الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
  #139  
قديم 01-05-2018, 10:01 AM
 
[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=85503');"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][tabletext="width:60%;"][cell="filter:;"][align=center]



مضت السنوات الثماني سريعا تغيرت فيها الكثير من المعالم في فصل الربيع كان عدد من محبي الموسيقى الكلاسيكية متحمسين للغاية للمسابقة التي ستجري بعد عدة أيام و التي تضم العديد من المشاهير الذين يتوقون لملاقاتهم في المطار حيث اجتمع عدد لا بأس به لمقابلة شخص ما و هم ينتظرونه في شوق شديد قال أحد الصفحين الموجودين في المكان: بالرغم من أنني لا أعتقد بأنه سيأتي من هذا الطريق لكنني سأنتظر
قال آخر: لم أتوقع حضور هذا العدد من المعجبين به
قال الأول: لا تنسى أنه كان مغن مشهور قبل ثماني سنوات لذا لا تستعجب هذا
قال الثاني: صحيح نسيت ذلك
سكن المكان للحظة حالما انتبهوا لمغادرته بوابة القادمين و هو يجر خلفه حقيبة فضية متوسطة الحجم سار بهدوء وسط الحشود المتدافعة نحوه ليغادر الهدوء الصالة على الفور سامحا لأصوات الصرخات المتحمسة و التشجيعات بالعلو في المكان حاول البعض تقديم الهدايا و الآخر يطالب بتوقيعه بينما القسم الثالث يكتفي فقط بالنظر من بعيد لم يبالي ذلك الشخص كثيرا بالحشد يفكر فقط بلحظة الهدوء التي سينالها فور وصوله للفندق غادر المطار ليستقل سيارة الأجرة التي كانت بانتظاره رحب السائق به ليبدأ القيادة في اتجاه الفندق تنهد بارتياح لينظر للنافذة بهدوء و يقول في نفسه: لم أت لهنا منذ فترة طويلة
حدق بمناظر المدينة المختلفة وصل للفندق ليستقبله العامل و يقول: مرحبا بك سيد لوسيل أتمنى قضائك وقت مريح هنا
سار أمامه ليوصله لغرفته في الطابق الرابع سار في الممر الطويل العريض المفروش بسجاد بني مزين بخطوط ذهبية وقفا أمام الغرفة التي كتب عليها رقم "242" ليقول العامل: تفضل هذه غرفتك سيدي
شكره ليدخل الغرفة و يغلق الباب خلفه جال بعينيه في أرجاء الغرفة الواسعة التي تحتوي على سرير كبير تدرج كل ما عليه باللون البني و خزانة ملابس كبيرة ذهبية داكنة اللون و بضع كراسي متحلقة حول طاولة سوداء مستديرة بالقرب من النافذة المزينة بستائر ذهبية فاتحة رتب ملابسه في الخزانة ليستلقي على السرير و يغط في النوم على الفور فالرحلة أتعبته كثيرا في مكان آخر كان يقف سام أمام ساعة الحائط البيضاء في انتظار شيء ما لتقول جينجر: ماذا تفعل عندك سام؟
قال سام: في انتظار موعد خروج ماثيو من المدرسة
قالت جينجر: أنت تعلم بأنه تبقى ساعتين و نصف حتى الموعد أليس كذلك؟ ثم أن الساعة لا تعمل هل نسيت ذلك؟
التفت إليها سام بهدوء و صدمة لتضحك على فمه المفتوح فهو يقف هناك منذ نصف ساعة ناسيا لأمر توقف الساعة تنهد بهدوء و قال: لقد تورمت ساقيّ
جلس على الأريكة لتبتسم جينجر له و تقول: يا إلهي يا سام إنه في العاشرة من عمره توقف عن القلق هكذا
قال سام: أعلم ذلك و أنا لست قلقا فقط أحب أن أكون دقيقا في مواعيدي
ابتسمت له بمرح ليفعل المثل نظر للساعة من جديد ليحاول تذكر شيء ما ليقول: هل وصت رسالة جديدة من تولاي مؤخرا؟ أذكر أنها قالت ستأتي خلال هذا الشهر
قالت جينجر: آخر رسالة أرسلتها منذ شهرين عزيزي سام و هي ستأتي بالتأكيد
قال سام: تبدين واثقة للغاية من ذلك
قالت جينجر: لم تتأخر عن موعدها قط فهي قد أتت للزيارة أكثر من مرة قبل عامين
قال سام بعد قهقهة قصيرة: أذكر ردة فعل ماثيو عندما رآها
قالت جينجر: أجل لقد كان مصدوما للغاية و متفاجئا لكنه انفتح لها بسرعة
نظرا لبعضهما ليضحكا بمرح شديد على ابنهما انقضت الساعتين و النصف في قضائهما بعض الوقت معا قرع الجرس ليتجه سام نحو الباب و يرى ماثيو يقف هناك و ثيابه متسخة بعض الشيء و ضمادات مختلفة على مرفقه الأيمن و ركبته اليسرى و فوق حاجبه و أسفل عينه اليمنى دهش سام من ذلك ليدخله المنزل اقتربت جينجر على عجل منه لتقول بقلق: ماذا حدث لك ماثيو؟
رفع رأسه ليريهما تلك الابتسامة الكبيرة المرحة و يخرج الميدالية الفضية الدائرية و يقول لهما بمرح شديد: لقد فزت في المرتبة الثانية في سباق السباحة هذا اليوم
عانقته جينجر بمرح شديد و هي سعيدة له كذلك سام الذي بعثر شعره بينما ابتسم ماثيو بمرح شديد لهما ليجلس على الأريكة و يروي لهما ما حدث معه في المدرسة باستمتاع شديد قرع الجرس ليستغرب سام ذلك توجه نحو الباب لينظر للشخص الغريب الواقف أمامه ليقول: امم من تكون يا هذا؟
رفع ذلك الشخص رأسه قليلا لتظهر ملامحه المألوفة تماما لديه لتظهر ابتسامة لطيفة على شفتيه و يقوم بمعانقة ذلك الشخص بحنان و حب بالغين و هو يقول: اشتقنا إليك كثيرا تولاي لم نرك منذ فترة طويلة جدا

