أزرق اللون به نقوش رمادية على طرفه و أسدلت من بين صفحاته شريطة حريرية سوداء نهايتها زهرة توليب فضية صغيرة ليتقدم بخطوات متباطئة نحو كايت و يقدم له الدفتر نظر كايت إليه باستفسار ليقول الجد: هذا الدفتر طلبت مني والدتك أن أهديك إياه في حال زواجك أو وجود فتاة ما بحياتك
تعجب كايت من الكلام الذي يسمعه للمرة الأولى لينظر للدفتر من الجديد أخذه بهدوء ليبتسم باشتياق لصاحبة الدفتر ليقول بصوت أقرب للهمس: شكرا لك جدي
ابتسم الجد له ليربت على شعره بهدوء ثم يدعه يغادر الغرفة في طريقه التقى بروي الذي لف ذراعه حول عنقه ليقول: تبدو سعيدا للغاية و ما هذا الدفتر الجميل الذي تحمله؟
قال كايت: أهداه جدي لي منذ قليل قال أنه هدية من أمي لي
نظر روي للسعادة التي تحيط به ليبتسم بسعادة تماثلها تحدثا معا لبعض الوقت حتى غادر ليلحق بطائرته و إيفلين التي تنتظره في المطار مضت الرحلة سريعا وصلت تولاي لشقتها لترى مجموعة من الرسائل موضوعة في صندوق البريد الأسود حملتها بهدوء لتفتح الباب الرمادي الداكن و تدخل المنزل الهادئ تعجبت وجود شخص يقف أمام باب الشرفة التفت إليها فور اقترابها منه نظرت إليه ببرود شديد ليقهقه بمرح و يقول و هو يقترب منها: لا أستطيع التصديق بأننا لم نستطع إيجادك خلال كل هذه السنوات بالرغم من قربك الشديد منا هذا مضحك جدا
قالت تولاي: ماذا تريد؟
قال الرجل: أتيت لرؤيتك بالتأكيد ربما قد أقنعك أخيرا بالخضوع لنا تولاي لوريجن
نظرت تولاي إليه بانزعاج شديد لتقول: جيم داوين اذهب لمجموعتك و أخبرهم أنني لن أستسلم لكم أبدا
ضحك بمرح شديد ليضع تعابير حزينة على وجهه ليقترب منها بهدوء وقف أمامها ليحدق بوجهها لبعض الوقت كما لو أنه يحاول ترسيخ ذلك الوجه البارد في عقله ليمسك بيدها النحيلة و يرفعها بينهما ليقول بابتسامة حزينة: مجرد النظر إليك يخيفني أكثر مما سبق فكما ترين أنا عجوز الآن
لم تتغير نظراتها الباردة نحو وجهه المليء بالتجاعيد و شعر حاجبيه الذي أصابه الشيب رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليتنهد بهدوء و يقول بنبرة مرحة: مضت أربع و ثلاثون سنة منذ أول لقاء بيننا و إحدى عشر سنة بين آخر لقاء لنا و الآن أليس كذلك؟ ألن تقدمي لي أي شيء؟
قالت تولاي: أنت لست ضيفا هنا
قهقه بمرح ليقول: هذا صحيح على كل لا تقلقي فلا أحد غيري عرف بمكانك لكن كوني حذرة منهم
قرب يدها من شفتيه الباهتة ليطبع قبلة رقيقة عليها و يبتسم لها بمرح ثم يسير مغادرا المكان ليقول: صحيح هذه المرة الأخيرة التي سترينني فيها لذا أتمنى لك حياة جميلة آنسة لوريجن
غادر المنزل ليعود الهدوء إليه رفع جيم رأسه للسماء المظلمة التي بدأت تمطر اقترب منه أحد الرجال على عجل و هو يحمل مظلة ليقول: علينا الإسراع نحو السيارة سيدي
