عرض مشاركة واحدة
  #169  
قديم 08-23-2017, 01:52 AM
 





الزهرة التاسعة و الستون : القرية أحادية الألوان.
في تلكَ الأثناءِ في أرضِ الزجاج.
سارَ هايدن برفقةِ روبي و هاري خلفَ سَيلاه لتلتفتَ الأخيرةُ نحوهم قائلة : لقد وصلنا.
" هايدن : تبعنا سيلاه نمشي وسطَ السهولِ لينتهي بنا الأمرُ داخلَ غابةٍ منَ الأشجارِ الكرستالية، كانت تعكسُ صورنا سواءَ على جذعها أغصانها أو أوراقها، و رغمَ كونها شبهَ شفافةٍ إلا أنَّ العجيبَ كونَها لا تعكسُ ما خلفها، كما لو كنا في عالمٍ منَ الزجاجِ أو المرايا، فجأة التفتت سيلاه ناحيتنا تخبرنا بوصولنا إلى وجهتنا و هي قريتها، تمسكت بأغصانِ الأشجارِ تزيحها عن الطريقِ لتبرزَ قريتها من خلفها، و يا للمفاجأة فهذهِ الأشجار لينةٌ عكسَ ما تبدو، أما تلكَ القرية ؟، فقد كانت مملوءة بعواميدٍ منبثقةٍ من الأرضِ و في القمةٍ تقعُ منازلهم، ما أثارَ استغرابي هو عدمُ وجودِ أيِّ سلالمٍ تؤدي بهم إلى أعلى فكيف بحقِ السماءِ يطالونها ؟، ليسَ و كأنهم يمتلكونَ أجنحةً على أيِّ حال !، وقفت سيلاه أمامَ أكبرِ المنازلِ، مدت سيلاه قدميها كالفرجالِ فلا تطالُ الأرضَ سوى أصابعها لتدورَ حولَ نفسها ترسمُ دائرةً بإحدى قدميها ما حدثَ بعد ذلكَ هو أنَِّ دائرةً مضيئةً توهجت حولها لترتفعَ قطعةٌ من الأرضِ، هي أشارت لنا بالصعودِ لنمتثلَ لها و ما إن لبثنا حتى ارتفعت بنا إلى الأعلى حتى وصلنا مدخلَ المنزلِ"
ابتسمت سيلاه قائلة : سأعرفكم بزعيمِ القرية !.
تذمرت روبي قائلة : فليكن لطيفًا رجاءً.. لقد اكتفيتُ منَ الزعماءِ بصراحة..
سألَ هاري : على أيةِ حالٍ، أأنتِ ساحرةُ رياحٍ ؟، سيلاه سان، هذا نادرٌ بالفعل.
أحنت سيلاه رأسها إلى الجانبِ سائلة : سحر ؟، ما هذا ؟.
ابتسمت بإشراقٍ لتفتحَ البابَ هاتفةً : لقد عدتُ أمي !، أبي !.
أطلت والدتها منَ المطبخِ قائلة : مرحبًا بعودتكِ سيـ-
ما إن لمحت الأمُ روبي و من معها قريبًا من ابنتها حتى تقدمت منهم بخطواتٍ متسارعةٍ عنيفةٍ تسحبها إليها من معصمها فتعانقها بينما ترمقُ الثلاثةَ بنظراتٍ عدائيةٍ
هتفت : من أنتم !.
أما سيلاه فقد همست ببراءة : أمي ؟.
ابتسمَ هايدن بلطفٍ ليقتربَ من والدة سيلاه متمسكًا بكفها بكلا كفيهِ قائلًا بلطفٍ : المعذرة جميلتي !، لم يكن بمقصودنا إزعاجكم.. كنا تائهينَ قريبًا من هُنا و عرضت علينا ابنتكِ بكُلِّ لطفٍ مكانًا نستفسرُ فيهِ عن موقعنا و وجهتنا.
توردت وجنتا الأمِ لترد بلطف : اوه يا إلهي !، لا بدَّ أنّ هذا كانَ صعبًا عليكم !، تفضلوا إلى الداخلِ لتأكلوا بعضَ الطعام.. سيلاه دليهم على غرفةِ المعيشة...
ذهبت الأمُ إلى مطبخها بينما ابتسمت سيلاه بسعادة : لنذهب !.
تعمقت سيلاه في المنزلِ بدورها ليربتَ هاري على كتفِ هايدن قائلًا : أحسنتَ يا قاتلَ النساء !، أدعو أن لا يقتلكَ زوجها..
ابتسمَ هايدن ببلاهةٍ يحكُ رأسهُ بينما يضحكُ بتكلفٍ ليقول : حسنًا، لن يعلمَ ما لم يخبرهُ أحد..
تنهدَ كُلٌّ من هاري و روبي معًا تعبيرًا عن يأسهما بتغيرِ الأولِ و فقط إتجها إلى غرفةِ المعيشة.
سألت سيلاه : هل عادَ أبي ؟.
فأجابت والدتها : لا، ليس بعد، لِمَ ؟.
لَم تكد الأمُ أن تُنهيَ جملتها حتى تخللَ مسامع الحاضرينَ صوتُ البابِ الرئيسيِ يفتحُ و بعدها صوتٌ عميقٌ قائلًا : لقد عُدت !.
انتفضت سيلاه بسعادةٍ لتهرولَ نحوَ والدها معانقةً إياهُ فقالت : مرحبًا بعودتكَ أبي !.
ربتَ والدتها على شعرها ليقهقهَ مستمتعًا فقال : سيلاه !، ما سرُ هذهِ الحيويةِ و السعادةِ كُلها اليوم ؟!.
تمسكت سيلاه بكفِّ يدهِ تسحبهُ نحوَ غرفةِ المعيشةِ قائلة : هُناكَ ما يجبُ أن تراهُ حالًا !.
دخلَ الاثنان غرفةَ المعيشة و ما إن لمحَ والدها الثلاثةَ حتى تحولت ملامحهُ إلى الغضبِ هاتفًا : ما معنى هذا سيلاه !!.
نهضَ هايدن مبتسمًا ليمدَّ يدهُ إلى والدها قائلًا بلطف : أدعى هايدن تُركواز.. سررتُ بلقائكَ سيد..
نظرَ والدها إلى كفِّ هايدن ليتجاهلها مستمرًا بتوبيخِ ابنتهِ : أنى لكِ إحضارُ البشرِ إلى هُنا ؟!!!.
هيَ قالت بتردد : أبي إنهم ليسوا--
بينما استمرَ هايدن ينظرُ إلى كفِّ يدهِ بتعجبٍ، صاحَ بها بعضب : صمتًا !، لا أودُ سماعةَ كلمةٍ أخرى !.
هوى بكفِّ يدهِ محاولًا صفعها فور ما أنهى جملتهُ الأخيرة.

رد مع اقتباس