عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-30-2017, 10:32 PM
X
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=55096');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][ALIGN=center]




رَكًضت لتقِف قُرب زمَلائها في حين كانوا يَستعدون لأخْذِ صورة
تِذكارية

ثَبتَ الجَميعُ ولقطَت الصورة!
.
.
في الدرس

الأستاذ غاضب يهتف بغيظ
_ ألا أحد يعرف الجواب

وفي آخر الصف تجلس هي قرب النافذة وترفع يدها بلهفة وقد
كانت الوحيد .
لكن الأستاذ لم ينظر نحوها حتى، وفي النهاية!
هتف !!
_ جميعكم معاقبين

أنزلت يدها بضجر والتفتت نحو النافذة بقلة حيلة

_" أدعى كوا ماي في 17 من عمري !
منذ شب حريق في منزلنا وتوفيَّ والدايَّ !
تغيرت حياتي فقد بقيت حية لأنهم اسعفوني.

كُنا على مائدة العشاء في المطبخ لتنفجرَ علبة بنزين أتى بها والدي
لسيارته!
تغير كل شيء حقاً، لم يعد أحد ينظر في وجهي ولا يحدثني
أعود إلى المنزل بعد المدرسة ولا شيء آخر، صحيح أنه نصف
محترق لكن غرفتي بخير !
أقضي وقتي بالدراسة أو الجلوس على النافذَة؛
هكذا أنهَيت اليومَ أيضاً

في اليوم التالي صحوت مبكراً وذهبتُ إلى المدرسة ككل يوم
إستلمتُ هناك الصور التذكارية للصف، وللأسف لم ألحق باللقطة!
لقد التقطوها قبل انضمامي إليهم ... لذا لم أكن موجودة



إحتَفظتُ بها وجلست بمللٍ وضجر
هكذا إنتهى الدَوامُ اليومَ أيضاَ

في الطريق أخرَجتُ من جيبي 25 ين وهي كل ما أملك في هذه
اللحظة
وبطريقةٍ ما سَقط من يدي وإستقرَت أمامي علي بعد قَدمين
تقدمت لالتقاطه فإذا بفتاة التقطته هاتفه
_ رائع وجدت 25 ين هنا.

تجمدت أنظر إليها بينما لم تَكن تعيرني انتباهها
رمشتُ مستَسخفةً موقفها وأكملتُ سيري مستغنية عن فكرة اشتراءِ
شيء ما للطريق.

استلقيت بملل أفكر
لم يمضي أسبوع على عودتي للمدرسة بعد الحادثة ومع هذا أتلقى
هذا الكَم من التجاهل

عند غروب الشمس كنتُ قد غفوت ولكني استيقظتُ على صوتِ
الباب يفتح
نهضت بسعاد ولهفة فحتى الآن لم أتلقى زيارةً من أحد ولا حتى
العزاء.

نزلت الدرج وقلبي يطير من الشوق،
مللتُ الوحدة؛
مَللتُ تجاهلَ الناس لي؛
لَم أعد أشعر بثقلِ قلبي الآن ولا كل الملل
لقد اختفى كل شيء عدا سعادتي في اللحظة
وكأن قلبي سًقط من سرعتي
أنا الآن أشعر كأني ولدتُ من جَديد وأتى التَرحيب بي

وقفت على الأرض وعيناي تبرقان بشوق
ابتسمت ابتسامة حانية
لم ينساني بعد هذا الغياب
لقد أتى من أجلي
ولأجل هذا لن أعتب على انقطاعه وعدم قدومه لعزائي
برت قلبي المحترق برؤيته
هتف بشوق
_ أوا يا أحمق لقد اشتقت إليك

أوا صديقي منذ الطفولة فـ منزله يلاصق منزلنا ووالدته صديقة
والدتي الحميمة
هو يكبرني بعامين أي أنه جامعي الأن

إلتفت الأخير بفزع يتفحص المكان
هتف بهدوء ورجولية واثقة
_ من هناك!!؟

تقدمت نحوه باستغراب
في البداية كان نظره نحوي مشتت سرعان ما أصبح دقيقاً

قطب حاجبيه يدقق النظر نحوي ليقول بصدمة
_ ماي!!

أومأتُ بسعادة لينتفضَ مبتَعداً وجسده يرتَعش

أملت رأسي فيما قال وكفيه مفتوحتان أمامه كدرع
_ مسالمة صح!!

تمتمت بضجر مستخفة
_ وهل سآكلك، لما لم تأتي طوال الشهر!

تمتم بهدوء يتفحصني
_ ظننتُ لصاً في المنزل لكون الأنوار تضاء كل يوم وفي النهاية
تكون ماي قد سكنت المنزل!