تقدم نحو السيارة بمساعدة ذلك الرجل فقدماه ما عادتا قادرتين على التحمل أكثر فتح له الباب ليجلس على الكرسي أرجع برأسه للخلف ليغمض عينيه و يعود بذاكرته لأربع و ثلاثين عاما قد خلت من قبل" غادر جيم المختبر مع بقية الرجال مسرعين في اتجاه الحديقة بدا الحماس على الجميع فهم أخيرا استطاعوا الإمساك بالفراشة التي يريدونها منذ فترة طويلة وصلوا لهناك ليخترق جموعهم و يدهش برؤيتها مجروحة و الدماء تسيل على وجهها شعرها الطويل التصق بها بسبب المطر قيدت جيدا بالشجرة الوحيدة في تلك الحديقة ليقول في نفسه: لا يعقل أبدا أن تكون هي تبدو فتاة عادية للغاية
أفاق على نظراتها الحاقدة التي التقت بعينيه ليصيبه الخوف كما حال البقية ليقترب منهم أحدهم و هو يحمل إبرة مخدرة و هو يقول: لقد أخبرتك من قبل سوف نعثر عليك أليس كذلك؟ و ها أنت الآن واقفة عندنا
وجهت نظراتها نحوه لتوقفه في مكانه بلا حراك و الصدمة تعلو وجهه خاصة مع تحرك يده في اتجاهه فقدت وعيها قبل أن تكمل خطتها ليضحك الرجل بجنون حملها بعض الموظفين ليأخذوها لإحدى الغرف في المختبر أقيم اجتماع يخص أمر الفراشة التي أمسكوا بها منذ لحظات قليلة ليقول جيم: هل أنتم واثقون بأنها الفراشة المطلوبة حقا؟
نظروا جميعا إليه حالما لمسوا الارتباك في كلامه ليقول الرئيس: أجل إنها فراشة الموت الوحيدة و قد قررت وضعك المشرف عليها جيم
صدموا جميعا من الخبر الذي تلقوه و كذلك هو ليقول: لا أستطيع القيام بذلك سيدي فأنت تعرف أنني لست مختصا في هذا
ضحك الرئيس و قال: أدرك ذلك ما أريده منك هو التقرب إليها و الاهتمام بصحتها
تنهد جيم بارتياح شديد غادر الاجتماع ليتجه نحو غرفتها ليراها تجلس هناك بلا حراك تحدق بالسماء من نافذة الغرفة الضيفة العالية ملامح وجهها الحزينة أسرته قليلا ليقول بلا وعي منه: تشتاقين للحرية منذ الآن
لم تهتم بالنظر إليه لينتبه على ما قاله شعر بالقلق من ردة فعلها التي لم تأتي قط ليقول: أنا جيم داوين سأفعل ما بوسعي لتتحسن صحتك يا آنسة
ابتسم جيم لها بمرح شديد مقدما يده لها للمصافحة لكنها لم تبالي بوجوده مطلقا" فتح عينيه ليبتسم و يقول في نفسه: لا تستحق كل ما يجري لها البتة فتاة مسكينة
ظهر الحزن على وجهه من جديد بينما كانت تولاي ترتب بعض الأشياء في غرفتها تذكرت أمر الرسائل لتفتحها بهدوء و تقرأها أخذتها لسلة المهملات لتضعها فيه جلست على إحدى الأرائك الموجودة في الصالون لتقول بصوت هامس: ربما يجدر بي الموافقة على العمل في تلك المدرسة
تنهدت بهدوء لتذهب للغرفة و تستلقي على السرير لتنام بعض الوقت استيقظت في الصباح لتستحم و تبدل ثيابها نظرت لساعتها لتجدها الثامنة و النصف صباحا غادرت المنزل لتسير بهدوء وسط ضحكات الناس التي تمر بهم و أصوات زقزقة العصافير فوق الأشجار توقفت عن المسير فور سماعها بخطوات سريعة تلاحقها التفت لترى فتاة تبدو في منتصف العشرينات ذات شعر بني داكن قصير و عينين عسليتين توقفت أمامها لتبتسم بمرح شديد و تقول بصوتها المريض: صباح الخير آنسة لوريجن أليس كذلك؟ رأيتك تغادرين ذلك المنزل