مدت ذراعيها لتحيطه بهما و هي تهز رأسها بالموافقة دخلا معا للمنزل ليقول: انظروا من أتى لزيارتنا بعد عامين
رفع كليهما رأسه ليريا الشخص الذي يقف بالقرب من سام و هو يغطي شعره بقبعة سوداء و يرتدي بنطالا أزرقا داكنا يصل للركبة و بلوزة بيضاء بأكمام قصيرة توسعت حدقتا عيناي ماثيو لرؤيتها أسرع بالنهوض ليعانقها بمرح شديد و يقول: خالتي تولاي لقد أتيت أخيرا اشتقت إليك كثيرا
ربتت تولاي على رأسه و الابتسامة تزين وجهها ابتسمت جينجر لذلك و تقول: أهلا بك عندنا تولاي
هزت رأسها بالإيجاب ليقول سام: ماثيو أعلم أنك مشتاق لها لكن هلا ابتعدت عنها قليلا؟
أبعد ماثيو نفسه عنها خمسة سنتيمترات فقط ليقول سام: هذا فقط؟
قال ماثيو: لكنك قلت قليلا
قالت جينجر: هذا ليس بقليل كفاية ليسمح لها بالحركة أليس كذلك؟
نفخ وجنتيه بشيء من الانزعاج ليضحكا عليه بمرح جلست تولاي على الأريكة القريبة ليجلس ماثيو ملاصقا لها و يبدأ بالحديث إليها عما فعله اليوم قالت تولاي و هي تضع حقيبة ورقية مزينة بأنواع من الأزهار الملونة على المنضدة البنية: بالمناسبة لديّ هدية لك
تحمس ماثيو كثيرا لرؤية ما تخفيه داخل الحقيبة أشارت له بأخذها ليفعل على الفور أخرج من الحقيبة مجموعة كتب علمية و قصصية و علبة بلاستيكية حوت داخلها سيارة سوداء كبيرة و جهاز تحكم عن بعد صرخ ماثيو بحماس و مرح لتقول جينجر: ألم تنسى شيئا ماثيو؟
قال ماثيو بمرح شديد: شكرا لك خالتي تولاي
قبل وجنتها اليمنى بمرح شديد ليقول سام بحزن مصطنع: ألم تحضري لي أي هدية تولاي؟
قال ماثيو: هي تحبني أنا فقط لذلك لا هدية لك أبي تحب دائما إخافتي
قال سام: هذه مشكلتك تضع وجوها مثيرة للضحك و أنت خائف
نفخ وجنتيه بانزعاج و احراج لتخرج تولاي من جيب بنطالها بطاقتان ورقيتان زرقاء اللون أهدته لهما لتقرأ جينجر ما كتب على الورقة "رحلة استجمام لمدة يوم للينابيع الحارة" قال سام: شكرا لك على هذه الهدية الرائعة
قالت تولاي: لا داعي للشكر
قالت جينجر: هذه التذكرة بتاريخ اليوم
قال سام: حقا؟ لم ألحظ ذلك
قالت جينجر و هي تنظر لتولاي بشيء من القلق: لكنك أتيت من السفر اليوم هل سيكون من الجيد ترك ماثيو معك؟
هزت رأسها بالموافقة ليقول ماثيو: سيكون هذا ممتعا للغاية سأفعل ما أشاء في غيابكما
قال سام: فقط لا تزعج تولاي بطلباتك الكثيرة أيها الطفل الصغير
قال ماثيو: أنا لست طفلا يا أبي
ضحك سام بمرح لتقول جينجر: يا إلهي سام توقف عن إزعاج ابننا الصغير هكذا
قال ماثيو: ليس أنت أيضا يا أمي
ضحك ثلاثتهم بمرح شديد بينما تبتسم تولاي لهم أعينها تراقب سعادتهم بحذر تجهز الزوجان للرحلة في وقت قصير ليتركا المنزل قبل غروب الشمس قضت تولاي بعض الوقت مع ماثيو قبل أن ينام و لعبته بين أحضانه في صباح اليوم التالي في قاعة خاصة بالفندق الذي يقيم فيه أغلب المشاركين في المسابقة الموسيقية حضر عدد كبير من الصحفيين و القنوات التلفازية و الإذاعية كان المشاركين في المسابقة آخذين ركنا لكل منهم فمن شاء الحديث معه أو أراد توقيعه عليه الذهاب لركنه الخاص كان الجميع في انتظار كايت الذي لم يحضر بعد لركنه الخاص لتقول إحدى الصحفيات ببعض الخجل: لقد اشتريت هذه الملابس بالأمس فقط لمقابلته
قالت أخرى: أنا أيضا ذهبت لمصففة محترفة