أملت رأسي مع شفتي مستفهمة
_ لم أفهم، أ ضننتني سأعيش مع أحد أقاربي؛ لست صغيرة
أستطيع تدبر نفسي وحدي!

هم ليمسك بيدي ناويا سحبي لمكان ما ولكنه توقف لثوان ثم قال
_ اتبعيني

لحقت به بفضول حتى المرآة عند الدرج
وقفت معه لدقائق ليقول
_ أترين نفسك

أومأت وأنا أشير للمرآة
_ ها هي أنا

تنهد بقلة حيلة وأخرج هاتفه
رأيته يرفع الكاميرا نحوي عبر المرآة فالتفتت باستفهام،
ولكنه كان قد التقط الصورة

هتفت باستياء
_ إمسحها أوا ..

اقترب مني ورفع الهاتف في وجهي يريني الصورة
لم أرى نفسي في الصورة
كل ما رأيته إنعكاس أوا وهو يصور على المرآة التي يفترض بها أن
تكون خلفي

تمتم باستفهام
_ ما معنى هذا؟!

تمتم بهدوء وأسف
_ أنت روح وقد متِ في حادثة الحريق

شهقت نافية
_ مستحيل ، أوا أي مقلبٍ هذا

فتح يديه وتقدم نحوي فاتحاً ذراعيه لـ يضمني
أغمضت عيني كردة فعل وتراجعتُ خطوة

مرت ثوان استدعت مني فتح عيني
لم أراه أمامي لألتفت إلى الخلف باحثة عنه
كان قد تخطاني ويديه لا تزالان مفتوحتان
التفت برأسه وهو يرسم ابتسامة حزينة؛ كطفل فشل في أمر ما
ويبتسم ليرضي والدته بأنه ليس حزيناً

رفعتُ رأسي قليلاً أمنع دموعي من التسرب وأنفي من السيلان
ولكن لا مجال فقد انهمرت لسببين
نظرته الحزينة المدموجة مع إبتسامه
و كوني روح لجسد ميت
أنا ميتة
أنا فقط ميتة
لا أكثر من هذا

أنزل يديه وهرع نحوي متمتماً
_ ماي غبية لا تبكي لن أتمكن من مسح دموعك كـ كل مرة

هممت أمسك يده ولكني اخترقتها
شهقت وبدأت أمسح دموعي التي لا تكف عن الانهمار
قلت بضجر
_ أوا لما أنا ميتة، أوا أريد أن أبقى، أوا أوا لا أريد الذهاب

أغمض عينيه قائلاً بضجر
_ سأرافقك إذاً

فتحت عينيَّ على أوسعهما وهتفت
_ إياكَ و التفكير بهذا !

تمتم
_ لا تريني دموعك إذاُ!

أومأت بهدوء فأردف
_ متى ستعودين لجسدك!

ارتسم الخوف على ملامحي وهتفت برجاء
_ لا أريد لا أريد أرجوك، أنا… أنا سعيدة هكذا!

تمتم بأسف
_ لن تكوني سعيد مع الوقت، أنت سوف تتلاشين، سوف تحل
مكانك روح سيئة هجينة، صدقيني أنا لم أترك قبرك أبدا منذ
الحادثة !

إبتسم بهدوء وأكمل
_ وفي النهاية كنت أزور الجميع عداك وأحدث نفسي وبظني
تسمعين.

سرت بهدوء ليلحق بي ويسأل باستفسار
_ إلى أين!؟

_ الى قبري!

أومأ بهدوء وخرجت وهو ذاهبين له
في الطريق ظل صامتا لكني رحت أثرثر لأزيل خوفي

قلت بمرح
_ كنت أذهب للمدرسة وأستغرب من الأستاذ عدم النظر في وجهي
حين أكون الوحيدة التي تعرف الجواب، ومرةً أسقطتُ 25 ين
ولكن التقطتها فتاة وظنت أنها وجددتها وهي كانت أمام قدمي،
وأيضاً الصورة التذكارية لم أظهر بها وظننت أني لم ألحق اللقطة،
كذلك عندما أحاول أن أشتري شيئاً ولا يجيبني البائع

صمتت بعد أن انتبهت لأني أكثرت من الكلام الفارغ

وصلنا قبري بعد برهة من الوقت
قلت بسخرية ممزوجة بالألم
_ أنا في الأسفل

كذلك لم يجبني
التفتت نحوه وقد كان يبدو حزيناً، تمنيت البقاء معه
ولكني بدأت أتلاشى
هممت نحوه لأضمه لم أتمكن من لمسه ولكني إحنضنته وإختفيت


جثى على ركبتيه أمام القبر لتختفي عينيه تحت شعره فيما تتسرب
دموعه على وجنتيه
تمتم بهدوء متماسكاً
_ ماي كوني سعيدة فأنا دوماً بقربك.



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس