عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-03-2005, 03:07 PM
 
Arrow هؤلاء لا يستحقون عطفك ... صور من جد توجع القلب

يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً وقال: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون )) ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((تصدقوا قبل أن لا تصدقوا، تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره، تصدق رجل من تمره، تصدق رجل من شعيرة، لا تحقرن شيء من الصدقة ولو بشق تمرة))[1]، وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشق تمرة))[2] وفي رواية أخرى: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة))[3]. إن فضل الصدقات يا عباد الله عظيم وأثرها جسيم فنصف تمرة يمكن أن يكون حجاباً لك من النار فكيف بالمئات والألوف، وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله أو طروقة فحل في سبيل الله))[4]، الفسطاط الخيمة يستظل بها المجاهد وطروقة الفحل هي الناقة أو الفرس التي بلغت أن يعلوها الفحل يتصدق بها المرء للمجاهدين ومن جهز غازياً فقد عزى[5]، وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وكسبه من طيب))[6]، وفي رواية: ((ويل للمكثرين إلا بمن قال بالمال هكذا وهكذا))[7] والمكثرون هم الأغنياء ذوي المال الكثير، وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يا ابن آدم إنك إن تبلغ الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلي))[8]، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: ((يا ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة))[9]، وقد صح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لو كان لي مثل أحد ذهباً لسرني أن لا يمر على ثلاث وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين))[10]، ((وكل امريء في ظل صدقته حتى يقضي بين الناس))[11]، ((والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار))[12] ((وصدقة السر تطفيء غضب الرب جل وعلا))، ((وممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))[13]، وقال الله جل وعلا: إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ، وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال الله عز وجل: ((أنفق أُنفق عليك))[14] وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة… إلى أن قال: وأحدثكم حديثاً فاحفظوه: إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله علماً ومالاً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعمل فيه حقه فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علماً ولم يزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقاً فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء))[15]، وفي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها: ((أنفقي ولا تحصي يحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك، ولا توكي فيوك عليك))[16] وقال لبلال أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً، وقال صلى الله عليه وسلم: ((أما علمت أن ملكاً ينادى في السماء يقول اللهم اجعل لمال منفق خلفاً واجعل لمال ممسك تلفاً))[17]، وفي رواية: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعطي منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعطي ممسكاً تلفاً))[18]. وأفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا. هذا غيض من فيض مما صح عن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم في فضل الصدقة والإنفاق في سبيل الله، والآيات في فضلها كثيرة فمنها قوله جل وعلا: مثل الذين ينفقون في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ، وقوله سبحانه: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وقوله جل شأنه: لا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة إلا كتب لهم ، وقوله سبحانه: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ، وقوله جل وعلا: وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كريم وما لكم أن لا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض ، والآيات في فضل الإنفاق في سبيل الله كثيرة فالبدار البدار يا عباد الله في الاستجابة لداعي الله قبل فوات الأوان: وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون .


شاهد هـــؤلاء