عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-24-2018, 12:43 PM
 
[img3] https://e.top4top.net/p_78527ln40.png[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://a.top4top.net/p_785iofd02.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




إشتد حزنها أكثر لتزيح عينيها عنه بتأثر سكنهما, فسمعته يتبع قوله بهدوء حزين:
ـ لكني سأعود.
نظرت نحوه لتلمح ثقة عينيه الدافئتين, فأتم بثقته :
ـ أعدك برجوعي لنكمل زواجنا عزيزتي.
إختلطت مشاعرها المرهفة, فتوردت وجنتيها لترسم إبتسامة فرحة, فهمست بلطف :- هل أعده وعد منك?
أجابها بصدق تخلخل صوته:
ـ بالتأكيد..فإنتظري عودتي.

أطياف الذكريات أسرته في عالمها, لم يكن سيخرج منه لولا تدارك أذناه لصوتها المتألم:
ـ لماذا أخلفته.. لماذا جعلتني متعلقة بك?
تألم قلبه بما تلفظته كأنّ سهما إخترقه حينها, فنظر إليها بحزن ليبصرها بحال أسوء منه,
بدت منهارة,
تضم يدها اليسرى حيث قلبها لتخفف نبضاته السريعة,
ويدها اليمنى إستمسكت بها حواف المقعد لتضمن ثبوتها بسبب إرتجافها,
فلمّلمّ كلماته التائهة ليرد بتأثر:
ولكني عدت ولم أخلف وعدي لك.
كادت تفقد عقلها بقوله, فتكلمت بإنفعال:
ـ عدت لكن بعد ماذا!.
لقد إنتظرتك لخمس سنوات.. ترقبت عودتك كل لحظة.. حتى حسبني الجميع مجنونة ..مجنونة بإنتظارك.
صمتت للحظة تجمع أنفاسها المضطربة لتتم بألم عميق:
ـ كم رجلِ رفضته لأجلك..كم مرة بكيت على فراقك.. كم مرة إتهمني الناس بالجنون.. حتى والداي!
أفرغت كل ما فيها لتثقل قلب سامعها, فلم يحتمل كونه سببا لألامها,
رفضت أقدامه حمله لينهار سريعا ,جاثيا على ركبتيه أمامها, فلم يجرء على رفع رأسه لينظر إليها,
فبقيّ ينزله لتحجب خصل شعره ملامحه الكسيرة, جاهد لينطق بعد عناء:
ـ أناأسف.. أسف حقا لم يكن الأمر بيدي.. كل ما فعلته كان من أجلك فقط.
قطع كلماته لثانية ثم أتم بندم:
ـ فسامحيني على تأخري.
هنا أجهشت بالبكاء, كطفلة صغيرة تخبئ وجهها بين كفيها, فكلماته حركت مشاعرها, من قلبها تدرك صدقه,
ومابدر منها لم يكن سوى ألم فقدانه, ألم دام لسنين عدة.
بكت بحرارة, وكورساكي ترقب توقفها, لم يشأ منعها او ايقافها, كما انه أدرك مسامحتها له بسبب عادة قديمة عندها,
فكل ما تقبلت عذره باشرت بالبكاء كما الان, فطمأن قليلا وظل ينتظرها الى ان أنهت بكائها,
وجففت دموعها معلنة لنفسها الصمت, حينها سألها بما شغل فكره:
ـ ساساميه كيف فقدت بصرك?
أجابته بحزن دون تردد:
ـ والداي أصرا على الرحيل إلى المدينة حتى انسى كل ما يذكرني بك هنا.
قطعت قولها بصدمة متذكرة ذلك الحادث الذي أضحت ضحيته هي و والديها, فأصاب الشلل لسانها,
لتصبح غير قادرة على المتابعة

تسببت له بالقلق , فهزّها من أكتافها قائلا بخوف:
ـ ما بكِ ..مالذي حدث.. لِما توقفت!
كرر كلماته لمرات وهو يهزّها حتى إستعادت عقلها الشارد بعيدا, فردت عليه بصوت مقرون بألمِ:
ـ ماتا... وفقدت بصري بذلك الحادث.
صدم كورساكي بشدة, فإرتخت يداه عنها ببطء, ليهمس بعدم تصديق:
ـ مستحيل.. بسببي انا!
لم تجبه بشيئ فألمها كان أكبر من يعبّر بالكلام, حتى دمعها رفض نزوله معلنا جفافه.
خلافها تألم, توغلت التعاسة عينيه, بالكاد حرك يديه المرتجفنين ممسكا بهما يديها, فجذبهما إليه, لينطق بأسى:
ـ سامحيني ..انا سبب كل ألامك..سامحيني على ذلك.
تفاجأت لحظتها من إعتذاره, بل لما أحسته على يديها ,تمعنت النطر به لتبصر دموعه المنهالة بقلبها لا بعينيها,
إستشعرت حجم حزنه, فحررت إحدى يديها متلمسة بها وجهه الباكي للحظات, ثم همست بحزن عميق :
ـ إنه أنت كورساكي.. لم تتغير عما عرفتك.
زادته كلماتها وجعا, فأحاطها بزراعيه بدموع لم تكف عنه, ونطق بصوت أشبه بالبكاء:
ـ لن أترككِ ضريرة أبدا..ساسعي لتبصري مجددا ولو تطلب الأمر مني حياتي ..أعدكِ يا ساساميه.
إستكان قلبها بإطمئنان شملها, فكلماته بثت الحياة فيها من جديد, ثم أغلقت عينيها لتضيف قولها الهادئ:
ـ سانتظر لحظة رؤياك بعيّني..فما زلتُ أنتظر مرورَ طيِفُكَ..

* تمت *



[img3] https://b.top4top.net/p_7858234y0.gif[/img3]

رغم لقياك
لم تكن لعيني أن تراك...
فكتبَ عليّ الإنتظار..
ومارلتُ أنتظرُ مرورَ طيفكَ على عينيّ..


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3] https://f.top4top.net/p_785cbzum1.png[/img3]

التعديل الأخير تم بواسطة نبعُ الأنوار ; 02-24-2018 الساعة 03:34 PM
رد مع اقتباس