عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-01-2017, 09:45 AM
 
طريقُ النّورِ ،


[caps]S H I N A[/caps]





دائِما كانت أمي تحكِي لي عن ذلِك المكان ، الّذي لا أتعَب فيه أبدًا .. كُل ما أشتهيه يأتيني دونَ عناءٍ ومشقّة ،
هُناك حيث البساتينُ الخضرَاء والنّور ، لا يؤذِيني أحد ؛ ولا أنام فالنوم يكون مُنغصًّا لحياتي هُناك !
فيها ما لم تره عينٍ .. ولم تسمع به أُذن .. يا الله ، كيف السبيلُ إلَى هُناك ؟ ومعاصيّ كالجِبال ولا أكُفّ ..
ظُلمةُ الدُنيَا تلتفّ حولي ، في كُل يوم أبوءُ بذنبٍ يُضاف لبَاقي الذُنوب .. ثم أستغفِر ؛ وأعزِم أن لا أعود لعصيانِك
ثمّ أعود .. وأُذنب ، أنعَمت عليّ يا الله بنعَمٍ لا حصرَ لها ، وهدَيتَني لطريق النّور .. طريق الحقّ ،
علامات وضعتَها في كل مكان ، تُرشِدني إلى جنّتك ؛ وكيفَ بي أعصيكَ يا خالقِي ؟
بأيّ حقٍ أقصّر في طاعتِك ؟ وأنا الفقيرَة إلَيْك .. رُدّني إليكَ يا الله ردًّا جميلًا . وأغفر لي ما قدّمت وما أخّرت

" هيّا يا ابنتي .. كفاكِ لهوًا " أمّي تُحدّثني بنبرةٍ مُنزعجه ، لا ألومها .. وقتٌ كثير أضعتُه ،
" حاضِر يا أُمّي .. أدعِ لي يا حبيبةَ قلبي " لم أتملّقها يومًا ، هيَ حبيبتي .. أكثرُ الناس قُربةً لي ، أخشَى ألا أراكِ في الجنّة يا أُمي ، أخاف على نفسي من الهلاك
" أعانكِ الله ويسّر لكِ " قالت بحنانِ وبابتسامتها الجميلة ، العَمر تقدّم بِكِ كثيرًا يا أمي .. أطال الله في عُمرك وأعانكِ على طاعته .
كنت على باب المَنزل ، ارتديتُ حذائِي ، عانقتُ أمي عناقًا قصيرًا .. بسرعةٍ أغلقت الباب خلفي بعد ان ابتسمتُ لأُمي مُستئذنة . ومضيتُ في طريقي ، ركِبتُ الحافلة وكالمُعتاد أنظر من النافذة .
تطرّق إلى أُذني صوت المذياع ، صوتٌ يقرأ [ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ]
يا الله .. اهدني يارب .. حاجَتي لك عظيمَة ، بدونِك أنا عاجِزة ، أعِنّي يا الله .
" الحافِلة .. أيها السائِق انتبه ! " صرخَت امرأةٌ تجلسُ خلفي .. نظرت بسرعة إلى الطريق فإذا بحافلةٍ أُخرى تصطدِم بحافلتنا ، أرتجّت بِنا واصطدمت بالكرسيّ أمامي .. توقف الصُّراخ وتوقّف قلبي للحظات ، مشهدٌ مُرعِب ؛
- الناس بخير ، إصاباتٌ طفيفة .. إلا امرأةٌ واحٍدة ، نساءٌ من حولِها يصرُخن ، والرجال منهم من يُخاطب السائق ، ومنهم يقف ويُشاهد ما يحدُث دون أي تعابير .. والفِئة الأبغَض .. يمشونَ في طريقهم وكأن لا شيء حدَث !
لا عِلم لي هل ماتت ؟ أُغمي عليها ؟ جُل ما أُفكر فيه لو كُنت أنا هُناك مكانها ، وان توقف قلبي للابد
الحمد لك يا الله على نِعَمك ، فُرصة أخرى تمنحُها لي ؛ أعِنّي على اغتنامها يا رب
-هاهوُ النور يشعّ فيملأ قلبي يقينًا ، صبرٌ فجزاء .

* إلى طريق النّور سيري ، الجنّة أجمل *
----------------
مُشاركتي في الجولة الثانيه من فعالية الجميلة لورين
لكُلّ من أرهقته ذنوبه ، هذهِ لك .


__________________
𝗷𝘂𝘀𝘁 𝗯𝗲 𝗮 𝗿𝗼𝗰𝗸

التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةة الزَهرَاء ; 04-01-2018 الساعة 08:14 PM