عرض مشاركة واحدة
  #125  
قديم 12-09-2017, 12:42 AM
 




جَلَسَا عَلَى حَافَةِ الجِسْرْ احَدَهُمَا يُسْنِدُ الآخَرْ, وَهَجُ رُوحَيْهِمَا لَمْ
يَنْطَفِأ بَعَدْ, اخْرَجَ ذُو الشّعْرُ الفَحْمِي سِيجَارَةً وَ اشْعَلَهَا ثُمَ نَفَخَ
دُخَانَهَا لِلأعْلَى كَعَادَتِهِ الدَائِمَة, "ألَمْ تُقْلِعْ بَعَدْ.؟"
"وَ لِمَا قَدْ افْعَلْ.؟"
"لِأنَهُ مُضِرٌ بِالصِّحَة."
"صَدِقْنِي, لَيْسَ اكْثَرَ مِنْ الحَيَاة."
"ألَمْ يُخْبِرْكَ احَدٌ مِنْ قَبْل انَكَ تَبْدُو كَذِئْبٍ يَعْوِي حِينَ تَنْفُثُ
دُخَانَكَ لِلسّمَاءِ هَكَذَا.؟"
نَفَثَ نَفَسٌ آخَرْ وَ ارْدَفْ "بَلَى, هِيَ." سَادَ الصّمْتُ المَكَانْ
وُجُودُهَا حَتَى كَفِكْرَة يُوَتِرُ الجَوُ وَ يَصْنَعُ الفَوْضَى بِدَاخِلِهِمَا
"كَانَتْ تَهْوَى الذِئَابْ." اهْتَاجَ شَيْءٌ بِدَاخِلْ صَدِيقِهِ ذُو العُيُونْ
الزَرْقَاء, كَانَ يَظُنُ انَهُ لَا يَعْرِفُ عَنْهَا الكَثِيرْ لَيْسَ بِهَذَا المِقْدَارْ
عَلَى الأقَلْ, لَقَدْ خَرَجَا لِلتَوْ مِنْ حَرْبٍ ضَارِيَة وَ هُوَ بِالذّاتْ
يَعْرِفُ مِقْدَارَ الخَرَابْ الّذِي حَلّ بِقَلْبِ صَدِيقِه, حَتَى انَ وُجُودَهُ
الآنْ وَ هُنَا يَكَادُ يَبْدُو كَأُعْجُوبَة, لَمْ تَتَسَاهَلْ الحَيَاةُ مَعَهُ يَوْمًا
لَمْ تُعْطِهِ ايّ فُرَصٍ اوْ امْتِيَازَاتٍ آبَدًا حَتَى فِي احْلَامِهِ.
امْسَكَ عُلْبَة السَجَائِرْ بِيَدِه "كَيْفَ كَانَتْ الحَيَاةُ هُنَاكْ.؟"
"قَاسِيَة." اطْفَأ الفَحْمِي سِيجَارَتَهُ وَ اخَذَ العُلْبَة مِنْ يَدِ صَدِيقِهْ
لِيُشْعِلَ آخْرَى, "مَاذَا تَظُنُ انَهُ سَيَحْدُثْ الآنْ.!" نَظَرَ لِزُرْقَةِ
صَدِيقِه لِوَهْلَة ثُمْ نَقَثَ الدُخَانَ لِلأعْلَى وَ عَادَ بِنَظَرِهِ للِنَهْر
"لَا آدْرِي, لَكِنِّي لَمْ انْتَهِي بَعْد, الحَرْبُ لَاتَزَالُ قَائِمَة."

~
رد مع اقتباس