قالت ثالثة: أتمنى أن أحصل على توقيعه
قال أحد الصحفيين: أنتن تتعبن أنفسكن حقا فكما تعلمن هو يواعد الآنسة رينيه ابنة رجل الأعمال الشهير السيد مارك رينيه
قال آخر: هذا صحيح أنا حقا لا أفهمكن
قالت الثانية بمرح: لا يهمنا هذا مجرد الحصول على توقيعه سيكون مبهجا للغاية
قالت ثالثة بحماس: ها هو قادم
توجهت الأنظار و الكاميرات نحو الباب الذي يدخل كايت منه بهدوء و هو يرفع نظارته الشمسية لرأسه ظهر جبينه لرجوع شعره للخلف بسبب النظارة نظر للمكان من حوله ليقول بصوت منخفض: المكان مليء بالإعلام كما توقعت
تنهد بانزعاج ليكمل سيره نحو المكان المخصص له جلس على ذلك الكرسي ليتهافت الجميع عليه على وجه السرعة بدأوا بطرح عدة أسئلة عليه ليجيبهم واحدا واحدا حتى حضرت تلك الفتاة صاحبة الشعر الأشقر القصير و العينين الزرقاوين الداكنتين لتعانق رأس كايت بمرح شديد و تقول: لا أصدق أنك أتيت كل هذه المسافة إلى هنا بدوني عزيزي كايت
رفع كايت بصره إليها ليقول بقليل من الانزعاج: أخبرتك إن لم تقرري سأذهب و أتركك خلفي أليس كذلك؟
قالت الفتاة بمرح: يا إلهي لم أتوقع أبدا أنك كنت تقصد ذلك فعلا
قال كايت: حسنا دعيني أنهي عملي هنا
قالت الفتاة و هي تقبل جبينه بمرح: حسنا سأقف هنا كالتمثال تماما
نظر كايت إليها بشيء من الانزعاج ليتنهد بارتياح قاطع وقتهما الخاص أحد الصحفيين الذي قال: سيد لوسيل و آنسة رينيه سمعنا أنكما ستقدمان على الزواج قريبا
نظرا لبعضهما باستغراب لتنفجر الفتاة ضاحكة ليظهر كايت تعابير منزعجة قالت الفتاة: آسفة كايت لا أقصد الإساءة لكنني لن أتزوجه بالتأكيد
قالت إحدى الصحفيات: و لماذا؟
قالت الفتاة و هي تعانق رأس كايت من جديد: أنا أحبه حقا لكن من الصعب رؤيته كزوج المستقبل إنه وسيم و رائع و لطيف في بعض الأحيان لكنه لا يهتم بمثل هذه الأمور أليس كذلك عزيزي؟
قال كايت: تتحدثين كما لو أنني رفضت عرضك للزواج إيفلين
قهقهت بمرح شديد لتقول: هذا صحيح أنا أيضا لا أرغب بالزواج الآن
قال أحد الصحفيين: علاقتكما تبدو جيدة للغاية بالرغم من أن كلاكما خرج من علاقة فاشلة قبل ست أشهر
قال كايت: لا تذكروا مثل هذه الأشياء الآن
قالت إيفلين: أجل أود أن أستمتع بحياتي مع كايت الآن آه صحيح وعدتني أنك ستأخذني لمكانك المفضل إن آتينا لهنا
قال كايت: سأفعل لكن ليس اليوم لذا لا تزعجيني بذلك
قالت إيفلين و هي تأخذ نظارته الشمسية: و متى قمت بإزعاجك؟ على كل سأغادر الآن شكرا لكم جميعا
التقطوا عدة صور لها و هي تغادر الغرفة ليتنهد كايت و يقول بصوت منخفض: فتاة مزعجة عليها تعلم كيف تحضر بهدوء
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ليلتقطوا صور لها قبل اختفائها
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=85503');"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:60%;"][cell="filter:;"][align=center]



[/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align]
رد مع اقتباس