أشارت نحو منزل تولاي بابتسامة لتقول تولاي: صباح الخير آنسة والتفيرد
تفاجأت الفتاة من معرفتها فهي بالكاد تراها تغادر المنزل لتبتسم و تمد يدها للمصافحة و تقول بسعادة ظهرت على وجهها: أنا ليندا والتفيرد سررت بمعرفتك يا آنسة
صافحتها تولاي بهدوء منتظرة ما ستقوله تاليا لتقول ليندا: منذ انتقالك لهنا و أنا أشعر بالفضول لمعرفتك أكثر خاصة و أنك نادرا ما تغادرين المنزل آه سأتأخر عن الجامعة أراك لاحقا آنسة لوريجن
أسرعت بالذهاب في اتجاه مدرستها أكملت تولاي سيرها بهدوء نحو المدرسة التي أرسلت كثير من الرسائل طالبين منها التدريس فيها وصلت لهناك لتنظر إليها بهدوء دخلت المدرسة الثانوية ليقابلها أحد المعلمين و يقول: هل أستطيع مساعدتك يا آنسة؟
قالت تولاي: صباح الخير سيدي أتيت لمقابلة مديرة المدرسة لديّ موعد معها
قال المعلم: حسنا سأخذك لغرفتها
سار أمامها بهدوء نحو غرفة المديرة في الطابق الثاني طرق الباب ليدخلا الغرفة نظرت المديرة إليها لتبتسم على الفور و هي تنهض لتقول: سعيدة برؤيتك هنا أخيرا آنسة لوريجن تفضلي بالجلوس رجاء
جلست تولاي على الكرسي المقابل لها لتقول: أتمنى أنني لم أتأخر عليك كثيرا
قالت المديرة: أبدا حتى لو فعلت كنت سأنتظر قدومك أخبرتني آنابيلا كثيرا عنك
عرفت تولاي السبب أخيرا وراء إصرارها على القدوم لهنا تحدثت المديرة عن بعض الأشياء معها ثم أخذتها لأحد الصفوف بالطابق الثالث طرقت الباب لتفتح الباب المعلمة و تقول: آه صباح الخير سيدتي المديرة أهلا بك ما السبب وراء زيارتك لنا؟
دخلت المديرة الصف لتقول: صباح الخير أيها الطلاب هناك معلمة جديدة لكم السيدة مادلين ستنتقل من هنا بعد عدة أيام
نظروا جميعا لتولاي الواقفة بالقرب من الباب أصابهم الرعب من برودها لتنحني بهدوء و تقول: تولاي لوريجن تشرفت بلقائكم
لم يتحدث أحد فالهدوء المسيطر عليها سكن في الصف لتقول السيدة مادلين: ما أجمل هذا الهدوء المفاجئ يا ترى ما السبب؟
قال أحد الطلاب: إنها مخيفة جدا لا أريدها معلمة لي تبدو لي سفاحة ما
قالت المديرة: ما هذا الكلام الذي تقوله توماس والتفيرد؟
قال توماس: لكنها كذلك انظري إلى عينيها تصيبان بالقشعريرة
نظر توماس لعيني تولاي الباردتين ليزداد خوفه منها أبعد عينيه عنها لتقول المديرة: ستبدأ الآنسة لوريجن دروسها بالغد و ستكون مسؤولة عن صفكم
انحنت تولاي لهم لتغادر الصف برفقة المديرة لتقول المديرة: لا تهتمي كثيرا لما يقوله توماس فهو هكذا دائما
هزت رأسها بهدوء لتستأذنها بالمغادرة








[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
رد مع اقتباس