عرض مشاركة واحدة
  #144  
قديم 01-14-2018, 11:18 PM
 
في منزلٍ دافئ .. يضمُّ بداخله فتياتٍ بعمر الزهور ، ليحتمين بهِ من شدّة البرد الذي يعصف بـالخارج .
تحديداً .. في غرفةٍ جَمعت رفيقات الدراسة التي دامت لعشرة أعوام .. جدرانها بلون البيج عُكِسَت عليها إضاءةٌ صفراء تصدر من داخل فجواتٍ في السقف موّزعة بشكلٍ مرتب .. سميّت بـ " غرفة الضيوف ".
توجد بها آرائك حَمراء .. إحداها تكفي لـثلاث أشخاص ، و اثنتان تقبعان قُبال بعضهما تكفيآن لِ شخصين ، و أخـرى تكفي شخصاً واحداً ، يتوسطهم طاولة دائرية زجاجها يلمعُ بظلمة .

جلست فتاةٌ شاردة الذهن .. عَكس الفنجان الذي كانت تنظر إليه لون عينيها العسليّتين ، و كانت القهوة التي بداخله كأنما صُبَّت في شعرها القصير ، و هي تحاول التركيز فيما تقوله الجالسة بجانبها ، و التي ارتدت فستاناً قصيراً أصفرَ تلائم جيداً مع شكلها الأشبهُ بالدمى .. بشعرها الذهبي الناعم و بؤبؤتيها الزرقاوتين .. كَانت تهتف بصوتٍ خافت : يااه لقد مضت ثلاثُ سنوات على آخر مرة رأيتكِ بها .. لُورا!
نظَرَت لها بطرف عينها .. بينما علَّق لسانها : هذا خطأُ من في رأيك؟.
مطّت شفتيها بتذمر : ليس خطأي، إنه خطأ الدراسة!
كتّفت ذراعيها، و قالت مُؤنّبة : وتلقين اللوم على الدراسة ؟
أجابت بنفس تذّمرها السابِق : طبعاً! فإن لم أكن مضطرة للدراسةِ خارج فرنسا .. لم أكُن لأختفي مدّة ثلاث سنوات!

و في الأريكة المُقابلة ، كانت تجلس فتاة أخرى .. تناثرت في رأسها خُصلاتٌ قصيرةٌ من ليلٍ حالك ، و قد غطّى جسدها فستان بذات اللون ، مما جعلَ جمالها يزداد. تتحدث بصوتٍ مسموع : هل شاهدتِ فلم الأمس؟ كان مملاً جداً!
أجابتَها من تجلس على نفس الأريـكة ، بشعرها الكستنائي الطويل ، المسرّح بتسريحة ذيل حصان ، مرتديةً بنطالاً بلون مُنعش كـ لون التفاح ، و قميصاً أبيضاً مُريحاً .. بنبرةٍ لم تخلو من الحزن : لا لم يحالفني الحظ فـقد كُنت نائمة!
علَّقت الأخرى بغَضب : عن أيّ حظٍ تتحدثين؟
كان مملاً أحمقاً للغاية! وذاك الممثل كم أتمنى رؤيته لقتله، أهَكذا يمثل؟

أما الأخيرة .. فقد كانت تجلس على أريكة الشخص الواحِد .. هادِئة، صامتة .. ببنطالٍ زهريّ، و قميصٍ أبيض برَزَ لون شعرها البني الذي تركته ينسدل حُراً على كتفيها ، و بحُضنها جَلَست طفلةٌ مرّ على ولادتها أربعٌ و عشرونَ شهراً ، تُداعبها .. فيُسمع صوت ضحكاتها تارة .. و محاولاتها في النُطق تارةً أخرى .

مرَّت ساعة على مايبدُو و هم على نفس الحآل ..
ومن ثمّ .. التفتت ذهبيّة الشعر " ليديا " و ألَقت نظرةً فاحصة على الأخيرة " مايا " لتراها تُغمض عينيها سارِحةً بأفكارها بعيداً بعد أن نامت الطفلة بين ذراعيها ..

و قالت بصوتٍ مسموع لطيفْ : أردتُ أن أسألكم من هذه الفتاة فهيَ ليست صديقتنا؟.

-
للأمـانة، الفكرة مُقتبسة، قمت بإعادة كتابتها فقط
__________________

سُبحان الله، الحمدلله، لا إلهَ إلا الله.

رد مع اقتباس