عرض مشاركة واحدة
  #167  
قديم 08-21-2017, 05:51 PM
 




الزهرة الثامنة و الستون : نحنُ ذاهبانِ.
" راين : مرت الأيام الثلاثُ سريعًا بينما أقضيها معَ ماري و ميرا، أدركتُ خلالَ هذهِ المدة القصيرة كم كنتُ أشتاقُ لها و لوالدتي و كم كنتُ أشغلُ نفسي عمدًا لأمتنعَ عن التفكيرِ بهما... و في الواقع فأنا أشتاقُ للوكا بالقدرِ الذي اشتاقُ فيهِ لهن ، لا أعلمُ ما حدثَ خلالَ المدة التي غبتُ فيها لكن ما أعرفهُ هوَ أنّ لوكا يستحيلُ أن يكونَ شخصًا سيئًا، على كُلِّ حال فأمي قد أنهت الترياقَ بالفعلِ و ها نحنُ ذا."
وضعت أمامهُ أربع قاروراتٍ متباينةِ الأحجامِ و الالوانِ، فأحدهما أصفرُ و الآخرُ أزرقُ داكن، زهريٌ و أحمرُ بقراورةٍ كبيرةٍ على عكسِ البقية.
أشارت إيفا إلى القواريرِ بالترتيب قائلة : الأصفر ترياقُ بياتريس، الأزرقُ النيلي لفتحِ بوابةٍ إلى البعد المحايد، الزهري ليبعدَ عنكَ الكوابيس والأحمر دمٌ مركزٌ منَ الشجرة العظيمة، تضعُ مقدارَ ملعةٍ في كأسٍ و تملأ الباقي ماءً، لا مزيدَ من شربكَ لدمك !.
ابتسمَ راين بهدوءٍ مجيبًا : شكرًا لكِ أمي... لكني مضطرٌ لإعادةِ اثنينِ منهما.
رفعت إيفا أحد حاجبيها مستنكرة ليدفعَ بالسائلان الأزرق النيلي و الزهري ناحيتها بهدوءٍ قائلًا : لا أنوي الدفعَ بتلكَ الكوابيسِ بعيدًا.. إنها تذكرني بهدفيَ مرارًا كي لا أنساهُ يومًا ما..
إيفا : و الثاني ؟.
أجابَ راين : هُناكَ عدوٌ لا أستطيعُ لمسَ شعرةٍ منهُ بقواي الحالية.. و عليهِ أخططُ للعبورِ من خلالِ شجرةِ الدم..
إيفا : حتى و لو، خذهُ معكَ، قد تحتاجُ يومًا العودةَ إلى هُنا كما الآن.
ابتسمَ لها و أخذهُ فعانقها بقوةٍ قائلًا : أنا ذاهب..
همست بدورها : انتبه إلى نفسكَ.
تركها ليقفَ أمامها فسألت : ألا بأس بالمغادرة هكذا حقًا ؟، أستتركُ ماري خلفكَ ؟.
أومأ راين بالإيجابِ قائلًا : لا أودُّ إقحامها في الأمر.
التفتَ مغادرًا باتجاهِ البحيرةِ فقالت إيفا : أرسل تحياتي لبياتريس !.
لوحَ بيدهِ معطيًا إياها ظهرهُ فهتف : لن أفعل !.
قهقهت إيفا لتهتفَ بهِ : وغد !.
همّ راين بعبورِ بحيرة الدمِ لولا تلكَ الكف التي تمسكت بمعصمهِ فهتفت صاحبتها بصوتٍ مرهقٍ من بينِ لهثاتها : مهلًا !، لا تذهب.
التفتَ نحوها متفاجئًا : ماري ؟.
روزماري : لا تتركني دونَ التفوهِ بأيِّ كلمةٍ مجددًا.. رجاءً..
ربتَ راين على رأسها قائلًا : آسف، لا يمكنني أخذكِ معي.. سأعبرُ شجرةَ الدمِ، أنتِ تدركينَ ماذا يعني ذلكَ صحيح ؟، احتمالُ 95% أننا سنموتُ في الداخل.
روزماري : حتى و لو !، إن متنا دعنا نموتُ معًا !.
نظرَ راين إلى والدتهِ مستنجدًا فقالت الأخيرة : و لِمَ لا ؟، اذهبا، إن كانَ قراركما فلن أمنعكما ابدًا.
هتفَ راين منزعجًا : حقًا أمي !، كيفَ لكِ أن تسمحي لها بذلكَ ؟.
إيفا : و لِمَ أسمحُ لكَ و أمنعها ؟، ماري بالغةٌ مثلكَ تمامًا !.
بانَ الانزعاجُ على وجهِ راين ليبعثرَ شعرهُ بقوةٍ و ما لبثَ أن استسلمَ موافقًا، تشبثَ الأخوانِ بيدِ بعضهما ليرفعَ راين نفسهُ و إياها في الهواءِ بينما تحلقُ ميرا قريبًا منهم
هتفت إيفا : احمها جيدًا ما إن تصل إلى البعد المحايد !.
بينما اكتفى هوَ بالابتسامِ لنفسهِ فقط، حطَّ الثلاثة على جذعِ شجرةِ الدمِ ليسكبَ راين قطرة منَ الترياقِ على الأرضِ قائلًا : ميرا، شجرةُ الدمِ لا يدخلها سوى الشياطينِ لذا اسبقينا إلى هُناك.
رمى لها زجاجةَ الترياق أصفر اللونِ لتتمسكَ بهِ بكلتا يديها هاتفة: ثقيل !، هذا بِطوليَ تقريبًا !.
راين : ترياقُ بياتريس !... أعتمدُ عليكِ !.
أومأت لهُ بالإيجابَ لتذهبَ كما جاؤوا بينما التفتَ راين و روزماري إلى شجرةِ الدمِ فابتسمَ الأولُ مربتًا على شعرِ أختهِ
قال : أنذهب ؟.
أومأت لهُ بالإيجابَ بينما تحدقُ بتلكَ الفجوة التي تتوسطُ جذعَ الشجرةِ أمامها
همست : إن خرجنا منها أحياءً... سنكونُ اكتسبنا قوةً توازي الكوارث الطبيعية.. و معرفة تساوي العالم... صحيح ؟، أخي الأكبر..
هو أومأ إيجابًا ليطمئنها قائلًا : لا بأس.. نحنُ لن نخسرَ أمامَ شجرة صحيح ؟.
تشبثت ماري بمعصمِ شقيقها مزدردةً ريقها ليدخلَ الاثنانِ إلى الفجوةِ معًا.

رد مع اقتباس