عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-21-2017, 06:47 AM
 

منورة القسم بردك الرائع
فلور~


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من جديد قصيدة رائعة من العصر العباسي

قصيدة بركة المتوحل للبحتري.


يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها &&&& والآنسات إذا لاحت مغانيها.
بحسبها أنها في فضل رتبتها &&&& تعد واحدة و البحر ثانيها.


وهذه لوحة فنية رائعة رسمها لنا الشاعر ليقدم صورة جميلة

فيتعجب على أسلوب النداء ليشير إلى ابتعاد الناظر بخياله لما يراها

على ما هي عليه أو على أجمل صورة لها.

إذ الجواري والرياح الطيبة تظهر في المنازل المحيطة بالبركة.



بحسبها أنها في فضل رتبتها &&&& تعد واحدة و البحر ثانيها.

والمعنى المراد أنها بركة كبيرة ليست كبيرة فحسب بل ومعطاءة

لأن البحر يضرب به المثل في العطاء والجود بخيراته

وفي هذا لفتة من الشاعر للخليفة فكأنه يقول :

إذا كانت بركتك (واحدة) أي لا مثيل لها فأنت كذلك لا مثيل لك.


ما بال دجلة كالغيرى تنافسها &&&& في الحسن طورا و أطوارا تباهيها.
تنصب فيها وفود الماء معجلة &&&& كالخيل جارية من حبل مجريها.



وعاد هنا إلى النهر بعد البحر وذلك ليوجد معنى لم يكن موجودا

في مقارنتها بالبحر، ألا وهو الصفاء والعذوبة، فما كان في البحر

من عطاء وعظمة وما في النهر من صفاء وعذوبة فكلها مجتمعات

في بركة المتوكل، هذه البركة العجيبة، التي غارت منها

دجلة في الجمال.


كأنما الفضة البيضاء سائلة &&&& من السبائك تجري في مجاريها.
فحاجب الشمس أحيانا يغازلها &&&& وريق الغيث أحيانا يباكيها.



وهذا تشبيه يعطي صورة لصفاء الماء وأستطيع أن أقول لقيمة الماء الموجود في البركة

والملاحظ على هذا البيت الجناس في قوله : تجري مجاريها ، ولو عدنا للبيت

السابق لرأينا ( مجريها – مجاريها ) مما يدل على سهولة وسلاسة إشعار شاعرنا.

وأيضا كيف أن الشمس تغازل البركة لفرط جمالها وحسنها

وكيف أن المطر يتساقط على أحزانها.

هنا الشاعر يسخر عناصر الطبيعة ليتغزل في البركة.



إذا النجوم ترائت في جوانبها &&&& ليلا حسبت سماء ركبت فيها.
لا يبلغ السمك المحصور غايتها &&&& لبعد مابين قاصيها و دانيها.
هن صحن رحيب في أسافلها &&&& إذغ انحططن و بهو في أعاليها.
صور إلى صور الدلفين يؤنسها &&&& منه انزواء بعينيه يؤازيها.
تغني بساتينها القصوى برؤيتها &&&& عن السحائب منحلا عزاليها.



وفي هذا البيت علامات جمالية كثيرة ، فهو يصف كبر البركة وعظمها

وهدوءها ونظافتها، وسكون سمكها في فترة الليل

لأنه ذكر النجوم ثم أعقب ذلك بقوله (ليلا)، والمعروف أن النجوم

لا ترى إلا في الليل.

البركة فيها سمك، وهذا لا يتم إلا إذا كانت البركة كبيرة

حتى إن السمك لا يبلغ نهايتها ولعل هذا من المبالغة الرائعة، لأنه قال:

السمك المحصور فهو محصور ومع هذا لا يبلغ غاية البركة.



دمتِ بخير

__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 11-23-2017 الساعة 10:49 AM
رد مع اقتباس