عرض مشاركة واحدة
  #110  
قديم 11-08-2017, 11:26 PM
 


ابداع بكل ما للكلمة من معنى


لما لم يقل احد بأن العدو أفضل من الصديق ؟!

- إذاً ، ما أخبار خطيبكِ ؟
رمقته بحدة وأجابت " لا شأن لك به ! "
- لقد سمعت بأنه مهتمٌ بفتاة أخرى في الحي المجاور.
أقشعرت مشاعرها لسماعها هذه الاخبار وما أثار غضبها هو ابتسامته التي اتسعت باستمتاع ؛ هي لن تسمح ابداً بأن يتسلل شعور النصر لعدوها الذي ينتظر بشوق رؤية هزيمتها وضعفها
فاكتفت بابتسامة قائلة
" اللعنة عليك شادي .. حتى لو كنت قد رأيته بأم عينيك ، فمجرد كونك من يخبرني بهذا ، لن اصدقك"
كادت ان تستدير وتخرج من المكتب ولكن وقوع البطاقة التي رماها عند اقدامها جعلها تتوقف وهي تحملق في عنوان الفندق المدون على البطاقة
- إذاً دعي عيناكِ تتحققان من هذا.

لم تتعب نفسها بالتقاط البطاقة او حتى النظر إلى شادي ، بل فقط اكملت طريقها وقد داست بقسوة على تلك البطاقة التي بقيت متشبثة في الأرضية
بينما شادي نهض عن الأريكة بنشاط ولا يستطيع منع ملامح الحماس التي بدت على وجهه وهو يستعد لرؤية ردة فعلها عندما تشهد خيانة خطيبها

وحتى هي لم تستطع منع نفسها من الوصول إلى الفندق وقد كانت تحاول إقناع نفسها بأن كلام شادي يخلق وهماً في عقلها وعليها ان تعود ادراجها ، ترددها وتوترها كادا يقتلانها وهي تتحرك في نفس المكان ذهاباً وإياباً حتى كلمتها الموظفة
- أنستي هل استطيع مساعدتك ؟!

انتهى ذاك العراك داخل رأسها الان واستجمعت شتات افكارها تسأل
" هل يوجد حجز هنا باسم خالد ؟ " ابتلعت ريقها بتوتر واكملت بصعوبة " خالد لوين "

- لحظة من فضلك.
هدأت من روعها وكادت ان تشعر بالراحة بسبب شرود الموظفة بقائمة الاسماء وظنت بأنها لن تجد ابداً اسماً كهذا في حجوزات الفندق بأكمله ولكن تحطمت راحتها فورما نطقت الموظفة
- يوجد جناح قد تم حجزه باسم خالد لوين ، ولكن من تكونين ؟!
نظرت إلى الموظفة بهدوء ونطقت بنبرة قوية
" أنا خطيبته .. ماسا ديلال " أخرجت هويتها الشخصية وأرتها للموظفة ثم أكملت
" هل يمكنني الحصول على النسخة الثانية لمفتاح الجناح ؟ خطيبي ينتظرني بفارغ الصبر الان وأود لو يكون دخولي مفاجأة سارة له "
انهت كلامها بابتسامة لطيفة حاولت قدر الإمكان إظهارها وقد نجحت بإقناع الموظفة التي رحبت بها وأعطتها مفتاح الجناح ...
ضغطت على المفتاح بقوة وهي تقف شاردة في باب الجناح ، وسؤال في بالها هل عليها الدخول الان أم التراجع ؟! ما زال هناك فرصة للتراجع ما زال هناك فرصة ! لكنها لن تعيش بهناء حتى تريح عينيها
فتحت الباب لتتلقى صوت ضحكات وبالأخص ضحكة انثوية ، واصوات أخرى من غزل وحب
وصلت حيث الغرفة وحبست انفاسها كما تجمد خطيبها ذاك عند رؤيتها وصدمة الفتاة التي معه
لقد كان خائف من ردة فعلها ، لقد خطر في باله امور عديدة من تحطيم الجناح بأكمله او قتلهما او فضحهما امام الناس ولكنه لم يتوقع ابداً .. بأن تصدر تلك الضحكة منها.
ضحكت وصفقت بيديها " رائع .. رائع حقاً
خطيبي العزيز وصديقتي الغالية يتواعدان سراً "
هدءت ضحكتها وسألت " لما لم تخبراني ؟ لكنت قد احضرت معي باقة ازهار تليق بكما وبهذا الجو الرومنسي "
كلاهما لم ينطق بكلمة فهو لا يجد ما يقوله وصديقتها لا يحق لها التبرير
سألها : - ماسا هل انتِ بخير ؟
اغمضت عينيها تتمالك نفسها ثم نطقت " اصمت "
عاودت النظر إليه ولكن بنظرات قوية وابتسامة عالية
" بخير وبأحسن حال ، لا شيء يدعو ليكون غير ذلك وبالمناسبة من الجيد بأنها قد اتت منك ولم تأتي مني فأنا في كل الأحوال كنت في حيرة كيف سأتخلص منك "
خلعت الخاتم من يدها ورمته عند قدميه قائلة
" الان وجدت سبباً مناسباً لخلعه "
لقد أرادت وبشدة إثارة غضبه وإيصال شعور الإهانة إليه وقد نجحت بالفعل في ذلك ، فقد أخرست قلبها المحطم واعطت السبيل لعقلها في أن يتكلم ويختلق الاكاذيب نافياً مشاعرها بأنها كانت فعلاً تحبه ولكنها ليست من النوع الذي يبكي ويعلن هزيمته او يعاتب او ينتظر تبرير حتى !

نطقت صديقتها بحزن " ماسا لم أدرك بأني احببته فعلاً .. "
أخرستها قائلة ببرود " أهنئكِ ... لقد تعرفتي على مستواكِ الحقيقي ، في أقذر هاوية "
شعورها هذا وكلامها القوي وكأنه بفعل كمية الأدرينالين التي نشطت قساوتها وخدرت احاسيها ، تركتهما وخرجت تصفع الباب بقوة خلفها ثم استندت على الجدار تلتقط انفاسها وهي تحاول ضبط نفسها.
تكلم اخيراً شادي الذي كان يشاهد كل شيء من البداية وقال بنبرة هادئة وهو يراقب حالتها
- نتيجة لا بأس بها .. لكنها لم ترضني
جزمت قبضة يدها بغضب تحاول تمالك نفسها
" إن اردت الحفاظ على عظام وجهك فابتعد عن طريقي ! "
ابتعد عن طريقها بسرعة وهو مذهولاً من طريقة كلامها الإجرامية ، فاستدرك نفسه ليقول بابتسامة
- لماذا تصبين غضبكِ علي ؟ لست انا من قام بخيانتكِ !
أومأت برأسها بهدوء بعد صمت ليس بطويل
" صحيح لست أنا "
تحركت بثقة تتخطاه ذاهبة " لذا أشكرك يا عدوي"
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
رد مع اقتباس